كيف يؤثر النوم السيئ على الدماغ في عمر الأربعين؟
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
تأثيرات قلة النوم.. أظهرت دراسات حديثة أن النوم السيئ في مرحلة الأربعينيات من الممكن أن يكون له تأثيرات سلبية عميقة على صحة الدماغ حيث يرتبط بزيادة مخاطر التدهور المعرفي وضعف الذاكرة مع تقدم العمر ويؤكد الباحثون أن اضطرابات النوم في هذا العمر من الممكن أن يعرقل قدرة الدماغ على التعافي وتجديد خلاياه مما ينعكس على القدرات العقلية والإدراكية للشخص.
وكشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن النوم السيئ في منتصف العمر من الممكن أن يرتبط بتسارع شيخوخة الدماغ وارتفاع مخاطر تدهور القدرات المعرفية حيث أجرى نحو 600 شخص في الأربعينات استبيانا حول عادات نومهم وتم تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات حسب جودة نومهم.
وقالت الدكتورة كريستين يافي من جامعة كاليفورنيا في سان فرنسيسكو الأميركية مؤلفة الدراسة: «تسلط نتائجنا الضوء على أهمية معالجة مشكلات النوم في وقت مبكر من الحياة للحفاظ على صحة الدماغ، بما في ذلك الحفاظ على جدول نوم ثابت، وممارسة الرياضة، وتجنب الكافيين قبل الذهاب إلى الفراش، واستخدام تقنيات الاسترخاء».
والجدير بالذكر أن صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية أصدرت استبيانا عن مشاكل وتأثيرات قلة النوم في بداية الدراسة وكذلك بعد 5 سنوات حيث تضمنت الأسئلة: «هل تواجه عادة صعوبة في النوم؟، وهل تستيقظ عادة مرات عدة في الليل؟، وهل تستيقظ عادة في وقت مبكر للغاية؟».
وبذلك الاستبيان لاحظ الباحثون عدة سمات من المشاركين وهي كالآتي: «قصر مدة النوم، أو سوء جودة النوم، أو مشكلات في النوم، أو صعوبة في البقاء نائمين، أو الاستيقاظ في الصباح الباكر، أو النعاس خلال النهار».
وتم تقسيم المشاركون إلى 3 مجموعات ويأتي ذلك بناء على سمات نومهم، حيث أظهر المشاركون في المجموعة منخفضة المعاناة من قلة النوم نحو 70%مع العلم أنه لم يكن لديهم أي من السمات الـ 6.
بينما المشاركون في المجموعة المتوسطة ظهرت نسبة المعاناة لديهم نحو 22% حيث أنها ظهرت عليهم سمتان أو 3 سمات من السمات الــ 6.
وأما عن أولئك المشاركون الذين في المرتبة العالية فلقد ظهرت نسبة معاناتهم من قلة النوم نحو 8% حيث أنهم كان لديهم من 4 إلى 6 من سمات المعاناة أثناء النوم وبعد سنوات من بدء الدراسة خضع المشاركون لفحوص على الجمجمة حيث ساعدت الباحثين في حساب عمر أدمغتهم.
وحدد الباحثون من خلال تلك الدراسة مراعاة اعمر والجنس وارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكري وأكد الباحثون أن أدمغة المجموعة المتوسطة كانت أكبر سنا بمقدار نحو عام إلى 6 أعوام في المتوسط من أدمغة المجموعة المنخفضة وكان متوسط عمر أدمغة المجموعة المرتفعة أكبر سنا بمقدار 2 إلى 6 أعوام.
ومن قيود البحث اعتمد المشاركين على تقديم معلومات شخصية حول مشاكل نومهم مما قد يؤثر على دقة النتائج وأشارت الدكتورة يافي المشاركة في البحث إلى ضرورة توجيه الدراسات المستقبلية نحو تحسين جودة النوم وفهم التأثيرات طويلة المدى للنوم على صحة الدماغ.
كما أفادت دراسة من جامعة ييل نشرت أيضا في نيورولوجي بأن الأفراد في منتصف العمر ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو عدم ضبط نسبة السكر في الدم أو الكولسترول المرتفع أو الذين لا يمارسون الرياضة أو لا يتناولون طعاما صحيا أو يعانون من مشكلات في النوم من الممكن أن يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف أو الاكتئاب مستقبلا.
وأكد الدكتور سانتياغو كلوتشياتي توزو الباحث الرئيسي في الدراسة أن تبني أسلوب حياة صحي في منتصف العمر يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية طويلة المدى على صحة الدماغ.
وأضاف الدكتور توماس كيلكيني مدير معهد طب النوم في مستشفى نورثويل هيلث أن الحفاظ على نوم جيد أمر حيوي لدعم القدرات الإدراكية وأن فترات متكررة من الحرمان من النوم من الممكن أن تؤدي إلى تدهور إدراكي دائم مما يزيد من احتمالات الإصابة بالخرف.
اقرأ أيضاًمخاطر استخدام الهاتف قبل النوم.. يؤدي للأرق ويصيب بالخلل في هرمونات الجسم
احذر.. كثرة النوم قد تصيبك بهذه الأمراض
دور الساعة البيولوجية في علاج السرطان.. دراسة تحسم الجدل
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قلة النوم اسباب قلة النوم الارق وقلة النوم دراسات حديثة على صحة الدماغ من الممکن أن قلة النوم النوم فی
إقرأ أيضاً:
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي
كوريا ج – حدد فريق من العلماء في معهد العلوم الأساسية بكوريا الجنوبية (IBS) إنزيما غير معروف سابقا يحفّز سلسلة من التفاعلات التي تفضي إلى التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر.
وركّز فريق البحث على دور الخلايا النجمية التي طالما اعتُبرت خلايا داعمة ليكشف عن مساهمتها النشطة في اضطراب وظائف الدماغ من خلال الإفراط في إفراز الناقل العصبي المثبّط GABA، وذلك استجابة لتراكم لويحات بيتا أميلويد، وهي سمة بارزة في هذا المرض.
ورغم أن الخلايا النجمية تساهم في إزالة هذه اللويحات عبر الالتهام الذاتي وتفكيكها من خلال دورة اليوريا (سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الكبد وتلعب دورا حيويا في إزالة الأمونيا السامة من الجسم)، إلا أن هذه العملية تطلق آثارا سلبية، منها الإفراط في إنتاج GABA، ما يؤدي إلى تثبيط النشاط العصبي وإضعاف الذاكرة. كما تفرز هذه الخلايا بيروكسيد الهيدروجين (H₂O₂)، وهو مركب يسرّع من عمليات التنكس العصبي.
وباستخدام مزيج من التحليل الجزيئي والتصوير المجهري والفحص الفيزيولوجي الكهربائي، حدّد العلماء إنزيمين رئيسيين: SIRT2 وALDH1A1، مسؤولين عن هذا الخلل. وقد تبيّن أن مستويات SIRT2 كانت مرتفعة في الخلايا النجمية لكل من نماذج الفئران المصابة بألزهايمر، وكذلك في أنسجة دماغية لبشر مصابين بالمرض.
وعند تثبيط التعبير النجمي لـ SIRT2 في فئران التجارب، لاحظ العلماء تحسنا جزئيا في الذاكرة وانخفاضا في مستويات GABA.
وأشارت الباحثة الرئيسية، مريدولا بالا، إلى أن التحسن اقتصر على الذاكرة العاملة قصيرة المدى، بينما لم يتم استعادة الذاكرة المكانية، ما يفتح باب التساؤلات حول أدوار أخرى للعوامل المرتبطة بالمرض.
وبيّنت الدراسة أن SIRT2 يشارك في المرحلة النهائية لإنتاج GABA، في حين يُنتج H₂O₂ في مراحل مبكرة، ما يعني أن إنتاج هذا الأخير يستمر حتى بعد تثبيط SIRT2.
وقال مدير المعهد سي. جاستن لي: “أظهرنا أن تثبيط SIRT2 لا يمنع إطلاق H₂O₂، ما يلمّح إلى استمرار التنكس العصبي حتى مع تقليل إنتاج GABA”.
ويعد تحديد SIRT2 وALDH1A1 خطوة نوعية، لأنها تتيح استهداف إنتاج GABA تحديدا، دون التأثير على H₂O₂ – الأمر الذي لم يكن ممكنا باستخدام مثبطات MAOB التقليدية، التي تؤثر على كلا المركبين. (مثبطات MAOB: أدوية تعمل على تثبيط إنزيم مونوأمين أوكسيداز ب (MAO-B)، الذي يساهم في تكسير بعض المركبات الكيميائية في الدماغ مثل الدوبامين. ومع ذلك، فإن مثبطات MAOB تؤثر على عدة مركبات في الدماغ، بما في ذلك GABA وH₂O₂، ما قد يؤدي إلى تأثيرات غير مرغوب فيها على وظائف الدماغ).
ورغم أن SIRT2 قد لا يكون هدفا دوائيا مثاليا بسبب تأثيره المحدود على مسار المرض، إلا أن هذا الاكتشاف يشكّل أساسا واعدا لتطوير علاجات أكثر دقة، تستهدف تنظيم النشاط النجمي في الدماغ، ما قد يحدث فرقا في معالجة مرض ألزهايمر مستقبلا.
المصدر: interesting engineering