لطالما سخر المرشح الرئاسي والرئيس السابق دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاما، من عمر الرئيس الحالي جو بايدن ذي الـ81 عاما وحالته الصحية المتدهورة، بينما تنافس المرشحة الرئاسية كامالا هاريس التي بلغت الـ60 قبل أيام، على مقعد الرئاسة في انتخابات سوف تحسم خلال أيام قليلة.

حاول جميع المرشحين مغازلة الأغلبية والأقليات بصور متنوعة، كلا وفقا لثقلهم وعددهم وتأثيرهم على صندوق الانتخابات، فهل يعبأ مرشحا الرئاسة الأبرز، ترامب وهاريس، بـ"جيل زد"؟ وهل يحسبان له الحسابات؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الذي يخفيه مكتب التحقيقات حول تدخل إيران في انتخابات الرئاسة الأميركية؟list 2 of 25 قضايا كبرى بالانتخابات الأميركية.

. تعرّف عليهاend of list

"في الانتخابات المتقاربة، كل صوت مهم"، كما يقول عالم السياسة روبرت شابيرو، أستاذ الحكومة في أستاذ الحكومة في كلية الشؤون العامة الدولية (SIPA) بجامعة كولومبيا في نيويورك "يمكن أن تؤثر أي مجموعة فرعية من الناخبين بشكل حاسم على النتائج".

السكان الرقميون الأصليون

يتميز جيل زد بأنه أول جيل نشأ في ظل انتشار واسع للإنترنت والتكنولوجيا الرقمية، مما يؤدي إلى ظهور سمات ثقافية واجتماعية فريدة مقارنة بالأجيال السابقة. يعرف أبناء هذا الجيل أيضا بأنهم "السكان الرقميون الأصليون" ويشتهرون بتوجهاتهم المتنوعة واهتمامهم القوي بالمشكلات الاجتماعية والسياسة الخارجية وقضايا المناخ.

يُقدّر عدد جيل زد في الولايات المتحدة بنحو 69.31 مليون نسمة. يشمل هذا الجيل الأشخاص المولودين بين 1997 و2012، مما يجعله يشكل حوالي 20% من إجمالي سكان الولايات المتحدة.

في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، سيكون حوالي 41 مليون شاب من جيل زد مؤهلين للتصويت في الولايات المتحدة. يشمل ذلك حوالي 8 ملايين ناخب جديد بلغوا سن التصويت منذ آخر انتخابات نصفية في 2022. يمثل هذا الجيل تنوعا ملحوظا، حيث يُعرف حوالي 45% منهم بأنهم من الشباب ذوي الألوان، في إشارة إلى التنوع العرقي والثقافي، ويشمل ذلك 8.8 ملايين لاتيني، و5.7 ملايين شاب أسود، و1.7 مليون أميركي آسيوي، و1.8 مليون شاب متعدد الأعراق. وفق بيانات مركز سيركل التابع لجامعة "تافتس"، الذي يركز على دراسة المشاركة المدنية والتصويت بين الشباب.

حملة إلغاء أصوات الآباء

قبل أيام من حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية 2024، أطلق عدد من الشباب حملات إلكترونية عبر تيك توك لإيصال أصوات جيل زد إلى صناديق الاقتراع، من خلال نشر مقاطع فيديو سريعة الانتشار لناخبين شباب يتعهدون فيها بملء بطاقة الاقتراع من أجل "إلغاء" الأصوات التي أدلى بها آباؤهم لصالح دونالد ترامب.

لا تظهر خلال تلك المقاطع المرشح الذي يصوتون له، لكن الكثيرين أكدوا أن أصواتهم اتجهت لصالح كامالا هاريس.

وكشف استطلاع رأي حديث أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" أن هاريس تتمتع بتقدم قوي بين ناخبي الجيل زد.

تأثير المشاهير

ربما لا يهتم الجيل زد بدعم جورج كلوني أو أوبرا وينفري، بل أصبح دعم تايلور سويفت لهاريس، وإيلون ماسك لترامب الأكثر تأثيرا على الناخبين الجدد.

وفق استطلاع إن بي سي نيوز، قال 11% فقط من ناخبي الجيل زد إن تأييد سويفت يجعلهم أكثر تحمسا للتصويت لصالح هاريس، بينما قال 17% إن تأييد إيلون ماسك يدفعهم إلى التصويت لصالح ترامب.

في المقابل، قال 19% من الناخبين الشباب إن تأييد سويفت يجعلهم أقل احتمالية للتصويت لصالح هاريس، وقال 29% من الناخبين إن تأييد ماسك يجعلهم أقل احتمالية للتصويت لصالح ترامب.

استطلاع رأي: 11% فقط من ناخبي الجيل زد قالوا إن تأييد سويفت يجعلهم أكثر تحمسا للتصويت لصالح هاريس (أسوشيتد برس) سلاح منصات التواصل الاجتماعي

استضافت مؤسسة "هيريتيج" مؤخرا قمة جمعت 30 مؤثرا محافظا، لديهم جمهور مشترك يبلغ 50 مليون متابع، للتنسيق حول كيفية توصيل نقاط الرسائل الجمهورية، وفقا لصحيفة ديلي ميل.

وفي الوقت نفسه، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن حملة هاريس أشركت 200 منشئ محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، ودعتهم إلى فاعليات وأنشطة تابعة للحزب الجمهوري، في محاولة للوصول إلى جيل الشباب.

يعترف دونالد ترامب بضرورة التواصل مع جيل زد، الذي نشأ وسط التكنولوجيا والإنترنت، لذلك استعان الرئيس السابق بأصغر أبنائه "بارون" البالغ من العمر 18 عاما ومنشئ المحتوى المحافظ بو لودون، للمساعدة في "الوصول إلى جمهور ربما لا يتم التعرف عليه"، حسب ما قاله لودون للمذيع بيرس مورغان يوم الخميس.

كذلك استعان ترامب بتشارلي كيرك الناشط السياسي الذي يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة على منصة تيك توك، ودائما ما يروج للأفكار الجمهورية بين الشباب.

أما كامالا هاريس فاستعانت بنوبيا باستيا، وهي مؤثرة وناشطة من شيكاغو، تعمل على توصيل الرسائل السياسية لحملات هاريس، حيث تركز على أهمية المعلومات الصحيحة والموثوقة من خلال مؤثرين معروفين.

View this post on Instagram

A post shared by Vidya Gopalan (@queencitytrends)

كما استعانت هاريس بمؤثرين آخرين مثل فيديا صاحبة حساب كوين سيتي ترندز، التي يتابعها 3.5 ملايين متابع على تيك توك، وشاركت مؤخرا مقطع فيديو يعبر عن دعمها لهاريس.

جيل زد العربي

أبناء المهاجرين العرب في الولايات المتحدة لا يختلفون كثيرا عن أقرانهم في جيل زد، غير أن لهم دوافعهم المختلفة في التصويت.

تقول سارة، ذات الأصول الأردنية التي تبلغ من العمر 21 عاما، ترددت كثيرا بين الامتناع عن التصويت أو انتخاب هاريس لتقليل أصوات الداعمين لترامب أو التصويت للحزب الثالث (في إشارة إلى التصويت لصالح مرشح ثالث).

لا تعبأ سارة كثيرا بالخلافات الانتخابية بين هاريس وترامب حول حق الإجهاض وقضايا المثلية، لكنها ترى في سياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي تجاه الشرق الأوسط، ودعمهما في المطلق لإسرائيل في الإبادة الجماعية في غزة، سببا كافيا للامتناع عن انتخاب أي منهما. لذلك تكتفي بتصويب سلاحها الانتخابي لصالح جيل ستاين الداعية لوقف دعم إسرائيل.

الطالب الجامعي محمد. أ، أميركي من أصل فلسطيني يرى أن انتخاب مرشح ثالث يعد حلا مُرضيا لأبناء جيل رافض للفوضى السياسية الحالية.

بينما تعتبر منى رائد التصويت لمرشح ثالث هروبا من المعركة الانتخابية، فتقول إنها لا تتوقع نجاح هاريس في الانتخابات، لكنها سترشحها أملا في وقف الجنون السياسي في العالم، الذي سيقوده ترامب إلى الحافة إذا وصل إلى البيت الأبيض، حسب وصفها.

مخاوف من الغضب الصامت

تشير استطلاعات الرأي إلى أن جيل زد يظهر اهتماما كبيرا بالمشاركة في الانتخابات، حيث إن 51% منهم يفضلون المرشحين الديمقراطيين، بينما 30% يفضلون المرشحين الجمهوريين. ومع ذلك، يوجد قلق بشأن عدم تصويت أكثر من 30% من الشباب بسبب الإحباط من النظام السياسي أو عدم الرضا عن الخيارات المتاحة، وفق مركز سيركل.

تتطلب هذه الفئة العمرية مزيدا من المعلومات والدعوة للتفاعل مع الحملات السياسية، حيث إن 31% من الشباب لا يزالون غير متأكدين ممن سيصوتون له في الانتخابات المقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی الانتخابات للتصویت لصالح من الشباب الجیل زد تیک توک جیل زد

إقرأ أيضاً:

لماذا يقاطع المتسوقون بالخارج البضائع الأميركية؟

يدفع إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مواصلة سياسات تعرّض الاقتصاد الأوروبي إلى الخطر، المزيد من الأوروبيين إلى مقاطعة البضائع الأميركية للتعبير عن إحباطهم الشديد من تعامل الإدارة الأميركية مع الحلفاء القدامى، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير.

ونقلت الصحيفة عن بو ألبرتوس، الدانماركي، الذي يدير مجموعة من 90 ألف عضو على موقع فيسبوك تدعو إلى مقاطعة المنتجات الأميركية، قوله "كان ينتابني إحساس بالعجز، ولذلك نشعر الآن أننا نفعل شيئا ما. تصرفاتنا نابعة من إحباطنا. الزخم الأقوى وراء مثل هذه الممارسات الاستهلاكية يتركز على ما يبدو في بلدان قام ترامب بمعاداتها بشكل مباشر، مثل الدانمارك التي  هدد بالاستيلاء على أرضها (غرينلاند) وكندا التي قال مرارا وتكرارا إنها يجب أن تكون الولاية رقم 51 للولايات المتحدة".

وبينما يتودد ترامب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويفرض تعريفات جمركية على البضائع الأوروبية، تنتشر في العديد من بلدان القارة العجوز مجموعات مقاطعة البضائع الأميركية والتي تتبادل النصائح بشأن قائمة منتجات محلية بديلة.

في مجموعة سويدية على فيسبوك يبلغ عدد أعضائها 80 ألفا، يتساءل المستخدمون عن إرشادات لشراء أجهزة لاب توب وأطعمة للكلاب ومنتجات معجون أسنان غير أميركية الصنع، ويسهب أعضاء مجموعة فرنسية بالثناء على منظفات غسل الملابس وهواتف ذكية أوروبية، حسب الصحيفة.

إعلان

علاوة على ذلك، تعج تلك الصفحات بمناقشات تفصيلية حول هوية البضائع الأميركية وكيف يمكن تصنيف  منتجات كوكاكولا المصنعة في بريطانيا، أو آيس كريم (بن وجيريز) الذي تملكه حاليا شركة يونيليفر البريطانية.

ويوضح هذا كيف أن مقاطعة المنتجات في عصر التجارة العالمية ليست بتلك البساطة، بيد أن هذه المجموعات معظمها توفر مكانًا يجمع أوروبيين منزعجين وغيرهم من الجنسيات يتبادلون خلالها القصص و يعبرون عن معارضتهم للسياسات الأميركية.

طريقة اعتراض

وفي ذات السياق، تعترف ماجكين جينسن (49 عاما)، التي تعمل منسقة لوكالة حكومية في كوبنهاغن، بأن ملايين البشر في أرجاء العالم يبتاعون البضائع الأميركية وأن مقاطعة بعض المستهلكين في عدد محدود من الدول لتلك المنتجات ربما لا تشكل فارقا هائلا، وبالرغم من ذلك، توقفت جينسن عن شراء منتجات أميركية أمثال "أوريو" و"كاتشب" (هاينز)، واستبدلت سيروم (بديل زيت الشعر) الأميركي "إيستي لودر" بالمنتج المحلي (بيوتي باسيفيك).

وقالت جينسن "أنا لست حتى قطرة في محيط، لكن هذه طريقتي المتواضعة للاحتجاج"،  وشددت على أن قرارها بالتوقف عن شراء المنتجات الأميركية نابع من معارضتها لإدارة ترامب وليس للشعب الأميركي.

ودفع رد الفعل العنيف بعض المتاجر إلى تنفيذ سياسات تسهل على المستهلكين تمييز المنتجات المحلية، على سبيل المثال، تقوم سلسلة متاجر "لوبلاو" الكبرى في كندا بوضع الرمزT  للإشارة إلى المنتجات الأميركية الصنع التي زادت أسعارها بسبب الرسوم الانتقامية التي فرضتها كندا مؤخرا ردًا على ترامب.

وفي الدانمارك، أضافت سلسلة متاجر "نيتو" و"بيكا" و"فوتكس" نجوما إلى ملصق السعر للمنتجات الأوروبية بناء على طلب المستهلكين من أجل تمييزها بشكل أوضح وفقا لتصريحات الشركة الأم.

وترى الباحثة بمركز "أتلانتك كاونسل"، إليزابيث براو أن وسائل التواصل الاجتماعي والاقتصاد العالمي المترابط تمنح المستهلكين صوتا أعلى من ذي قبل.

إعلان

وتابعت: "على مدار السنين، اقترفت الولايات المتحدة العديد من الأشياء المثيرة للجدل، لكني لا أعتقد أنها، بما في ذلك حرب فيتنام،  أثارت حملة مشابهة، والسبب وراء ذلك ببساطة هو أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن متاحة آنذاك".

يدرك قادة الأعمال العواقب المحتملة الناجمة عن ذلك،  فقد حذّرت شركة (بيوند ميت)، وهي شركة أغذية نباتية مقرها كاليفورنيا، في أحدث تقرير مالي لها من أنها قد تفقد عملاءها على الصعيد الدولي بسبب "المشاعر المعادية لأميركا".

تراجع سريع

وقال مايكل ميدلاين، الرئيس التنفيذي لشركة "إمبارير" ثاني أكبر سلاسل المتاجر الكندية، مؤخرا إن مبيعات شركته من المنتجات الأميركية "تتهاوى بشكل سريع" جراء الطلب المتزايد على البضائع غير الأميركية، ومن المتوقع استمرار هذا الانحدار بعد أن جلبت الشركة مزيدًا من المنتجات من دول أخرى بدلا من الولايات المتحدة بعد أن تسببت الرسوم الكندية الانتقامية في زيادة تكلفة استيراد المنتجات الأميركية.

في سياق مشابه، قالت شركة الشيكولاتة السويسرية (ليندت) في وقت سابق هذا الشهر إنها سوف تبدأ في  كندا بيع  شيكولاتة صنعت في أوروبا وليس في الولايات المتحدة بهدف تفادي الرسوم الجديدة وتقليص المخاطر الناجمة من ردود الفعل الغاضبة للمستهلكين.

وتعد شركة تسلا المصنعة للسيارات الكهربية أحد أكبر المتضررين من مقاطعة المنتجات الأميركية بالخارج، لا سيما بعد أن أصبح رئيسها التنفيذي إيلون ماسك ركنا أساسيا في إدارة ترامب،  بالإضافة إلى ترويجه لأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا عبر منصة "إكس" التي يملكها.

وفي ألمانيا، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في أوروبا، انخفضت مبيعات سيارات تسلا بنسبة 76% في فبراير/شباط مقارنة بذات الفترة من العام السابق، وفقًا للجمعية الألمانية لصناعة السيارات.

وتضرب المقاطعة العالم الرقمي أيضا حيث ألغى مستهلكون اشتراكاتهم في منصات أميركية أمثال "نتفلكس" و"ديزني+" و"أمازون برايم فيديو" وغيرها من التي تقدم خدمات البث الرقمي بالرغم من صعوبة إيجاد بدائل تقدم نفس العروض حيث قرر  البرتوس على سبيل المثال الاشتراك في منصة البث السويدية "فيا بلاي".

إعلان

من جانبه، قال مادز موريتزن، الذي أسس المجموعة الدانماركية الداعية لمقاطعة المنتجات الأميركية على فيسبوك، إنه حذف حساباته في موقع إير بين إن بي Airbnb لتأجير الشقق والغرف وهوتيلز دوت كوم وتوقف عن استخدام "غوغل" و"مايكروسوفت"، وبرر استخدامه لفيسبوك، الذي تقع شركته الأم في كاليفورنيا، كمنصة للمجموعة باعتباره الوسيلة الأسهل للوصول إلى أكبر عدد من الناس.

واستطرد "من المهم جدا أن نقول إننا لا نزال نحب الأميركيين، ما نزال نحب الولايات المتحدة، لكن ثمة وضعا راهنا لا يروق لنا، وهناك إدارة أميركية حالية لا نحبها".

مقالات مشابهة

  • ترامب يقيم مأدبة إفطار رمضاني في البيت الأبيض
  • مقاطعة المنتجات الأميركية تصل ألمانيا
  • مروراً على العراق:-لماذا أكتسحَ”ترامب”أصوات الأميركيين؟
  • إعادة هيكلة واسعة.. "الصحة الأميركية" تعتزم إلغاء 10 آلاف وظيفة
  • ضمن خطة ترامب.. الصحة الأمريكية تتجه لإلغاء 10 آلاف وظيفة
  • 7 أسئلة عن انتخابات كندا 2025 وتحديات ترامب
  • وزارة الصحة الأميركية تعتزم إلغاء 10 آلاف وظيفة
  • الجيل: الحزب حريص على دعم الشباب والمتفوقين بمختلف المجالات
  • أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 27 مارس 2025
  • لماذا يقاطع المتسوقون بالخارج البضائع الأميركية؟