دراسة: الموسيقى تقلل الإحساس بالألم بعد العمليات الجراحية
تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT
قال العلماء إن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يساعد على التعافي بعد العمليات الجراحية، وذلك من خلال المساعدة في تقليل معدل ضربات القلب وإدراك الألم .
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، أجرى الباحثون مراجعة للدراسات الموجودة حول الموسيقى ودورها في مساعدة الأشخاص على التعافي من العمليات الجراحية.
وعمل الباحثون على تضييق قائمة من 3736 دراسة إلى 35 ورقة بحثية تضمنت بيانات عن نتائج المرضى مثل الألم والقلق، بالإضافة إلى مقاييس معدل ضربات القلب واستخدام المواد الأفيونية.
وقال العلماء من خلال التحليل إن الفعل البسيط المتمثل في الاستماع إلى الموسيقى بعد الجراحة - سواء باستخدام سماعات الرأس أو من خلال مكبر الصوت - كان له "تأثيرات ملحوظة" على المرضى خلال فترة تعافيهم.
أفاد المرضى الذين استمعوا إلى الموسيقى أنهم شعروا بانخفاض كبير في مستويات الألم والقلق في اليوم التالي للجراحة.
وصرح شهزايب رئيس، أحد مؤلفي البحث الجديد: "على الرغم من أننا لا نستطيع أن نقول على وجه التحديد أنهم يعانون من ألم أقل، إلا أن الدراسات كشفت أن المرضى يشعرون بذلك".
كما أنهم استخدموا أقل من نصف كمية المورفين مقارنة بمن لم يستمعوا إلى الموسيقى، بحسب الباحثين.
ارتبطت الموسيقى بانخفاض معدل ضربات القلب بنحو 4.5 نبضة في الدقيقة لدى المرضى مقارنة بأولئك الذين لم يستمعوا إلى الموسيقى.
وأفاد العلماء إن الحفاظ على معدل ضربات قلب المريض ضمن نطاق صحي يمكن أن يساعد في تحسين التعافي من خلال السماح بتداول جيد للأكسجين والمواد المغذية في جميع أنحاء الجسم.
وقال إيلدو فريزا من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا نورث ستيت: "يمكن للموسيقى أن تساعد في تسهيل الانتقال من مرحلة الاستيقاظ إلى العودة إلى الحياة الطبيعية كما تساعد في تقليل التوتر حول هذا الانتقال"
وقال الباحثون إن الاستماع إلى الموسيقى يعد تجربة أكثر سلبية مقارنة بالتأمل، وربما تناسب بعض المرضى بشكل أفضل.
وأشارت نتائج البحث، التي تم تقديمها في مؤتمر الجمعية الأمريكية للسرطان السريري لعام 2024، إلى أن انخفاض مستويات الكورتيزول عند الاستماع إلى الموسيقى قد يلعب دورًا في تخفيف آلام المرضى.
يأمل العلماء أن يتمكن برنامج تجريبي لتقييم استخدام الموسيقى في مرحلة ما بعد الجراحة من إلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع.
قال الدكتور فريزا: "نعتقد أن الموسيقى يمكن أن تساعد الأشخاص بطرق مختلفة بعد الجراحة لأن الموسيقى يمكن أن تكون مريحة وتجعلك تشعر وكأنك في مكان مألوف".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الموسيقى انخفاض كبير ضربات قلب حسب صحيفة معدل ضربات القلب الاستماع إلى الموسیقى معدل ضربات یمکن أن من خلال
إقرأ أيضاً:
مسرح المدينة يحيي اللقاءات الثقافية بعد الحرب: الموسيقى تولّد الأمل
كتبت فيفيان حداد في" الشرق الاوسط": يشهد "مسرح المدينة" في قلب بيروت، نشاطات مختلفة تصبّ في خانة إحياء اللقاءات الثقافية بعد الحرب. ويأتي حفل "التناغم في الوحدة والتضامن" لفرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية" من بينها. وهو يُقام يوم 29 كانون الأول الحالي، بقيادة المايسترو فادي يعقوب، ويتضمَّن أغنيات وطنية وأناشيد خاصة بعيد الميلاد.يوضح مدير برنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية"، الدكتور نبيل ناصيف، لـ"الشرق الأوسط"، أنّ الحفل يهدف إلى إرساء الوحدة بين اللبنانيين، والموسيقى تُسهم في تعزيزها. ويتابع: "الوحدة والتناغم يحضران بشكل ملحوظ. فالفرق الموسيقية والمُنشدة المُشاركة تطوّعت لإحيائه من جميع المناطق. لمسنا هذه الروح أيضاً من خلال مسابقة سنوية لفرق كورال المدارس، فلاحظنا تماسكها وحبّها الكبير لإعادة إحياء موسيقى زكي ناصيف. أجيال الشباب تملك علاقة وطيدة بوطنها وجذوره، عكس ما يعتقده البعض". يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح. يُعلّق ناصيف: "لا نقيمه من باب انتهاء الحرب، وإنما ليكون دعوة من أجل غدٍ مفعم بالأمل. فالحياة تستمرّ؛ ومع قدرات شبابنا على العطاء نستطيع إحداث الفرق". يتألّف البرنامج من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية. في القسم الأول، ينشد كورال برنامج زكي ناصيف في "الجامعة الأميركية" تراتيل روحانية مثل "يا ربّ الأكوان"، و"إليك الورد يا مريم"، وغيرهما.
وفي فقرة الأغنيات الوطنية، سيمضي الحضور لحظات مع الموسيقى والأصالة، فتُقدّم الفرقة مجموعة أعمال لزكي ناصيف وزياد بطرس والرحابنة. يشرح ناصيف: "في هذا القسم، سنستمع إلى أغنيات وطنية مشهورة يردّدها اللبنانيون؛ من بينها (وحياة اللي راحوا)، و(حكيلي عن بلدي)، و(اشتقنا كتير يا بلدنا)، و(غابت شمس الحق)، و(مهما يتجرّح بلدنا). اللبنانيون يستلهمون الأمل والقوة منها. فهي تعني لهم كثيراً، لا سيما أنّ بعضها يتسّم بالموسيقى والكلام الحماسيَيْن".
يُنظَّم الحفل بأقل تكلفة ممكنة، كما يذكر ناصيف: "لم نستعن بفنانين لتقديم وصلات غنائية فردية من نوع (السولو)، فهي تتطلّب ميزانيات مالية أكبر لسنا بوارد تكبّدها اليوم. وبتعاوننا مع (مسرح المدينة)، استطعنا إقامته بأقل تكلفة. ما نقوم به يشكّل جسر تواصل بين اللبنانيين والفنون الثقافية، وأعدّه جرعة حبّ تنبع من القلب بعد صمت مطبق فرضته الحرب". تتألّف الأوركسترا المُشاركة من طلاب الدراسات الموسيقية في "الجامعة الأميركية"، وينتمي المنشدون في فريق الكورال إلى "مجتمع الجامعة الأميركية في بيروت"؛ من بينهم أساتذة وطلاب وموظفون، إضافة إلى أصدقاء تربطهم علاقة وثيقة مع هذا الصرح التعليمي العريق.
أشرفت على تدريب فريق الكورال منال بو ملهب. ويحضر على المسرح نحو 30 شخصاً، في حين تتألّف الفرقة الموسيقية من نحو 20 عازفاً بقيادة المايسترو فادي يعقوب.
يعلّق الدكتور نبيل ناصيف: "من شأن هذا النوع من المبادرات الفنّية إحياء مبدأ الوحدة والتضامن بين اللبنانيين. معاً نستطيع ترجمة هذا التضامن الذي نرجوه. نتمنّى أن يبقى لبنان نبع المحبة لأهله، فيجمعهم دائماً تحت راية الوحدة والأمل. ما نقدّمه في حفل (التناغم في الوحدة والتضامن) هو لإرساء معاني الاتحاد من خلال الموسيقى والفنون".
ثم يستعيد ذكرى البصمة الفنية التي تركها الراحل زكي ناصيف، فيختم: "اكتشف مدى حبّ اللبنانيين للغناء والفنّ من خلال عاداتهم وتقاليدهم. تأكد من ذلك في مشهدية (الدلعونا) و(دبكة العونة)، وغيرهما من عناصر الفلكلور اللبناني، وارتكازها على لقاءات بين المجموعات بعيداً عن الفردية. متفائل جداً بجيل الشباب الذي يركن إلى الثقافة الرقمية ليطوّر فكره الفنّي. صحيح أنّ للعالم الافتراضي آثاره السلبية في المجتمعات، لكنه نجح في تقريب الناس مختصراً الوقت والمسافات".