خاطبت نقابة الأطباء أستاذ القانون العام بكلية الحقوق ورئيس جامعة القاهرة الأسبق د. جابر نصار، لإعداد مذكرة قانونية بشأن مدى إخضاع العيادات الطبية للتراخيص وفقا لقانون البناء، بعد شروع أجهزة الحكم المحلي في المحافظات بمطالبة الأطباء بضرورة التصالح والحصول على ترخيص لتحويل هذه العيادات من سكني إلى إداري، وذلك بناء على الاجتماع الطارئ لمجلس النقابة برئاسة النقيب العام د.

أسامة عبد الحي، مع مجالس النقابات الفرعية، الجمعة الماضية.

وبحسب بيان صادر عن "الأطباء" جاءت المذكرة القانونية التي تلقتها النقابة، متفقة مع الموقف والرأي القانوني للنقابة منذ بداية الأزمة، حيث أكدت أن العيادات الطبية وغيرها من المنشآت الطبية لا تخضع مطلقا بأي شكل كان لقانون البناء رقم ۱۱۹ لسنة ۲۰۰۸ ولا التصالح عليه، وأن العيادات الطبية والمستشفيات الخاصة وما في حكمها تخضع لقانون المهن الطبية، وهو الأمر الذي استقرت عليه مراكزها القانونية حتى قبل إصدار قانون المهن الطبية عام ١٩٨١.

وأوضحت نقابة الأطباء، أن قرارات المحافظين في هذا الشأن مخالفة للقانون والدستور، وتعد اغتصابًا للسلطة واعتداء على الملكية الخاصة، وعلى أوضاع قانونية سليمة استقرت منذ عشرات السنين.

أزمة العيادات الطبية 

وأكد نقيب الأطباء أسامة عبد الحي، أن النقابة أرسلت خطابا إلى رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب المستشار الدكتور حنفي جبالي، ونائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان د. خالد عبد الغفار، ووزيرة التنمية المحلية د. منال عوض، يتضمن المذكرة القانونية، وتأكيد النقابة على ضرورة عدم مطالبة الأطباء أصحاب العيادات الخاصة بالتصالح على عيادتهم وتحويلها من سكني لإداري.

أزمة التصالح على العيادات تتفاقم.. 7 قرارات من الأطباء لمواجهة تعسف المحليات أزمة التصالح على العيادات.. تطور جديد وهذا موقف نقابة الأطباء أزمة التصالح على العيادات تتصاعد.. الأطباء تدعو لاجتماع طارئ الجمعة

وشدد أسامة عبد الحي، على أن نقابة الأطباء تواصل جهودها من أجل حل هذه الأزمة، بما يضمن الحفاظ على حقوق الأعضاء.

بالإشارة إلى المذكرة القانونية الذي تلقتها نقابة الأطباء، فإنها أكدت على أن العيادات الطبية ملكية خاصة تتمتع بالحماية الدستورية من حيث ضرورة صونها وعدم إرهاقها بقيود تعيق الانتفاع بها، وقد أكدت ذلك المحكمة الدستورية العليا إذ ذهبت في حكمها بتاريخ ٢٠٠٥/٥/٨ في الدعوى الدستورية رقم ٥١ لسنة ٢٤ ق د إلى أنه وحيث إن الدستور إعلاء من جهته لدور الملكية وتوكيدا لإسهامها في صون الأمن الاجتماعي كفل حمايتها لكل فرد، ولم يجز المساس بها إلا على سبيل الاستثناء وفي الحدود التي يقتضيها تنظيمها، ومن أجل ذلك حظر الدستور فرض قيود على الملكية الخاصة تتنافى وظيفتها الاجتماعية أو يكون من شأنها تعطيل الانتفاع بها بما يفقدها علة وجودها وينحدر بالحماية المقررة لها إلى ما يفرغها من مضمونها، ذلك أن صون الملكية الخاصة وإعاقتها لا يجتمعان.

وبما أن قضاء هذه المحكمة قد جرى على أن صون الدستور للملكية الخاصة مؤداه أن المشرع لا يجوز أن يجردها من لوازمها ولا أن يفصل عنها بعض أجزائها ولا أن ينتقص من أصلها أو يغير من طبيعتها دون ما ضرورة تقتضيها وظيفتها الاجتماعية، وكان ضمان وظيفتها هذه يفترض ألا ترهق القيود التي يفرضها المشرع عليها جوهر مقوماتها، وكان صون الملكية وإعاقتها لا يجتمعان، فإن هدمها أو تقويض أسسها من خلال قيود تنال منها، ينحل عصفًا لها منافيًا للحق فيها».

وعلى ذلك فإن العيادات الطبية إنما هي مال خاص مملوك لصاحبه ولا يجوز إرهاقه بقيود تمنع الانتفاع به، ومن ذلك بالتأكيد فرض رسوم باهظة على كل متر بدعوى تحويل المنشأة إلى نشاط مهني، وهو الأمر الذي لا يرتكن إلى نص قانوني معتبر بل إنه يخالف جهرا نصوص القانون رقم ٥١ لسنة ۱۹٨١ بشأن تراخيص المنشآت الطبية، ومن المعلوم والثابت في علم القانون والتشريع في أنه حين تتزاحم النصوص القانونية فإن الخاص يقيد العام، ومن ثم فإن القواعد والنصوص التي وردت في قانون ممارسة المهن الطبية هو نصوص خاصة تمنع من تطبيق أي نصوص أخرى تتعلق بالقانون العام وهو قانون البناء حتى مع التسليم بتزاحم هذه النصوص وهو أمر غير وارد في هذه الحالة.

وأشارت المذكرة القانونية، أن البين من مواد إصدار القانون ۱۱۹ لسنة ۲۰۰۸ بإصدار قانون البناء أن نطاق تطبيقه هو تراخيص البناء، وعلى ذلك فإن أحكامه لا تنصرف إلى تنظيم التراخيص المهنية أي التي ترتبط بمباشرة المهنة فهذه التراخيص تختص بها جهات أخرى وينظمها قوانين أخرى كالقانون رقم ٥١ لسنة ۱۹۸۱ بشأن تنظيم المنشآت الطبية، وقانون ١٥٤ لسنة ۲۰۱۹ بشأن المحال العامة، وقانون ٤٥٣ لسنة ١٩٥٤ بشأن المحالة المتعلقة بالراحة والمضرة بالصحة والخطرة، وتراخيص المنشآت الفندقية وفقًا للقانون رقم 1 لسنة ۱۹۷۳.

وتابعت: على ذلك يتضح بداءة عدم خضوع العيادات الطبية لقانون البناء على أي وجه كان؛
فالعيادات الطبية الفردية أو المستشفيات تحظى بتنظيم قانوني بالترخيص بها، وكيفية إدارتها وتشغيلها على الوجه الذي ينظمه قانونها، وآية ذلك هو مسمى القانون نفسه فهنا يسمى قانون البناء رقم ۱۱۹) لسنة (۲۰۰۸) وهناك يسمى قانون تنظيم المنشآت الطبية رقم ٥١ لسنة ١٩٨١.

كما أكدت أنه ليس ثمة صلة بين العيادات الطبية والمستشفيات والقانون رقم ١١٩ لسنة ۲۰۰۸ فنصوص القانون إصدارًا وتنظيما لم ترد فيه لفظ منشأة طبية فردية كانت أو جماعية، وبناء عليه فإن تداعي أجهزة الإدارة المحلية لتطبيق هذا القانون على العيادات الطبية غير صحيح ويخالف صحيح القانون.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نقابة الأطباء العيادات الطبية أسامة عبد الحي المستشفيات الخاصة نقيب الأطباء مجلس الوزراء المذکرة القانونیة العیادات الطبیة المنشآت الطبیة نقابة الأطباء على العیادات قانون البناء التصالح على

إقرأ أيضاً:

الحق في الدواء يطالب بإعادة مناقشة قانون المسؤولية الطبية.. ويكشف الأسباب

كتب- أحمد جمعة:

أكد محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، أن قانون المسؤولية الطبية يحتاج إلى إعادة تقييم شاملة لضمان حقوق جميع الأطراف المعنية، سواء كانت حقوق المرضى أو الأطباء.

وأوضح فؤاد أن "الغرض من القانون يجب أن يكون حماية المرضى وضمان حقوقهم، وليس التقييد أو السجن أو حتى الحبس الاحتياطي"، مشيرًا إلى أن هناك العديد من التحديات في النظام الطبي الحالي، أبرزها أخطاء بشرية ناتجة عن ظروف بيئة العمل داخل المستشفيات، مثل تأجيل العمليات بسبب نقص المستلزمات أو غياب الأطباء.

وقال في بيان اليوم: "من 10 سنوات نؤكد على أن الغرض (ليس التقييد أو السجن أو حتى الحبس الاحتياطي) لكن الأمور مع متغيرات حدثت في أمور أولها: حق المريض الذي يقع ضحية نتيجة (أخطاء بشرية أو بسبب بيئة المستشفيات نفسها وتجهيزاتها)، مثال: أن كثيرًا ما يتم الاستعداد للعملية بنظام الدور، وقبل الدخول يتم تأجيلها لعدم توافر مستلزم أو بنج أو غياب الأطباء (أرجو مراجعة جولات وزير الصحة وتسجيل حالات الغياب بالمئات)، هذا مثال معروف".

وأضاف: "للطبيب كإنسان احتياجات مكلفة، مثل الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه والزواج وتكوين أسرة وامتلاك سيارة.. هل يكفيه مرتب الحكومة؟ بالطبع لا، لذلك يجب أن يعمل في مستشفى حكومي للحصول على اليافطة، ثم يكمل في مركز طبي، وبعدها يذهب إلى العيادة، وهذا الطبيب مرهق يوميًا بعمل 24 ساعة، إذًا الخطأ البشري وارد بشكل طبيعي حتى لو كان إهمالًا، فالقانون لا يفرق في العادة".

وتابع: "تم تعديل النظام التعليمي الطبي للجامعات التي تقبل 70%، وتم اختصار سنوات الدراسة بالكليات إلى 5 سنوات فقط غير الامتياز، هل نحن أمام طبيب كفء مثل الذي حصل على 99% مثلاً؟ شخصيًا، أعرف خبراء في الطب يحذرون من هذا.. لا أريد أن أُسوّد الدنيا، لكن في 2022، النيابة الإدارية رفعت تقريرًا رسميًا للرئيس بتسجيل 553 شكوى في عام ضد أطباء نتيجة أخطاء كما قالت".

وشدد على أن الأمر بحاجة إلى إعادة مناقشة القوانين المتعلقة بالمسؤولية الطبية بشكل مجتمعي، وإعادة صياغة مواد العقوبات، على أن تتم هذه العملية بمشاركة نقابة الأطباء لضمان تمثيل حقيقي لكافة الأطراف.

وقال: "نحن نريد قانونًا عادلًا للجميع، أولاً حق المريض، ثم حق الطبيب والمنظومة التي تقدمها الدولة، لا يجب أن نتوقف عند بند العقوبات فقط".

اقرأ أيضا..

السيسي يثمن التضحيات الكبيرة لأبناء جهاز الشرطة وعائلاتهم في مواجهة الإرهاب

توجيه بهدم المبنى القديم.. وزير الصحة يتفقد مشروع إنشاء مستشفى ناصر العام ببني سويف

محمود فؤاد المركز المصري للحق في الدواء قانون حماية المرضى الأطباء قانون المسؤولية الطبية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة الأطباء تتواصل مع التمريض للنقاش بشأن قانون المسؤولية الطبية أخبار نص قانون المسؤولية الطبية قبل مناقشته بمجلس الشيوخ -مستند أخبار ننشر نتيجة حركة نقل الأطباء البشريين 2024 بالتأمين الصحي (قائمة كاملة) أخبار وزير الصحة يكشف تفاصيل مشروع قانون "المسؤولية الطبية": منفتحون على أخبار أخبار مصر الرئيس السيسي: الدولة المصرية ضاعفت عدد الجامعات في السنوات الماضية منذ 7 دقائق قراءة المزيد أخبار مصر عضو بالشيوخ يوضح دلالة حضور الرئيس السيسي اختبارات القبول بالكليات منذ 9 دقائق قراءة المزيد أخبار مصر "الحق في الدواء" يطالب بإعادة مناقشة قانون المسؤولية الطبية.. ويكشف منذ 11 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الرئيس السيسي عن المنشآت الحكومية بالعاصمة الإدارية: تتحمل تكلفتها منذ 13 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الرئيس السيسي عن المنشآت الحكومية بالعاصمة الإدارية: تتحمل تكلفتها منذ 14 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر النائب كريم السادات يحتفل بعقد قرانه على كريمة رجل الأعمال أحمد أبو منذ 21 دقيقة قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

"الحق في الدواء" يطالب بإعادة مناقشة قانون المسؤولية الطبية.. ويكشف الأسباب

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك لحظة بلحظة مباراة أرسنال وكريستال بالاس 0-0 للإعلان كامل للإعلان كامل 21

القاهرة - مصر

21 13 الرطوبة: 59% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • إجراءات جديدة للحصول على رخصة نشاط العيادات في قانون المسئولية الطبية
  • الأطباء والتمريض يبحثان قانون المسؤولية الطبية
  • الحق في الدواء يطالب بإعادة مناقشة قانون المسؤولية الطبية.. ويكشف الأسباب
  • الأطباء تتواصل مع التمريض للنقاش بشأن قانون المسؤولية الطبية
  • مواجهة محاولات البناء بدون ترخيص بالازالة في المهد 
  • «الأطباء» تدعو إلى جمعية عمومية طارئة 3 يناير المقبل بشأن المسؤولية الطبية
  • تصعيد جديد.. الأطباء تدعو إلى «عمومية طارئة» بشأن المسؤولية الطبية
  • الأطباء تدعو إلى «عمومية طارئة» لرفض قانون المسؤولية الطبية 3 يناير
  • "المسؤولية الطبية" يُشعل الجدل بين الأطباء والحكومة.. النقابة ترفض الحبس الاحتياطي
  • النقيب العام للعلاج الطبيعي: نرفض حبس الأطباء.. وقانون المسؤولية الطبية أمام البرلمان