صحيفة صدى:
2025-02-04@02:46:29 GMT

الإنسان المعاصر وحنينه إلى الماضي

تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT

الإنسان المعاصر وحنينه إلى الماضي

بالرغم مما يعيشه الإنسان المعاصر من تطور وتقدم تكنولوجي!

وبالرغم مما يعيشه الإنسان المعاصر من تعدد في الخيارات سواء في الملبس، أو المأكل، أو المشرب اللهم لك الحمد حتى ترضى.

إلا أنه في الآونة الأخيرة بالذات آخر خمسة سنوات إزداد إقبال البشر على الرجوع إلى الماضي، وإحياء موضة المكياج الكلاسيكي، والملابس الكلاسيكية، والعطور، ووصفات الأطباق القديمة خاصة أطباق الأجداد وتقديمها بالمطاعم وبشكلها التقليدي، والحلويات القديمة.

ولكن السؤال

هل ميل الإنسان المعاصر إلى ما هو قديم وكلاسيكي يُمثل نوعًا من الراحة النفسية لأنها ترتبط بالذكريات الطفولية والأوقات الهادئ؟

فالرغبة المتزايدة لدى الإنسان المعاصر في الجمعات البسيطة والأطباق والحلويات القديمة يمكن تفسيرها من منظور التحليل النفسي الاجتماعي بعدة عوامل، تجمع بين الاحتياجات النفسية والتغيرات الإجتماعية والثقافية التي أحدثتها التكنولوجيا والحياة المعاصرة، فقد يرجع إلى:

1- البحث عن الأصالة والهوية: ففي ظل التطور التكنولوجي السريع وتغير القيم الاجتماعية، يشعر الأفراد بالانفصال عن جذورهم وهويتهم الثقافية، الأكل البسيط والجمعات التقليدية والحلويات القديمة قد تذكر البشر بأوقات أكثر استقرارًا وبساطة، حيث كانت العلاقات الإنسانية أكثر وضوحًا والأصالة أكثر حضورًا.

وهذه الرغبة في العودة إلى البساطة تعبر عن محاولة للبحث عن الأصالة، واستعادة الهوية الشخصية والثقافية التي قد يشعر الإنسان بأنه فقدها في ظل السرعة الكبيرة للتغيير التكنولوجي.

2- التكنولوجيا والعزلة الاجتماعية: فعلى الرغم من أن التكنولوجيا توفر التواصل السريع والمستمر، فإنها في الوقت ذاته قد تعزز الشعور بالعزلة. التواصل الافتراضي لا يمكنه تعويض التواصل الشخصي المباشر. الجمعات البسيطة والأكل التقليدي توفر فرصة للتفاعل الشخصي والجسدي، وهو ما يعيد الشعور بالانتماء للمجتمع والأسرة.

فالرغبة في الجمعات البسيطة هي رد فعل ضد العزلة التي تسببها التكنولوجيا، والإنسان يبحث عن الدفء الإنساني في العلاقات الاجتماعية البسيطة والحميمة التي تفتقد إلى الوسائط الافتراضية.

3- التوتر والضغوط النفسية: فالحياة المعاصرة تتميز بوتيرة سريعة وضغوط مهنية وشخصية عالية. هذه الضغوط تدفع الأفراد للبحث عن ملاذات هادئة وبسيطة تساعدهم على التخلص من التوتر

وهذه الأنشطة البسيطة توفر للإنسان وسيلة للتخفيف من التوتر والعودة إلى حالة من الاسترخاء والهدوء النفسي التي تفتقد في الحياة المعاصرة.

4- الحنين إلى الماضي (النوستالجيا): فالحنين إلى الماضي يعد من أقوى المحفزات النفسية، فالحنين للأطعمة البسيطة والحلويات القديمة يمثل رغبة في العودة إلى فترة أكثر بساطة وراحة نفسية، وهذه الأطعمة والحلويات تستحضر الذكريات الجميلة المرتبطة بالعائلة والأصدقاء والتقاليد القديمة.

والنوستالجيا تشكل آلية دفاع نفسية تساعد الفرد على التغلب على القلق الناجم عن التغيرات الاجتماعية السريعة والابتعاد عن الجذور الثقافية.

5- الهروب من التعقيد والمادية: ففي مجتمع يهيمن عليه الاستهلاك والمادية، يشعر الكثير من الناس بالاستياء من التعقيد المتزايد في كل جوانب الحياة. فالجمعات البسيطة والأكل التقليدي يمثلان رفضًا لهذا التعقيد، ومحاولة للعودة إلى القيم البسيطة والإنسانية.

والبساطة هنا ليست فقط في الطعام أو الجمعات، بل هي رمز لحياة أكثر أصالة، تُقدّر فيها العلاقات الإنسانية على حساب الماديات.

6- البحث عن الروابط العائلية والمجتمعية: فالتكنولوجيا، على الرغم من قدرتها على جمع الناس افتراضيًا، إلا أنها قد تضعف الروابط العائلية والمجتمعية، والجمعات البسيطة تتيح الفرصة لإعادة بناء هذه الروابط من خلال التفاعل الحقيقي والمباشر.

فالإنسان المعاصر يشعر بالحاجة لإعادة التواصل مع أسرته ومجتمعه بطريقة أكثر حميمية وبساطة.

7- الرغبة في التوازن النفسي: فالعصر الرقمي يتطلب انتباهًا دائمًا وإنتاجية مستمرة، ما يؤدي إلى استنزاف نفسي كبير، والجمعات البسيطة والأطعمة التقليدية توفر نوعًا من الاستقرار والتوازن النفسي الذي يساعد في استعادة الهدوء الداخلي.

فالإنسان يسعى لإيجاد توازن بين العالم الرقمي السريع والعالم الواقعي الهادئ والمألوف.

8- تأثير وسائل التواصل الاجتماعي: فوسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في نشر فكرة “البساطة” والعودة إلى الأساسيات كموضة عصرية. هذا الترويج للبساطة يعزز من رغبة الأفراد في اعتماد أسلوب حياة أكثر هدوءًا واسترخاءً.

ولا ننكر وسائل الإعلام أسهمت في تشجيع هذه الظاهرة، لكن الرغبة الحقيقية في العودة للبساطة تنبع من الحاجة الداخلية للراحة والاتصال.

أستطيع تلخيص رغبة الإنسان المعاصر في الجمعات البسيطة والأطعمة تمثل رد فعل نفسي واجتماعي على التغيرات الحديثة في أسلوب الحياة، والرغبة في استعادة الراحة النفسية والعلاقات الإنسانية الدافئة.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: الإنسان المعاصر إلى الماضی

إقرأ أيضاً:

تحديث ضخم من سامسونج لهواتف Galaxy القديمة.. شوف تليفونك بينهم

أطلقت شركة سامسونج مؤخرا مجموعة من الميزات والتحسينات المثيرة مع تحديث Skini 7 المخصص، الذي يعتمد على نظام Android 15. تم الكشف عن هذا التحديث إلى جانب سلسلة Galaxy S25 من الهواتف الذكية الرائدة، ويشاع أنه سيجلب العديد من ميزات الكاميرا الجديدة، والتي يرجح أن تصل قريبا إلى الطرازات القديمة أيضا.

تحتوي أحدث نسخة من واجهة المستخدم One UI 7 المخصصة من عملاق التقنية الكوري سامسونج، على مجموعة مميزة من ميزات الكاميرا، مثل المرشحات القابلة للتخصيص، وخيار تسجيل الفيديو، والفتحة الافتراضية، والعديد من التحسينات الأخرى. ورغم أن هذه الميزات تتعلق بالبرامج فقط، إلا أنه يُتوقع أن تأتي هذه التحسينات مع تحديث One UI 7.1 القادم إلى هواتف Galaxy الأقدم.

كاميرا استثنائية.. تسريبات جديدة حول هاتف سامسونج Galaxy S25 Edge10 ميزات مبتكرة في هواتف سامسونج Ultra تفضّلها عن منافسيها

وفقا لتقارير حديثة، تخطط سامسونج لترقية ميزات الكاميرا على هواتف Galaxy الأقدم، بحيث تكون متوافقة مع تحديث One UI 7.1. وقد أُدخلت في سلسلة Galaxy S25 ستة مرشحات جديدة في تطبيق الكاميرا تسمح للمستخدمين بتعديل تجربة التصوير لتناسب ذوقهم. 

ويمكن للمستخدمين الآن تخصيص المرشحات كما يريدون، بما في ذلك تغيير درجة حرارة اللون، والتباين، والتشبع، ما يتيح لهم كتابة قصصهم المرئية بشكل فني.

عن وضع Pro، يتميز التحديث الجديد بدعم تنسيق فيديو LOG، ما يُقدّم تجربة تصوير فيديو احترافية. بالإضافة إلى ذلك، تم تزويد سلسلة Galaxy S25 بميزة فيديو HDR 10 بت بشكل افتراضي، مما يوفر نطاقًا ديناميكيًا أوسع يجعل الفيديوهات أكثر عمقًا وحيوية. 

وبالنظر إلى كيفية حدوث التحديثات في الغالب، من المرجح أن تستفيد النماذج الراقية مثل Galaxy S24، وGalaxy S24+، وGalaxy S24 Ultra من هذه الميزات الجديدة أيضًا.

إذا كنت من مستخدمي أجهزة Galaxy، فعليك ترقب المزيد من الترقيات المثيرة التي تعزز تجربة التصوير لديك، التحديث الجديد One UI 7.1 من سامسونج يتوقع أن يشمل العديد من الهواتف القديمة من سلسلة Galaxy. 

إليك قائمة ببعض الهواتف المؤهلة للحصول على هذا التحديث:

Galaxy S24
Galaxy S24+
Galaxy S24 Ultra
Galaxy S23
Galaxy S23+
Galaxy S23 Ultra
Galaxy S22
Galaxy S22+
Galaxy S22 Ultra
Galaxy Note 20
Galaxy Z Fold 4
Galaxy Z Flip 4
Galaxy A54
Galaxy A34

مقالات مشابهة

  • “بينالي الفنون الإسلامية”.. مساحة تفاعلية تجمع التراث بالإبداع المعاصر
  • انتزاع أكثر من 4 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة في اليمن خلال يناير الماضي
  • مهجورة ومتآكلة.. شفق نيوز تتجول في أزقة الحلة القديمة (صور)
  • الداعية الإسلامي: إرضاء الله هو الغاية التي لا يجب أن نتركها
  • تحديث ضخم من سامسونج لهواتف Galaxy القديمة.. شوف تليفونك بينهم
  • بعد نجاحه الدولي.. معرض “فن المملكة” يتألق في الرياض
  • بعد نجاحه الدولي.. “فن المملكة” يتألق في الرياض
  • «لعبة الحبار»عندما يطاردنا الماضي
  • اخر تطورات واقعة العثور علي جثة مكبلة داخل شقة بمصر القديمة
  • من الأنس إلى التباهي: دعوة لكسر قيد المظاهر والبهرجة