تابعنا فى الآونة الأخيرة الجهود المبذولة من الحكومة بتوجيهات من القيادة السياسية لضبط منظومة البناء والعمران واتخاذ قرارات لتيسير إجراءات تراخيص البناء؛ أبرزها قرار إلغاء الاشتراطات البنائية والتخطيطية المعمول بها فى المدن بالمحافظات والتى كانت قد صدرت فى شهر مارس 2021، والعودة للعمل بأحكام قانون البناء رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية، وهو القرار الذى لاقى ارتياحاً كبيراً فى المحافظات كافة وفى قطاع التشييد والبناء وجميع العاملين فيه، وذلك لأن الاشتراطات الملغية كانت تعجيزية وتسبب فى تعطل حركة البناء بشكل كبير على مدار الثلاث سنوات الماضية.


فكانت هناك صعوبة كبيرة فى استخراج رخصة البناء رغم استيفاء الشروط القانونية، فمن المستحيل أن تربط إصدار الترخيص بشرط أن تكون أرض البناء مسجلة فى الشهر العقارى وأنت تعلم أن أكثر من 90% من العقارات والأراضى فى مصر غير مشهرة فى الشهر العقاري، خلاف شروط أخرى تعجيزية مثل قيود الارتفاع والواجهات والجراجات وشروط تجبرك على أن تبنى على مساحة 70% فقط من مساحة الأرض دون سبب منطقى، فحسنا فعلت الحكومة بإلغاء الاشتراطات البنائية والعودة إلى العمل بقانون البناء رقم 119 لسنة 2008، حيث إنه أفضل كثيراً والاشتراطات به أسهل وأيسر، مع الحاجة لبعض التعديلات البسيطة.
قرار إلغاء الاشتراطات البنائية والعودة إلى الاشتراطات بقانون البناء ولائحته التنفيذية جاء تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتيسير على المواطنين فى إجراءات تراخيص البناء، واستجابة للمواطنين وتوصيات البرلمان وفى ضوء دراسة مشتركة أعدتها وزارتى التنمية المحلية والإسكان بضرورة إلغاء الاشتراطات البنائية الحالية التى صدرت عام 2021، مما يساهم فى تخفيف الأعباء عن المواطنين وتيسير إجراءات تراخيص البناء، وإزالة بعض المعوقات، خاصة أن هذا القرار يأتى بعد أسابيع قليلة من قرار اختصار إجراءات تراخيص البناء من 15 إجراء إلى 8 إجراءات فقط، لتبسيط الإجراءات والتيسير على المواطنين، مما انعكس على الفترة الزمنية اللازمة لاستخراج التراخيص لتصبح 26 يوماً عمل فى الحالات التى لا يلزم فيها تقديم وثيقة تأمين، تزاد إلى 40 يوماً فى الحالات التى يلزم فيها تقديم وثيقة تأمين.
الإجراءات المتخذة فى هذا الملف حتى الآن جيدة ومباشرة وتعطى أملا كبيرا فى ضبط هذه المنظومة للقضاء على العشوائيات ومنع مخالفات البناء، فأى خطوة لتيسير إجراءات التراخيص ستؤدى إلى تعزيز جهود تحقيق التنمية العمرانية وتشجيع منظومة العمران التى ترتبط بالعديد من المهن الخاصة بصناعة البناء، وبالتالى توفير مزيد من فرص العمل للعاملين فى هذا المجال وإتاحة المزيد من فرص العمل التجارية، والحد من البطالة لأن صناعة البناء والتشييد والمقاولات يعمل فيها الملايين.
وفى ضوء هذه الخطوات نعود إلى أحكام قانون البناء الموحد رقم 119 لسنة 2008، ليتم الالتزام بالارتفاعات المحددة بالاشتراطات الواردة بالمخططات الاستراتيجية والتفصيلية المعتمدة، وخطوط التنظيم المعتمدة، مع التأكيد على الالتزام بتنفيذ المبانى والمنشآت وفقاً للكودات المصرية والسماح بالنشاط التجارى والإدارى بالدورين الأرضى والأول بالمبانى السكنية الواقعة على الطرق التى يزيد عرضها على 10 أمتار، والأمر يتطلب ضرورة توجيه المحافظات لسرعة اتخاذ الاستعدادات والإجراءات اللازمة فى هذا الشأن بناءً على القرارات الجديدة والتوجيهات الرئاسية الخاصة بمنظومة البناء وإصدار التراخيص وتغيير العمل بالاشتراطات البنائية والتخطيطية التى كان معمولا بها فى المدن، حتى لا تتحول هذه القرارات إلى مجرد حبر على ورق دون تطبيق حقيقى على أرض الواقع.
بالتالى هناك ضرورة لتشديد الرقابة على الجهات التنفيذية المعنية بتطبيق القانون وتنفيذ القرارات والتأكيد على إزالة أى معوقات والقضاء على البيروقراطية لتشجيع المواطنين على سلك الطرق القانونية المشروعة فى استخراج التراخيص وعدم اللجوء إلى طرق ملتوية وغير مشروع وبالتالى يستمر مسلسل فوضى البناء العشوائى والمخالف.
وبكل تأكيد أى خطوات لتيسير إجراءات تراخيص البناء ستحد كثيراً من مخالفات البناء، وتساهم فى سرعة استخراج التراخيص وإزالة المعوقات التى كانت تعطلها، وهو ما سيؤدى إلى تنشيط وتشجيع قطاع التشييد والبناء وحركة العمران، وتشجيع الاستثمار وتنفيذ المشروعات.
ويتبقى بعض الخطوات فى هذا الصدد بأن يتم مراجعة نصوص قانون البناء الحالى رقم 119 لسنة 2008 وتعديل بعض النصوص لمواكبة التطورات الحديثة ومعالجة أوجه القصور فى القانون القائم، والآثار الناتجة عن إشكاليات تطبيقه، لتيسير الإجراءات على المواطنين، والتصدى للأعمال المخالفة، وتحديد الاختصاصات والمسئوليات حرصا على السلامة الإنشائية للمباني، والالتزام بالاشتراطات التخطيطية والبنائية، واتساق المصطلحات التخطيطية مع قانون التخطيط العام، وإعادة النظر فى قيود الارتفاع بما يتناسب مع طبيعة المناطق الريفية والمدن ومقتضيات الحاجة.
يأتى ذلك بالتزامن مع الجهود الكبيرة المبذولة فى تطبيق قانون التصالح على مخالفات البناء وتقنين أوضاعها ومتابعة تطبيقها على أرض الواقع لإزالة أى عراقيل تواجه المواطنين، وما تضمنه من تيسيرات وتسهيلات لسرعة إتمام التصالح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: م حازم الجندى إجراءات تراخیص البناء الاشتراطات البنائیة قانون البناء فى هذا

إقرأ أيضاً:

ترحيب أممي بوقف إطلاق النار في غزة.. خطوة لتحسين الأوضاع الإنسانية واستقرار المنطقة

ترحيب دولى أممى واسع، باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، إذ اعتبر المجتمع الدولى أن الاتفاق يُمثل خطوة حاسمة لتحسين الأوضاع الإنسانية فى غزة وتعزيز الاستقرار فى المنطقة. كما دعا القادة إلى التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، إذ أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريتش أن وقف إطلاق النار يجب أن يُسهم فى إزالة العقبات أمام إيصال المساعدات إلى كل مناطق غزة، مشدّداً على أهمية الدعم الإنسانى لإنقاذ السكان المتضررين.

رئيسة المفوضية الأوروبية: خطوة نحو الاستقرار الدائم والحل الدبلوماسى للنزاع

ودعت أورسولا فون دير لايين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إلى التنفيذ الكامل للاتفاق، معتبرة أنه «خطوة نحو الاستقرار الدائم والحل الدبلوماسى للنزاع».

بدورها أشادت مفوضة الاتحاد الأوروبى لشئون البحر الأبيض المتوسط دوبرافكا سويكا، باتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، قائلة إن كتلة الاتحاد الأوروبى «لا تزال مُلتزمة بدعم جميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الدائم والتعافى».

وأضافت «سويكا»، عبر حسابها على منصة «إكس»: «أرحب باتفاق وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين والأسرى، والذى من شأنه أن يجلب الإغاثة التى تشتد الحاجة إليها لأولئك المتضرّرين من الصراع المُدمر»، وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

بينما وصفت روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبى، الاتفاق بأنه «طال انتظاره»، مضيفة أنه قد يكون نقطة تحول نحو سلام مستدام وزيادة المساعدات الإنسانية.

وأشاد فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان بالاتفاق، مشيراً إلى أنه تطور إيجابى يجب أن ينجح لتحقيق أهدافه الإنسانية.

«أونروا»: لا بد من الإسراع بإدخال المساعدات وإزالة كل العراقيل التى تعيق العملية

وأكد مفوض «الأونروا» فيليب لازارينى، أهمية الإسراع بإدخال المساعدات إلى غزة لتلبية احتياجات السكان، داعياً إلى إزالة كل العراقيل التى تعيق العملية.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، إن السلام هو العلاج الأهم للأزمات، مشيراً إلى الاحتياجات الصحية الملحّة فى غزة.

وأعلنت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش، استعداد المنظمة للمساعدة فى تنفيذ الاتفاق، خاصة فى تسهيل تبادل الأسرى وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية.

ووصفت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمى سيندى ماكين وقف إطلاق النار بأنه «البداية وليس النهاية»، داعية إلى فتح جميع المعابر لضمان توزيع الطعام والمساعدات بشكل آمن فى غزة، مشيرة إلى الحاجة الملحة لحماية العاملين فى المجال الإنسانى وزيادة التمويل للوصول إلى جميع المحتاجين.

ورحَّبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، باتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، وتعهدت بتوسيع نطاق عملها فى المناطق التى مزقتها الحرب.

وقالت «يونيسف»، فى بيان على منصة «إكس»: «تأخر هذا الأمر (اتفاق وقف إطلاق النار) كثيراً بالنسبة للأطفال وأسرهم فى غزة الذين عانوا لأكثر من عام من القصف والحرمان، وبالنسبة للرهائن فى غزة وأسرهم فى إسرائيل الذين عانوا الكثير لكنه أصبح ضرورياً».

ورحّبت منظمة الهجرة الدولية -فى بيان على موقعها الرسمى- بالإعلان، داعية جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لسلامة ورفاهية المدنيين، وإنهاء العنف والمعاناة، مشيرة إلى أن الأزمة الإنسانية فى غزة وصلت إلى نقطة الانهيار، حيث دُمّرت المستشفيات، ونفدت الإمدادات الطبية، والعاملون فى المجال الصحى غارقون فى العمل، متابعة أن الجوع يتصاعد مع نفاد مخزونات الطعام، ويحذّر برنامج الغذاء العالمى من المجاعة، لا سيما فى الشمال المحاصر.

وتعانى الأسر من نقص المأوى والمساعدات الأساسية، مما يعرّضها للبرد، حيث توفى ما لا يقل عن ثمانية أطفال حديثى الولادة بشكل مأساوى بسبب انخفاض درجات الحرارة هذا الشتاء.

مقالات مشابهة

  • حي دار السلام يناشد المواطنين بعدم وضع سيارات في منتصف الطريق
  • رئيس مركز منفلوط يتفقد سير العمل بالمركز التكنولوجي لخدمة المواطنين
  • ترحيب أممي بوقف إطلاق النار في غزة.. خطوة لتحسين الأوضاع الإنسانية واستقرار المنطقة
  • الكارت الموحد.. خطوة نحو التحول الرقمي في الخدمات الحكومية
  • الغارديان: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة خطوة للأمام يجب البناء عليها
  • مجلس الدولة: وضع اشتراطات لترخيص البناء حفاظًا على الأرواح وتحقيقًا للنظام
  • لهذه الأسباب..محافظ أسيوط يتفقد المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بمركز أبنوب
  • حقيقة إعفاء لافتات الصيدليات من إجراءات ورسوم التراخيص
  • مشروع قانون الرقم القومي الموحد للعقارات.. خطوة نحو تنظيم القطاع العقاري
  • تفاصيل الاشتراطات البنائية ونسب التميز لأراضي بيت الوطن للمصريين بالخارج