شهد معهد العالم العربي في باريس مساء أمس السبت، وبحضور حشد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية الفرنسية والعربية، حفل إطلاق النسخة الفرنسية من كتاب "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية" للأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، وذلك بالإضافة لإطلاق مرحلة جديدة من مُبادرة "تعزيز المحتوى العربي في مكتبات العالم" والتي سبق الإعلان عن مرحلتها الأولى مؤخراً في معرض فرانكفورت للكتاب 2024، من قبل مركز أبوظبي للغة العربية.

ويستعرض الكتاب سياسات ومُبادرات الشيخ محمد بن زايد على الصعد المحلية والعربية والدولية، لتكون نبراساً للأجيال الحالية والقادمة في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. وتأتي الترجمة الفرنسية بعد صدور أربع ترجمات أخرى باللغات الإنجليزية والإسبانية والصينية والهندية، بما يُتيح الفرصة لإطلاع جمهور عالمي أوسع على الكتاب خاصة في عواصم صُنع القرار.

 

إنجازات عالمية 

وتمّ في نهاية الحفل الذي حضره عدد من الدبلوماسيين العرب والفرنسيين، تبادل الهدايا التذكارية بين كل من معهد العالم العربي ومركز أبوظبي للغة العربية وسفارة دولة الإمارات ومكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. كما قام المؤلف بتوقيع عدد من النسخ للحضور باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، والذين أشادوا بأهمية الكتاب وبالمكانة الدولية المُهمّة للشيخ محمد بن زايد، وبما حققه من إنجازات عالمية كُبرى.

 

مُخاطبة القارئ الأوروبي

وفي كلمته الترحيبية بالحضور، أشاد جاك لانغ وزير الثقافة الفرنسي السابق ورئيس معهد العالم العربي في باريس، بالعلاقات الإماراتية الفرنسية المميزة في كافة المجالات وخاصة في المجال الثقافي. واعتبر أنّ صدور الترجمة الفرنسية لكتاب قيّم عن سيرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإطلاقها من باريس، يُعتبر حدثاً سياسياً وفكرياً مُهمّاً جداً كونه يُتيح ليس فقط للقارئ الفرنسي بل للأوروبي أيضاً ولكافة الناطقين بالفرنسية في مختلف أنحاء العالم، فرصة التعرّف على إنجازات رئيس دولة الإمارات، وما قدّمه لشعبه، ولكافة شعوب العالم من مُبادرات إنسانية وجهود لإرساء السلام.

 

سياسة الإمارات 

ويتناول الكتاب معالم سياسة دولة الإمارات من أجل تعزيز التسامح ونشر قيم الأخوة الإنسانية وصناعة السلام والثقافة وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم، إضافة لسرد استراتيجية مُعالجة الفكر المُتطرّف.
كما أشاد جاك لانغ بالدور المُتنامي لدولة الإمارات، وخاصة مركز أبوظبي للغة العربية في دعم العربية وتطويرها والنهوض بها علمياً وتعليمياً وثقافياً وإبداعياً، وبما يُقدّمه المركز من دعم مميز بهدف تعزيز جهود تعلّم اللغة العربية في فرنسا وباريس بشكل خاص.


محطات مُضيئة

من جهته رحّب فهد سعيد الرقباني، سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، بالحضور في الحدث المُهم، مُشيداً بالتطوّر الملحوظ الذي تشهده العلاقات الإماراتية الفرنسية بما في ذلك المجال الثقافي، والتي نمت أكثر وبشكل ملحوظ مُنذ الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس في يوليو (تموز) 2022 كأوّل زيارة خارجية له منذ توليه رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أعرب عن سعادته بصدور الطبعة الفرنسية من الكتاب الذي يُبرز محطات مُضيئة من سيرة رئيس دولة الإمارات. كما وأشاد بدور معهد العالم العربي في باريس بنشر اللغة العربية والاهتمام بتعليمها.


مُحاربة التطرّف

وفي تقديمه للكتاب، أكد د.علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أهمية إطلاق النسخة الفرنسية من كتاب الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية"، والذي يُبرز دور رئيس الدولة في مُحاربة التطرّف والإرهاب، وما تقوم به دولة الإمارات في هذا الصدد، والتي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، على المحبة والتسامح ورفض العنف بكل أشكاله.

 

رسائل التسامح والتعايش

وأوضح أنّ الكتاب يُبرز رسائل التسامح والتعايش والحوار كأسس للتعاون بين الأمم وداخل المُجتمع الواحد، حيث غدت الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتحظى بتقدير كافة الدول، كما تمّ توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المُشترك في أبوظبي عام 2019 بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، وتمّ بعدها بسنوات افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في جزيرة السعديات بأبوظبي، تعزيزاً لقيم التنوّع والاحترام المتبادل بين الثقافات والأديان.
كذلك أشاد د.علي بن تميم بالدور الثقافي المرموق لمعهد العالم العربي برئاسة جاك لانغ الذي أطلق كتاب "اللغة العربية.. كنز فرنسا" باعتبارها لغة حضارة عظيمة وتُصنّف كخامس أكثر اللغات استخداماً في العالم، وهو من قال "دعونا نحتضن لغة الضّاد.. كنز هذا العالم، وأنّ على العرب أن يفخروا بلغتهم وثقافتهم".

شهادة "سمة"

كما سلّط د.علي بن تميم الضوء على أهمية شهادة "سمة" التي يُقدّمها معهد العالم العربي، بدعم من مركز أبوظبي للغة العربية، والمُعترف بها عالمياً لإثبات المستوى في اللغة العربيّة المعياريّة الحديث. ويسعى المعهد إلى نشر لغة الضّاد في العاصمة الفرنسية عبر منهج تربوي حديث ودقيق يُمكن ملاحظته من خلال دوراته المُتنوّعة، وفي شهادة تقييم الكفاءة التي أطلقها.

تعزيز المحتوى العربي

وأطلق مركز أبوظبي للغة العربية مبادرة تعزيز المحتوى العربي في مكتبات العالم، بالتعاون مع مكتب نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وذلك بهدف إثـراء وإغناء المكتبات الكبرى في مختلف الدول بالآلاف من عناوين الكتب العربية في مختلف التخصصات. وتشمل المُبادرة في مرحلتها الثانية مكتبة معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية.
وكانت اللجنة العلمية لمركز أبوظبي للغة العربية قد عقدت قبل أيام اجتماعها الثالث لهذا العام، لبحث سُبل تعزيز المحتوى العربي والبحث العلمي عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي. وأكد رئيس المركز د.علي بن تميم أنّ مبادرات مركز أبوظبي للغة العربية حققت حضوراً مؤثراً في القطاعات المُستهدفة، وذلك بفضل حرصها على جودة المحتوى العربي.

مشروع هام 

وأطلق مركز أبوظبي للغة العربية مؤخراً مشروع "50 عملاً أدبياً هاماً من العالم العربي" ضمن فعاليات معرض فرانكفورت للكتاب 2024، بهدف تسليط الضوء على قائمة مختارة لمؤلفين عرب، لإنشاء مرجع دائم لعشاق الأدب والمجتمع الدولي للنشر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الشیخ محمد بن زاید آل نهیان مرکز أبوظبی للغة العربیة معهد العالم العربی فی تعزیز المحتوى العربی دولة الإمارات اللغة العربی د علی بن تمیم فی باریس

إقرأ أيضاً:

الثقافة بدمياط تحتفي باليوم العالمي للغة العربية

شهد فرع ثقافة دمياط عددا من الأنشطة الثقافية والفنية، احتفالا باليوم العالمي للغة العربية، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة وذلك في إطار احتفالات وزارة الثقافة.

وأقام قصر ثقافة دمياط محاضرة بمدرسة محمد صادق كرات بالسيالة، بعنوان "اللغة العربية.. مكانتها وخصائصها"، تحدث خلالها د. أشرف غنام، مسئول الثقافة العامة، عن أهمية اللغة كنشاط إنساني، موضحا مكانة اللغة العربية وخصائصها الفريدة.

كما تناول تفصيليا أسباب اختيار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر، يوما عالميا للاحتفال باللغة العربية، التي تعتبر واحدة من أهم اللغات الرسمية، ويتحدث بها أكثر من 550 مليون شخص حول العالم، مؤكدا في ختام حديثه على ضرورة الحفاظ عليها وتعزيز مكانتها.

وتواصلت الفعاليات المقامة بإشراف إقليم شرق الدلتا الثقافي، بإشراف الكاتب أحمد سامي خاطر، مع لقاء بمكتبة الروضة بعنوان "كنوز اللغة العربية" تناولت خلاله فوزية المراكبي، أهمية اللغة، جمالياتها، وثراء مفرداتها، وقدمت دعاء راجح لقاء آخر بعنوان "أهمية دراسة اللغة العربية" لمناقشة أهمية تعلم اللغة العربية لفهم النصوص الأدبية، والحفاظ على الهوية الثقافية، هذا بالإضافة إلى أمسية بعنوان "لغتي هويتي" بمشاركة الشاعر شاكر صبري.

لقاءات تثقيفية 

كما شهدت الأنشطة تنظيم لقاءات تثقيفية بعدد من المواقع التابعة لفرع ثقافة دمياط برئاسة د. فادي سلامة، شملت قصر الطفل بدمياط، بيت السرو، مكتبة ميت الخولي، وغيرها، بجانب ورشة تصميم معلقات بكتابات عربية، بالألوان المائية تدريب أمنية القاضي، نفذها قصر ثقافة دمياط الجديدة بمدرسة علي بن أبي طالب.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد يمنح وزيرة البيئة في تشيلي "وسام زايد الثاني"
  • الثقافة بدمياط تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
  • جامعة أمّ القرى تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
  • احتفالية الإمارات بـاليوم العالمي للغة العربية ترسخ الهوية وتعزز الحضور الثقافي
  • مطارات أبوظبي تحتفي بمرور عام على افتتاح مطار زايد الدولي
  • هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة تستقبل وفداً خليجياً لزيارة مركز المصادر الوراثية النباتية
  • كتاب “عالمية الأبجدية العربية” يرصد حضور الحرف العربي في لغات العالم
  • “جهود دولة الإمارات في خدمة اللغة العربية”.. ندوة في مركز سالم بن حم الثقافي
  • مركز سالم بن حم الثقافي يستعرض «جهود الإمارات في خدمة اللغة العربية»
  • الإمارات تتألق بدورها الرائد في صون اللغة العربية وتعزيز حضورها عالمياً