“الجرب” يفتك بأجساد الأسرى الفلسطينيين
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
#سواليف
في زوايا ا#لسجون المغلقة، حيث يُحتجز #الأسرى في ظروف قاسية، تظهر #معاناة خفية لا يراها إلا من عاش بين جدرانها، معاناة تجسدها أمراض كثيرة، وأبرزها اليوم مرض “اسكايبوس” المعروف بـ” #الجرب ” خلف هذه الأبواب، لا تقتصر #المعاناة على الحبس فقط، بل تتجسد في معاناة يومية مع #مرض ينتشر كالنار في الهشيم، يحصد من أجساد الأسرى ضعفاً وإرهاقاً لا نهاية له.
وفي إحدى الغرف الصغيرة، التي بالكاد تتسع لاثني عشر أسيراً، يصاب ستة إلى ثمانية منهم بهذا المرض. الحكة الشديدة التي تسيطر على أجسادهم تمنعهم من النوم، وتزيد من ألمهم الجسدي والنفسي. يتحدث الأسرى المحررون عن الوضع المأساوي الذي كانوا يعيشونه قبل الافراج عنهم، في حين تتواصل معاناة من بقي قيد الاعتقال؛ فالغرف تفتقر إلى النظافة، ولا توجد لديهم غيارات كافية أو حتى وسائل شخصية للعناية بأنفسهم.
فقد كشفت الصور التي رافقت الإفراج عن عدد كبير من الأسرى مؤخرا جزءا بسيطا من الفظائع التي يعانون منها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل انتشار هذا المرض وإصابة الآلاف به نتيجة الإهمال الطبي من جهة، وانعدام النظافة الشخصية والعامة، ورفض تقديم العلاج للمصابين.
مقالات ذات صلة الشوبكي .. حكومات تضلل المواطنين بوعود وهمية لاستغلال ثروات الأردن 2024/10/20تجارب مريرة
يقول الأسير المحرر ماجد عبد اللطيف لـ”قدس برس”: “كان يأتينا الجنود بالشامبو كنوع من السخرية، لكنهم يستعيدونه بعد فترة قصيرة، وكأنهم يتلاعبون بنا. أما الأدوية، فلا وجود لها سوى بضع حبات من “البندول” لتسكين الألم، فيما يحتاج مرض إسكابيوس إلى مرهم خاص لعلاجه، غير متوفر لهم”.
ويصف كيف يتحول المرض على أجسادهم إلى دمامل مؤلمة، تفرز مادة سوداء وتزيد من تفاقم حالتهم. إذ أنه دون علاج مناسب، يستمر المرض بالانتشار داخل السجن، ويصيب الجميع، ما يفاقم الأزمة الصحية.
من جهته، يروي الأسير المحرر موسى إبراهيم دويكات تجربة اصابته بالمرض خلال اعتقاله الأخير، يقول “كنت أجلس لأيام وحيدا في زاوية غرفتي المظلمة ولا أحتك مع أحد خشية من نقل المرض له”.
ويتابع بلهجة عامية بسيطة “الحياة هناك مش بس سجن للجسد، لكن كمان سجن للألم. كنا نشعر بحكة بتقطع أجسامنا، ما في نوم، ما في راحة”.
ويشير إلى أن المرض ينتشر بشكل كبير بين الأسرى بسبب نقص أو انعدام النظافة الشخصية كون إدارات سجون الاحتلال ترفض إدخال أي مواد تنظيف للجسم، “تباعا أصبح نصف من هم بغرفتي التي تضم 12 أسيرا يعانون من المرض ذاته. الحكة المستمرة تؤدي إلى جروح ودمامل تجعل النوم أو الراحة أمرا مستحيلا… أجسامنا صارت مليانة دمامل، وكل محاولة لحكّ الجلد بتصير في تقرحات وبيزيد الوجع”، يصف أحمد بصوت مليء بالإحباط، الظروف التي عاشها هناك.
حالة صعبة
أما زوجة الأسير منتصر الشنار (30 عاما) وهو من مدينة نابلس فتعيش برفقة عائلته قلقا كبيرا بعد أن أبلغهم عدد من الأسرى المفرج عنهم قبل أيام من سجن “ريمون”، أن منتصر المعتقل إداريا منذ أكثر من 25 شهرا، أصيب بالمرض الجلدي منذ شهر أيار مايو الماضي عندما كان في سجن النقب، ويعد وضعه الصحي الأصعب بين الأسرى، حيث أن الطفح الجلدي يغطي جسمه بالكامل، وقد تحول إلى دمامل، الأمر الذي حوّل حياته داخل السجن إلى جحيم مضاعف.
تضيف والدموع تسابقها “لا يستطيع دخول الحمام لقضاء حاجته إلا بمساعدة اثنين من الأسرى، وإلى درجة انه لا يعرف النوم، ونحن أيضا منذ أن وصلنا الخبر لا يعرف النوم طريقه إلينا”.
حاولت عائلة الأسير الشنار التواصل مع كافة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية ومع عدد كبير من المحامين لمساعدتهم في الحصول على أي معلومات تخصه دون جدوى”.
إهمال طبي
بدوره، أوضح أخصائي الأمراض الجلدية د . حسام خريم أن مرض “الجرب” ينتقل عن طريق التلامس المباشر مع الجلد، أو من خلال استخدام أغطية الفراش المشتركة، حيث يتسبب في حفر أنفاق تحت الجلد لوضع بيوض جديدة، ما يؤدي إلى حكة شديدة وانتشار الطفح الجلدي بشكل أكبر.
وأشار إلى أن “ظروف الاعتقال في سجون الاحتلال تسمح بانتشار المرض، حيث الازدحام وانعدام النظافة الشخصية، تساهم في انتشار المرض بشكل كبير”، محذرا من المضاعفات التي قد تترتب على المرض إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، التي تشمل التهابات بكتيرية في الدم والتهابات الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب قلة التغذية أو الأمراض المزمنة.
أما بشأن العلاج، فيمكن من خلال متابعة طبيب مختص والنظافة الشخصية واستخدام المراهم الطبية، وتجنب استخدام ممتلكات أشخاص آخرين، وهو الشيء الذي لا يقدمه الاحتلال للأسرى ما يؤدي إلى تفشي المرض.
وعن سبل تجنب العدوى يقول خريم إنه “أمر شبه مستحيل لعدم توفر العلاج، فلا ملابس بديلة، ولا توجد منظفات، ولا فرصة للتعرض للشمس، كما أن الطعام رديء وكمياته قليلة”. وقال إن “المرض لا يتوقف إلا بالعلاج وهو غير متوفر في السجون، سواء للمصابين بالجرب أو بأمراض أخرى”.
وفي هذا السياق، أكّد “نادي الأسير” الفلسطيني (حقوقي مقره رام الله) أنّ “الغالبية من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم، يعانون من مشاكل صحيّة، ومنها مشاكل مزمنة وبحاجة إلى متابعة طبيّة، وشكّل مرض الجرب أحد أبرز الأمراض التي خرج الأسرى وآثارها واضحة على أجسادهم، كما واثبتت الفحوص الطبيّة إصابتهم بمشاكل صحية أخرى نتيجة لذلك”.
وأضاف النادي، أن “إدارة السّجون تستخدم مرض الجرب أداة للتنكيل وتعذيب الأسرى كما حوّلت الحقّ بالعلاج على مدار عقود طويلة لأداة تنكيل، ووصل ذروة ذلك منذ بدء حرب الإبادة، حيث تابعت المؤسسات العديد من إفادات الأسرى داخل السّجون، وممن أفرج عنهم، عن كيفية استخدام إدارة السّجون المرض لتعذيبهم، والتسبب لهم بمشكلات صحيّة يصعب علاجها، ومنهم أطفال ومرضى، وكبار في السّن”.
وكانت آخر هذه الإفادات لأحد الأسرى المفرج عنهم، الذي رافق الشهيد محمد موسى في سجن (ريمون)، عن الآثار الخطيرة التي تركها المرض على الحالة الصحية للأسرى، وكيف وصفت إدارة السجن القسم الذي تواجد به الأسير (بالزومبي)، لما تركه المرض على هيئاتهم.
وقد أظهرت صورهم الأولى عقب الإفراج عنهم، كيف تغيرت هيئاتهم جرّاء ما تعرضوا له من جرائم ممنهجة مارسها الاحتلال بحقّهم، وتحديدا الجرائم الطبيّة وجريمة التّجويع، إلى جانب أساس هذه الجرائم، وهي جريمة التّعذيب.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأسرى معاناة الجرب المعاناة مرض النظافة الشخصیة من الأسرى یعانون من
إقرأ أيضاً:
وزارة الخارجية تعرب عن إدانة واستنكار المملكة بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها الممنهج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومنشآتها والعاملين فيها وآخرها قصف مدرسة أبوعاصي في قطاع غزة
المناطق_واس
أعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية بأشد العبارات مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلية استهدافها الممنهج لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” ومنشآتها والعاملين فيها، وآخرها قصف مدرسة أبوعاصي في قطاع غزة.
وتجدد رفض المملكة القاطع لمواصلة الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدنيين والوكالات الإغاثية والإنسانية وسط صمت المجتمع الدولي، مطالبةً المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي تزيد حجم المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وتقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة.
أخبار قد تهمك مُحافظ الطائف يلتقي مديرة مركز الحماية الأسرية بالمحافظة 17 نوفمبر 2024 - 4:15 مساءً خلال زيارة وزير الإعلام لبكين.. شراكة إعلامية سعودية صينية تطلق برامج تنفيذية مع القطاعين العام والخاص 17 نوفمبر 2024 - 3:42 مساءً Copy URL URL Copied 17 نوفمبر 2024 - 4:40 مساءً Share Facebook X LinkedIn Messenger Messenger Read Next أبرز المواد17 نوفمبر 2024 - 3:37 مساءًالكرملين: الاتهامات الموجهة لترامب بأنه عميل روسي سخيفة أبرز المواد17 نوفمبر 2024 - 3:27 مساءً“التجارة” تعلن استدعاء 105 مركبات إنفينيتي أبرز المواد17 نوفمبر 2024 - 3:21 مساءًوزارة السياحة: نسبة إشغال الفنادق في مدينة الرياض تجاوزت 95% بالتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي أبرز المواد17 نوفمبر 2024 - 3:14 مساءًحادث طعن يودي بحياة 8 أشخاص بثاني هجوم جماعي في الصين خلال أسبوع أبرز المواد17 نوفمبر 2024 - 3:10 مساءًدوريات الإدارة العامة للمجاهدين بمحافظة جدة تقبض على شخصين لترويجهما مادة الحشيش المخدر17 نوفمبر 2024 - 3:37 مساءًالكرملين: الاتهامات الموجهة لترامب بأنه عميل روسي سخيفة17 نوفمبر 2024 - 3:27 مساءً“التجارة” تعلن استدعاء 105 مركبات إنفينيتي17 نوفمبر 2024 - 3:21 مساءًوزارة السياحة: نسبة إشغال الفنادق في مدينة الرياض تجاوزت 95% بالتزامن مع إجازة منتصف العام الدراسي17 نوفمبر 2024 - 3:14 مساءًحادث طعن يودي بحياة 8 أشخاص بثاني هجوم جماعي في الصين خلال أسبوع17 نوفمبر 2024 - 3:10 مساءًدوريات الإدارة العامة للمجاهدين بمحافظة جدة تقبض على شخصين لترويجهما مادة الحشيش المخدر مُحافظ الطائف يلتقي مديرة مركز الحماية الأسرية بالمحافظة مُحافظ الطائف يلتقي مديرة مركز الحماية الأسرية بالمحافظة تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك Find us on Facebookالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستFacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Facebook X Messenger Messenger WhatsApp Telegram Back to top button Close البحث عن: FacebookXYouTubeInstagramWhatsApp Close Search for Close Search for