ناخبو تيك توك.. إلى من تتجه أصوات الجيل زد في الانتخابات الأميركية؟
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
لطالما سخر المرشح الرئاسي والرئيس السابق دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاما، من عمر الرئيس الحالي جو بايدن ذي الـ81 عاما وحالته الصحية المتدهورة، بينما تنافس المرشحة الرئاسية كامالا هاريس التي بلغت الـ60 قبل أيام، على مقعد الرئاسة في انتخابات سوف تحسم خلال أيام قليلة.
حاول جميع المرشحين مغازلة الأغلبية والأقليات بصور متنوعة، كلا وفقا لثقلهم وعددهم وتأثيرهم على صندوق الانتخابات، فهل يعبأ مرشحا الرئاسة الأبرز، ترامب وهاريس، بـ"جيل زد"؟ وهل يحسبان له الحسابات؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي يخفيه مكتب التحقيقات حول تدخل إيران في انتخابات الرئاسة الأميركية؟list 2 of 25 قضايا كبرى بالانتخابات الأميركية.. تعرّف عليهاend of list
"في الانتخابات المتقاربة، كل صوت مهم"، كما يقول عالم السياسة روبرت شابيرو، أستاذ الحكومة في أستاذ الحكومة في كلية الشؤون العامة الدولية (SIPA) بجامعة كولومبيا في نيويورك "يمكن أن تؤثر أي مجموعة فرعية من الناخبين بشكل حاسم على النتائج".
السكان الرقميون الأصليونيتميز جيل زد بأنه أول جيل نشأ في ظل انتشار واسع للإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، مما يؤدي إلى ظهور سمات ثقافية واجتماعية فريدة مقارنة بالأجيال السابقة. يعرف أبناء هذا الجيل أيضا بأنهم "السكان الرقميون الأصليون" ويشتهرون بتوجهاتهم المتنوعة واهتمامهم القوي بالمشكلات الاجتماعية والسياسة الخارجية وقضايا المناخ.
يُقدّر عدد جيل زد في الولايات المتحدة بنحو 69.31 مليون نسمة. يشمل هذا الجيل الأشخاص المولودين بين 1997 و2012، مما يجعله يشكل حوالي 20% من إجمالي سكان الولايات المتحدة.
في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، سيكون حوالي 41 مليون شاب من جيل زد مؤهلين للتصويت في الولايات المتحدة. يشمل ذلك حوالي 8 ملايين ناخب جديد بلغوا سن التصويت منذ آخر انتخابات نصفية في 2022. يمثل هذا الجيل تنوعا ملحوظا، حيث يُعرف حوالي 45% منهم بأنهم من الشباب ذوي الألوان، في إشارة إلى التنوع العرقي والثقافي، ويشمل ذلك 8.8 ملايين لاتيني، و5.7 ملايين شاب أسود، و1.7 مليون أميركي آسيوي، و1.8 مليون شاب متعدد الأعراق. وفق بيانات مركز سيركل التابع لجامعة "تافتس"، الذي يركز على دراسة المشاركة المدنية والتصويت بين الشباب.
حملة إلغاء أصوات الآباءقبل أيام من حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية 2024، أطلق عدد من الشباب حملات إلكترونية عبر تيك توك لإيصال أصوات جيل زد إلى صناديق الاقتراع، من خلال نشر مقاطع فيديو سريعة الانتشار لناخبين شباب يتعهدون فيها بملء بطاقة الاقتراع من أجل "إلغاء" الأصوات التي أدلى بها آباؤهم لصالح دونالد ترامب.
لا تظهر خلال تلك المقاطع المرشح الذي يصوتون له، لكن الكثيرين أكدوا أن أصواتهم اتجهت لصالح كامالا هاريس.
وكشف استطلاع رأي حديث أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" أن هاريس تتمتع بتقدم قوي بين ناخبي الجيل زد.
تأثير المشاهيرربما لا يهتم الجيل زد بدعم جورج كلوني أو أوبرا وينفري، بل أصبح دعم تايلور سويفت لهاريس، وإيلون ماسك لترامب الأكثر تأثيرا على الناخبين الجدد.
وفق استطلاع إن بي سي نيوز، قال 11% فقط من ناخبي الجيل زد إن تأييد سويفت يجعلهم أكثر تحمسا للتصويت لصالح هاريس، بينما قال 17% إن تأييد إيلون ماسك يدفعهم إلى التصويت لصالح ترامب.
في المقابل، قال 19% من الناخبين الشباب إن تأييد سويفت يجعلهم أقل احتمالية للتصويت لصالح هاريس، وقال 29% من الناخبين إن تأييد ماسك يجعلهم أقل احتمالية للتصويت لصالح ترامب.
استطلاع رأي: 11% فقط من ناخبي الجيل زد قالوا إن تأييد سويفت يجعلهم أكثر تحمسا للتصويت لصالح هاريس (أسوشيتد برس) سلاح منصات التواصل الاجتماعياستضافت مؤسسة "هيريتيج" مؤخرا قمة جمعت 30 مؤثرا محافظا، لديهم جمهور مشترك يبلغ 50 مليون متابع، للتنسيق حول كيفية توصيل نقاط الرسائل الجمهورية، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن حملة هاريس أشركت 200 منشئ محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعتهم إلى فاعليات وأنشطة تابعة للحزب الجمهوري، في محاولة للوصول إلى جيل الشباب.
يعترف دونالد ترامب بضرورة التواصل مع جيل زد، الذي نشأ وسط التكنولوجيا والإنترنت، لذلك استعان الرئيس السابق بأصغر أبنائه "بارون" البالغ من العمر 18 عاما ومنشئ المحتوى المحافظ بو لودون، للمساعدة في "الوصول إلى جمهور ربما لا يتم التعرف عليه"، حسب ما قاله لودون للمذيع بيرس مورغان يوم الخميس.
كذلك استعان ترامب بتشارلي كيرك الناشط السياسي الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة على منصة تيك توك، ودائما ما يروج للأفكار الجمهورية بين الشباب.
أما كامالا هاريس فاستعانت بنوبيا باستيا، وهي مؤثرة وناشطة من شيكاغو، تعمل على توصيل الرسائل السياسية لحملات هاريس، حيث تركز على أهمية المعلومات الصحيحة والموثوقة من خلال مؤثرين معروفين.
View this post on InstagramA post shared by Vidya Gopalan (@queencitytrends)
كما استعانت هاريس بمؤثرين آخرين مثل فيديا صاحبة حساب كوين سيتي ترندز، التي يتابعها 3.5 ملايين متابع على تيك توك، وشاركت مؤخرا مقطع فيديو يعبر عن دعمها لهاريس.
جيل زد العربيأبناء المهاجرين العرب في الولايات المتحدة لا يختلفون كثيرا عن أقرانهم في جيل زد، غير أن لهم دوافعهم المختلفة في التصويت.
تقول سارة، ذات الأصول الأردنية التي تبلغ من العمر 21 عاما، ترددت كثيرا بين الامتناع عن التصويت أو انتخاب هاريس لتقليل أصوات الداعمين لترامب أو التصويت للحزب الثالث (في إشارة إلى التصويت لصالح مرشح ثالث).
لا تعبأ سارة كثيرا بالخلافات الانتخابية بين هاريس وترامب حول حق الإجهاض وقضايا المثلية، لكنها ترى في سياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي تجاه الشرق الأوسط، ودعمهما في المطلق لإسرائيل في الإبادة الجماعية في غزة، سببا كافيا للامتناع عن انتخاب أي منهما. لذلك تكتفي بتصويب سلاحها الانتخابي لصالح جيل ستاين الداعية لوقف دعم إسرائيل.
الطالب الجامعي محمد. أ، أميركي من أصل فلسطيني يرى أن انتخاب مرشح ثالث يعد حلا مُرضيا لأبناء جيل رافض للفوضى السياسية الحالية.
بينما تعتبر منى رائد التصويت لمرشح ثالث هروبا من المعركة الانتخابية، فتقول إنها لا تتوقع نجاح هاريس في الانتخابات، لكنها سترشحها أملا في وقف الجنون السياسي في العالم، الذي سيقوده ترامب إلى الحافة إذا وصل إلى البيت الأبيض، حسب وصفها.
مخاوف من الغضب الصامتتشير استطلاعات الرأي إلى أن جيل زد يظهر اهتماما كبيرا بالمشاركة في الانتخابات، حيث إن 51% منهم يفضلون المرشحين الديمقراطيين، بينما 30% يفضلون المرشحين الجمهوريين. ومع ذلك، يوجد قلق بشأن عدم تصويت أكثر من 30% من الشباب بسبب الإحباط من النظام السياسي أو عدم الرضا عن الخيارات المتاحة، وفق مركز سيركل.
تتطلب هذه الفئة العمرية مزيدا من المعلومات والدعوة للتفاعل مع الحملات السياسية، حيث إن 31% من الشباب لا يزالون غير متأكدين ممن سيصوتون له في الانتخابات المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی الانتخابات للتصویت لصالح من الشباب الجیل زد تیک توک جیل زد
إقرأ أيضاً:
ترامب وطالبان والمساعدات الأميركية لأفغانستان
تظل المساعدات الأميركية إلى أفغانستان محط جدل متزايد، إذ تتزايد التساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه الأموال تصل إلى حركة طالبان أو إذا كانت تستخدم لأغراض أخرى.
ومع تصاعد الجدل صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن المساعدات الأميركية تصل إلى طالبان "وهو أمر لا ينبغي أن يحدث"، مهددا بقطع المساعدات عن أفغانستان.
وعبر الملياردير الأميركي إيلون ماسك المقرب من ترامب أيضا عن استغرابه على منصة "إكس" قائلا "هل نحن فعلا نرسل أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى طالبان؟".
ووسط هذه الأوضاع تظل المساعدات الأميركية عاملا مهما في استمرار الأنشطة الإنسانية بأفغانستان.
وفي هذا السياق، يتساءل الخبراء عن تأثير قطع المساعدات على الاقتصاد الأفغاني.
مساعدات دوليةورغم التصريحات السياسية بشأن تقليص المساعدات فإن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة يواصل خططا لتقديم الدعم إلى 16.8 مليون شخص في أفغانستان لعام 2025، مع ميزانية قدرها 2.42 مليار دولار، جزء كبير منها يأتي من أميركا.
وحسب تقرير "إدارة سيكار" (مكتب المفتش العام لإعادة الإعمار في أفغانستان)، تم استخدام 3.5 مليارات دولار من الأصول المجمدة للبنك المركزي الأفغاني التي كانت تحتفظ بها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أموال أخرى تم صرفها لأغراض مثل عمليات الإخلاء وإعادة توطين الأفغان في الولايات المتحدة بعد انسحاب القوات الأميركية في أغسطس/آب 2021.
جانب من أحد الأسواق الشعبية في كابل حيث تبدو الحركة نشطة (غيتي) طالبان ومطالبها من أميركا
من جانبه، دعا شير عباس ستانكزي نائب وزير الخارجية الأفغاني ترامب إلى "نسيان فترة بايدن"، مطالبا بسياسة أميركية أخرى غير التي كانت تتبعها إدارة جو بايدن، وفتح السفارة الأميركية في كابل، ورفع العقوبات عن أفغانستان، وإعادة الأموال المجمدة.
إعلانوفي تصريح خاص، أكد حمد الله فطرت نائب المتحدث باسم حكومة تصريف الأعمال أن الحكومة لم تتلقَ أي أموال من الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأموال التي يتم الحديث عنها هي في الواقع نفقات أميركية تتعلق بإجلاء القوات الأميركية أو إعادة توطين الأفغان الذين فروا معها.
وأضاف أن "ادعاءات أميركا بشأن تقديم مليارات الدولارات مساعدات لأفغانستان غير صحيحة تماما، ونحن نرفضها بشكل قاطع، الحقيقة هي أن أميركا لم تقدم للإمارة الإسلامية ولا حتى روبية واحدة، بل إنها استولت على مليارات الدولارات من الشعب الأفغاني وجمدتها".
التأثير الاقتصادي للمساعداتويؤكد خبراء اقتصاديون أن قطع المساعدات الأميركية سيؤدي إلى تأثيرات سلبية مباشرة على الاقتصاد الأفغاني.
ووفقا للخبيرة الاقتصادية صديقة زكي، فإن المساعدات قد ساهمت في تقليل عدد الأشخاص الذين يعانون من أزمة غذائية من 21 مليون شخص في 2021 إلى نحو 11 مليونا في 2023، وهو ما يعتبر تحسنا ملحوظا.
وتشير زكي في حديث للجزيرة نت إلى أن المساعدات لا يمكن أن تحل جميع مشاكل أفغانستان، فهي مجرد جزء من الحلول المؤقتة، إذ ما زال البلد يعاني من مشاكل متعددة، مثل التغيرات المناخية والهجرة.
وأضافت "رغم أن المساعدات الدولية ساعدت في تحسين الوضع الغذائي بأفغانستان فإن هناك مشاكل أعمق، مثل التغيرات المناخية والمشاكل الاقتصادية المتراكمة، والتي لا يمكن حلها بالكامل عبر المساعدات".
المساعدات ساهمت بتقليل عدد الذين يعانون من أزمة غذائية من 21 مليون شخص في 2021 إلى 11 مليونا في 2023 (شترستوك)أما أستاذ الاقتصاد السابق في جامعة كابل ضياء شفايي فيعتبر أن الاقتصاد الأفغاني "متعود" على المساعدات الخارجية، وأي قطع لهذه المساعدات سيكون له تأثير "فوري" وجدّي على الاقتصاد.
وقال للجزيرة نت "لقد اعتمدت سياسة البنك المركزي الأفغاني على بيع الدولار الذي يصل عبر المساعدات الخارجية للحفاظ على استقرار العملة الأفغانية، وإذا توقفت هذه المساعدات فسنرى انخفاضا حادا في قيمة العملة، مما سيؤدي إلى تضخم وارتفاع الأسعار، وسيؤثر بالتلي سلبا على حياة المواطنين".
وعلق ضياء شفايي بالقول "الحكومة الأفغانية لا تمتلك احتياطيات كافية لمواصلة دعم العملة كما كان الحال مع المساعدات الخارجية، انهيار قيمة العملة سيكون له تأثير مباشر على حياة الناس وسيؤدي إلى تدهور الوضع المعيشي".
إعلانوتظل قضية المساعدات الأميركية إلى أفغانستان معقدة، إذ تتباين الآراء بين من يرون أنها ضرورية للاستقرار الإنساني والاقتصادي، ومن يرون أنها تستخدم لأغراض سياسية.
وفي ظل التحديات الاقتصادية العميقة التي تواجهها أفغانستان، يتساءل الخبراء عن كيفية تأثير قطع المساعدات على الوضع الداخلي، خاصة على مستوى العملة والتضخم، وفي النهاية تبقى هذه القضية محط جدل مستمر بين الأطراف المعنية.