◄ استخدام الذكاء الاصطناعي في سلاسل التوريد يساعد في خفض تكاليف الخدمات اللوجستية بنسبة 15% وتحسين مستويات المخزون بنسبة 35%

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله التقنيات الرقمية، -خاصة الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وإنترنت الأشياء- ودورها في تعزيز استدامة وكفاءة سلاسل التوريد وحوكمتها، مشيراً إلى أن الحديث عن كفاءة سلاسل التوريد واستدامتها بات ضمن أهم الملفات المطروحة على الساحة العالمية، نظرا لأهميته القصوى للأمن الاقتصادي، ومن ثمَّ الأمن القومي، وقد تصاعد الاهتمام بهذا المفهوم مدفوعًا بالعديد من الأزمات العالمية الاقتصادية والجيوسياسية التي نجمت عنها تداعيات غير مسبوقة على سلاسل التوريد، وهو الأمر الذي أكد الحاجة المُلحة لجعل سلاسل التوريد أكثر كفاءة ومرونة واستدامة من خلال توظيف التقنيات الرقمية، حيث إن سلاسل التوريد الرقمية أكثر تكيفًا وقدرة على التعامل مع الأزمات والتغيرات في البيئة المحيطة.

في هذا الصدد، فإنه يمكن لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (AI) و"البلوك تشين" (Blockchain) وإنترنت الأشياء (IoT) أن تعمل على تحسين كفاءة سلاسل التوريد ومرونتها، كما تتمتع تلك التقنيات بالقدرة على تعزيز الشفافية والتكامل بين الأهداف الثلاثية للشركات (الاقتصادية - الاجتماعية - البيئية) في سلاسل التوريد بأكملها، وهو ما يجعل الرقمنة أداة قوية لتحقيق المرونة والاستدامة في سلاسل التوريد.

وأوضح المركز، أن كفاءة سلسلة التوريد تشير إلى المدى الذي يتم فيه استخدام أقل قدر من الموارد والمدخلات لتلبية احتياجات العملاء، ويشمل ذلك تحسين جوانب مختلفة من العمليات المرتبطة بسلسلة التوريد، بما في ذلك المشتريات والإنتاج والتخزين والتوزيع وتدفق المعلومات، لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من المنتجات والخدمات بأقل تكلفة ووقت ممكن.

وأشار المركز إلى إنه لجعل سلسلة التوريد أكثر كفاءة، فإن التركيز ينصب حول كيفية تقليل النفايات وزيادة سرعة التشغيل وخفض التكاليف، وهو ما يتطلب تحسينًا مستمرًا في سلسلة التوريد من خلال أدوات مختلفة، يأتي في مقدمتها الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، ومن شأن تحسين كفاءة سلاسل التوريد أن يجلب فوائد كبيرة للشركات، تتعلق بالقيمة المضافة، وخلق الكفاءة، وتعزيز رضا العملاء، وتنعكس هذه الفوائد في زيادة المخزون، وتقصير دورات تطوير المنتج، وقد يؤدي تحسين كفاءة سلسلة التوريد أيضًا إلى زيادة حجم الإنتاج، مما يساعد الشركات على تحقيق وفورات الحجم، علاوة على ذلك، فإن تعزيز كفاءة سلسلة التوريد يساهم في تحقيق أهداف الشركات المتعلقة بالاستدامة البيئية.

وأوضح التحليل أنه على نطاق أوسع يمكن أن تؤدي التحسينات في كفاءة سلسلة التوريد إلى تعزيز التجارة الخارجية، وتوفير فرص العمل، وربما تحقيق عائدات ضريبية أكبر. وباختصار، يعد تحسين كفاءة سلسلة التوريد عاملًا رئيسًا للنمو المستدام للشركات، ليس فقط من خلال تحسين الأداء المالي للمؤسسات، بل أيضا من خلال توليد تأثيرات إيجابية في السياق البيئي والاقتصادي الأوسع.

وأفاد التحليل إنه مع التطور المتعمق للتقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية، فقد أصبحت هذه التقنيات بشكل متزايد تمثل جوهر التخطيط الاستراتيجي للشركات، فعلى سبيل المثال فإن شركة "أمازون" (Amazon) تحافظ على نتائج أداء عالية باستمرار، حيث تستثمر نحو 12% من إيراداتها في التكنولوجيا، كما تسعى شركة "أمازون" إلى إدخال القدرات الرقمية الجديدة في عملياتها رغم ما قد يصاحبها من مخاطر. ونتيجة لذلك فإن 40٪ من إيراداتها يتم الحصول عليها من خلال الخدمات الرقمية، فمن خلال الجمع بين نماذج الأعمال المختلفة داخل منصة رقمية، تحافظ "أمازون" على قدرة تشغيلية تعادل أو تتفوق على الشركات العملاقة في مجال التجزئة التقليدية مثل "وول مارت" (Walmart) و"تارجت" (Target).

بالإضافة إلى ذلك، فإنه بفضل التحول الرقمي، لم تعد حوكمة الشركات عبارة عن مجموعة ثابتة من القواعد واللوائح، بل أصبحت نظام إدارة ديناميكيا مدفوعا بالبيانات يمكنه التكيف بسرعة مع التغيرات البيئية، ودعم التحسين المستمر والابتكار التجاري، وبالتالي فإن التحول الرقمي هو حافز رئيسي في تعزيز حوكمة الشركات الحديثة، حيث يوفر الأدوات والقدرات اللازمة للمؤسسات للحفاظ على عملياتها وأنشطتها في البيئة الاقتصادية العالمية المعقدة والمتقلبة، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل اتجاهات السوق وسلوك المستهلك لتوجيه القرارات الاستراتيجية.

وأشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن تطوير الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء قد عزز بشكل كبير ظهور الثورة الصناعية الرابعة، ويرتبط الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء ارتباطًا وثيقًا ببعضهما، ويمكن من خلال استخدامهما تعزيز وتطوير سلاسل التوريد، خاصة فيما يتعلق بإدارة تلك السلاسل، حيث يساعد إدخال التقنيات الرقمية في إحداث تغيير كبير في عملية إدارة سلاسل التوريد، إذ يمكن لتلك التقنيات تجميع وتحليل كميات كبيرة من البيانات ثم استخدامها لاتخاذ قرارات مستنيرة. كما تساعد التقنيات الرقمية على تحسين الاتصال والتعاون بين جميع أصحاب المصلحة من خلال مشاركة المعلومات بشكل أكثر دقة وفي وقت قياسيّ.

كما تساعد التقنيات الرقمية على التنبؤ بالمخاطر المحتملة وبناء نماذج للمحاكاة، مما يساعد على اتخاذ تدابير للتخفيف والحد من المخاطر، وتحسين أداء سلاسل التوريد وجعلها أكثر استقرارًا واستدامة في عالمنا المتغير بشكل متزايد، وهذه القدرة على المراقبة والتنبؤ لا تحسِّن المرونة في إدارة المخاطر في سلاسل التوريد فحسب، بل تجعلها مستقرة ومستدامة.

وأكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في تحليله أن شركة "ماكينزي" (McKinsey) قد أجرت عام 2022 مسحًا شمل 150 من المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات، أوضح أهمية الذكاء الاصطناعي في تخطيط وإدارة سلاسل التوريد، وأظهرت نتائج المسح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في سلاسل التوريد يساعد في خفض تكاليف الخدمات اللوجستية بنسبة 15%، وتحسين مستويات المخزون بنسبة 35%، وتعزيز مستويات الخدمات بنسبة 65%. وقد يكون تبني أدوات الذكاء الاصطناعي لإدارة عمليات التصنيع مكلفًا، ولكن 70% من المديرين التنفيذيين اتفقوا على أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يحقق عائدًا قويًّا.

هذا، ويعد توفير المعلومات ودمجها بمثابة جوهر إنترنت الأشياء. ومع ذلك، فإن ما يحسن الأداء التشغيلي لسلاسل التوريد الرقمية هو سرعة نقل البيانات ومستوى شفافيتها.

أضاف التحليل أنه على الرغم من أن إنترنت الأشياء يوفر بشكل فعال كمية كبيرة من البيانات، فإن تحويل البيانات إلى معلومات لا يزال يتطلب معالجة البيانات، وهنا يظهر الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات على نحو يجعل سلاسل التوريد ذكية ذات مرونة، حيث يساعد الذكاء الاصطناعي عبر معالجته للبيانات على اتخاذ إجراءات للتكيف مع بيئة سريعة التغير من خلال تحليل المعلومات في التوقيت المناسب ومراقبة العمليات على نطاق عالمي مع التنبؤ بالمستقبل بأقل معدل خطأ.

وأوضح التحليل أن تقنية البلوك تشين، وهي تقنية حفظ السجلات الرقمية التي تقوم عليها عملة البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة، تشكل عامل تغيير محتمل في عالم المال، ولكن هناك مجالا آخر لها، حيث يمكن أن تقوم هذه التقنية بدور كبير في إدارة سلاسل التوريد، إذ يمكن أن تعمل تقنية البلوك تشين على تحسين سلاسل التوريد بشكل كبير من خلال تسليم المنتجات بشكل أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة، وتعزيز إمكانية تتبع المنتجات، وتحسين التنسيق بين الشركاء في سلاسل التوريد، والمساعدة للوصول إلى التمويل.

واتصالًا، فإنه مع تزايد تعقيد سلاسل التوريد، يطلب المستهلكون المزيد من المعلومات حول سلامة المنتجات والجودة والاستدامة، كما تتزايد الحاجة إلى الدقة والملاءمة والشفافية والثقة في المعلومات المتداولة على امتداد مراحل سلاسل التوريد.وهنا تبرز تقنية البلوك تشين كإحدى الطرق لتلبية هذه الحاجة، والمتمثلة في تقليل المسافات بين الموردين والمستخدمين النهائيين، وتبسيط سلاسل التوريد وزيادة إمكانية التتبع، حيث يمكن استخدام تقنية البلوك تشين، والتي توفر الوصول إلى جميع أصحاب المصلحة لتوفير المعلومات التي تم التحقق منها، والسماح بحل مشكلات التتبع وبناء الثقة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية تصميم سلسلة التوريد، وإعادة هيكلتها، مع التأكد من الالتزام باعتبارات الأمن، والمرونة، وإدارة الموارد، وإدارة العمليات وإدارة المنتجات هي بعض الوظائف الرئيسة التي يمكن تحقيقها بواسطة تقنية البلوك تشين، حيث يمكن لسلاسل التوريد المعاد هيكلتها بشكل صحيح أن تضمن مزامنة معلومات التتبع عبر جميع مراحلها.

وأشار التحليل إلى أن نشر تقنية البلوك تشين في سلاسل التوريد يوفر فرصًا لموظفي إدارة سلاسل التوريد، كما تلعب تقنية البلوك تشين أيضًا دورًا مفيدًا للغاية لجعل عمليات سلاسل التوريد مستدامة، حيث تُمكن من مراقبة أداء الاستدامة لتقييم الموردين، فعلى سبيل المثال، يمكن عبر تلك التقنية تتبع أنشطة التعبئة والتغليف، وبالتالي مراقبة التأثيرات البيئية المرتبطة بتلك الأنشطة.

هذا، ويمكن أن يؤدي إحلال تقنية "البلوك تشين" محل العمليات التقليدية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى زيادة حجم التجارة بنسبة 15% وزيادة الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة تصل إلى 5%، حيث إن لدى تقنية البلوك تشين القدرة على توسيع الإنتاج والاستهلاك المستدام لأي سلعة على نطاق عالمي.

وأوضح التحليل في ختامه إن عملية الرقمنة تعد ضرورة لتطوير الشركات والمؤسسات لعملياتها وليس فقط لسلاسل التوريد الخاصة بها، فهناك مجموعة من الإرشادات والخطوات التي تحتاج إليها المؤسسات والشركات التي تحتاج لبدء رقمنة عملياتها أو تطوير عملية الرقمنة القائمة بالفعل، حيث تتطلب الرقمنة خطوات ومشاريع مختلفة حتى تكلل بالنجاح:

أولها: أن تكون جميع الإدارات وأصحاب المصلحة مؤمنين بأهمية الرقمنة والالتزام بها، فإذا كانت هناك أقسام أو أعضاء فريق يشككون في الحاجة إلى التحول الرقمي، فقد يتسبب ذلك في التأخير وربما يؤدي إلى عدم نجاح عملية الرقمنة في النهاية.

ثانيها: أنه يجب أن تبدأ الشركات في عملية التحول الرقمي تدريجيًّا، لأن ذلك من شأنه أن يساعد على تحقيق النجاح للتجربة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة تشكل عائقًا كبيرًا يمنع الشركات من تنفيذ التحول الرقمي في عملياتها وأنشطتها. ولكن يمكن أن يساعد الالتزام بالمتطلبات سالفة الذكر في معالجة هذه المخاوف وإقناع أصحاب المصلحة بالفوائد التي يمكن اكتسابها من خلال هذا الاستثمار. كما ينبغي توفير الأدوات والبرمجيات اللازمة لعملية التحول، بما يتضمنه ذلك من شراء للمنتجات اللازمة لعملية الرقمنة من كبار مقدمي الخدمات، أو بناء أنظمة داخلية.

اقرأ أيضاًمركز معلومات مجلس الوزراء يوقع مذكرة تفاهم مع جامعة الدول العربية

معلومات الوزراء يكشف أهمية الاستثمار غير الملموس في دفع الاقتصاد المصري

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مجلس الوزراء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء الحوكمة التقنيات الرقمية سلاسل التوريد إدارة سلاسل التورید تقنیة البلوک تشین الذکاء الاصطناعی التقنیات الرقمیة فی سلاسل التورید وإنترنت الأشیاء التحول الرقمی الاصطناعی فی تحسین کفاءة التورید ا یمکن أن من خلال تحسین ا

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي للغة العربية» يستعرض الحلول الرقمية في قطاع النشر في «جيتكس جلوبال 2024»


دبي (الاتحاد)
حرص مركز أبوظبي للغة العربية خلال معرض جيتكس العالمي 2024 على إبراز مبادراته الرامية إلى تعزيز حضور اللغة العربية ومكانتها عبر توظيف التكنولوجيا المتقدمة في مشاريعه، إسهاماً في النهوض بها لغة أساسية للعلم، والمعرفة، والتواصل الحضاري، وترسيخ الاهتمام بتعلّمها بين الناطقين، وغير الناطقين بها.
وقال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية: تنسجم مشاركتنا في المعرض مع استراتيجيتنا الرامية لإطلاق الحلول الرقمية في قطاع النشر، وتوسيع وصول إصدارات المركز، مستفيدين من الإمكانات التي توفّرها التكنولوجيا المتطورة، بما يسهم في تحقيق أهداف المركز الساعية إلى تعزيز ثقافة القراءة، وتكريس حضور اللغة العربية في أذهان جميع أفراد المجتمع.
في الوقت ذاته، أكّدت هذه المشاركة التزام المركز بتبنّي ثقافة التحول الرقمي التي تنتهجها دولة الإمارات، حيث سعينا لتعزيز دور اللغة العربية في هذا السياق عبر مبادرات مبتكرة تعكس تاريخنا الغني وتطلعاتنا المستقبلية من خلال التعاون مع مختلف الجهات المعنية، والشركات التقنية في هذا المعرض لإيجاد حلول تُسهم في نشر اللغة العربية، وتمكينها في مختلف المجالات.
وأسهمت مبادرات المركز في الاستفادة من حلول التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، في تعزيز المحتوى العربي، وترسيخ وجوده على المنصات، والاستعانة به في مراكز الأبحاث، ودعم حضور المحتوى العربي في المجتمع، وفي أوساط الأكاديميين والمثقفين.
وحول المشاريع التي طرحها المركز خلال مشاركته في المعرض قال إن المركز قدم ضمن منصته في المعرض ثلاثة تحديثات من مشاريعه القائمة على التقنيات المتطورة وهي: معجم دليل المعاني الرقمي، والكتب الصوتية بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب مختبر الذكاء الشعري.
ويعد «دليل المعاني» أول معجم عربي - إنجليزي رقمي متكامل يُلبي حاجة الطالب العربي، ومتعلّم اللغة العربية من الناطقين بغيرها، كما أنه معجم يتضمن مفردات العصر المتداولة، أعده معجميّون ذوو اختصاص وخبرة.
ويتميز المعجم بتوظيف تقنيات حوسبة اللغة العربية، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات قواعد البيانات ومحركات البحث، ودمج النصوص بعناصر الصورة والصوت لإثراء محتواه الذي يتضمن 7000 مادة معجمية، من الأكثر استخداماً في اللغة العربية المعاصرة.
ويتيح مشروع منصة «كتب صوتية بالذكاء الاصطناعي» للجمهور قراءة مجموعة واسعة من الكتب الصوتية، التي استخدم فيها المركز تقنية الذكاء الاصطناعي لتحويل نصوصها المكتوبة إلى محتوى صوتي عالي الجودة.
وتعمل المنصة على مشروع لتحويل عدد كبير من إصدارات المركز إلى كتب رقمية تفاعلية بهدف نشر المعرفة والثقافة بتنوعاتها المختلفة، وقد بدأ المشروع بكتاب «ذخائر إماراتية» لما له من أثر كبير في تدوين الكتب التي تعزز الهوية الإماراتية، وتؤرخ للوطن والإنسان.
نتطلع من خلال هذه المبادرة إلى تعزيز وصول محبي القراءة، والباحثين، والطلبة، وذوي الهمم، للأدب ومصادر المعرفة بسهولة.
ويعنى مشروع «مختبر الذكاء الشعري» بتقديم الشعر بأدوات عصرية حديثة ممتعة تُساعد طلبة اللغة العربية، والمعلّمين على تعلّم فنون هذا النوع من الأدب، وتعليمها، ومساعدة الشعراء الشباب على ضبط قصائدهم، والتأكّد من سلامتها اللغوية والعروضية.
وقال الطنيجي: حرصنا من خلال هذا المشروع على تطوير أدوات مبتكرة لمعالجة تشكيل الشعر لدى الناشرين، والاستفادة من المحتوى الشعريّ الثريّ في تطوير برمجيات حديثة، حيث تقوم الأدوات الخاصة والمضمّنة للمشروع بمهام الكتابة العروضية، والتعرف على البحر، واستخراج التفعيلات، وتحليل القافية، واكتشاف الكسر، والمساعدة في إصلاحه. كما يُقدم البرنامج أدوات لتأليف الشعر وفق الأوزان العربية والموضوعات المختلفة، إلى جانب إمكانية قراءته آلياً.
وأضاف: نحرص في مركز أبوظبي للغة العربية على تسخير مقدرات العلم، والمعرفة، والتقنية المتطورة خدمة لأهدافنا الرامية لتعزيز حضور اللغة العربية، فنحن نؤمن بأن دمج التقنيات المتقدمة بالجهود التي نقوم بها يفتح آفاقاً جديدة لتحقيق رؤيتنا في جعل لغتنا ركيزة أساسية للتواصل والمعرفة في العصر الرقمي.
وقال: سعينا لأن تترجم مشاركة المركز ومبادراته الرقمية، توجهات القيادة الرشيدة، وإمارة أبوظبي، والمضي في تطبيق ثقافة التحوّل الرقمي، كما أردنا لهذه المشاركة أن تتماشى مع توجهات حكومة دولة الإمارات، واستراتيجيتها الرقمية الساعية إلى توسيع مجالات التحول الرقمي بمختلف القطاعات.
وأشار إلى أن المعرض يعد فرصة لعقد الشراكات والتعرف على أبرز المخرجات، والحلول الرقمية المتّبعة في المجالات الثقافية، وهناك الكثير من الخيارات التي يوفّرها، والتي تسهم في تعزيز مجالات العمل سواء في المركز أو مختلف المؤسسات والقطاعات المعنية بالشأن الثقافي، والمعرفي.
وأكد أنه لا يمكننا إنكار الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا المتطورة في النهوض بواقع النشر وصناعة المعرفة، حيث باتت التقنية المتقدمة لاعباً رئيساً في هذا الميدان الحيوي والذي يشكّل العصب المحرّك للعمل الثقافي بصفة عامة، فاليوم سهلت التكنولوجيا عملية الفرز، ومعالجة الأوراق، والطباعة، والنشر، فضلاً عن فتح قنوات جديدة عبر منصات التواصل وشبكة الإنترنت لتوريد الكتب، ونشرها مع تشديد الحرص على ضمان حرية التعبير والملكية الفكرية.
وأوضح أن الحلول الرقمية باتت جزءاً أساسياً من صناعة النشر، ووصول المحتوى الهادف إلى الجمهور، حيث تتشابك صناعة النشر اليوم مع مخرجات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وتم إطلاق حلول رقمية لحماية حقوق النشر، والحماية الفكرية.
وعرّفت مبادرات المركز الرقمية ومشاريع الذكاء الاصطناعي بحضوره الرائد على صعيد قطاع النشر إقليمياً، ودولياً، خاصة وأنه بات يعتمد على العديد من الأدوات العصرية التي تهتم بنشر الإنتاجات الفكرية والمعرفية، وإيصالها إلى المتلقين.
وأسهمت البنية التكنولوجية المتقدمة في الدولة بتعزيز قدرة المركز على الانتقال السلس للحلول الرقمية، وإطلاق مبادرات رائدة وملهمة، وسّعت حضوره في الأوساط العالمية خاصة فيما يتعلّق بميدان النشر الذي يشهد اليوم حالة من التطور والازدهار، ونأمل في أن يحمل المستقبل الكثير من خيارات النمو لهذا المجال الحيوي.

أخبار ذات صلة «مركز أبوظبي للغة العربية» يعلن القوائم القصيرة لجائزة «سرد الذهب» بدورتها الـ2 مبادرة عالمية لـ«أبوظبي للغة العربية» في «فرانكفورت للكتاب»

مقالات مشابهة

  • وزير الزراعة يستعرض إجراءات تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة
  • «معلومات الوزراء»: ضرورة تبني التقنيات الرقمية الحديثة لتعزيز كفاءة سلاسل التوريد
  • توفير 15% من التكاليف.. الذكاء الاصطناعي يقود ثورة في اللوجستيات
  • التعاون مع إيطاليا باستخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة العامة
  • 10 وظائف جديدة في التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي..تعرف إليها
  • «مؤتمر الشارقة» يوصي باستخدام الذكاء الاصطناعي في اللغويات
  • «أبوظبي للغة العربية» يستعرض الحلول الرقمية في قطاع النشر في «جيتكس جلوبال 2024»
  • الذكاء الاصطناعي والفينتك: شراكة لتسريع التحول الرقمي في الخدمات المالية
  • شرطة دبي و “دو” تُبرمان شراكة استراتيجية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن والأمان