على عكس ما كان متوقعا، أظهر الرد الإسرائيلي المتواضع على إيران مؤخرا تعقيدات المشهد الإقليمي بين الطرفين، فقد اكتفت إسرائيل برد محدود تضمن ضرب بعض منظومات الدفاع الجوي الإيرانية ومواقع تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة.

وفي محاولة لفهم حدود ردود الفعل بين إيران وإسرائيل مستقبلا، والتعرف على إستراتيجيات التصعيد والتهدئة بينهما، قمت بالاستعانة بنظرية الألعاب (Game Theory) ووظفتها عبر الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير نموذج باستخدام هندسة الأوامر؛ وتحديدا أسلوب (+SAGE)، من أجل التعرف على إستراتيجيات الأطراف المنخرطة بالصراع، وأين يكمن عنصر التوازن بينهما، ومستقبل التصعيد.

وقبل الخوض في تفاصيل النتائج التي تمخض عنها نموذج نظرية الألعاب، من المهم التعرف على الرسم البياني التالي والذي يوضح التفاعل بين المعسكرين:

 

يظهر في الجزء العلوي إيران وحلفاؤها وهم (حزب الله، وحماس، والحوثيون، وسوريا)، وقد تم توصيل هذه التحالفات بخطوط متصلة، مما يرمز إلى الروابط القوية والدعم المتبادل بين هذه الأطراف وإيران. يشير هذا النوع من العلاقة إلى التعاون العسكري والسياسي الوثيق.

وفي المقابل يظهر الشق السفلي حلفاء إسرائيل، وهنا تبرز الولايات المتحدة كحليف رئيسي، يربطها خط متقطع مع تل أبيب، مما يشير إلى الدعم الأميركي ضمن نطاقات معينة ولكن بشكل غير مطلق، حيث توجد قيود على التدخلات العسكرية الشاملة.

أما الخط المتقطع الذي يفصل بين الجزء العلوي والسفلي فيرمز إلى وجود حالة من الردع بين المعسكرين، إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى.

الأسهم بين الطرفين تشير إلى احتمالية المواجهة أو التصعيد بين الجانبين، حيث هناك تفاعل متبادل يتمثل في التصعيد والرد.

ولإيضاح طبيعة العلاقة بين هذه الأطراف، سأقوم بتفصيل إستراتيجيات التوازن واستعراض ديناميكيات التفاعلات بين الجهات المختلفة بشكل معمق من خلال النتائج التي حصلت عليها من نموذج الذكاء الاصطناعي ونظرية الألعاب.

اللاعبون الرئيسيون أولا: إسرائيل

قوة إقليمية تتمتع بتفوق عسكري كبير، قادرة على التأثير بشكل كبير من خلال عمليات عسكرية واسعة ودقيقة، تعتمد على كفاءة ودقة قدراتها العسكرية، مما يسمح لها بممارسة الضغط بشكل فعال رغم صغر حجمها الجغرافي مقارنة بإيران، وتستند إستراتيجيتها إلى استغلال هذا التفوق لفرض نفوذها دون الدخول في صراعات شاملة قد تستنزف مواردها.

ثانيا: إيران

قوة إقليمية أكبر بقدرات عسكرية تنافسية، تعتمد على حجمها الجغرافي ونفوذها الإقليمي بدلًا من التفوق العسكري المباشر، تتمثل نقاط قوتها في استغلال حلفائها والموارد الديموغرافية، إضافة إلى نفوذها السياسي في المنطقة. لكن، ينبغي عليها الموازنة بين طموحها في توسيع النفوذ وبين مخاطر الاعتماد على قدرات عسكرية أقل تطورا، خاصة عند مواجهة خصم متفوق عسكريا.

إستراتيجية الردع والتصعيد المحدود.. سيناريوهات المواجهة بين إسرائيل وإيران

هناك تفاعل ديناميكي ومتتابع بين إسرائيل وإيران، حيث يبدأ بمبادرة هجومية من الأولى تركز على استهداف مستمر ودقيق للبنية التحتية وضرب حلفاء طهران الإقليميين. يؤدي هذا الفعل إلى سلسلة من الردود والردود المضادة، مما يخلق بيئة إستراتيجية تتميز بتبادل الأفعال وردود الأفعال.

تهدف إسرائيل بهذه المبادرات الهجومية إلى تعظيم نفوذها الإقليمي وإضعاف نفوذ إيران بشكل تدريجي دون التورط في حرب شاملة قد تستنزف مواردها وتثير انتقادات دولية، خاصة وأن تحالفها مع الولايات المتحدة لا يشجع على التصعيد الإقليمي.

أما طهران فهي تسعى لردع تل أبيب وتأكيد قوتها، إذ يتصف ردّها بالانتقائي للحفاظ على مصداقيتها وتقليل مخاطر التصعيد غير المنضبط. تتضمن إستراتيجياتها استخدام تكتيكات غير مباشرة مثل الحرب بالوكالة، والقدرات السيبرانية، والمبادرات الدبلوماسية التي تهدف إلى موازنة النفوذ الإسرائيلي.

وبذلك فإن طهران تسعى إلى تجنب المواجهة المباشرة التي قد تُظهر نقاط ضعفها العسكرية، وتستفيد من تحالفاتها وشبكة تحالفاتها وشراكاتها الإقليمية لمواجهة طموحات إسرائيل وإظهار قدرتها على الصمود لكن دون التورط في صراع طويل الأمد قد يؤدي إلى استنزاف مواردها بشكل كبير.

وفي المقابل، تعمل الولايات المتحدة كوسيط وقوة موازنة، إذ تسعى بالرغم من تحالفها مع إسرائيل إلى تجنب أي صراع شامل يمكن أن يضر بمصالحها القومية ويعرقل أهدافها الجيوسياسية الأوسع ويضرّ الاستقرار الإقليمي.

وتتمثل مهمتها الأساسية في الردع وتخفيف حدة التوتر وتقديم الدعم السياسي والنصائح الإستراتيجية لإسرائيل، لكنها تفرض أيضا قيودا على مدى التدخل العسكري لمنع أي صراع من الانفلات إلى ما هو أبعد من مستوى يمكن التحكم فيه وضمان الحفاظ على توازن إستراتيجي.

مصفوفة الخيارات الإستراتيجية: مكاسب إسرائيل وتكاليف إيران في ميزان التصعيد وخفض التوتر

يمكن تقييم النتائج الإستراتيجية لكلا اللاعبين بناءً على تصرفاتهم المختلفة باستخدام مصفوفة النتائج، وتوفر هذه المصفوفة تمثيلا دقيقا للتكاليف والفوائد المرتبطة بكل خيار إستراتيجي، وتكشف عن الإستراتيجيات المفضلة لكل من اللاعبين:

تصعيد إسرائيل مقابل رد إيران: تكاليف مرتفعة محتملة لإيران، لكن بمكاسب معتدلة لإسرائيل إذا نجحت في ترسيخ هيمنتها الإقليمية. قد تحقق لها نفوذا كبيرا، لكنها تخاطر بإشعال صراع أوسع قد يستدعي تدخلا دوليا. رد إسرائيلي مقيد مقابل خفض تصعيد إيراني: ينتج عن هذا السيناريو استقرار نسبي، حيث تحقق إسرائيل مكاسب معتدلة من توسيع نفوذها بتكاليف منخفضة. يتيح هذا الوضع لها تثبيت مكاسبها دون إثارة ردود فعل قوية، بينما تتجنب إيران خسائر كبيرة وتحافظ على نوع من الاستقرار. تصعيد إسرائيلي مقابل خفض تصعيد إيراني: تنجح في فرض هيمنتها الإقليمية، لكن ذلك قد يستفز تدخل تحالف القوى العظمى، مما يؤدي إلى تكاليف إستراتيجية أعلى. قد يترتب على هذا التدخل فرض عقوبات اقتصادية أو عزلة سياسية لإسرائيل، مما يقلل من الفوائد الصافية لتحركاتها العدائية. رد إسرائيلي مقيد مقابل رد إيراني: يَنشأ صراع محدود، مما يسمح لطهران بالحفاظ على مصداقيتها مع تجنب المخاطر المرتبطة بصراع شامل. يُظهر رد إيران المحدود تمسكها بموقفها، لكنه يتجنب التصعيد الذي قد يكشف أوجه القصور العسكرية الحرجة. (الجزيرة) بين التصعيد المدروس والتحالفات الدولية: فهم "توازن ناش" في الصراع الإيراني-الإسرائيلي

يتمثل توازن ناش لهذه الحالة في تبني كلا اللاعبين إستراتيجيات محدودة ومقيدة. تتّبع إسرائيل مناورات عسكرية محسوبة لتجنب نشوب صراع واسع النطاق، بينما ترد إيران بشكل انتقائي للحفاظ على مصداقيتها. وهو ما يتوافق مع الخيار الثاني في مصفوفة الخيارات الإستراتيجية.

يتعزز هذا التوازن بوجود تأثير القوى العظمى، الذي يظهر كعامل رادع للتصعيد، ويَثني كلا اللاعبين عن انتهاج إستراتيجيات عدوانية عالية المخاطر. يُضيف وجود التحالف طبقة إضافية من الردع، ويضمن أن الحسابات الإستراتيجية لإسرائيل وإيران تظل مركزة على الاشتباك المدروس بدلًا من التصعيد غير المنضبط.

وبهذا، يمثل "توازن ناش" نقطة توازن من المكاسب المحدودة، حيث لا يرغب أي من اللاعبين في تحمل التكاليف الباهظة لصراع شامل.

بعبارة أخرى، يمكن فهم التفاعل الإستراتيجي بين طهران وتل أبيب على أنه توازن من التصعيد المحدود، يتبنى كلا اللاعبين نهجا تدريجيا يسعى إلى تأكيد النفوذ مع تقليل مخاطر نشوب صراع شامل. تستغل الأولى تفوقها العسكري، فتقوم بتوجيه تصرفاتها بحذر لتجنب استفزاز ردود فعل كبيرة، هذا الحذر يعكس إدراك إسرائيل بأن أي خطوة مفرطة قد تدفع أطرافا إقليمية أخرى إلى التدخل.

من جهة أخرى، تُدرك إيران نقاط ضعفها العسكرية، فتركز على الرد المحدود الذي يبعث برسالة صمود، لكنها تتجنب التصعيد إلى مستويات غير قابلة للإدارة. تستند إستراتيجيتها إلى حاجتها للحفاظ على مكانتها الإقليمية؛ لذلك تفضل استخدام التكتيكات غير المباشرة وتجنب المواجهات المباشرة.

تلعب القوى العظمى (الولايات المتحدة) دورا محوريا في تهدئة الصراع، وتعمل كقوة استقرار تمنع أي طرف من تجاوز الحدود التي قد تستدعي تدخلا عسكريا أوسع. يُعتبر الدور الأميركي في ضبط تصرفات إسرائيل ومنع إيران من ردود الفعل المفرطة أمرا أساسيا للحفاظ على الوضع الراهن.

إيران تدرك نقاط ضعفها العسكرية فتركز على الرد المحدود الذي يبعث برسالة صمود ولكنها تتجنب التصعيد (الأناضول) سيناريو اللعبة المتكررة الديناميكية

في سياق لعبة متكررة، تتأثر القرارات الإستراتيجية لكلا اللاعبين بالتفاعلات السابقة وتوقعاتهم للمعارك المستقبلية. بناء على ما أظهرته من تفوق عسكري، من المرجح أن تستمر إسرائيل في استخدام تكتيكات محسوبة لفرض سيطرتها بشكل تدريجي. يسمح هذا النهج التدريجي لها بتعزيز مكاسبها بمرور الوقت مع تجنب المخاطر المرتبطة بتصعيد شامل.

أما إيران، فتتكيّف مع الظروف لتحافظ على إستراتيجيات تقلل من التكاليف مع إظهار استعدادها للحفاظ على مصداقيتها الإقليمية. حتى التهديد بالرد المحدود يشكل رادعا لطموحات إسرائيل.

يظل وجود تحالف القوى العظمى عاملا حاسما في التهدئة، حيث يمنع أي طرف من التصعيد إلى ما بعد الاشتباكات المضبوطة، مما يضمن توازنا هشًّا ولكنه مستقر.

في هذه التفاعلات المتكررة، من المتوقع أن ينخرط اللاعبان في التعرف على الأنماط وإجراء التعديلات الإستراتيجية، سعيا لتحسين ردودهم استنادا إلى تصرفات الطرف الآخر. تتيح ديناميكيات التفاعل المتكرر تطوير تفاهمات ضمنية، حيث يدرك كل طرف العواقب المترتبة على تجاوز حدود معينة في التصعيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة إسرائیل وإیران على مصداقیتها القوى العظمى للحفاظ على رد إیران

إقرأ أيضاً:

خوفًا من التصعيد مع أمريكا| إيران تتخلى عن دعم وكلائها في اليمن وتغيرات استراتيجية في المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت إيران عن قرارها بوقف دعم شبكة وكلائها في المنطقة، بما في ذلك ميليشيا الحوثي في اليمن، في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا أمريكيًا ضد الحوثيين. هذا القرار، الذي جاء في وقت تشهد فيه الساحة اليمنية حربًا ضروسًا بين الحوثيين والتحالف العربي بقيادة السعودية، يثير العديد من التساؤلات حول التأثيرات المحتملة لهذا التحول في السياسة الإيرانية على الأرض في اليمن.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "تلجراف" البريطانية، نقلًا عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، فقد أمرت إيران قواتها العسكرية في المنطقة بالانسحاب من دعم وكلائها في العديد من المناطق، بما في ذلك ميليشيا الحوثي في اليمن. 

وتعد هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في السياسة الإيرانية التي كانت تعتمد على دعم مجموعة من الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها الإقليمية.

 يأتي هذا القرار في وقت تعيش فيه طهران تحت ضغوط شديدة، من بينها العقوبات الاقتصادية الأمريكية والتهديدات العسكرية المباشرة، خاصةً في ظل الحملات المتزايدة من قبل الولايات المتحدة ضد مصالح إيران وحلفائها في المنطقة.

وقد أشار المسؤول الإيراني إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة في حال مقتل أي جندي إيراني، في وقت تتزايد فيه الغارات الجوية الأمريكية على الحوثيين في اليمن. 

في تصريحات غير مسبوقة، أكد المسؤول الإيراني أن "الشاغل الرئيسي لطهران هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيفية التعامل معه"، مشيرًا إلى أن النقاشات الداخلية في إيران تركز على كيفية التعامل مع مواقف ترامب من إيران وداعميها في المنطقة، بينما لم تُناقش الاجتماعات الأخيرة أي من الوكلاء الإقليميين الذين دعمتهم إيران سابقًا.

منذ بداية الحرب في اليمن، كانت إيران تقدم الدعم العسكري واللوجستي للحوثيين في صراعهم ضد الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية. 

وفي الوقت الذي يستمر فيه التحالف العربي في محاربة الحوثيين على الأرض، دخلت الولايات المتحدة في صراع مباشر معهم من خلال تنفيذ حملات جوية مكثفة ضد مواقعهم العسكرية في اليمن. 

هذه الهجمات، التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "ناجحة بشكل لا يُصدق"، أسفرت عن تدمير العديد من الأهداف العسكرية الحيوية للحوثيين وقتل عدد من القادة العسكريين المهمين داخل الجماعة.

ومع تكثيف الضغوط العسكرية من قبل الولايات المتحدة، فإن الحوثيين يجدون أنفسهم في موقف حرج، حيث يخسرون العديد من مواقعهم العسكرية الهامة على الأرض.

 في الوقت نفسه، فإن الدعم الإيراني الذي كانوا يعتمدون عليه بشكل أساسي قد يتراجع بشكل كبير، مما يزيد من صعوبة الوضع الميداني بالنسبة لهم.

بعيدًا عن الضغوط العسكرية، فإن الوضع المالي واللوجستي للحوثيين في اليمن يزداد تعقيدًا. فقد أفادت مصادر ميدانية في اليمن أن ميليشيا الحوثي توقفت عن دفع الرواتب للمقاتلين على جبهات مأرب منذ حوالي شهرين.

و في ظل هذا التوقف، اكتفى الحوثيون بتوزيع سلال غذائية كبديل للمرتبات، مما يعكس تدهورًا حادًا في الوضع المالي للجماعة.

المقاتلون الحوثيون، الذين كانوا يعتمدون في الماضي على الدعم المالي من إيران، يجدون أنفسهم الآن في مواجهة تحديات ضخمة على مستوى التمويل والدعم اللوجستي.

 ومع استمرار الحملة العسكرية الأمريكية ضدهم، والضغوط الاقتصادية المحلية، باتت قدرة الحوثيين على الحفاظ على استقرار جبهاتهم القتالية مهددة.

وتعتبر ميليشيا الحوثي واحدة من أكبر الجماعات المسلحة التي تحظى بدعم إيراني في المنطقة، ومع ذلك، فإن الشعبية التي تتمتع بها في اليمن بدأت في التراجع تدريجيًا، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون.

 فالتضييق الاقتصادي والتشديد على حقوق الإنسان تحت حكم الحوثيين ساهم في تصاعد الاستياء الشعبي تجاه الجماعة.

إضافة إلى ذلك، فإن توقف دعم إيران، إلى جانب الضغوط العسكرية الأمريكية، قد يؤدي إلى زيادة الرفض الشعبي للحوثيين، حيث بات من الصعب على كثير من اليمنيين تجاهل المعاناة المستمرة التي سببها هذا الصراع. ومع تراجع الدعم المالي واللوجستي، قد يجد الحوثيون أنفسهم في موقف يهدد قدرتهم على الحفاظ على السيطرة في المناطق التي يهيمنون عليها.

بينما يبدو أن إيران قد قررت التراجع عن دعم وكلائها في المنطقة كجزء من سياستها الجديدة لتجنب التصعيد مع الولايات المتحدة، فإن الحوثيين يجدون أنفسهم في معركة صعبة للحفاظ على وجودهم.

 فقد كانت إيران تمدهم بالموارد العسكرية اللازمة للحفاظ على خطوطهم القتالية ضد التحالف العربي والحكومة اليمنية، ولكن مع تقلص هذا الدعم، قد ينتهي الأمر بالحوثيين إلى فقدان قدرتهم على الاستمرار في القتال.

من جانب آخر، فإن إيران قد تجد نفسها أمام خيار صعب: إما التراجع بشكل كامل عن دعم الحوثيين وتوجيه استراتيجيتها نحو مواجهات أقل خطورة، أو الاستمرار في تقديم الدعم للجماعة على الرغم من المخاطر المترتبة على ذلك.

 وبالتأكيد، فإن هذه التحولات السياسية والعسكرية ستؤثر بشكل كبير على مجريات الأحداث في اليمن، وعلى وضع الحوثيين بشكل خاص.

ويمثل التراجع الإيراني عن دعم الحوثيين في اليمن نقطة تحول هامة في الصراع اليمني، وقد تكون  هذه الخطوة  بداية لتغيرات استراتيجية في المنطقة، حيث ستضطر ميليشيا الحوثي إلى مواجهة تحديات متعددة، سواء كانت ميدانية أو مالية، في ظل غياب الدعم الإيراني الذي كان يشكل عمودًا فقريًا لوجودها العسكري. 

ومع تصاعد الغارات الجوية الأمريكية والضغوط الاقتصادية، قد يكون مستقبل الحوثيين في اليمن أكثر غموضًا وصعوبة مما مضى.

مقالات مشابهة

  • خوفًا من التصعيد مع أمريكا| إيران تتخلى عن دعم وكلائها في اليمن وتغيرات استراتيجية في المنطقة
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • حروب مصر وتركيا وإيران مع إسرائيل بين الحقيقة والتهويل؟!
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • هل تضرب أمريكا إيران؟ «مصطفى بكري» يكشف مستقبل الصراع في الشرق الأوسط «فيديو»
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟
  • اتهامات لعمالقة الذكاء الاصطناعي بالتورط مع إسرائيل بإبادة غزة
  • بيل غيتس يستثني 3 مهن من هيمنة الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس: 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس عن الذكاء الاصطناعي: 3 مهن ستنجو من إعصار