شخصيات فرنسية وعربية تحتفي في باريس بإنجازات الشيخ محمد بن زايد
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
شهد معهد العالم العربي في باريس مساء أمس السبت، وبحضور حشد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية الفرنسية والعربية، حفل إطلاق النسخة الفرنسية من كتاب "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية" للأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، وذلك بالإضافة لإطلاق مرحلة جديدة من مُبادرة "تعزيز المحتوى العربي في مكتبات العالم" والتي سبق الإعلان عن مرحلتها الأولى مؤخراً في معرض فرانكفورت للكتاب 2024، من قبل مركز أبوظبي للغة العربية.
ويستعرض الكتاب سياسات ومُبادرات الشيخ محمد بن زايد على الصعد المحلية والعربية والدولية، لتكون نبراساً للأجيال الحالية والقادمة في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. وتأتي الترجمة الفرنسية بعد صدور أربع ترجمات أخرى باللغات الإنجليزية والإسبانية والصينية والهندية، بما يُتيح الفرصة لإطلاع جمهور عالمي أوسع على الكتاب خاصة في عواصم صُنع القرار.
إنجازات عالمية
وتمّ في نهاية الحفل الذي حضره عدد من الدبلوماسيين العرب والفرنسيين، تبادل الهدايا التذكارية بين كل من معهد العالم العربي ومركز أبوظبي للغة العربية وسفارة دولة الإمارات ومكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. كما قام المؤلف بتوقيع عدد من النسخ للحضور باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، والذين أشادوا بأهمية الكتاب وبالمكانة الدولية المُهمّة للشيخ محمد بن زايد، وبما حققه من إنجازات عالمية كُبرى.
مُخاطبة القارئ الأوروبي
وفي كلمته الترحيبية بالحضور، أشاد جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي السابق ورئيس معهد العالم العربي في باريس، بالعلاقات الإماراتية الفرنسية المميزة في كافة المجالات وخاصة في المجال الثقافي. واعتبر أنّ صدور الترجمة الفرنسية لكتاب قيّم عن سيرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإطلاقها من باريس، يُعتبر حدثاً سياسياً وفكرياً مُهمّاً جداً كونه يُتيح ليس فقط للقارئ الفرنسي بل للأوروبي أيضاً ولكافة الناطقين بالفرنسية في مختلف أنحاء العالم، فرصة التعرّف على إنجازات رئيس دولة الإمارات، وما قدّمه لشعبه، ولكافة شعوب العالم من مُبادرات إنسانية وجهود لإرساء السلام.
سياسة الإمارات
ويتناول الكتاب معالم سياسة دولة الإمارات من أجل تعزيز التسامح ونشر قيم الأخوة الإنسانية وصناعة السلام والثقافة وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم، إضافة لسرد استراتيجية مُعالجة الفكر المُتطرّف.
كما أشاد جاك لانغ بالدور المُتنامي لدولة الإمارات، وخاصة مركز أبوظبي للغة العربية في دعم العربية وتطويرها والنهوض بها علمياً وتعليمياً وثقافياً وإبداعياً، وبما يُقدّمه المركز من دعم مميز بهدف تعزيز جهود تعلّم اللغة العربية في فرنسا وباريس بشكل خاص.
محطات مُضيئة
من جهته رحّب فهد سعيد الرقباني، سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، بالحضور في الحدث المُهم، مُشيداً بالتطوّر الملحوظ الذي تشهده العلاقات الإماراتية الفرنسية بما في ذلك المجال الثقافي، والتي نمت أكثر وبشكل ملحوظ مُنذ الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس في يوليو (تموز) 2022 كأوّل زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أعرب عن سعادته بصدور الطبعة الفرنسية من الكتاب الذي يُبرز محطات مُضيئة من سيرة رئيس دولة الإمارات. كما وأشاد بدور معهد العالم العربي في باريس بنشر اللغة العربية والاهتمام بتعليمها.
مُحاربة التطرّف
وفي تقديمه للكتاب، أكد د.علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أهمية إطلاق النسخة الفرنسية من كتاب الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية"، والذي يُبرز دور رئيس الدولة في مُحاربة التطرّف والإرهاب، وما تقوم به دولة الإمارات في هذا الصدد، والتي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على المحبة والتسامح ورفض العنف بكل أشكاله.
رسائل التسامح والتعايش
وأوضح أنّ الكتاب يُبرز رسائل التسامح والتعايش والحوار كأسس للتعاون بين الأمم وداخل المُجتمع الواحد، حيث غدت الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتحظى بتقدير كافة الدول، كما تمّ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المُشترك في أبوظبي عام 2019 بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، وتمّ بعدها بسنوات افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في جزيرة السعديات بأبوظبي، تعزيزاً لقيم التنوّع والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان.
كذلك أشاد د.علي بن تميم بالدور الثقافي المرموق لمعهد العالم العربي برئاسة جاك لانغ الذي أطلق كتاب "اللغة العربية.. كنز فرنسا" باعتبارها لغة حضارة عظيمة وتُصنّف كخامس أكثر اللغات استخداماً في العالم، وهو من قال "دعونا نحتضن لغة الضّاد.. كنز هذا العالم، وأنّ على العرب أن يفخروا بلغتهم وثقافتهم".
كما سلّط د.علي بن تميم الضوء على أهمية شهادة "سمة" التي يُقدّمها معهد العالم العربي، بدعم من مركز أبوظبي للغة العربية، والمُعترف بها عالمياً لإثبات المستوى في اللغة العربيّة المعياريّة الحديث. ويسعى المعهد إلى نشر لغة الضّاد في العاصمة الفرنسية عبر منهج تربوي حديث ودقيق يُمكن ملاحظته من خلال دوراته المُتنوّعة، وفي شهادة تقييم الكفاءة التي أطلقها.
وأطلق مركز أبوظبي للغة العربية مبادرة تعزيز المحتوى العربي في مكتبات العالم، بالتعاون مع مكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وذلك بهدف إثـراء وإغناء المكتبات الكبرى في مختلف الدول بالآلاف من عناوين الكتب العربية في مختلف التخصصات. وتشمل المُبادرة في مرحلتها الثانية مكتبة معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية.
وكانت اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية قد عقدت قبل أيام اجتماعها الثالث لهذا العام، لبحث سُبل تعزيز المحتوى العربي والبحث العلمي عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي. وأكد رئيس المركز د.علي بن تميم أنّ مبادرات مركز أبوظبي للغة العربية حققت حضوراً مؤثراً في القطاعات المُستهدفة، وذلك بفضل حرصها على جودة المحتوى العربي.
وأطلق مركز أبوظبي للغة العربية مؤخراً مشروع "50 عملاً أدبياً هاماً من العالم العربي" ضمن فعاليات معرض فرانكفورت للكتاب 2024، بهدف تسليط الضوء على قائمة مختارة لمؤلفين عرب، لإنشاء مرجع دائم لعشاق الأدب والمجتمع الدولي للنشر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الشیخ محمد بن زاید آل نهیان مرکز أبوظبی للغة العربیة معهد العالم العربی فی تعزیز المحتوى العربی دولة الإمارات اللغة العربی د علی بن تمیم فی باریس
إقرأ أيضاً:
أضخم شبكة قنوات تلفزيون فرنسية: الإمارات بين الحداثة والأصالة
تحت عنوان "الإمارات العربية المتحدة، عصر التغيير"، بدأت أضخم مجموعة تلفزيونية فرنسية (تضم 6 قنوات عمومية)، بثّ تقرير تلفزيوني مُطوّل حول التطوّر الهائل الذي شهدته دولة الإمارات بمُشاركة الرجال والنساء على حدّ سواء، مُشيداً بمكانتها الراقية والهامة على الصعيد العالمي، ودورها الاقتصادي والسياحي والثقافي المُتصاعد جنباً إلى جنب مع حرصها الكبير على صون تراثها وتقاليدها.
وبثّت التقرير التلفزيوني الذي بلغ مدّته 90 دقيقة، وسيُعاد بثّه عدّة مرّات وسيبقى مُتاحاً كذلك للمُشاهدة عبر المنصّات الإلكترونية لغاية يوم 15 يناير (كانون الثاني) 2025، عدّة قنوات تلفزيونية ضمن مجموعة (فرانس tv)، أهمها القناة الفرنسية الخامسة، وقناة (آر تي فرنسا)، وحصد اهتماماً واسعاً بتقديمه رحلة مُثيرة للمُتابعين مليئة بالمغامرة والمُتعة والفائدة.
وجاء في التقرير أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالإضافة إلى احتياطاتها النفطية وسمعتها كوجهة أنيقة، تُظهر اهتماماً سياحياً حقيقياً، وذلك يعود أساساً للخيارات المُذهلة التي تُقدّمها للسياح والمُسافرين، فهناك الجبال والصحاري، والشواطئ والواحات، والمباني ذات الهندسة المعمارية الحديثة، والمناظر الخلابة والأسواق والصناعات التقليدية، والخدمات الراقية والبُنية التحتية التي لا تُضاهى.
وركّز التقرير الفرنسي للمُشاهدين على اكتشاف اثنتين من الإمارات السبع التي تعكس تنوّعها الحضاري وتستقطب السياح بقوة، وهما أبوظبي التي تتألق بحداثتها وثرائها وتراثها، ورأس الخيمة التي احتفظت بأصالتها وتقاليدها، وذلك بالتوازي مع مواكبة أرقى معايير الحداثة والخدمات للسكان والزوار.
وسلّط التقرير الضوء على العديد من الرياضات التراثية الجميلة، التي تدعو للفخر والاعتزاز كالصيد بالصقور والفروسية وسباقات الهجن، بالإضافة إلى المهن التقليدية المُتوارثة كصيد وتجارة اللؤلو، وكذلك أسواق السمك الشعبية. وأكد مكانة إمارة رأس الخيمة كوجهة سياحية مميزة للباحثين عن الطبيعة والأصالة والمناظر الساحرة، والتي تتمتّع بأطول مسار انزلاقي في العالم، ما يجذب السياح لخوض غمار التجربة والإثارة نزولاً من أعلى قمة في جبل جيس على ارتفاع 1934 متراً.
كما أشاد تقرير التلفزيون الفرنسي بسعي أبوظبي إلى أن تُصبح مركزاً عالمياً للفنون والثقافة، وذلك بفضل المشاريع الكبيرة التي تمّ تطويرها، وخاصة متحف اللوفر- أبوظبي في جزيرة السعديات.
وأكد أهمية صرح جامع الشيخ زايد الكبير الذي يبرز في هندسة بناءه تاريخ الفنون والعمارة الإسلامية. وكذلك البيت الإبراهيمي كرمز للانفتاح والتسامح الذي يُميّز أبوظبي والإمارات. وسلّط الضوء كذلك على مستشفى أبوظبي للصقور والعناية الفائقة للحفاظ على الصقور وتراث الصقارة، بالإضافة إلى التميّز في تقديم أفضل وأشهى الأطباق الشعبية الإماراتية.
وأشار التقرير إلى أنّ الإمارات، ومُنذ إنشائها في عام 1971، شهدت تطوّراً مذهلاً، وباتت الأكثر تطوّراً في العالم، حيث تتناغم الهندسة المعمارية مع الثقافة في بلد شغوف بالجَمال وبات قطاع السياحة فيه ينمو بسرعة، على غرار تنوّع الاقتصاد ومصادر الدخل حيث يتم الاعتماد بشكل أقل على النفط.
وأشاد التلفزيون الفرنسي، بتشجيع المرأة في دولة الإمارات على القيام بدورها في مختلف مجالات الحياة وخدمة بلدها، والاهتمام بالحفاظ على التراث والتنوّع البيولوجي المُذهل، والحرص على إدماج الشباب والجيل الجديد في صون التراث الثقافي وتقاليد الآباء والأجداد الأصيلة لتبقى حيّة في ذاكرتهم وممارساتهم، وفي ذات الوقت فإنّ الإماراتيين يعيشون اليوم في أرقى دول العالم وأكثرها تطوّراً، حسب وصف التقرير الفرنسي.