التطبيع بين تركيا والأسد في محطة مغلقة وسط إقليم مشتعل.. هل يُطوى نهائيا؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تعطل مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري مجددا على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها أنقرة على مدى الأشهر القليلة الماضية من أجل استئناف العلاقات مع نظام بشار الأسد عبر الوسيط الروسي، الذي أعلن بنفسه عن توقف المفاوضات بين الطرفين.
ولا تزال تركيا تلوح باستعدادها إلى التطبيع مع النظام السوري منذ سنوات عديدة، إلا أن أنقرة رفعت سقف تصريحاتها بعد عودة المسار المتعثر إلى الواجهة مجددا في تموز /يوليو الماضي بعرض الرئيس رجب طيب أردوغان على الأسد اللقاء في تركيا أو بلد ثالث.
وبالرغم من التصريحات التي تبادلها الطرفان خلال الفترة الأخيرة وتباينت بين الإيجابي والسلبي، لا يزال ملف انسحاب القوات التركية من شمال غربي سوريا أبرز العوائق التي تعيد ملف التطبيع إلى الوراء مع كل حديث جديد عن إحداث اختراق في المفاوضات التي تقوم روسيا، حليف الأسد الرئيسي، دور الوسيط فيها.
بحسب، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فإن عملية التفاوض بين تركيا والنظام السوري توقفت إلى أجل غير مسمى على خلفية اختلاف في مواقف الطرفين إزاء الوجود العسكري التركي في شمال غربي سوريا.
وقال لافروف في حديث مع صحيفة "حرييت" التركية، الجمعة، إن "اختلاف مواقف دمشق وأنقرة (بشأن انسحاب القوات التركية) أدى إلى توقف عملية التفاوض".
وأضاف أن نظام الأسد "يصر على أنه من الضروري أولا توضيح مسألة انسحاب الوحدات العسكرية التركية من الأراضي السورية. بينما تؤكد تركيا التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها من حيث المبدأ، لكنها تعرض مناقشة مسألة سحب القوات في وقت لاحق".
وجاءت التصريحات الروسية في وقت تحدث فيه مراقبون لـ"عربي21" عن وجود امتعاض لدى الجانب التركي من عدم قيام روسيا باستخدام نفوذها على النظام السوري من أجل دفع عملية التفاوض بالقدر الكافي.
ويرى الباحث في مركز أبعاد للدراسات، فراس فحام، أن توقيت التصريح الذي أدلى به لافروف يشير إلى أن الأمور في سوريا جامدة، موضحا أن "روسيا تنتظر الانتخابات الأمريكية وربما تعول على وصول ترامب إلى الحكم في البيت الأبيض من أجل إعادة التفاوض حول سوريا".
و"بالتالي تريد روسيا التأكيد أنه لم يحصل أي تقدم في مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، وأن الأمور في سوريا ممكن أن تأخذ منحى جديد ومسارات جديدة"، يقول فحام لـ"عربي21".
وقبل أيام، توجهت الأنظار إلى روسيا حيث اجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة دول "بريكس"، إذ تحدثت تقارير عن وضع ملف التطبيع بين تركيا ونظام بشار الأسد على الطاولة خلال اللقاء.
وقال لافروف إن ملف التطبيع التركي مع النظام السوري "كان أحد المواضيع التي تناولها لقاء أردوغان مع بوتين"، مشيرا إلى أن بلاده "تبذل جهودا متواصلة لإنهاء الصراعات بين دمشق وأنقرة".
وبالرغم من الحديث سابقا عن لقاء متوقع بين أردوغان والأسد على هامش القمة، إلا أن هذه اللقاء لم يدرج على جدول الأعمال "لأن الجانب التركي لم يستلم من دمشق حتى الآن الرد الحاسم على الرسائل الإيجابية من الرئيس أردوغان"، حسبما نقلته صحيفة "حرييت" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة".
مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، سمير العبد الله، يقول إن روسيا لم تمارس ضغوط على النظام السوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع تركيا.
ويعلل العبد الله ذلك في حديثه لـ"عربي21"، برغبة موسكو في الحصول على مكاسب من تركيا بالملف السوري وبعدد من الملفات الأخرى المشتركة بين البلدين، ومنها أوكرانيا والعلاقة مع الغرب وأمريكا وغيرها.
خلال حديثه مع الصحفيين عائدا من روسيا بعد قمة "بريكس"، أشار أردوغان إلى أن "تأثير روسيا على الحكومة السورية معروف"، كاشفا عن طلبه من الرئيس الروسي ضمان رد بشار الأسد على دعوة بلاده.
وتابع أردوغان متسائلا: "هل سيطلب السيد بوتين من الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب على ذلك".
وفي وقت سابق، دعا أردوغان الأسد إلى اللقاء في تركيا أو بلد ثالث، وأوضح أن وزير خارجيته هاكان فيدان "يقوم حاليا بتحديد خارطة الطريق من خلال محادثاته مع نظرائه".
لكن النظام السوري شدد على لسان وزير خارجيته السابق فيصل المقداد، على أنه "في حال أرادت تركيا أن تكون هناك خطوات جديدة في التعاون التركي مع النظام السوري، وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها، عليها أن تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها في شمالي سوريا وغربي العراق".
امتعاض تركي في إقليم مشتعل
يشير سمير العبد الله إلى أن تركيا ربما تكون ممتعضة نتيجة عدم الضغط الروسي على النظام بالرغم من كل المبادرات والدعوات التي وجهتها أنقرة إلى النظام السوري.
لكن، بحسب الباحث، لن تصل الأمور إلى درجة الخلاف بين البلدين، وخاصة في ظل الأوضاع الإقليمية، والقلق على مصالح تلك الدول في حال حدوث أي توافقات إقليمية وقدوم إدارة أمريكية جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن ملف التطبيع المتعثر بين تركيا والنظام السوري وصل خلال الأشهر الأخيرة إلى درجة توالي التقارير في الصحافة التركية عن لقاء مرتقب بين أردوغان والأسد على الحدود السورية أو في موسكو، لكن كل ذلك تراجع مع تصاعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وامتداده إلى لبنان.
وكان مراقبون تحدثوا لـ"عربي21" عن ملفات ضاغطة وراء تعزيز أنقرة خطاها على مسار التطبيع بما في ذلك الحاجة إلى حل ملف اللاجئين السوريين في تركيا وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب.
ومع غليان الأوضاع في المنطقة وتكثيف "إسرائيل" غاراتها الجوية على مناطق مختلفة من الأراضي السورية وسط تقارير عن توغلها بريا في الجنوب، فإن مخاوف أنقرة تتصاعد من إمكانية تفجر المنطقة ووصول "إسرائيل" إلى حدودها في حال اجتاحت دمشق، كما حذر أردوغان.
وتشير أنقرة بمصطلح "مكافحة الإرهاب" إلى وحدات الحماية الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتي تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا "بدعم من حزب العمال الكردستاني"، المدرج على قوائم الإرهاب، فيما يقصد الأسد فصائل المعارضة السورية التي تدعمها تركيا شمال غرب البلاد.
في السياق، شددت أنقرة في أكثر من مناسبة على رفضها سحب قواتها من شمال غربي سوريا دون التوصل إلى عملية سياسية تنهي الأزمة السورية بموجب القرارات الأممية.
ويقول فحام إنه من الواضح أن تركيا لا ترغب في مناقشة مسألة انسحاب قواتها من على الأراضي السورية، في حين يريد النظام السوري ومن خلفه ايران أن تنسحب أنقرة أو على الأقل أن تحدد جدول زمني للانسحاب.
ولا تبدو دوافع الجانبين بشأن ملف التطبيع متوافقة، لاسيما في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة.
ويلفت سمير العبد الله إلى أن النظام السوري "يريد المماطلة مع تركيا كونه موعود بالحصول على مكافأة بعد نهاية الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، وهذا ما يعتقد أن سيحسن شروطه التفاوضية مع تركيا".
ويوضح أنه بالرغم من كل الدعوات التركية إلا أن الخلافات مازالت كبيرة بين البلدين، حتى من حيث المبادئ التفاوضية، أو الأساس الذي ستبنى عليه المفاوضات وأسس التطبيع بين الطرفين.
"تركيا لا تلبي رغبات الأسد"
قال أردوغان خلال عودته من روسيا، إن "منطقتنا تحولت إلى حلقة من النار، وللأسف هذه الحلقة تضيق يوما بعد يوم"، وأشار إلى أن بلاده تتطلع "لأن تفهم الحكومة السورية الفوائد التي سيوفرها لها التطبيع الصادق والواقعي لعلاقاتها مع تركيا، وأن تتخذ خطواتها وفقًا لذلك".
وأعرب الرئيس التركي عن أمله أن يرى "خطوة بناءة بشأن هذه القضية في الفترة المقبلة من أجل التطبيع بين تركيا وسوريا"، وفقا لوكالة الأناضول.
من جهته، قال لافروف إن "تطبيع العلاقات السورية التركية له أهمية كبيرة للاستقرار المستدام في سوريا وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أنه ناقش ملف التطبيع مع نظيريه الإيراني والتركي أواخر شهر أيلول /سبتمبر الماضي خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية "أستانا" في نيويورك.
وترك وزير الخارجية الروسي الباب مواربا أمام احتمالات عودة المفاوضات بين الجانبين، قائلا إن بلاده "ستشجع بنشاط الاستئناف السريع لعملية التفاوض، بما أن هناك إشارات من العاصمتين باهتمام جدي باستئناف الحوار".
وفقا لفحام، فإن الجانب التركي يدرك أن النظام السوري "لن يتجاوب بشكل كبير وأن النظام أصابه الضعف، ولكن يعول على أن يكون هناك تفاوض ونوع من تحقيق الاختراق في هذه المفاوضات".
في المقابل، يعول الأسد على "الحرب الحالية الدائرة في المنطقة من أجل أن يقدم أوراق اعتماده لدى إسرائيل لأنه يدرك أن من خلال العلاقة مع إسرائيل يمكن أن يؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية ويمكن أن يصل إلى مرحلة رفع العقوبات"، حسب الباحث.
ويرى فحام أن النظام السوري "لا ينظر إلى تركيا على أنها تلبي له رغباته لأنه يدرك أن لديها علاقة وثيقة مع المعارضة السورية، ولديها محددات وتشترط أن يكون هناك عملية سياسية".
أما في حالة إسرائيل، فيوضح أن "الأمر مختلف، حيث تريد إسرائيل من النظام أن يكون هناك تقييد للتحركات الإيرانية لإضعاف إيران، وقد يجعل ذلك المهمة أسهل على الأسد، الذي يريد الحفاظ على بقائه الآن، في حال خوض عملية تفاوضية في المستقبل.
وحول إمكانية عودة المفاوضات مجددا كما حديث سابقا، فإن فحام يشير إلى أن "طرح فكرة العلاقات سبيقى، لكن ليس على أساس أن يتنازل الجانب التركي وإنما على أساس أن النظام السوري هو من يغير موقفه، وبالتالي قد نجد بعد فترة أن تركيا عادت لطرح الفكرة مجددا".
لكن الأمور كلها مرتبطة حقيقة بما ستؤول إليه الأمريكية وكيف ستتصرف الإدارة الجديدة خاصة في حال عاد ترامب، بشأن سحب القوات الأمريكية من سوريا أو تخفيف الوجود العسكري، وفقا للباحث في مركز أبعاد للدراسات.
من جهته، يرى سمير العبد الله أن "كلا الطرفين لن يغلق هذا المسار، لكن سيحاول كل طرف الوصول لشروط مناسبة له، وأن يكون بموقف قوي عند بدء التفاوض".
وحتى لو توقف مسار التطبيع بين الطرفين لفترة من الزمن، لكنه سيعود مجددا سواء بوساطة روسية أو غيرها، وفقا لمدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية تركيا السوري الأسد النظام روسيا الأسد تركيا روسيا النظام السوري المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین ترکیا والنظام السوری التطبیع بین ترکیا عملیة التفاوض الجانب الترکی مسار التطبیع ملف التطبیع الأسد على مع ترکیا أن یکون فی مرکز على أن من أجل إلى أن فی حال
إقرأ أيضاً:
فرص ومخاطر بانتظار تركيا في ولاية ترامب الجديدة
أنقرة (زمان التركية) – مع تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية اليوم عقب حفل التنصيب، تبدأ حقبة جديدة في العلاقات التركية الأمريكية.
وتشير التوقعات في أنقرة إلى انتعاش الحوار والاتصالات الثنائية بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وترامب، ويتوقع الرئيس التركي أن تفتح له أبواب البيت الأبيض مرة أخرى بعد أن ودع جو بايدن، الذي اتخذ موقفاً بعيداً عنه، الرئاسة.
يصف أردوغان وترامب بعضهما البعض “بالصديق”، غير أن أزمة شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية اس 400 واعتقالها الراهب الأمريكي برونسون خلال رئاسة ترامب الأولى وجهت ضربة للعلاقات بين البلدين، ولا يزال الدمار الناجم عنها قائما وليس من المعروف ما إن كان سيتم تلافيه بالمستقبل القريب أم لا.
من جانبه، أفاد آرون شتاين، رئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية، أنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن كيفية تطور العلاقات على مدى السنوات الأربع المقبلة مشيرا إلى أن أي خطوة محتملة في سوريا قد تؤدي إلى مواجهة أنقرة لقضايا جديدة سيتعين عليها حلها.
وأضاف شتاين أن روسيا لا تزال تشكل تهديدًا تتعامل معه أنقرة بشكل مختلف عن بقية الناتو، وأن سياسة ترامب المحتملة للناتو لا تزال غير واضحة مفيدا أن كل من يصدر أحكام نهائية بالفعل بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين خلال ولاية ترامب الجديدة خاطئ لأن لا أحد يعرف ما سيحدث.
يوضح جونول تول، مدير مركز الدراسات التركية في معهد دراسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن، أن دونالد ترامب يمكنه التخلي بسهولة عن كل من يعيق ما يريد تحقيقه بمن فيهم من يطلق عليه “الصديق”.
وأشار تول إلى أن ضغط ترامب الشديد على نتنياهو كان فعالًا في الحديث عن وقف إطلاق النار في غزة اليوم قائلا: “ مع ذلك وكما تعلمون، قيل على ترامب إنه سيفعل ما يريده نتنياهو. الشيء نفسه ينطبق على علاقته مع تركيا. ترامب يصفه “بالصديق”، لكن إذا فعل أردوغان شيئًا من شأنه تعطيل أجندة ترامب، فستتغير الأمور”.
هل يرفع ترامب العقوبات عن تركيا؟هناك قضية أخرى ملحة يتعين على أنقرة حلها خلال فترة ترامب وهي عقوبات CAATSA التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا مقابل S-400 التي اشترتها من روسيا.
أفاد تول أنه سيتعين على ترامب إما الحصول على التزام من الرئيس أردوغان بعدم استخدام صواريخ S-400 على الإطلاق لرفع العقوبات، أو سيتعين عليه إبلاغ الكونجرس بأنه تم إخراجها من الأراضي التركية مشيرا إلى أنه لا يرى تطورًا محتملًا جدًا في هذا الاتجاه.
على الصعيد الآخر، يرى شتاين أنه تم تصميم CAATSA لضمان عدم قدرة ترامب على رفع هذه العقوبات دون قرار من الكونجرس، وأن الكونجرس جعل العقوبات المفروضة على روسيا “مستندة على ترامب” من أجل منعه من رفع العقوبات المفروضة على روسيا بمفرده مفيدا أن تركيا ستحتاج إلى تقديم تنازلات من أجل رفع هذه العقوبات.
استراتيجية الولايات المتحدة في قبرص واليونانومن المتوقع أيضًا أن يستمر التوتر المتزايد على خط أنقرة- واشنطن بسبب تعزيز التعاون الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية مع اليونان وقبرص.
قبل بضعة أيام من نهاية فترة ولايته، وقع بايدن مرسومًا يسمح بمبيعات أسلحة أرخص إلى قبرص.
ويشير نيكولاس دانفورث، الخبير في مؤسسة السياسة الأوروبية والخارجية (ELIAMEP) ومقرها أثينا، إلى أن الإدارات الأمريكية ضاعفت جهودها لتحسين العلاقات مع اليونان وقبرص مع تدهور العلاقات مع تركيا مفيدا أن إإدارة ترامب الجديدة ستواصل هذه السياسة في الفترة المقبلة بغض النظر عن العلاقة الشخصية بين الرئيس أردوغان وترامب.
ويرى دانفورث أن هذا التحول في المحور، وفقًا للبعض في واشنطن، يهدف إلى تقديم بدائل للوصول إلى القاعدة العسكرية الذي بات محط شكوك بشكل متزايد في تركيا قائلا: “بالنسبة للآخرين، فإن الهدف الأكثر طموحًا هو أن تكون قادرة على تهديد تركيا “.
هل تركيا مرشحة لتحل محل “الهلال الشيعي “؟أثارت التطورات في سوريا نقاشًا جديدًا، فتعزيز تركيا لمكانتها بالمنطقة أثار ادعاءات حول احتمالية اكتساب المسلمين السنة بريادة تركيا مكانة أقوى بدلا من “الهلال الشيعي”الذي ترغب الولايات المتحدة في إضعافه بالشرق الأوسط.
ويوضح شتاين أن الإدارات السنية في الشرق الأوسط لا تحب الرئيس أردوغان كثيراً وتتسامح معه لأنه يتعين عليها ذلك وأنها في بعض الحالات “تشتري بعض عناصر السياسات التركية بالتدفقات النقدية التي تقدمها” مفيدا أن زعم أن أنقرة ستقود سياسة إقليمية سنية يشبه قصر النظر الذي أصاب العقلاء في بداية الربيع العربي.
من ناحية أخرى، يشير دانفورث إلى إنه سيكون من الضروري الانتظار ومعرفة ما إذا كانت أنقرة ستقنع فريق ترامب بأن دور تركيا المتزايد في المنطقة يحد من نفوذ إيران وهو أيضًا مكسب للولايات المتحدة مفيدا أن التوترات المحتملة مع إسرائيل قد تضعف أطروحة أنقرة.
وذكر دانفورث أن ترامب وأردوغان يتفقان من الناحية الأيديولوجية على معارضة تقليد الدولية الليبرالية في السياسة الخارجية الأمريكية غير أنهما لا يتفقان على الخطوة التالية لهذا قائلا: “وهذا يعني أن الولايات المتحدة وتركيا ستوافقان على العمل مع بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنهما سيستمرون في الاختلاف حول التزاماتهم الحضارية المتضاربة في غزة.
Tags: العلاقات التركية الأمريكيةدونالد ترامبرجب طيب أردوغان