انخفاض صادرات النفط العراقية لأمريكا.. هل تتجه بغداد لفك ارتباطها بواشنطن؟
تاريخ النشر: 20th, October 2024 GMT
أكتوبر 20, 2024آخر تحديث: أكتوبر 20, 2024
المستقلة/- في خطوة قد تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية معقدة، أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الأحد، عن تراجع كبير في صادرات النفط العراقية إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي.
وفقاً للبيانات، انخفضت صادرات العراق إلى 70 ألف برميل يومياً، بعد أن كانت 241 ألف برميل يومياً في الأسبوع الذي سبقه، مما يشير إلى انخفاض قدره 171 ألف برميل يوميًا.
هذا التراجع الكبير في الصادرات العراقية يثير تساؤلات حول أسباب هذا الانخفاض، خاصة في ظل تقلبات سوق النفط العالمية والعلاقات الاقتصادية المعقدة بين بغداد وواشنطن. هل يشير هذا الانخفاض إلى توجه العراق نحو تنويع أسواقه بعيدًا عن الولايات المتحدة؟ أم أنه نتيجة لضغوط خارجية من قوى إقليمية تريد تقليص النفوذ الأمريكي في العراق؟
هيمنة كندية وانخفاض سعوديأظهرت البيانات أن كندا لا تزال المصدر الأكبر للنفط إلى الولايات المتحدة بمعدل 3.537 مليون برميل يوميًا، تليها المكسيك والسعودية. لكن انخفاض حصة العراق بهذا الشكل يفتح الباب أمام منافسين آخرين لتعزيز مواقعهم في السوق الأمريكية، خاصة مع زيادة الواردات من كولومبيا والبرازيل.
رسائل سياسية في سوق النفطيشير بعض المحللين إلى أن هذه التغيرات قد لا تكون عفوية، بل قد تحمل في طياتها رسائل سياسية تعكس توترات في العلاقات بين بغداد وواشنطن. يأتي هذا التراجع في وقت حساس، حيث تشهد الساحة الدولية اضطرابات سياسية واقتصادية، ما قد يدفع العراق إلى إعادة ترتيب أولوياته في تجارة النفط، خصوصًا مع صعود لاعبين دوليين آخرين مثل الصين والهند في استيراد الخام العراقي.
هل نشهد تحولات جذرية في السياسة النفطية العراقية؟قد يكون هذا الانخفاض مقدمة لتغييرات استراتيجية في سياسة العراق النفطية، عبر تعزيز علاقاته مع دول الشرق وتخفيف اعتماده على السوق الأمريكية. السؤال الأهم: هل نحن أمام تحول تدريجي قد يشير إلى تراجع التأثير الأمريكي في العراق لصالح تحالفات جديدة؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
الحرس الثوري الإيراني يوسع سيطرته على الصادرات النفطية
قال مسؤولون غربيون ومصادر أمنية ومصادر إيرانية مطلعة، إن الحرس الثوري الإيراني عزز قبضته على قطاع النفط في البلاد، ويسيطر على ما يصل إلى نصف الصادرات التي تولد معظم إيرادات طهران وتمول جماعات تدعمها في الشرق الأوسط.
وقال أكثر من 12 مصدراً إن جميع جوانب قطاع النفط أصبحت تحت النفوذ المتزايد للحرس الثوري، بدءاً من أسطول الظل المكون من ناقلات تنقل النفط الخام الخاضع للعقوبات سراً إلى الخدمات اللوجستية وشركات الواجهة التي تبيع النفط، في الغالب إلى الصين.
وشركات الواجهة هي شركات وهمية تخفي أنشطتها غير القانونية خلف واجهة مشروعة.
Iran's Revolutionary Guards have tightened their grip on the country's oil industry and control up to half the exports that generate most of Tehran's revenue and fund its proxies across the Middle East, according to Western officials, sources and insiders https://t.co/3TSrZ4Mhta
— Reuters (@Reuters) December 18, 2024ولم ترد تقارير من قبل عن مدى سيطرة الحرس الثوري على صادرات النفط.
وعلى الرغم من العقوبات الغربية الصارمة المفروضة لخنق قطاع الطاقة الإيراني، والتي أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرضها في 2018، تجني إيران أكثر من 50 مليار دولار سنوياً من عوائد النفط، وهي أكبر مصدر لها على الإطلاق للعملة الأجنبية واتصالها الرئيسي بالاقتصاد العالمي.
وقال 6 متخصصين (وهم مسؤولون غربيون وخبراء أمنيون، فضلاً عن مصادر إيرانية وتجارية) إن الحرس الثوري يسيطر على ما يصل إلى 50% من صادرات النفط الإيرانية، وهي زيادة حادة مقارنة بنحو 20% قبل 3 سنوات، وطلبت المصادر عدم الكشف عن هوياتها بسبب حساسية الأمر.
واستندت 3 تقديرات إلى وثائق مخابراتية عن عمليات الشحن الإيرانية، في حين استمدت تقديرات أخرى أرقامها من مراقبة أنشطة الشحن لناقلات وشركات على صلة بالحرس الثوري. ولم يتم تحديد المدى الدقيق لسيطرة الحرس الثوري على هذا المجال.
وتعزز هيمنة الحرس الثوري المتزايدة على مجال النفط من نفوذه في جميع مجالات الاقتصاد الإيراني، كما تجعل من الصعب على العقوبات الغربية أن تؤثر بشدة على البلاد نظراً لأن الحرس الثوري مصنف بالفعل منظمة إرهابية من قبل واشنطن.
لكن عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) قد تعني فرض عقوبات أكثر صرامة على قطاع النفط الإيراني. وقال وزير النفط الإيراني جواد أوجي إن طهران تضع إجراءات للتعامل مع أي قيود، دون تقديم تفاصيل.
وفي إطار توسعه في القطاع، توغل الحرس الثوري في مؤسسات الدولة مثل شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة تجارة النفط التابعة لها، وفقاً لأربعة من المصادر.
وقال ريتشارد نيفيو نائب المبعوث الخاص السابق لإيران في وزارة الخارجية الأمريكية، إنه عندما ضربت العقوبات صادرات النفط الإيرانية قبل سنوات، كان من يديرون شركة النفط الوطنية الإيرانية والصناعة الأوسع نطاقاً متخصصين في النفط وليس في كيفية التهرب من العقوبات.
وأضاف نيفيو، الذي يعمل الآن باحثاً في جامعة كولومبيا "كان رجال الحرس الثوري الإيراني أفضل بكثير في التهريب، ولكنهم كانوا سيئين للغاية في إدارة حقول النفط، لذا بدأوا في توسيع السيطرة على صادرات النفط".