المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات يشارك في لقاء التواصل الحكومي الخليجي
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
ناقش المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات أبرز آليات تعزيز كفاءة نجاح الخطط الاتصالية والمشاريع الإعلامية الحكومية، واستعرض جانباً من خبراته وتجاربه في إعداد وإطلاق وتنفيذ الحملات الإعلامية الداعمة للمشاريع والمبادرات الوطنية، وذلك خلال مشاركته في اللقاء الثاني لمراكز ومكاتب الاتصال الحكومي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي استضافته مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية في 23 و24 أكتوبر(تشرين الأول) الجاري.
واطلع المكتب خلال المشاركة على العديد من التجارب الملهمة والمبادرات والخطط الاتصالية الناجحة التي قامت بعرضها الوفود المشاركة، كما استعرض تجربته الناجحة في إطلاق وتنفيذ الحملة الإعلامية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل".
تعزيز العمل الخليجيوقال سعيد العطر رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات إن "انعقاد لقاءات مسؤولي المراكز والمكاتب الإعلامية والاتصالية الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي، بشكل دوري، يشكل فرصة لتنسيق وتعزيز العمل الخليجي في قطاع الاتصال الحكومي، والاطلاع على التجارب المختلفة، وتبادل الخبرات، وبناء الرؤى والخطط الإعلامية والاتصالية الحكومية المشتركة، بما يساهم في تعزيز الإمكانات والقدرات، وتحقيق المستهدفات الاستراتيجية الخاصة بمراكز ومكاتب الإعلام والاتصال الحكومي كافة بدول مجلس التعاون الخليجي.
وضم وفد المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات المشارك في أعمال اللقاء الثاني لمراكز ومكاتب الاتصال الحكومي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب رئيس المكتب، كلاً من عالية الحمادي، نائبة رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وخديجة حسين، المديرة التنفيذية لقطاع الاتصال الحكومي، وخالد الشحي، المدير التنفيذي للتسويق والاتصال.
كما ناقش المكتب خلال فعاليات اللقاء العديد من السياسات والأفكار والمبادرات الاتصالية، التي يمكن أن تساهم في تحقيق اتصال حكومي فعال وكفؤ، قادر على إنجاز المهام والخطط والمستهدفات الاتصالية، في ظل الواقع المتغير للمشهد الإعلامي الجديد، وأهمية وسبل الاستفادة الشاملة من القراءة الدقيقة والذكية لمؤشرات اهتمام الجمهور، من أجل صناعة محتوى مؤثر، قادر على تشكيل توجهات وانطباعات المتلقي، وتدعيم تفاعله الإيجابي مع الرسائل الاتصالية.
الذكاء الاصطناعيوتطرقت مشاركة المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات كذلك إلى عدد من القضايا والموضوعات التي تفرض نفسها على ساحة العمل الاتصالي الحكومي، ومنها توظيف حلول الذكاء الاصطناعي لإيصال الرسائل الاتصالية للجمهور المستهدف، وتوجيه الرسائل الاتصالية بدقة إلى القنوات الإعلامية المناسبة، وآليات ووسائل تعزيز الثقة في الجهة الاتصالية، والنجاح في وصول الرسائل الاتصالية، لجمهور إقليمي ودولي أوسع، وكيفية دعم المنظومة الاتصالية الحكومية لجهود توظيف القوة الناعمة الإيجابية بما يصب في إطار تحقيق المستهدفات الاتصالية الحكومية.
مسبار الأملوركز استعراض تجربة الحملة الإعلامية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، على المبادئ الرئيسية التي اعتمدت عليها الحملة الإعلامية، سواء على النطاق الوطني، أو العربي، أو العالمي، من خلال مستهدفات محددة، أبرزها على الصعيد المحلي رفع سقف الطموح والتأكيد على أن "لا شيء مستحيل" أمام الإرادة والجهد والعزيمة التخطيط السليم، وخلق نماذج وطنية في مجال ريادة الفضاء، وتعزيز الثقة بالكوادر الوطنية في كافة القطاعات، بالإضافة إلى التأكيد على أن "مسبار الأمل" ليس مشروعاً إماراتياً فحسب، بل هو أيضاً مشروع عربي بامتياز، يمثل جميع العرب ويستدعي تبني وفخر الجميع به وبطموحه وإنجازاته، والوقوف على أبرز النتائج الاتصالية للحملة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الرسائل الاتصالیة الاتصال الحکومی مجلس التعاون مسبار الأمل
إقرأ أيضاً:
الإمارات وأزمة السودان
يقول المثل السوداني الشائع “الضلع المكسور ما بيتصلّح، لكن بيجبر”، في إشارة إلى أن الجراح العميقة قد لا تعود كما كانت عليه في الأول، لكنها تجد طريقها إلى الالتئام حتى ولو تركت أثرا لا يُمحى مهما مرت السنون.
وهكذا يمكن وصف حال السودان اليوم، ذلك البلد الذي يعاني من كسر عميق في نسيجه السياسي والاجتماعي والعسكري، لكنه في الوقت نفسه يتشبث بالأمل وسط صرخات الألم، ينتظر تلك اللحظة التي يفوق من كبوته وينهض مرة أخرى نافضا من عليه غبار الصراع والانشقاق ليمضي قدما في طريق السلام والاستقرار، بعدما يلفظ المتآمرين والمتكالبين على السلطة “من السلطة” غير العابئين بالشعب التواق للحياة في أبسط صورها.
فمنذ اندلاع الصراع العسكري في أبريل/نيسان 2023، بعدما فقد قادة الجيش السوداني زمام الأمور وفشلوا في تجنيب البلاد هول الاقتتال، تحول السودان إلى مسرح لواحدة من أكبر المآسي الإنسانية على مستوى العالم، حيث باتت البلاد تئن تحت وطأة حرب دامية تمزق أوصالها وتهدد استقرار المنطقة بأسرها، تلك الحرب التي أجبرت نحو 12.4 مليون شخص على النزوح، وجعلت أكثر من 30 مليونا آخرين – ثلثا الشعب السوداني- بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بينما تلوح المجاعة في الأفق مهددة ملايين الأرواح.
حاضر أليم يعود بنا عقودا وعقودا، حيث لم يكن السودان يوما بمعزل عن الأزمات، فقد عانى لسنوات من دوامات سياسية، منذ استقلاله عام 1956، لم تتركه انقسامات عرقية وسياسية واقتصادية إلا وجعلته عرضة لاضطرابات كانت دوما سيفا مصلتا على رقاب شعبه، إلا أن اشتباكات 2023 فاقت كل التوقعات بوحشيتها، بعدما ألقى الطموح إلى السلطة بظلاله القاتمة على المشهد، فانشق الصف، واندلع القتال، وغرقت البلاد في أتون حرب مفتوحة، حصدت آلاف الأرواح ودفعت بملايين النازحين إلى المجهول.
من هنا تأتي التساؤلات التي تسبق إلقاء الاتهامات يمينا ويسارا ضد دول أخرى لصرف الأنظار عن الوضع الداخلي، تساؤلات بحاجة إلى إجابات ما زالت تائهة في دهاليز السياسة وكواليس السلطة، تساؤلات تحمل علامات التعجب قبل أن تتزيّل بعلامات الاستفهام، كيف لحليفين كانا يستظلان تحت عباءة واحدة أن يتحاربا بعدما كانا معا في وقت ما؟ هل كان ذلك نتاجا طبيعيا لانهيار العملية الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بعمر البشير في 2019، وما أعقبه انهيار الاتفاق الإطاري الذي رعته قوى دولية وإقليمية واعتبر حينها “طوق نجاة” عبر تشكيل “حكومة مدنية”، اتفاق لم يصمد طويلا أمام خلافات قادة الجيش، لتشتعل المواجهات في الخرطوم وتمتد إلى دارفور وكردفان، مخلفة دمارا شاملا، دمار لم يقتصر تداعياته على الحدود السودانية، بل امتد ليهدد المنطقة بأسرها، لِمَ لا وللسودان موقع استراتيجي على البحر الأحمر يجعله نقطة حيوية للأمن البحري والتجارة الدولية، ما يجعل الفراغ الأمني فيه أمرا لا يُحتمل قبل أن يتحول لبيئة خصبة للإرهاب والتطرف.
وسط هذا الظلام الدامس، برزت العديد من الجهود الإقليمية والدولية لرأب الصدع والعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى سلام يحفظ أرواح السودانيين، وهنا ظهر جليا دور دولة الإمارات المحوري للسعي لإعادة الأمل إلى السودان، إذ تبنت مسؤولية دبلوماسية وإنسانية كبيرة رغم التحديات والاتهامات التي وُجّهت إليها بدعم أحد أطراف الصراع، اتهامات نفاها القاصي والداني بل نفيت من مصدرها نفسه، وتصريحات وزير المعادن محمد بشير أبونمو -أحد حلفاء الجيش السوداني- لدليل على ذلك لمن يريد أن يتقصى الحقيقة ويكشف زيف وكذب الأبواق المأجورة وتلك الأخرى المحسوبة على تنظيم الإخوان الإرهابي التي لم يمنعها ذلك من الاستمرار في ترديد مزاعم مردود عليها فعلا لا قولا.
فنهج دولة الإمارات دائما هو دعم الاستقرار والسلام واحترام القانون الدولي وقبل ذلك كله هو احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بل تضع دائما الإنسان وحياته في سلم أولوياتها في أي نزاع كان، ومن هنا تدخلت إنسانيا لتقديم المساعدات لإنقاذ البشر من قلوب تحولت لحجر، يرتكب أصحابها جرائم حرب ضد بني وطنهم بشهادات أممية ودولية تنوعت أشكالها من القتل الجماعي والهجمات العشوائية على المدنيين والعنف الجنسي، وتجنيد الأطفال.
وبالإضافة إلى جهودها الإنسانية التي وصلت قيمتها إلى أكثر من 3.5 مليار دولار على مدار عقد من الزمان منها 600 مليون دولار منذ بدء الأزمة، لم تكل دولة الإمارات ولم تمل من المساعي الدبلوماسية، حيث قادت جهودا حثيثة للوساطة، وتبنت مؤتمرات دولية، وعقدت لقاءات على أعلى المستويات، ولم تترك منبرا إقليميا أو دوليا أو أمميا إلا وكان صوتها عاليا وداعيا للهدنة وإيقاف النيران وإيصال المساعدات، لكن كان يقابل ذلك بالرفض من قادة القوات المسلحة السودانية وفي مقدمتهم عبدالفتاح البرهان.
مخطئ من يظن أن وشائج الأخوة العميقة بين الشعبين الإماراتي والسوداني يمكن أن تهتز بفعل عارض أو بتصريح ممن هم في السلطة حاليا، فهذه العلاقة لا تستند إلى اعتبارات سياسية عابرة، ولا إلى تقاطع مصالح مرحلي، بل تنبع من جذور ضاربة في تاريخ طويل من المودة والمواقف الأصيلة، فقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، من أوائل من آمنوا بخيرات السودان وبنبل شعبه، وعبر مرارا عن إعجابه بهذا الشعب، قائلا إن “السوداني رجل طيب وصاحب وفاء”، ومنذ اللحظات الأولى لتأسيس الاتحاد، كان للسودانيين دور محوري في النهضة التعليمية والطبية والهندسية والتربوية في الإمارات، حيث ساهموا بجهدهم وعلمهم في بناء الإنسان قبل البنيان، وبقيت بصماتهم حاضرة في الذاكرة والوجدان.
وفي كل لحظة ضيق مرت على السودان، لم تتأخر دولة الإمارات يوما في تلبية نداء الواجب، فحين اجتاحت السيول والفيضانات المدن، كانت طائرات الإغاثة الإماراتية تهبط تباعا محملة بالعون، وحين تصاعدت النزاعات، كانت أبواب الإمارات مفتوحة لضحايا الأزمات والنازحين، وفاء لعلاقة تتجاوز حدود الجغرافيا وتستند إلى تاريخ من التآزر والمساندة.
واليوم، مع تعقد المشهد السوداني واحتدام الصراع الداخلي، تواصل دولة الإمارات التزامها بمسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وتضاعف جهودها لتكون صوتا للسلام ومنبرا للعقل، وسندا للشعب لا لمن هم في السلطة ممن أعمتهم أطماعهم عن مشاغل بني وطنهم، وفي الوقت الذي ينشغل فيه قادة الجيش بتقاذف الاتهامات وتجاهل الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد، تبقى الإمارات متمسكة بثوابتها، تمد يدها للمنكوبين، وتحاول انتشال ما تبقى من وطن يعبث به قادته العسكريين.
دولة الإمارات، بنهجها البناء، لا تسعى فقط لإسكات فوهات البنادق، بل لبناء جسور سلام تعبر بها الأمة السودانية إلى بر الأمان، تاركة للآخرين الإجابة عن الأسئلة المعلقة: مَن يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأحداث في السودان؟ من يتحمل مسؤولية عرقلة الحلول وإخراس صوت العقل والإنسانية؟ مَن يتحمل ذنب كل هذه الأرواح التي فاضت إلى خالقها؟.. الإجابات معلومة، والواقع خير دليل، وإن غدا لناظره قريب.