عواصم - الوكالات

قضى الشهيد يحيي السنوار 23 عامًا في سجون الاحتلال ووصفه مرافقوه في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقال كاتب إسرائيلي إن يحيى السوار، لا يجيد فقط "إشعال الحروب"، بل إنه يمتلك أيضا موهبة "نسج الروايات"، ويظهر ذلك في رواية كتبها أثناء فترة سجنه تكشف عن موهبته الأدبية، وهي رواية "الشوك والقرنفل".



وكشف الكاتب جاكي خوجي، وهو معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، في مقال نشره عبر صحيفة موقع "معاريف" أنه "خلال الأيام القليلة الماضية، انتهيت من قراءة رواية طويلة من الأدب العربي، نُشرت قبل 20 عامًا في ظروف سرية، تتألف من 335 صفحة، دون أن يُعرف الناشر أو مكان الطباعة".

وأضاف: "لم يلتفت أحد تقريبًا إلى هذه الرواية في وقتها، على الرغم من أن الكاتب بذل فيها قصارى جهده واهتمامه، وفي ديسمبر 2004، تاريخ صدورها، لم يكن أحد سوى مجموعة صغيرة من ضباط مصلحة السجون الإسرائيلية، بضع مئات من الأسرى الأمنيين، ومجموعة من الأقارب والأصدقاء يعرفون اسم يحيى إبراهيم السنوار".

وقال: "يتضح أن عدو إسرائيل اللدود، الذي غُمرت يداه ورقبته بدمائنا، هو أيضا مترجم وكاتب غزير الإنتاج، وكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خمسة كتب خلال 22 عاما قضاها في السجن الإسرائيلي، اثنان منها ترجمهما من العبرية إلى العربية، بينما ألف الثلاثة الأخرى بنفسه، الأول هو كتاب لرئيس جهاز الشاباك الأسبق يعقوب بيري، بعنوان "القادم لقتلك.. بادر واقتله"، والثاني كتاب خليفته كرمي غيلون "الشاباك بين الانقسامات".


وكتب السنوار كتبه في زنزانته في السجون. بعضها تم تهريبها إلى الخارج، ربما عن طريق المحامين أو أفراد الأسرة الذين زاروه، وتمت طباعتها وتوزيعها على نطاق محدود، واثنان منها على الأقل، كتابا بيري وغيلون، لم يُنشرًا. وتم اكتشافها من قبل السجانين خلال تفتيش مفاجئ وصودرت. كل أعماله، بما في ذلك الرواية، هي أدب موجه، وكانت تهدف إلى خدمة النضال الوطني والحركة التي ينتمي إليها.

وُلِد السنوار عام 1962 ونشأ في مخيم خانيونس للاجئين، قبل انضمامه إلى الجناح العسكري لحماس، أنهى درجة البكالوريوس في اللغة والأدب العربي في جامعة غزة، وخلال الانتفاضة الأولى، فإنه بتوجيه من الشيخ أحمد ياسين، أسس جهاز الأمن الداخلي لحماس، الذي كان يهدف إلى ملاحقة وتصفية المتعاونين. 

وفي كتابه الأول "المجد"، وثق السنوار نشاط جهاز الأمن الداخلي، وفي كتابه الثاني "أشرف البعلوجي"، وصف تأسيس ونشاطات الجناح العسكري لحماس في بدايته، وكان البعلوجي عاملاً غزيا قتل مع زميل له في  فبراير 1991 ثلاثة إسرائيليين في مصنع ألمنيوم حيث إنه كان يعمل في يافا. 

وكان هذا هو الهجوم الأول للجناح، بعد ثلاثة أسابيع فقط من تأسيسه، وأثناء فراره، رش البعلوجي على جدار المصنع بيان مسؤولية مكتوب بالعربية، ومن ثم قضى البعلوجي 20 عامًا في السجن، بعضها بجوار السنوار، وأُطلق سراحه معه قبل 13 عاما.


"الشوك والقرنفل" هي رواية سيرة ذاتية، تستند حبكتها إلى ذكريات السنوار، ولكن تم استكمال العديد من التفاصيل من خياله، وتحكي الرواية قصة عائلة من مخيم الشاطئ في غزة، على مدار 35 عامًا تقريبًا: من حرب الأيام الستة حتى الانتفاضة الثانية.

 البيت في الرواية يمثل إلى حد كبير البيت الوطني الفلسطيني، ويكتب السنوار بصيغة المتكلم ويسمي نفسه أحمد، أحد أبناء العائلة، ويعيش في البيت أيضًا شقيقاه محمد ومحمود وابنا عمه حسن وإبراهيم، اللذان استشهد والدهما في الحرب وتبنتهم عمّتهم.

يمثل الرجال الخمسة، كلٌ بحسب شخصيته، جوانب مختلفة من الوطن الفلسطيني. اثنان منهما يمثلان منظمة التحرير الفلسطينية، الأب المؤسس، العلماني، ذو الوجه المتعجرف. أما الآخران فيمثلان التيار المتمرد، الديني، الذي تمثله حماس والجهاد. الخامس هو الراوي. في كل زوج من الرجال، هناك من انضم إلى الكفاح المسلح، مر بالتحقيقات والاعتقالات، وتبنى موقفا أيديولوجيا صارما.

تسيطر أم العائلة القلقة على الجميع بيد من حديد، وتقوم بتأمين العيش وتتخذ المبادرات وتزوج الأبناء، وعند الضرورة تبني أيضًا. 

وفي مرحلة ما، توسع البيت وأضيف له طابق، لم يكن من قبيل الصدفة أنه بعد فترة وجيزة بدأ الجناح العسكري لحماس في النمو، ويوجد أيضًا سر عائلي: الأب حارب في عام 1967 واختفى من حياتهم في بداية القصة، بعد عقود من الزمن، في نهاية الرواية، يتضح مصيره.

تمكن السنوار من السيطرة الجيدة على اللغة العربية، مما يتناقض مع مظهره القاسي. لغته عالية المستوى وكتابته سلسة، إنها منظمة ويظهر فيها جانب من الجدية، ومن تابع خطواته منذ توليه القيادة في غزة قبل سبع سنوات، لن يفاجأ. مثل ظهوره العام، يتمكن السنوار في الرواية من المناورة بين لغة الشارع البسيطة واللغة الفصحى.

ربما استوحى السنوار إطار القصة من الكاتب المصري نجيب محفوظ، في روايته "الباقي من الزمن ساعة"، التي تم نشرها أيضًا بالعبرية في عام 2021، ويصور محفوظ قصة عائلة في القاهرة من الثلاثينيات حتى بدء عملية السلام مع "إسرائيل".

ويخصص السنوار فصولا كبيرة للمطلوب المعروف عماد عقل، وللمهندس يحيى عياش، وللشيخ أحمد ياسين. يتناول السنوات الأولى للجناح العسكري والجهود للحصول على الأسلحة والأموال وتوطيد الشرعية داخل المجتمع الغزي.


وعلى الرغم من أنها رواية وليست عملًا وثائقيًا، ورغم عيوبها، فإن "الشوك والقرنفل" تمثل إنجازًا للسنوار، على الرغم من الظروف القاسية، وتمكن الأسير من توثيق الظروف التي نشأ فيها النضال المسلح في غزة منذ عام 1967 بتفصيل دقيق. 

ووصف السنوار الحياة اليومية في غزة في تلك السنوات من وجهة نظره، وربط بين الخاص والوطني: بدءًا من عمل العمال في "إسرائيل" والنقاش الداخلي حول عدالتها، والضغط الكبير الذي مارسته الشاباك وجيش الاحتلال على السكان في السنوات الأولى، وتحديات المعيشة التي واجهتها الأسرة ودور الأم المركزي. 

وفي الأماكن التي لا يتناول فيها صناعة سفك الدماء بل الجوانب الشخصية من الحياة، يظهر السنوار قدرات أدبية جيدة، ويعرف كيف يخلق التشويق السردي، ويبدو أيضًا أنه ينجح في بناء الشخصيات بشكل جزئي.


كما أنه وضح آراءهم بسخاء على لسان أبطاله، حتى لو تضمنت انتقادات حادة ضد تنظيمات الجهاد. وقال محمود، عضو فتح، لابن عمه من حماس بعد العمليات الفدائية وانهيار اتفاقية أوسلو: "لو كنتم تتصرفون بعقل وحكمة، لكنتم أعطيتم فرصة لعملية السلام".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الشوک والقرنفل فی غزة

إقرأ أيضاً:

بين الأزواج الحب والإحترام.. معاني تستوجب الإهتمام

تعتبر الحياة الزوجية هي كعجينة اللينة يشكّلها الزوجان على الصورة التي يريدان أن يعيشا عليها. فإن أرادا السعادةَ والألفة كانت لهما، وإن أرادا الشقاء كان لهم كذلك، لكن ما الذي يفصل بين السعادة والشقاء؟

هو سؤال طرحناه في على بعض الأزواج، ولكل كان له رأي:

أم وليد من الطارف متزوجة منذ عشرين سنة تقول:

“السعادة الزوجية لا تكتمل إلا بالحب”

فبالحب تقول أن كلا الزوجين يحرصان على فهم متطلبات الآخر وفهم حقوقه، كما أن الاحترامَ مهم؛ لأنه ينشئ أسرة متماسكة، وترى أن الحياة الزوجية لا يمكن أن تستمر إذا لم يكن فيها حبٌّ، وإذا فُقِد الحبُّ فُقِد الاحترامُ.

أما الأخت نورة من العاصمة متزوجة منذ خمس عشرة سنة تقول:

“الاحترام هو الأهم في الحياة الزوجية”

لأن الاحترام هو الذي يولد الحبَّ بين الزوجين، فكلما احترم الزوجُ زوجتَه أحبته، وكذلك الزوجة كلما احترمت زوجَها أحبها أكثر وأكثر، وهو مهم أكثر من الحب.

ووافقتها في هذا الرأي أم إبراهيم متزوجة منذ خمس سنوات إذ قالت:

الاحترام أولا، لأنه هو الذي يجلب الحب والمودة، وإذا احترمت الزوجةُ زوجَها أحبها، والعكس صحيح.

ويقول السيد محمد من جلفة متزوج منذ سنتين:

إن الاحترام هو سيد المبادئ

وهو الذي يفتح نافذة واسعة يمكن من خلالها رؤية الكثير من المبادئ كالتعاون، والانتماء، والوضوح، والحب، والصداقة، والتنازل وغيرها، بوضوح وبطريقة تحدد ملامح تلك العلاقة، وأن يعي كل من الطرفين الآخر ويفهمه، وألا يجعل شخصيته هامشية، وأن يستطيع فهم الطرف الآخر دون إذلال له أو اقتحام لشخصيته، ففي هذه الحالة يشعر كل من الطرفين بقيمته مع الآخر وتقبل الآخر له بدرجة يصلُ فيها إلى تقبل عيوب الآخر قبل مزاياه، مع السعي الجاد لتعديل تلك العيوب بأساليبَ مهذبة.

فيجب على كلا الطرفين احترامُ الآخر ليصل إلى المحبة الصادقة التي تعني العطاء بلا حدود، وكذلك من الواجب عليهما الشعورُ بقيمة ذلك الاحترام، وأقول لمن يقول: إن المحبة تأتي قبل الاحترام: كيف تحب الشيء ما لم تحترمه؟

أما أم إسلام من بجاية متزوجة من عشر سنوات:

“يجب أن توافق بين الأمرين”    

الحب وشيء من الاحترام للذات والرغبات والاختلافات ينتج أفراحًا وسعادة، فلا انفكاك بين حب واحترام، أما إن كان هناك احترام فسيولد المودة التي ذكرها الله في القرآن، فيحترم كل من الزوج والزوجة حقوقَ وواجباتِ الآخر، ومن ثم إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها حتى تسير القافلة.

ومن هنا نستخلص أن الحياة الزوجية لها شكلها وسماتها الخاصة، وتختلف عن أي علاقة إنسانية أخرى، فهي علاقة أمان، وسكينة، ومودة ومحبة، وتفاهم وراحة بال، فالاحترامُ يعزز مشاعر الحب سواء كان بكلمة حلوة أو موقف رحيم أو نظرة دافئة أو لمسة حنون، والحب فطرة فطر الله عليها قلوبَ عباده بداية من حب الله سبحانه وتعالى، ثم حب الرسول  صلى الله عليه وسلم، وحب الوالدين، وحب الإخوة، وحب الأبناء، وبلا شك حب شريك الحياة، أما الاحترامُ فهو مناخ صحي للحياة الزوجية.

مقالات مشابهة

  • حكم تشبه الرجال بالنساء أو العكس؟.. أمين الفتوى يوضح
  • رواية لإليف شافاق تتحول إلى عمل سينمائي
  • "البوشّيه" رواية جديدة للكاتبة نوف أنور
  • الحب والاحترام بين الأزواج .. معانٍ تستوجب الاهتمام
  • بين الأزواج الحب والإحترام.. معاني تستوجب الإهتمام
  • قريبا.. صدور رواية "البوشّيه" للكاتبة نوف أنور
  • السنوار.. أسطورة غزة الخالدة
  • السنوار.. أُسطورةُ الزمان والمكان
  • الوجه الآخر في حياة عبدالمنعم إبراهيم.. تحمل مسؤولية 14 ابنا
  • أدباء وأكاديميون: الرواية وسيلة فعّالة لتقارب الشعوب