صحيفة الخليج:
2025-05-01@04:03:59 GMT

الوطن والعروبة.. نهج الخليج الثابت طوال 54 عاماً

تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT

الوطن والعروبة.. نهج الخليج الثابت طوال 54 عاماً

إعداد: راشد النعيمي

قرر الشقيقان تريم عمران، وعبدالله عمران، طيب الله ثراهما، ركوب الصعاب قبل أكثر من خمسين عاماً، وصمما على التحدي، وأسسّا صحيفة أصبحت مع الأيام صوتاً هادراً يجلجل في المنطقة والعالم العربي، حاملة هموم الأمة وشاهدة على كل ما جرى في المنطقة، وحولها، قادرة على التمييز بين الحق والباطل، وبين الغث والسمين، وبين الثوابت القومية والوطنية، وبين الزيف والخداع والباطل.

منذ أن أبصرت «الخليج» النور في العام 1970 على يد المرحوم تريم عمران تريم وأخيه المرحوم الدكتورعبدالله عمران تريم، جسّدت رسالة إعلامية آمن بها أصحابها، تبلورت حول قيام مشروع وحدوي في الخليج بعمق عربي وانتماء قومي، وترسيخ الهوية الحضارية العربية والإسلامية، والتأكيد المستمر على الذاتية الثقافية العربية، فضلاً عن طرح أفكار للنهوض والتنوير والمعرفة والحريات العامة.
مناصرة الحق
وتجلّت رسالتها منذ أن صدر العدد الأول منها يوم الاثنين 19 أكتوبر/ تشرين أول 1970 في الدفاع عن كل القضايا الوطنية والقومية ومناصرة الحق في كل مكان، لتمثل «الخليج» انطلاقة مميزة في العمل الصحفي، مكّنتها من وضع بصمتها الصحفية وتعميم رسالتها الإعلامية على نطاق واسع. وترتكز «الخليج» إلى تاريخ عريق، وحافل بالإنجازات، وتمثّل نموذجاً للصحافة المسؤولة التي تُعلي قيم المصداقية، والموثوقية، وتتناول الموضوعات بمهنية، وحيادية، هدفها الأول والأخير مصلحة الوطن، والمواطن، كما تجلّت رسالتها في الدفاع عن كل القضايا الوطنية، والقومية، ومناصرة الحق في كل مكان، لتملأ فراغاً في الحقل الصحفي في المنطقة، على مدار سنوات الاحتلال البريطاني.
الكلمة الموثوقة
لم تتزحزح جريدة «الخليج» يوماً عن مواصلة أدائها المشهود في الساحة الإعلامية، بالكلمة الموثوقة، والاحترافية المهنية، والموضوعية التامة، خلال الأزمات والطوارئ التي مرّ بها العالم أجمع، وشهدها على مدار السنوات الماضية، لاسيما الأزمة المالية العالمية، وما سمي ب«الربيع العربي» وبعدها جائحة «كورونا»، من دون أن تميل يمنة أو يسرة لتغليب جهة على أخرى، أو إعلاء أحد على حساب أحد.
وسجّلت «الخليج» خلال تلك المراحل، تميزاً لافتاً في تناول مجريات الأحداث ببراعة فائقة، من حيث الصدقية في طرحها، والتوازن في مناقشتها، مع تهدئتها المخاوف المجتمعية من تداعيات تلك الكوارث، وانعكاساتها الاقتصادية، ومخاطرها الاجتماعية.
الصدور الأول
منذ صدورها الأول قبل 54 عاماً تأكّدت منهجية العمل والرؤية الثاقبة للجريدة من خلال العمود الأول لهيئة التحرير بعنوان: «من أجل الخليج» قائلاً: سنحرث الأرض لنبدأ من تحت، من الجذور العميقة، نتحاور.. نتجادل، نختلف، لا مانع، لكن، لنسلم بأننا جميعاً كيان واحد، كان ولابد له أن يكون، ولا شيء غير وحدتنا لضمان بقائنا، وبقاء الأرض راسخة تحت أقدامنا».
وكان هاجس المؤسسَيْن هو الوحدة التي رأيا فيها المخرج للتأزم وللحظة الحرجة التي تعيشها المنطقة، كان الاتحاد هو المحور الرئيسي في مختلف الكتابات، وكان الوطن هو الحافز.. والتحقق هو الشغف المتواصل والأصيل.. كانت الرؤية تزداد عمقاً.. ورغبة الاتحاد تزداد إصراراً لدى قادة إمارات الخليج.
وهكذا سنّ الشقيقان تريم عمران تريم والدكتور عبد الله عمران تريم، هدفهما واستراتيجية عملهما عند إصدار الجريدة لتكون صوتاً عروبياً واعياً بالمرحلة وما تكتنفه من مخاطر، فلم تكن أخبار منطقة الخليج مسموعة لدى الأشقاء في مختلف الدول العربية، ولم يكن هناك صوت إعلامي وطني يطرح القضايا ويضيء الطريق لأبناء المنطقة وزيادة الوعي ليتخذوا خطواتهم الأولى نحو التحرر.
مخاض الولادة
عايشت «الخليج» مخاض ولادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم واكبت بزوغ فجر الاتحاد على يد الآباء المؤسسين، وكانت شاهدة على كل الإنجازات التي تحققت، وشاركت في تعزيز فكرة الاتحاد كخيار لا بد منه.
الشأن الخليجي والعربي
كما اهتمت بالشأن الخليجي والعربي وطرحت فيه مختلف القضايا بجرأة وحيادية وصوت لا يهادن حيث كانت أجواء المنطقة مشحونة بالتوتر، وكان عليها التمسك بعهدها ومصداقيتها وإيمانها بالدفاع من أجل قضية العرب «القضية الفلسطينية» فتارة نجد «الخليج» على جبهة القتال وسط المناضلين، وتارة نجدها وسط اجتماعات رؤساء عرب، وأخرى نجدها في أروقة الحدث ومتون الحكايا.
ومواكبة للأحداث العالمية، خصصت الجريدة باباً لترجمات الصحف العالمية من أخبار مهمة سواء متعلقة بالمنطقة العربية أو أخبار عالمية قد تنعكس بشكل أو بآخر على المنطقة.
داعم قوي
كانت «الخليج» وما زالت، داعماً قوياً لحكومة الإمارات، ورديفاً تنويرياً للمجتمع، بإجرائها الكثير من الملفات الصحفية والتحقيقات والحملات التوعوية، التي أبرزت الجهود الحكومية المتميزة، في إدارة الأزمة المالية العالمية، بقرارات ريادية، وخطط مدروسة، أسهمت في الخروج منها بسلام، وعبورها بأمان، وبذلك كان دور «الخليج» الصحفي، مشهوداً في تعزيز أجواء الاطمئنان المجتمعي، الذي وفرته الدولة خلال تلك الأزمات، دونما مخاوف، أو قلاقل.
مسيرة متواصلة
ولا تزال «الخليج» تواصل مسيرتها البارزة في التعامل مع المجريات بتميّز مهني، وتفرّد بأخبار وتقارير، فيما إذا تطرقنا تفصيلياً لأسلوب تعاملها الإعلامي مع الأزمات، نجد أنها في عام 2008 بدأت الأزمة المالية العالمية، بسبب انهيار سوق العقارات في الولايات المتحدة، وانتشار أزمة الرهون العقارية، وسريعاً تحولت إلى أزمة عالمية أثرت في اقتصادات الدول بشكل كبير. وكان للأزمة كثير من الآثار السلبية في الواقع الاجتماعي، جراء فقدان الكثير وظائفهم، وارتفاع كلف المعيشة، ومن ذلك بعض المؤسسات الإعلامية التي تأثرت اقتصاديا بها.
ووقفت «الخليج» راسخة ثابتة، لم تهتز أو تضعف، أو تتوقف يوماً عن مواصلة المسيرة، وتعاملت مع الأزمة بكثير من الملفات الصحفية الشمولية، التي ركزت على تداعياتها، وتأثيراتها في الاقتصاد العالمي والإقليمي، والدول الخليجية، وكان مما تناولته كيفية تأثر الإمارات بانهيار الأسواق المالية العالمية، والخطوات التي اتخذتها الحكومة لتعزيز استقرار البنوك وتقديم حزم إنقاذ.
أزمة «كورونا»
ومرّت السنوات و«الخليج» تواصل تقدمها، بلا تخاذل من أي نوع، أو تراجع، وتقاعس، فالحماسة لم تفارق خطوات مسيرتها البارزة على الساحة الإعلامية، إلى أن حلت جائحة «كورونا» في ديسمبر 2019، حين تسجيل أولى حالات الفيروس المستجد، في مدينة ووهان بالصين، وبسرعة كبيرة، انتشر في مختلف دول العالم، وأعلنت منظمة الصحة العالمية في مارس 2020 أن الجائحة أصبحت عالمية.
وهنا أُسقط في يد الجميع عن كيفية مواجهة هذه الكارثة، عدا حكومة الإمارات بمؤسساتها المعنية كافة، حيث قدّمت دروساً مستفادة للجميع عن كيفية إدارة هذه الأزمة، وعبورها بسلام، بإجراءات عدة غير مسبوقة، وخطط ريادية، وساندها إعلامها الواعي، الذي تصدرته صحيفة «الخليج»، بتعزيز الجهود، ودعم الخطوات الحكومية، بكثير من الموضوعات، والتقارير، والتغطيات، والأعمدة.
وكرّست «الخليج» إجراءات الإمارات في مواجهة الجائحة واحتوائها، بعدد من الملفات الصحفية البارزة.



المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات صحيفة الخليج الإمارات المالیة العالمیة عمران تریم التی ت

إقرأ أيضاً:

بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير تبوك يطّلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة

تبوك – واس

اطَّلع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود بن عبدالله بن فيصل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة تبوك، على عددٍ من المشاريع البلدية والإسكانية التي تنفذها وزارة البلديات والإسكان بالمنطقة، وتنوعت ما بين مشاريع البُنى التحتية، وسفلتة الطرق، وتطوير الميادين، وأنسنة المدن، وتصريف مياه الأمطار، ودرء أخطار السيول، إضافةً إلى مشاريع إسكانية، واستثمارية وبيئية، وبُنى تحتية مستقبلية تقدر تكلفتها الإجمالية بـ 4.335 مليارات ريال.

جاء ذلك خلال لقاء سموه مساء أمس، بالقصر الحكومي، المواطنين ورؤساء المحاكم والقضاة ومشايخ القبائل ومديري الإدارات الحكومية بالمنطقة، حيث بدأ اللقاء بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم استُعرضت أبرز المشاريع البلدية والإسكانية والاستثمارية والخدمية، التي قدَّم أمين منطقة تبوك المهندس حسام بن موفق اليوسف عنها عرضًا مرئيًا موجزًا لسموه والحضور، تضمّنت أكثر من 43 مشروعًا يجري تنفيذ البعض منها وترسية الأخرى، بقيمة إجمالية تصل لـ674 مليون ريال، في مجالات متعددة شملت النقل العام بالحافلات، وسفلتة مخططات المنح، وتطوير الطرق الرئيسة بالمنطقة، إضافة إلى رفع كفاءة الطرق بإنشاء جسرين على تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق الأمير فهد بن سلطان (دوار صحاري) وتقاطع طريق الأمير محمد بن سلمان مع طريق الملك فهد، وأنسنة المنطقة من خلال تطوير ساحات عدد من الجوامع، وتنفيذ شبكات تصريف مياه الأمطار، والتي ستسهم في معالجة 32 نقطة تجمع صغيرة، و3 أخرى كبيرة؛ ليصل مجموع ما تم معالجته من نقاط التجمع الكبيرة لـ 20 نقطة من أصل 24، وتنفيذ مشاريع لدرء أخطار السيول، ومشاريع مستقبلية تتجاوز تكلفتها التقديرية مليارين وست مئة مليون ريال.

وفي جانب الاستثمارات، استعرض المهندس اليوسف المشاريع الاستثمارية الجاري تنفيذها، والتي تجاوز عددها 48 مشروعًا بتكلفة إنشاء تقديرية تتخطى المليار ومئتي مليون ريال، تشمل قطاعات طبية وتعليمية ورياضية وترفيهية ولوجستية، بما يلبي احتياجات السكان والزوار، ويفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ومن بين هذه المشاريع: مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بسعة 200 سرير و100 عيادة طبية، ومركز ألفا الطبي الذي يضم أربع عيادات متخصصة، وصيدلية وشققًا فندقية (90 غرفة)، ومركز رؤية الطبي الذي يحتوي على 18 قسمًا، ومركز غسيل كلى مجاني، إضافة إلى مشروع فندق المريديان الذي يضم 150 غرفة وجناحًا فندقيًا، ومركزًا لإيواء أكثر من ألفي معدة ثقيلة لضمان عدم تعطّلها داخل الأحياء السكنية.

وفي الشأن البيئي، تناول العرض مشروع المردم البيئي الجديد، الذي يمثل نقلة نوعية في إدارة النفايات بالمنطقة، حيث تم إنشاؤه بأكثر من 35 مليون ريال شرق مدينة تبوك، وبعكس اتجاه الرياح، وبمعدات أوروبية حديثة تضمن معالجة النفايات الصلبة بطريقة علمية متطورة، ويتضمن المشروع محطة طاقة استيعابية تصل إلى 80 طنًا في الساعة، وخلايا هندسية عازلة لمنع تسرب العصارات، إلى جانب منظومة متكاملة لفرز النفايات وإعادة تدوير المواد القابلة للاستفادة، وتحويل المخلفات العضوية مستقبلًا إلى طاقة بديلة وسماد عضوي.

كما اطلع سموه والحضور على مجسم لواجهة فالي تبوك والتي تقع على مساحة إجمالية تقدر بـ 778 ألف متر مربع، تتضمن 874 وحدة سكنية، و4 مساجد وجوامع، و5 حدائق ومتنزهات، وعدد 5 مراكز تجارية ومجمعات تعليمية تحتوي على 5 مدارس.

وفي ختام اللقاء، ثمّن سمو أمير منطقة تبوك جهود أمانة تبوك في تنفيذ هذه المشاريع الحيوية، مؤكدًا أهمية استكمالها بما يسهم في تعزيز التنمية المستدامة، وتحسين جودة الحياة، وتحقيق تطلعات سكان منطقة تبوك ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وقال سموه في تصريح صحفي: “بأن هذه المشاريع و-لله الحمد- مشاريع مبشرة بالخير وتصب في خدمة المواطن والمواطنة، وتوفر الخدمات اللازمة لهم”, منوهًا بما توليه القيادة الحكيمة -أيدها الله- من اهتمام وعناية بكل ما يخدم الوطن والمواطن من المشروعات التنموية، وتسهم في رفع مستوى جودة الحياة، وتعزز النقلة الحضارية الكبيرة التي تعيشها المنطقة، داعيًا المستثمرين ورجال الأعمال للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تطرحها أمانة المنطقة والبلديات التابعة لها بالمحافظات.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد خلال لقائه جوزيف عون: موقف الإمارات الثابت دعم كل ما يضمن أمن لبنان واستقراره
  • مصر تؤكد دعمها الثابت لاستقرار السودان وتُنسق مع الأمم المتحدة لحل الأزمة
  • الإمارات تستضيف إحدى مجموعات تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • الإمارات تتصدر الخليج في تمثيل النساء بمجالس الإدارات
  • الإمارات تتصدر الخليج في تمثيل النساء بمجالس الإدارة
  • بأكثر من نصف مليار ريال.. أمير تبوك يطّلع على المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة
  • الصحف العالمية: تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وتحريض على الإبادة وارتفاع حوادث القتل في الضفة الغربية
  • أمير الشرقية يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات التدريب التقني والمهني
  • جميع الأرقام القياسية التي حققها لامين جمال جوهرة برشلونة