سواليف:
2024-10-20@19:32:48 GMT

“الجرب” يفتك بأجساد الأسرى الفلسطينيين

تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT

#سواليف

في زوايا ا#لسجون المغلقة، حيث يُحتجز #الأسرى في ظروف قاسية، تظهر #معاناة خفية لا يراها إلا من عاش بين جدرانها، معاناة تجسدها أمراض كثيرة، وأبرزها اليوم مرض “اسكايبوس” المعروف بـ” #الجرب ” خلف هذه الأبواب، لا تقتصر #المعاناة على الحبس فقط، بل تتجسد في معاناة يومية مع #مرض ينتشر كالنار في الهشيم، يحصد من أجساد الأسرى ضعفاً وإرهاقاً لا نهاية له.

وفي إحدى الغرف الصغيرة، التي بالكاد تتسع لاثني عشر أسيراً، يصاب ستة إلى ثمانية منهم بهذا المرض. الحكة الشديدة التي تسيطر على أجسادهم تمنعهم من النوم، وتزيد من ألمهم الجسدي والنفسي. يتحدث الأسرى المحررون عن الوضع المأساوي الذي كانوا يعيشونه قبل الافراج عنهم، في حين تتواصل معاناة من بقي قيد الاعتقال؛ فالغرف تفتقر إلى النظافة، ولا توجد لديهم غيارات كافية أو حتى وسائل شخصية للعناية بأنفسهم.

فقد كشفت الصور التي رافقت الإفراج عن عدد كبير من الأسرى مؤخرا جزءا بسيطا من الفظائع التي يعانون منها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل انتشار هذا المرض وإصابة الآلاف به نتيجة الإهمال الطبي من جهة، وانعدام النظافة الشخصية والعامة، ورفض تقديم العلاج للمصابين.

مقالات ذات صلة الشوبكي .. حكومات تضلل المواطنين بوعود وهمية لاستغلال ثروات الأردن 2024/10/20

تجارب مريرة

يقول الأسير المحرر ماجد عبد اللطيف لـ”قدس برس”: “كان يأتينا الجنود بالشامبو كنوع من السخرية، لكنهم يستعيدونه بعد فترة قصيرة، وكأنهم يتلاعبون بنا. أما الأدوية، فلا وجود لها سوى بضع حبات من “البندول” لتسكين الألم، فيما يحتاج مرض إسكابيوس إلى مرهم خاص لعلاجه، غير متوفر لهم”.

ويصف كيف يتحول المرض على أجسادهم إلى دمامل مؤلمة، تفرز مادة سوداء وتزيد من تفاقم حالتهم. إذ أنه دون علاج مناسب، يستمر المرض بالانتشار داخل السجن، ويصيب الجميع، ما يفاقم الأزمة الصحية.

من جهته، يروي الأسير المحرر موسى إبراهيم دويكات تجربة اصابته بالمرض خلال اعتقاله الأخير، يقول “كنت أجلس لأيام وحيدا في زاوية غرفتي المظلمة ولا أحتك مع أحد خشية من نقل المرض له”.

ويتابع بلهجة عامية بسيطة “الحياة هناك مش بس سجن للجسد، لكن كمان سجن للألم. كنا نشعر بحكة بتقطع أجسامنا، ما في نوم، ما في راحة”.

ويشير إلى أن المرض ينتشر بشكل كبير بين الأسرى بسبب نقص أو انعدام النظافة الشخصية كون إدارات سجون الاحتلال ترفض إدخال أي مواد تنظيف للجسم، “تباعا أصبح نصف من هم بغرفتي التي تضم 12 أسيرا يعانون من المرض ذاته. الحكة المستمرة تؤدي إلى جروح ودمامل تجعل النوم أو الراحة أمرا مستحيلا… أجسامنا صارت مليانة دمامل، وكل محاولة لحكّ الجلد بتصير في تقرحات وبيزيد الوجع”، يصف أحمد بصوت مليء بالإحباط، الظروف التي عاشها هناك.

حالة صعبة

أما زوجة الأسير منتصر الشنار (30 عاما) وهو من مدينة نابلس فتعيش برفقة عائلته قلقا كبيرا بعد أن أبلغهم عدد من الأسرى المفرج عنهم قبل أيام من سجن “ريمون”، أن منتصر المعتقل إداريا منذ أكثر من 25 شهرا، أصيب بالمرض الجلدي منذ شهر أيار مايو الماضي عندما كان في سجن النقب، ويعد وضعه الصحي الأصعب بين الأسرى، حيث أن الطفح الجلدي يغطي جسمه بالكامل، وقد تحول إلى دمامل، الأمر الذي حوّل حياته داخل السجن إلى جحيم مضاعف.

تضيف والدموع تسابقها “لا يستطيع دخول الحمام لقضاء حاجته إلا بمساعدة اثنين من الأسرى، وإلى درجة انه لا يعرف النوم، ونحن أيضا منذ أن وصلنا الخبر لا يعرف النوم طريقه إلينا”.

حاولت عائلة الأسير الشنار التواصل مع كافة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية ومع عدد كبير من المحامين لمساعدتهم في الحصول على أي معلومات تخصه دون جدوى”.

إهمال طبي

بدوره، أوضح أخصائي الأمراض الجلدية د . حسام خريم أن مرض “الجرب” ينتقل عن طريق التلامس المباشر مع الجلد، أو من خلال استخدام أغطية الفراش المشتركة، حيث يتسبب في حفر أنفاق تحت الجلد لوضع بيوض جديدة، ما يؤدي إلى حكة شديدة وانتشار الطفح الجلدي بشكل أكبر.

وأشار إلى أن “ظروف الاعتقال في سجون الاحتلال تسمح بانتشار المرض، حيث الازدحام وانعدام النظافة الشخصية، تساهم في انتشار المرض بشكل كبير”، محذرا من المضاعفات التي قد تترتب على المرض إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، التي تشمل التهابات بكتيرية في الدم والتهابات الكلى، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب قلة التغذية أو الأمراض المزمنة.

أما بشأن العلاج، فيمكن من خلال متابعة طبيب مختص والنظافة الشخصية واستخدام المراهم الطبية، وتجنب استخدام ممتلكات أشخاص آخرين، وهو الشيء الذي لا يقدمه الاحتلال للأسرى ما يؤدي إلى تفشي المرض.

وعن سبل تجنب العدوى يقول خريم إنه “أمر شبه مستحيل لعدم توفر العلاج، فلا ملابس بديلة، ولا توجد منظفات، ولا فرصة للتعرض للشمس، كما أن الطعام رديء وكمياته قليلة”. وقال إن “المرض لا يتوقف إلا بالعلاج وهو غير متوفر في السجون، سواء للمصابين بالجرب أو بأمراض أخرى”.

وفي هذا السياق، أكّد “نادي الأسير” الفلسطيني (حقوقي مقره رام الله) أنّ “الغالبية من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم، يعانون من مشاكل صحيّة، ومنها مشاكل مزمنة وبحاجة إلى متابعة طبيّة، وشكّل مرض الجرب أحد أبرز الأمراض التي خرج الأسرى وآثارها واضحة على أجسادهم، كما واثبتت الفحوص الطبيّة إصابتهم بمشاكل صحية أخرى نتيجة لذلك”.

وأضاف النادي، أن “إدارة السّجون تستخدم مرض الجرب أداة للتنكيل وتعذيب الأسرى كما حوّلت الحقّ بالعلاج على مدار عقود طويلة لأداة تنكيل، ووصل ذروة ذلك منذ بدء حرب الإبادة، حيث تابعت المؤسسات العديد من إفادات الأسرى داخل السّجون، وممن أفرج عنهم، عن كيفية استخدام إدارة السّجون المرض لتعذيبهم، والتسبب لهم بمشكلات صحيّة يصعب علاجها، ومنهم أطفال ومرضى، وكبار في السّن”.

وكانت آخر هذه الإفادات لأحد الأسرى المفرج عنهم، الذي رافق الشهيد محمد موسى في سجن (ريمون)، عن الآثار الخطيرة التي تركها المرض على الحالة الصحية للأسرى، وكيف وصفت إدارة السجن القسم الذي تواجد به الأسير (بالزومبي)، لما تركه المرض على هيئاتهم.

وقد أظهرت صورهم الأولى عقب الإفراج عنهم، كيف تغيرت هيئاتهم جرّاء ما تعرضوا له من جرائم ممنهجة مارسها الاحتلال بحقّهم، وتحديدا الجرائم الطبيّة وجريمة التّجويع، إلى جانب أساس هذه الجرائم، وهي جريمة التّعذيب.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الأسرى معاناة الجرب المعاناة مرض النظافة الشخصیة من الأسرى یعانون من

إقرأ أيضاً:

تجويع مفروض بالقوة يفتك بنحو 1.8 مليون فلسطيني في غزة

بغداد اليوم - متابعة 

يواجه الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر خطر المجاعة واستفحال الجوع، بعد مرور أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية على عليهم، فالتقارير الصادرة عن الهيئة الدولية المعنية بأزمات الجوع، تحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني، متوقعة مضاعفة مستويات الجوع الكارثية في الأشهر المقبلة.

ويعاني أكثر من 1.8 مليون شخص، أي نحو 86% من سكان غزة، من مستويات حرجة في انعدام الغذاء. فالشتاء ببرده وأمطاره وظروفه القاسية، يهاجم الناس في مخيمات تحا العراء مع الرصاص والقذائف والمدافع، لا شيء بين أيديهم، انقطع الماء والغذاء وغابت المرافق الصحية

ووسط مدينة غزة التي يحطها الدمار من كلّ جانب، تصطف الحشود من النساء والأطفال بأوانٍ وبطون فارغة، أمام مطبخ جماعي للحصول على حساء رقيق من الطماطم والبازلاء والمعكرونة.

ويقول محمد عابد، نازح من مدينة غزة: "منذ أسبوعين لم نحصل على ما يكفي من الطعام لأطفالنا ولأنفسنا، اختفت المواد الغذائية من الأسواق بسبب إغلاق المعابر ونقص المساعدات الإنسانية."

وتضيف نهاد قيمص، نازحة من الزوايدة مع عشرين فرداً من عائلتها: " إننا لا نجد ما نأكله أو نشربه أينما ولينا وجوهنا، لقد تراجعت المساعدات الإنسانية، إلا إذا كان لدى أحدنا مخزون من البازلاء أو الفاصوليا أو العدس، نحتاج إلى خضروات مفيدة لنا ولأطفالنا، لقد مللنا من البقوليات والأطعمة المحفوظة التي تقتلنا." حتّى الغذاء المفقود أصلا يزيد المأساة ويُحكِم الحصار.

فيما تسيطر إسرائيل على الحدود البرية لغزة منذ مايو، حيث تعرقل جهود وكالات الأمم المتحدة ومجموعات المساعدات لإدخال المساعدات الإنسانية، وتؤكّد هذه الهيئات عرقلة جهودها بشدة بسبب القيود الإسرائيلية والقتال المستمر والنزوح، وانهيار القانون والنظام في مناطق عديدة.

وقد نزح معظم سكان شمال غزة بعد تحذيرات الإخلاء في بداية الحرب، ولم تسمح لهم إسرائيل بالعودة، إذ يُقدر أن 400 ألف شخص بقوا هناك رغم الظروف القاسية. ويقول الفلسطينيون إنه لا يوجد مكان آمن في القطاع المحاصر، ولا وجود لماء ولا دواء ولا غذاء، فقط القذائف ورصاص الموت في كلّ مكان، في انتظار شِتَاءٍ تبدأ معه حِكايَةُ الموت جوعا.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • نادي الأسير يكشف اعتداءات إدارة السجون على الأسرى منذ 7 أكتوبر
  • الكوبي لويس دياز: “منبهر بالعمل الذي قامت به اللجنة الأولمبية الجزائرية لتحقيق النجاحات”
  • شاهد الصورة التي “أذهلت” العالم.. القائد “يحيى السنوار” قبل لحظات من استشهاده
  • شاهد بالفيديو.. القيادي بالدعم السريع “بقال” يثر ضحكات الجمهور خلال رده على الناشط الشهير الإنصرافي الذي وصفه بأنه “نص كلتش” : (أنا أرجل منك ومن جدك الشرد مشى الحبشة)
  • تجويع مفروض بالقوة يفتك بنحو 1.8 مليون فلسطيني في غزة
  • أشخاص شغلوا مناصب رئيسيّة جديدة في حزب الله.. ماذا قال مسؤول إسرائيليّ عنهم؟
  • “الخميسي” يطالب محافظ المصرف المركزي بإيضاح الحلول التي وضعها لخفض العجز في ميزان المدفوعات
  • شاهد بالفيديو.. بالإجماع.. جمهور مواقع التواصل بالسودان يختار دكتورة “روضة” التي أهدت عريسها شيلة كاملة وظهرت وهي ترقص بشكل هستيري في ليلة زفافها عروساً للموسم 2024
  • محلل إسرائيلي: تصفية السنوار قد تؤدي لتطورات سلبية “غير متوقعة” تخص الأسرى