عقدت مؤسسة المرأة الجديدة ثاني جلسات الحوار المجتمعي حول "سياسات الحماية من العنف بين قانون العمل واتفاقية 190" في الإسكندرية بعد انعقادها في قنا، بمشاركة الدكتورة ماجدة الشاذلي مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالإسكندرية، وإيفت عبد المسيح مديرة الإدارة العامة للتدريب بمديرية العمل، ورشا الجبالي رئيسة نقابة الضرائب العقارية، ود.

شريف مصري رئيس الاتحاد المصري للنقابات العمالية، و وجدان حسين، مقررة لجنة المرأة بالاتحاد الدولي للخدمات العامة في المنطقة العربية، إلى جانب مشاركة عدد من الإعلاميين.ات والصحفيين.ات وعدد من ممثلي.ات النقابات والاتحادات العمالية، وعدد من ممثلي.ات الجمعيات الأهلية بالإسكندرية.

أشارت مي صالح، مديرة برنامج النساء والعمل والحقوق الاقتصادية بمؤسسة المرأة الجديدة في كلمتها الافتتاحية، على أهمية العمل على تفعيل اتفاقية 190 بشأن العنف والتحرش في عالم العمل، وتبني مواد الاتفاقية وسياسات الحماية الواردة فيها من خلال حملة التطبيق يوصل للتصديق، حتى وإن لم تصدق عليها مصر، وفي هذا الإطار تأتي أهمية جلسات الحوار المجتمعي لتوسيع التعريف بالاتفاقية ونشرها مع النقابات والجمعيات والمجالس القومية، وأصحاب الأعمال ممثلي الأحزاب ووزارة ومديريات العمل والإعلاميين.ات والصحفيين.ات، ومشاركتهم كأطراف أساسية في تفعيل الاتفاقية والمطالبة بالتصديق عليها، وتعزيز فرص التعاون بين كل الجهات لتحسين ظروف وشروط العمل.  

كما أكدت مي، على أن العنف في أماكن العمل ليس فقط التحرش وليس فقط موجه ضد النساء، لكن العنف له صور مختلفة منها ساعات العمل المجحفة، أماكن العمل غير الآدمية، حرمان الناس من الحقوق الأصيلة، الأجور التي لا تكفي حد الكفاف وعدم تطبيق الحد الأدنى للأجور هي أاشكال من العنف الاقتصادي الذي يقع على الجميع.

أشارت د.ماجدة الشاذلي إلى أن المساواة بين الجنسين أحد أهداف التنمية المستدامة، كما يعمل المجلس القومي للمرأة على حماية النساء من خلال الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، وعرضت لجهود المجلس في مجال حماية النساء من العنف والتمييز في أماكن العمل، وأكدت على أهمية تكاتف جميع الوزارات في العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ال 17. 

وأوضحت أن الكثير من النساء يتعرضن للعوز والحاجة، وهو شكل من أشكال العنف الاقتصادي والنفسي للنساء، لذا يعمل المجلس على تحقيق التمكين الاقتصادي للنساء من خلال التدريب على مشاريع صغيرة واستخدام النساء لوسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لمشاريعهن. 

وفي كلمتها، عرضت ايفت عبد المسيح جهود مديرية العمل في توفير تدريبات لمفتشي السلامة والصحة المهنية لرصد العنف والتحرش في مكان العمل، كذلك جهود وحدة المرأة للتعريف باتفاقية 190 من خلال تدريبات للموظفين والعمال في الشركات والمصانع حول قانون العمل، وتوفير بيئة عمل آمنة، وتحقيق المساواة بين الجنسين.  


أوضحت رشا الجبالي في كلمتها  أن اتفاقية 190 موجهة لحماية النساء والرجال من العنف والتحرش في عالم العمل، ولكن يتم التركيز على النساء لأنهن الأضعف والأكثر تعرضًا للتحرش والعنف وهذا وفق مسح أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وأشارت أن هناك تكلفة اقتصادية كبيرة تتحملها الدولة وأصحاب الأعمال نتيجة للعنف الواقع على النساء، ولذا يجب تشجيع أصحاب الأعمال على حماية النساء في أماكن العمل من العنف والتحرش.

كما أشارت إلى أهمية أن يعرف موظفي الدولة إلى معرفة مدونة السلوك الوظيفي، ودعت النقابات إلى نشرها داخل أماكن العمل. 

وفيما يخص قانون العمل أوضحت أنه يجب أن يتضمن القانون تعريف صريح للعنف والتحرش، بالإضافة لسياسات حماية، وأن تشمل إجراءات السلامة والصحة المهنية التفتيش على موقع العمل وليس فقط المنشأة، ليسمح بتوفير حماية لعاملات الزراعة من الانتهاكات التي يتعرضن لها. 

وأوضح د.شريف مصري، رئيس الاتحاد المصري للنقابات العمالية، أنه تم تقديم بعض التعديلات من قبل عدد من المنظمات النقابية العمالية، في قانون العمل، منها وضع تعريفات العنف في باب السلامة والصحة المهنية، وإضافة بعض من معايير العمل الدولية ومعايير العمل اللائق، وأكد على الحاجة للتركيز على التشريعات المعنية بالعنف والتحرش، وإعادة النظر في اللوائح الخاصة بالمؤسسات والشركات إلى أن يتم التصديق على الاتفاقية، وأشاد بحملة التطبيق يوصل للتصديق، واقترح لأهمية وضع آليات محددة وواضحة لكيفية مواجهة العنف والتحرش وحماية المعنفات، وتوفير الدعم القانوني والنفسي للناجيات من العنف، وتفعيل دور المنظمات النقابية.   

كما انتقد دور المجلس القومي للمرأة في تبينه تقليص إجازة الوضع لمرتين، وهو ما يؤثر على الأسرة ككل وليس فقط وضع النساء، وهو ما يعد تراجع عن مكتسبات وحقوق للنساء. 

 قالت وجدان حسين، مقررة لجنة المرأة بالاتحاد الدولي للخدمات العامة في المنطقة العربية، أن بداية من 2025 ستبدأ منظمة العمل الدولية من محاسبة الدول على مدى أمان بيئة العمل وحقوق العمال، وهو ما يهدد مستقبل الاستثمار في مصر، وأشارت إلى دور النقابات في صدور اتفاقية 190 والتي صدرت بدون أي رفض من قبل أي دولة، وقالت لابد الاستفادة من الممارسات الجيدة على مستوى العامل، مثل ما قامت فرنسا بتشريعه أن أي مؤسسة بها أكثر من 50 عامل، لابد من وجود مراقب لحالات العنف والتحرش داخل المؤسسة ويتواصل مع مفتش الصحة والسلامة المهنية، أن هناك دول بدأت في وضع إجازات تسمى "إجازة العنف المنزلي مدفوعة الأجر" ووضع ضوابط لها.   

تساءلت د.سلوى عثمان، الإعلامية وأمينة مساعدة لجنة المرأة المركزية بحزب العدل بالإسكندرية، عن لماذا لم يتم حتى الآن التصديق على اتفاقية 190؟ وتناولت أهمية دور الإعلام، سواء الاستفادة من الأدوات الحديثة مثل استخدام البودكاست كوسيلة سريعة لنشر الأفكار، إلى جانب استخدام قنوات الإعلام التقليدي في نشر جلسات الحوار المجتمعي، بالإضافة لتدريب الكتاب على قضايا المرأة حتى يتم تناول القضايا بشكل موضوعي، وتكثيف الأطراف المناصرة مثل حملات طرق الأبواب. 

وفي مداخلتها، أضافت صفاء فوزي الكاتبة واستشارية التدريب، إلى أهمية الوعي، وهو ما يحتاج تضافر جهود الإعلام، وتربية وتعليم وتنشئة الأطفال على الحقوق والواجبات، وبيئة عمل سوية، وأهمية استخدام أفلام الكارتون والانيميشن في توصيل الأفكار المتعلقة بأهمية الاتفاقية، وتدريب وتأهيل شباب الخدمة العامة للعب دور مفتشي العمل لتفادي نقص أعداد الموظفين.  
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مؤسسة المرأة الجديدة قانون العمل جلسات الحوار المجتمعي الحوار المجتمعي العنف التحرش الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المجلس القومی للمرأة العنف والتحرش حمایة النساء قانون العمل أماکن العمل من العنف من خلال وهو ما

إقرأ أيضاً:

الإمارات تؤكد التزامها بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين

سويسرا (وام)

شاركت دولة الإمارات في استضافة الدورة الحادية عشرة من حوار جليون لحقوق الإنسان «جليون XI»، إلى جانب كل من الصين وإسبانيا والمملكة المغربية ومجموعة الحقوق العالمية، لعام 2025 في مدينة جليون السويسرية.
وانعقدت هذه الدورة تحت عنوان «بيجين بعد 30 عاماً: تعبئة منظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتسريع التقدم نحو المساواة بين الجنسين والتمتع الكامل بحقوق النساء والفتيات»، تزامناً مع الذكرى الثلاثين لإعلان ومنهاج عمل بيجين.
وتؤكد المشاركة الفاعلة لدولة الإمارات في المناقشات الجارية في إطار حوار «جليون XI»، التزامها الراسخ بالمشاركة في العمل متعدد الأطراف، ودورها البارز في دعم وتعزيز الجهود القائمة في إطار منظومة حقوق الإنسان الدولية، بما يشمل الجهود المتواصلة لتمكين المرأة وصون حقوقها. 
وقد ألقى السفير جمال المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، كلمة رئيسية خلال الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى، استعرض فيها إنجازات الدولة في مجال تمكين المرأة، ودورها القيادي في تعزيز المساواة بين الجنسين على المستوى العالمي. وأشار إلى التمثيل الفاعل والبارز للمرأة الإماراتية في الحكومة والقطاع العام، كما ثمّن التقدم المحرز عالمياً منذ إعلان بيجين، مؤكداً أن الاستثمار في مجال حقوق النساء والفتيات هو استثمار في مستقبل الأوطان.
وحضرت دولة الإمارات جلسات الحوار التفاعلية، حيث دعت إلى تعزيز تمكين النساء والفتيات. 

أخبار ذات صلة أبوظبي تعزز حضورها عالمياً في مشاريع البنية التحتية عمار بن حميد: التميُّز نهج مستدام يجسّد رؤية عجمان في التطوير والابتكار

وشاركت السيدة شهد مطر، نائبة المندوب الدائم للدولة، في جلسة نقاشية حول تسريع المساواة بين الجنسين واحترام حقوق النساء والفتيات من خلال تفعيل منظومة الأمم المتحدة، حيث أكدت أهمية تحقيق تقدم عملي قائم على الشراكات، مشيرة إلى أن لدى الأمم المتحدة فرصة لتكون أكثر تركيزاً على النتائج، وأكثر التزاماً بإحداث تأثير ملموس على حياة البشر، لا سيما النساء والفتيات.
كما ترأّس السيد خليفة المزروعي، مستشار في البعثة الدائمة لدولة الإمارات في جنيف، جلسة نقاشية جمعت ممثلين بارزين من الدول ووكالات الأمم المتحدة، تمحورت حول أفضل الممارسات لتنفيذ توصيات المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة على المستوى الوطني، كما شارك في توجيه النقاش نحو نتائج واضحة وقابلة للتنفيذ.
وشهد الحوار مشاركة واسعة من مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك ممثلون عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (OHCHR)، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، والتحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان (GANHRI)، مما يعكس الطبيعة الشاملة وتعددية الأطراف لهذا الحدث.
ويُعد حوار جليون لحقوق الإنسان، منصة حوارية رائدة ضمن المجتمع الدبلوماسي في جنيف، حيث يوفر فضاءً مفتوحاً وشاملاً لمناقشة التحديات الملحّة في مجال حقوق الإنسان، وتعزيز التعاون الدولي. وتُعرف هذه الفعالية، التي تُعقد وفقاً لقواعد «تشاثام هاوس»، بطابعها غير الرسمي والمفتوح، حيث تجمع ممثلين عن الدول ووكالات الأمم المتحدة وآليات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، وغيرهم من الجهات المعنية.

مقالات مشابهة

  • «نماء» تمد جسر التعاون لملاوي لتمكين المرأة عالمياً ودعم العمل الإنساني
  • قومى المرأة بالبحر الأحمر يواصل تنفيذ برنامج ريادة الأعمال
  • مناقشة التحديات التي تواجه النساء العاملات وسبل تعزيز بيئة العمل في ندوة حوارية
  • الإمارات تؤكد التزامها بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين
  • دول التعاون تبحث تطوير نظام مدّ الحماية التأمينية
  • إعلام الفيوم يناقش مخاطر العنف الأسري ويسلط الضوء على طرق المواجهة
  • لجنة المشاركة السياسية بالقومي للمرأة تعقد لقاءً موسعًا استعدادًا لانتخابات مجلس النواب
  • "القومي للمرأة" ينظم لقاءً لتنسيق جهود مناهضة العنف ضد المرأة بعدة محافظات
  • تضامن تعقد جلسات مناصرة لتحالف “تماسك” وتطلق رسائل لحملة 16 يوم ضمن مشروع “صوّت”
  • “مش خلص أخذتوا حقوقكم؟؟”