استعرضت جلسة المقهى العلمي التي عقدت مساء أمس بالمتحف الوطني دور الباحثات العمانيات في الموارد الوراثية، ودور المرأة العمانية في حماية الموارد الوراثية العمانية واستثمارها المستدام، وأبرز إنجازاتها ودوافعها، واستعرضت التحديات التي تواجه الباحثات العمانيات في هذا المجال وأبرز الفرص ومستقبل الموارد الوراثية في سلطنة عمان، بحضور عدد من المسؤولين والمهتمين بالموارد الوراثية في سلطنة عمان، بتنظيم من مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وذلك احتفالا بيوم المرأة العمانية.

وقال الدكتور محمد اليحيائي مدير مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد": تناولت الجلسة دور المرأة العمانية في حماية الموارد الوراثية النباتية والحيوانية والبحرية واستغلالها بالشكل المستدام وقصص النجاح في استثمارها، ويقوم مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) بتنظيم برامج بحثية وحاضنات علمية ومسرعات أعمال تشارك فيها المرأة العمانية بكثافة، وتهدف هذه البرامج لاستثمار الموارد الوراثية للوصول إلى منتجات تصل إلى الأسواق، ومن ضمن البرامج (منافع) والمستمر في نسخته السادسة، وحول إسهامات المرأة العمانية في مجال الموارد الوراثية أفاد اليحيائي بأن المرأة العمانية تعمل في جميع مجالات البحث العلمي في الموارد الوراثية وقد تبوأت اكبر الوظائف الإدارية والأكاديمية في هذا المجال، وتساهم بشكل فعال في رفع مؤشرات الأبحاث العلمية المنشورة في المجلات العالمية المحكمة. كما أننا نجدها دائمًا باحثة في الميدان من صحارى وجبال وبيئات بحرية.

ويضم المركز نفسه باحثات ساهمن في اكتشاف فطريات نافعة تعرف لأول مرة في العالم من خلال بحثهن الميداني بمحافظة ظفار ومتابعة ذلك بالبحث لساعات طويلة في المختبر.

واستعرضت الباحثات تفاصيل حول مرحلة الابتكار وأبرز الإنجازات، حيث قالت زعيمة بنت سيف السلامية صاحبة العلامة التجارية خلطات الجدة: يقال إن الحاجة أم الاختراع كنت بحاجة لصبغ شعري بطريقة صحية وآمنة؛ لأني عانيت كثيرًا من الصبغات الكيميائية التي أضرت بشعري وفروته، وتوجهت للنباتات والأعشاب الطبيعية التي استخدمتها أجيال وحضارات قبلنا وما زالت، وأهمها الحناء، وبدأت في إدخال إضافات وتحسينات ليظهر بصورة صبغة متعددة الألوان.

وقد أسست زعيمة مشروع خلطات الجدة في ٢٠١٧م وهو عبارة عن صناعة تحويلية تجري في معمل يحتوي على آلات وإنتاج شبه آلي يقدم منتجات طبيعية لصبغ الشعر والعناية به من الحناء والسدر ونباتات عشبية من داخل سلطنة عمان ودول مجاورة، ورخصت المنتجات حسب المواصفات والمقاييس الخليجية، وتمكنت من بيعها في صيدليات ومحلات تجارية ومراكز تجميل ومعارض وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مضيفة: استطاع المنتج أن يوفر بديلا للصبغات والمعالجات الكيميائية يستخدمها معظم شرائح المجتمع، وبشكل خاص أصحاب الحساسية والأمراض الجلدية وقليلي المناعة، ومن جانب آخر، أسهم المنتج بتوفير مصدر دخل شهري بالنسبة للمزارعين وموردي النباتات والأعشاب التي نستخدمها في المنتج، وقد حصلت على جوائز محلية مثل جائزة مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وجائزة الرؤية الاقتصادية، وجائزة ريادة الأعمال، وظهرت مؤخرًا في برنامج بيبان البحريني على منصة شاهد.

وحول الصعوبات التي تواجه الباحثات، أوضحت زعيمة بأن رأس المال يعد بداية الانطلاق والبحث والتطوير وهو ما يشكل عائقًا، وليس دائمًا ما يكون الحل عبر البنوك سليمًا، وقد تتسبب بعض التغيرات والظروف الطبيعية والعالمية في شح بعض المواد الأساسية والغلاء المفرط لها مما يزيد من سعر الإنتاج وعليه الزيادة في سعر المنتج وعزوف بعض المستخدمين عنه، مؤكدة ضرورة تعاون جهات البحث والتطوير مع الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة لفهم المشكلات التي تواجه هذه المؤسسات وتوزيعها لإيجاد حلول ودراسات، حيث تتعاون مؤسسات التعليم العالي مع المؤسسات الصغيرة في تمويل بحوث التخرج والدراسات العليا التي تستهدف عقبات أو مشكلات.

وحول الاستفادة من الخبرات العالمية أفادت بأن حضور المؤتمرات والمعارض يثري الخبرة لدينا وفهم تجارب الآخرين، وقد شاركت مؤخرًا في برنامج بيبان البحريني الذي نعرض فيه مشاريعنا على مستثمرين إقليميين للحصول على تمويل مقابل حصة في الشركة، وحول مستقبل الموارد الوراثية في عمان، أشارت إلى الجهود الحكومية في مجال حفظ البيئة والموروث الطبيعي، وذلك من خلال إعادة استزراع بعض النباتات البرية كالسدر والقرم وغيرها، وكل هذا يصب في المحافظة على هذه الموارد الوراثية ودورة الحياة الفطرية.

وأوضحت ميعاد بنت راشد المعمرية طالبة دكتوراة في العلوم البحرية في جامعة نيوكاسل البريطانية: إلتحقت بجامعة نيوكاسل بسبب اهتمامي وشغفي بالعلوم البحرية وبحكم التنوع الأحيائي الكبير والفريد في سلطنة عمان من أسماك ونباتات وطيور وثدييات، وتعد الموارد الوراثية جزءًا لا يتجزأ من العلوم البحرية، وبسبب التطور العمراني الكثير غيرت الكثير من الكائنات البحرية من خصائصها؛ لكي تتواءم مع البيئة المحيطة بها، حيث اكتسبت موروثا جينيا جديدا، فنحن بحاجة لعمل تأريخ وأرشفة لهذه الكائنات ليعود بمردود إيجابي لاقتصاد الدولة والاستدامة، مفيدة بأن دور المؤسسات الحكومية أو الخاصة لها دور كبير في مجال البحث العلمي وأنها توفر عينات تختص بالموروث الجيني كأن يكون هناك اتفاق بين هذه المؤسسات والجهات العلمية، مشيرة إلى أن مستقبل الموارد الوراثية في سلطنة عمان هو مستقبل كبير، وتم تسليط الضوء عليه وهو في طور الإسهامات وهناك اهتمام في هذا الجانب والذي يتجلى في وجود المختبرات في المراكز البحثية المختصة في هذه الموارد.

من جانبها، قالت الطالبة الغالية بنت بدر الريامية صاحبة ابتكار Natural ointment (المرهم الطبيعي): بدأت رحلتي من شغفي بالطب الشعبي وثقافتي العمانية، حيث استلهمت فكرة توظيف النباتات الطبية والموارد الوراثية المتاحة في بيئتنا الغنية، وأنشأت مرهمًا طبيعيًا 100% يسرع التئام الجروح دون إضافة أي مواد كيميائية، مستفيدة من خصائص النباتات المحلية، وحول الحلول المبتكرة في مجال الموارد الوراثية أفادت بأن المنتج يسهم في تحسين الصحة العامة؛ لأن ما يميز المرهم أنه طبيعي وكذلك يمكن للمراهم الطبيعية أن تقلل من الاعتماد الكلي للمراهم الكيميائية التي يمكن أن تضر المنطقه المستهدفه للعلاج بدل أن تقوم بعلاجها، كما أن المنتج يقلل من الآثار الجانبية مما يجعله خيارًا آمنًا للعديد من الأفراد خاصة للناس الذين يعانون من حساسيه أو أمراض مزمنة.

وحول الصعوبات التي واجهتها، أفادت بأن جمع المكونات الطبيعية، وتجريب فعالية المرهم ليس بالأمرالسهل، وكذلك الحصول على تحاليل وإثباتات من قبل بعض المؤسسات، مؤكدة أن الدعم كان حاضرًا، وقد تلقيت الدعم من قبل المدرسة وخاصة المعلمات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الموارد الوراثیة فی المرأة العمانیة فی فی سلطنة عمان الوراثیة ا فی مجال

إقرأ أيضاً:

علياء المزروعي تستعرض جاذبية الإمارات كوجهة لرواد الأعمال اليابانيين

أكدت معالي علياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، أن دولة الإمارات نجحت بفضل توجيهات القيادة الرشيدة ورؤيتها الاستشرافية في توفير بيئة تنافسية لأنشطة ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأصبحت وجهة مثالية لبدء وتأسيس المشاريع المبتكرة في قطاعات الاقتصاد الجديد والتكنولوجيا المتقدمة والصناعات المتطورة.

جاء ذلك خلال طاولة مستديرة بعنوان “آفاق التعاون بين الإمارات واليابان في ريادة الأعمال والابتكار”، عُقدت على هامش فعالية “إنفستوبيا – طوكيو”، بحضور سعادة شهاب أحمد الفهيم سفير الدولة لدى اليابان، وممثلين لـ 26 شركة وحاضنة أعمال إماراتية ويابانية.

وأطلعت معاليها مجتمع الأعمال الياباني على ممكنات بيئة الأعمال الإماراتية والغنية بالفرص الاقتصادية الواعدة، والتي من أبرزها التشريعات والسياسات الاقتصادية المرنة والتنافسية لتأسيس الأعمال والأنشطة الاقتصادية المتنوعة والمبادرات الداعمة لنمو المشاريع الناشئة، مشيرة إلى إطلاق منظومة “ريادة” لتطوير وتحفيز ريادة الأعمال في الدولة، والتي تضمنت مبادرات تستهدف تعزيز تنافسية الإمارات في مجال ريادة الأعمال في مختلف المحاور التي تشمل تطوير السياسات والتشريعات، والبنية التحتية، ودعم سهولة تأسيس الأعمال ونمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الحوافز الدافعة لنمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والارتقاء بالشراكات الداعمة لريادة الأعمال، وأنشطة البحث والتطوير والابتكار في القطاع.

ونوهت معاليها إلى تبني الإمارات مجموعة من السياسات التشريعية التي هدفت إلى تقديم حوافز للشركات الراغبة في تأسيس وبدء أعمالها في أسواق الدولة، كان من أهمها تعديل قانون الشركات التجارية، ليسمح للمستثمرين الأجانب بتأسيس الشركات وتملكها بنسبة 100%، والذي أسهم في زيادة عدد الشركات العاملة في الدولة، وبرامج الإقامة الطويلة للمستثمرين والمبتكرين، بالإضافة إلى وجود أكثر من 40 منطقة حرة في الدولة تتيح للمستثمرين الأجانب الاستثمار في أكثر من ألفي نشاط اقتصادي متنوع.

وأشارت معاليها كذلك إلى إطلاق مجموعة من الإستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى تحقيق الريادة والتقدم في القطاعات التكنولوجية والاستدامة، من أبرزها “إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي”، التي تهدف إلى دعم استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، بالإضافة إلى “الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة” وتعد إطارا رياديا لتطوير وتعزيز القطاع الصناعي في الإمارات، فيما تُشكل “الأجندة الوطنية الخضراء- 2030” خطة طويلة الأجل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم الأفكار المبتكرة في مجال تدوير النفايات والمواد غير المستخدمة، كإحدى ركائز النموذج الاقتصادي للدولة القائم على المعرفة والابتكار.

ودعت معاليها مجتمع الأعمال الياباني إلى الاستفادة من البيئة التنافسية والفرص التي تتمتع بها الإمارات، حيث توفر الدولة كافة مقومات النجاح للمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب الأفكار، خاصة أن الإمارات تحتضن أكثر من 1.5 مليون رخصة تجارية، مشيرة معاليها إلى حصول الدولة على المركز الأول عالميا في بدء المشاريع التجارية الجديدة وفقاً لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال 2024.

وشكلت الطاولة المستديرة فرصة مهمة لإطلاع مجتمع الأعمال الياباني على فرص الاستثمار والتوسع في الأسواق الإماراتية، حيث أبدى رواد الأعمال والشركات اليابانية تطلعهم لتوسيع أعمالهم في دولة الإمارات خاصة في قطاعات الاقتصاد الدائري والاستدامة وإعادة التدوير والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي والصناعات المتقدمة.

كما هدفت الفعالية إلى تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين في مجال ريادة الأعمال والابتكار، مع التركيز على دعم الشركات الناشئة وخلق فرص تعاون ملموسة من خلال تبادل الرؤى وأفضل الممارسات، وتطوير أطر إستراتيجية تدعم النمو المستدام وترسّخ مكانتهما كبلدين رائدين في مجال التكنولوجيا.

ومثلت الطاولة المستديرة منصة للحوار والتواصل واستكشاف فرص استثمارية نوعية بين البلدين، حيث جمعت بين البيئة الريادية الديناميكية لريادة الأعمال والاستثمار في دولة الإمارات، والتميز التكنولوجي في اليابان، لصياغة أطر جديدة للتعاون بين مجتمعي الأعمال في البلدين.وام


مقالات مشابهة

  • علياء المزروعي تستعرض جاذبية الإمارات كوجهة لرواد الأعمال اليابانيين
  • بفستان وردي.. ليلى أحمد زاهر تستعرض رشاقتها في أحدث ظهور لها |شاهد
  • قومي المرأة ينظم 27 جلسة حوارية في قرى كفر الشيخ | صور
  • الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية بالمصنعة
  • علماء ينجحون في فك الشيفرة الوراثية للإنفلونزا
  • إنجاز علمي.. علماء ينجحون في فك الشيفرة الوراثية للإنفلونزا
  • جلسة ثقافية في الرمثا للتوعية بحقوق المرأة والإنسانية عامة ضمن اتفاقية بكين 30
  • 8 % من سعة الاستاد للجماهير العمانية في لقاء الافتتاح
  • مجلس النواب يدعو لعقد جلسة رسمية.. فما أبرز القضايا التي ستتم مناقشتها؟
  • عُمان تستعرض توظيف الذكاء الاصطناعي في التحقيقات الجنائية