بشرى لكبار السن.. 6 حالات للجمع بين معاشين في 2024
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
يسعى عدد من المواطنين للحصول على معاش شهري من التأمينات والمعاشات، حيث تعتبر هذه المخصصات المالية بمثابة راتب شهري يعتمد عليه الفرد بعد بلوغه سن التقاعد أو في حالات العجز أو الوفاة، ويهدف نظام التأمينات الاجتماعية إلى تأمين حياة كريمة للمواطنين بعد تركهم العمل، سواء كان ذلك بسبب التقاعد أو لظروف صحية.
ويعتبر قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات المصري لعام 2019 واحدًا من التشريعات الهامة التي تهدف إلى توفير حماية اجتماعية للمواطنين بعد بلوغهم سن التقاعد، أو في حالات العجز أو الوفاة.
ويسعى هذا القانون إلى تنظيم صرف المعاشات والتأمينات، ويحدد الحقوق والواجبات المتعلقة بالمستفيدين، سواء كانوا أفرادًا أو أسرًا تعتمد على هذه المخصصات لتغطية نفقات حياتهم اليومية.
ومنح القانون الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي صلاحيات شاملة لإدارة وتشغيل منظومة التأمينات الاجتماعية والمعاشات، تُعتبر الهيئة كيانًا ذا شخصية اعتبارية مستقلة، وتتمتع بموازنة خاصة بها، وتعمل على تنظيم صرف المعاشات وفق الضوابط والتشريعات المحددة، تحت إشراف الوزير المختص.
وتضمن الهيئة أن حقوق المواطنين في الحصول على معاشاتهم محفوظة ومباشرة وفقًا للإجراءات القانونية واللوائح التنفيذية.
حدد القانون عددًا من الحالات التي يمكن فيها للمواطنين الجمع بين معاشين أو أكثر، سواء كانوا يستفيدون بأنفسهم من التأمينات أو كانوا ورثة لمستفيدين آخرين. وفيما يلي الحالات الست التي يمكن فيها الجمع بين معاشين أو الجمع بين الدخل والمعاش:
يمكن للفرد الجمع بين معاشين في إطار قيمة الحد الأدنى للمعاش المقررة في الفقرة الأخيرة من المادة 24 من القانون.
وإذا كانت قيمة المعاشين أقل من هذا الحد، يتم استكمال المعاش وفقًا لما تنص عليه المادة 102 من القانون.
ـ الجمع بين الدخل والمعاش في حدود الحد الأدنى للمعاشيسمح لصاحب المعاش بالجمع بين دخله الشخصي (سواء من عمل أو مهنة) وبين معاشه، بشرط ألا يتجاوز هذا المجموع الحد الأدنى للمعاش المنصوص عليه في الفقرة الأخيرة من المادة 24.
ويحق للأرملة الجمع بين معاشها بصفتها مستفيدة ومعاشها المستحق عن زوجها المتوفى. كما يمكنها أيضًا الجمع بين معاش زوجها ودخلها الشخصي من عملها أو مهنة تقوم بها.
ـ الأرمل والجمع بين معاشه ومعاش زوجتهبنفس الطريقة التي تعامل بها الأرملة، يحق للأرمل الجمع بين معاشه الشخصي ومعاشه المستحق عن زوجته المتوفاة، كما يمكنه الجمع بين دخل عمله أو مهنته وبين معاش زوجته.
ـ الأبناء والجمع بين المعاشين المستحقين عن الوالدين
يُسمح للأبناء الذين يستحقون معاشين عن والديهم الجمع بينهما بدون أي حدود. يمكنهم الاستفادة من كلا المعاشين بالكامل لتلبية احتياجاتهم المادية.
في حال كان هناك أكثر من معاش مستحق لشخص واحد عن مصدر واحد، يُسمح للمستفيد بجمع هذه المعاشات بدون أي قيود، مما يوفر له دعمًا ماليًا أكبر.
يمثل قانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات لعام 2019 خطوة مهمة نحو تحسين نظام الرعاية الاجتماعية في مصر. من خلال السماح للجمع بين معاشين أو أكثر في حالات معينة، يوفر القانون مرونة للمستفيدين ويعزز من قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة بعد التقاعد أو في حالات العجز والوفاة، الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي، بصفتها الجهة المسؤولة عن تنفيذ هذا القانون، تلعب دورًا حاسمًا في ضمان صرف المعاشات بكفاءة وشفافية، مما يضمن حقوق المواطنين ويحقق أهداف الحماية الاجتماعية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجمع بين معاشين معاش شهري حياة كريمة للمواطنين الهیئة القومیة للتأمین الاجتماعی التأمینات الاجتماعیة الجمع بین معاشین الجمع بین معاش صرف المعاشات الحد الأدنى فی حالات
إقرأ أيضاً:
الحفاظ على ثلاثية السمات الاجتماعية في عُمان
تشكل السمات الثلاث (التسامح - التعايش - التضامن) عناصر أساسية لبقاء وديمومة المجتمع في عمان، ذلك أنها تشكل سمات عمومية (Social contributions) مكنت المجتمع من ضبط العلاقات الاجتماعية من ناحية، ومن ضبط علاقته بالآخر من ناحية، ومن تشكيل قاعدة للدعم الاجتماعي للأفراد والدولة من ناحية أخرى. وفي تقديرنا هناك أهمية للتركيز على هذه السمات الثلاث وإيجاد الآليات المؤسسية والثقافية والاجتماعية للحفاظ عليها في تركيبة المجتمع، واستدامتها عبر الأجيال المتعاقبة، وهذه الأهمية تنبع من ثلاثة محكات رئيسية: الأول يتصل بتأثيرات الانغماس في الحركة العالمية، ومشهد التغير العالمي، وهو ما يفرض احتكاكًا واسعًا بالأفكار والمرجعيات الثقافية وتركيبات الشخصيات والقيم والمبادئ المتباينة والمختلفة، وفي هذه الحالة تحرك ثلاثية التسامح والتعايش والتضامن القائمة على مرجعية أصيلة، وقيم اجتماعية واضحة ومتفق عليها حالة التفاعل الإيجابي والبناء مع هذا المشهد المتغير بتجاذباته وموجاته وآليات تدبيره وتسييره. أما المحرك الثاني فيتصل بقدرة المجتمع على البقاء والحفاظ على نسيجه وسط حالة (الاقتصاد المنفتح)، والذي يفترض معدلات عالية من الهجرة القادمة، وأنماط متنوعة من الجنسيات التي تنشط في هيكل الإنتاج الاقتصادي، بالإضافة إلى ما تفرضه أنماط العمل العابرة للحدود، والتنافس المحموم في المنطقة لتوفير أفضل مزايا جذب الاستثمار لأكبر سياق تنوع من بلدان تصديره. وحيث لا يمكن لهذا الاقتصاد أن ينجح ويستدام دونما وجود سياق اجتماعي مستقر وداعم للسياسات الموجهة له. أما المحرك الثالث فهو داخلي ويركز على حالة التضامن الاجتماعي في الداخل، وذلك في مواجهة ما قد ينشأ من محاولات لنشر أفكارٍ دخيلة، أو محاولات نشر اتجاهات إقليمية وتسويقية من شأنها تقويض النسيج الاجتماعي. كما أن التضامن يشكل دعامة اقتصادية مهمة للمجتمعات خاصة في الحالة التي تنتقل فيها من اقتصاديات الريع (Rentier economy) إلى «الاقتصاد التشاركي في العبء المالي» (Post-Rentier Economy)؛ حيث تسند هذه السمة نشوء اقتصاديات التضامن أو ما يُعرف بـ «الاقتصاد الاجتماعي»، كما أنها تشكل إحدى شبكات الأمان الاجتماعي للحالات والظواهر التي قد تنشأ عن مثل هذا الانتقال.
ورغم أصالة هذه السمات في التركيب الاجتماعي للمجتمع في عُمان، فإن سياق البحث والتحليل والتنقيب فيها، وفي بنيتها وتطوراتها، وما يطرأ عليها من متغيرات ما زال محدودًا جدًا، ويميل إلى الطابع الاحتفائي في غالبه، والأجدر في تقديرنا أن مثل هذه السمات تخضع بشكل مستمر لحالة الرصد وتبين المتغيرات واستشراف مستقبلها؛ نظير التدافع الثقافي الكوني والذي تحمل ثلاث روافع أساسية: الترويج للمجتمعات متماثلة القيم، وتضمين الاتجاهات القيمية في صيغة منتجات متعددة الأشكال (تجارية، إعلامية، رياضية..)، بالإضافة إلى استخدام تباينات القوة السياسية في توظيف الاتجاهات القيمية كأدوات ضغط وقوة وامتياز. هذه الروافع الثلاث لها اليوم تمثلاتها في الكثير من الأحداث والموجات التي يشهدها العالم مؤخرًا؛ ولذا يصبح من الأجدر تتبع السمات الاجتماعية عبر عدسة البحث المستمر والرصد المتوازن والمنهجي وغير الاحتفائي.
ومع محدودية التنقيب في هذه المسألة نشير إلى بعض ما أنجز ونراه مهمًّا؛ ففي فبراير 2025 نشر المركز الوطني للإحصاء والمعلومات استطلاعًا للرأي حول «التسامح»، ويعد المنشور دورة ثانية من الاستطلاع، حيث أشارت أبرز نتائجها إلى أن 90.9% من الوافدين يرون أن المجتمع العُماني يتسم بالتسامح تجاههم، وهي نسبة مماثلة لنتائج الدورة الأولى. كما أن 90.4% من الوافدين يشعرون بتقبل المجتمع العُماني لهم على الرغم من اختلاف ثقافتهم. ومن بين الدراسات الجيدة التي أنجزت في عام 2018 دراسة أحمد الربعاني «Views of Omani post-basic education students about religious and cultural tolerance» والتي تناولت رؤى طلاب التعليم ما بعد الأساسي حول التسامح الديني والثقافي، وأبرزت في أهم نتائجها أن الطلاب يركزون بشدة على أهمية التسامح الديني والثقافي ولا يؤيدون أي نوع من أنواع العدوان أو الرموز الدينية والثقافية أو تأجيج الخلافات بين الأديان أو الثقافات.
ندعو في هذه المقالة إلى ضرورة الدفع بهذه السمات ضمن الأعمال الاستراتيجية الوطنية؛ فوجود برنامج وطني متخصص في أبحاث التسامح والتعايش والتضامن ضرورة قصوى؛ بحيث يتقصى ما قد يؤثر عليها، ويدرس تفاعلاتها مع المشهد المتغير، ويبحث في الاستراتيجيات السلوكية والمعرفية لاستدامتها، وينبه وينذر نحو السياسات التي قد تؤثر عليها، ويدرس سيناريوهات استبقائها وأدوار المؤسسات الوطنية والمؤسسات الاجتماعية في الحفاظ عليها يعد دعامة أساسية ومركزية للنظر إلى هذه السمات بعين منهجية تحليلية. وبحكم الاحتفاء من الداخل والخارج بهذه السمات في المجتمع العُماني؛ فإن ذلك يمثل فرصة مؤسسات تنطلق من سلطنة عُمان عابرة للحدود لتكون مؤسسات تأثير في تعزيز هذه القيم ونشر رسالتها للعالم، وتقديم سلطنة عُمان كبلد أصيل في التسويق لهذه القيم وتعزيز ركائزها للتفاهم العالمي. ونرى أيضًا بضرورة وجود إطار وطني جامع لهذه القيم يصحب النظام التعليمي ويكون موجهًا لمفاهيمه ومضامينه، وفي الآن ذاته يطور بعض البرامج متوسطة وطويلة المدى، وبعض المبادرات التي تستهدف رفع مستويات هذه القيم وتعميقها في أنشطة التعلم وبيئاته ولدى المنتسبين إلى مؤسساته بتدرجاتها المختلفة. وكما نؤكد ما ذكرناه في مقالات سابقة عديدة بأن توظيف التضامن الاجتماعي في صيغة اقتصاد تضامني وإنشاء أطر تنظيمية ومؤسسية لهذا الشكل من أشكال الاقتصاد من شأنه أن يستنبت القيمة ويستبقيها بطرق غير مباشرة لدى الأفراد من خلال تعاملاتهم مع هذا الشكل من أشكال التدبير الاقتصادي، وهو ما يمثل دعامة أساسية لاستبقاء هذه القيم والحفاظ عليها في بنية المجتمع المعاصر.