قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب بن حميد في خطبة الجمعة، أن مكانة القلب من سائر الجسد، ينشغل به المرء في طاعة ربّه جل وعلا، وإخلاص العمل والعبادة له سبحانه، وبصلاحه يصلحُ العمل كلّه، وبفساده يخيب سائر العمل.

خطيب المسجد النبوي: شر الرجال من كان متغطرسًا ومعجبًا بنفسه أذكر 3 من المذاهب الأربعة احتفلـوا بالمولد النبوي؟.

. الإفتاء ترد


وأوضح فضيلته أن الناس يوم القيامة صنفان: أهل إجرام وتدسية أو أهل فلاح وتزكية، فلا زكاة ولا فلاح إلا بفضل الرحيم الرحيم قال الله تعالى: "ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم".


وقال الشيخ أحمد بن طالب بن حميد: إن العروة الوثقى والوسيلة العظمى، توحيدُ محبةٍ وخضوع، وصلاةُ قنوتٍ وخشوع، ولسانٌ رطبٌ من ذكر الله، ومحبةٌ واتباعٌ وتعزيرٌ وتوقيرٌ لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مبيناً أن القلب إذا امتلأ بشيء ضاق عن غيره، والمزاحمة مدافعة، والغلبة للكثرة، والقلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إلى الله أرقّها وأصفاها، وإنما يكون ذلك بما يُصبُّ فيها قال الله تعالى : " قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ".


وأضاف أن القلب لم يكن أن يتّسع للشيء وضده، فمن ترك المأمور شُغل بالمحظور، ومن أنقض ظهره بالأوزار، ضعُف عن الأذكار، ومن أضنى نفسه في الإبداع، زهُد في الاتباع، ومن علت همته، سلمت من الآفات مهجته، مستشهداً بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "مَنْ ‌كَانَتِ ‌الآخِرَةُ ‌هَمَّهُ ‌جَعَلَ ‌اللَّهُ ‌غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وأَتَتْهُ الدُّنْيَا وهِيَ رَاغِمَةٌ، ومَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، ولَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ".


وبين أن مِن عاجلِ البُشرى لمن أقبل بقلبه إلى ربه، أن تُقبلُ قلوب العباد إليه، وتتوافق على حبه، مورداً قول بعض السلف في ذلك: "ما أقبل عبد على الله بقلبه إلا أقبل الله عز وجل بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم".


وختم فضيلته الخطبة مذكراً، أن القلب ملكُ الجوارح وسلطانه، فبصلاحه يصلُحون، وفسادهم بفساده، فهنيئاً لمن تعاهد قلبه، وأرضى ربه، مبيناً أن القلب هو مقصود الأعمال، ومعقود الآمال، وإذا استحلى اللسان ذِكر الله وما والاه، وأسرعت الجوارح إلى طاعة الله، فحينئذ يدخل حبُّ الإيمان في القلب، ويصير الخروج من الإيمان أكره إلى القلوب من الإلقاء في النار، وأمرّ عليها من الصبر، وما صفى القلب ولا حلى الذكر ولا صلُحت الجوارح ولا رُفعت الأعمال بمثل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خطبة الجمعة إمام وخطيب المسجد النبوي القلب الجمعة أن القلب

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر يحذر الشباب من الإدمان

ألقي خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، والأمين العام لهيئة كبار العلماء، ودار موضوعها حول "الإدمان آفة المجتمعات"

قال فضيلة الدكتور عباس شومان، إن مشكلة الإدمان كانت سائدة في المجتمعات العربية قبل الإسلام، حيث كان يتم تقديم الخمر للضيوف كرمز للكرم، لكن جاء الإسلام محرمًا للمسكرات وكل ما من شأنه أن يذهب العقل، لما يلحقه من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، لأنها تعطل الوظائف الحيوية للعقل وبالتالي يزداد خطر الإيذاء الذاتي للفرد وإيذاء الآخرين حوله، وجاء تحريمها ليس لمجرد القناعة الدينية، وإنما لوضع حكيم يهدف إلى تحقيق صحة المجتمع وسلامته لأن العقل هو أساس التقدم والازدهار.  

وأوضح وكيل الأزهر الأسبق أن تحريم الخمر لم يكن فجائياً، وخاصة أن المجتمع تقريباً كله كان مدمنا، بل تم تهيئة المجتمع قبل تحريمها، وقد بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بتوعية المجتمع بأن الضرر فيها أكبر من نفعها وتركهم يُعملون عقولهم ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ﴾، ثم أعقبه بعد ذلك التحريم الجزئي : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾، وبعد فترة بعد أن أصبحوا متهيئين لتركها إلى جاء التحريم الكامل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، فهذه الخطوات تدل على حكمة الله في القضاء، حيث يرعى الله الناس لقبول الحل.  

وأكد د. شومان على الحرمة القطعية للخمر والمخدرات، وأن العودة إلى هذا الضياع يعد رجوعًا إلى عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليقضي عليها، ومن المؤسف أن نشهد انغماس شريحة من شبابنا اليوم تقع في براثن الإدمان رغم وضوح حرمة هذه المواد في ديننا الحنيف، وهذا الأمر يستدعي منا جميعًا مواجهة هذا الخطر ومعالجة الدوافع التي تدفع شبابنا إلى هذا الطريق المهلك، فكل من يتساهل في مواجهة الإدمان سواء كان فردًا أو مؤسسه فهو شريك في هذه الجريمة ولا يرحمه الله ولا المجتمع.

وحذر أمين عام هيئة كبار العلماء من يتحايلون على بعض المواد المخدرة بحجة أنها لم تكن موجودة وقت نزول الحكم بالتحريم، ويردد هذا الكلام فريق من المنتفعين من جراء فساد مجتمعاتنا، لأن الحكم بتحريم الخمر لا يرتبط بنوع المواد منها، بل بقدرتها على إسكار العقول وإفسادها، سواء كانت المواد موجودة وقت نزول الحكم أو لا، لأن المعيار الحقيقي هو تأثير هذه المواد على الإنسان، وليس مصدرها.

ودعا د. شومان الشباب إلى الاستيقاظ قبل فوات الأوان، لأن المجتمع يحتاجكم للإنتاج فلا تكونوا عالة عليه على أسرّة المستشفيات تستنزفون الأموال لا نفع فيكم، محذراً الآباء والأسر من التساهل في متابعة أبنائهم لأنهم أمانة في أعناقهم وعليهم حمايتهم مخافة الوقوع في براثن المفسدات، وعلى المجتمع بأكمله أن يتحمل المسؤولية والمسارعة لمواجهة هذا الخطر قبل أن يتفشى في مجتمعاتنا.

وفي ختام الخطبة طالب وكيل الأزهر الأسبق بضرورة تعاون الجميع مع الجهات المعنية للقضاء على الظاهرة من جذورها، من خلال القضاء على البؤر التي تنتج هذه السموم وتنشرها في مجتمعاتنا، بجانب العمل على توعية شبابنا بخطورة هذه الأفعال المحرمة دينا والمجرمة قانونا، لأن أمان المجتمع وحمايته من هذا الخطر مسؤولية تقع على عاتق الجميع.

مقالات مشابهة

  • خطيب الجامع الأزهر يحذر الشباب من الإدمان
  • خطيب المسجد النبوي: الله أقسم على فلاح من زكّى نفسه وخيبة من دنسها
  • خطيب المسجد النبوي: الناس يوم القيامة صنفان أهل إجرام وفلاح
  • خطيب الجمعة بالأزهر يوضح الحكمة من تأخير الإسلام تحريم الخمر
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: العجلة “أُم الندامات”.. وبصلاح القلب تصلح الجوارح
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • حظك اليوم برج العذراء الجمعة 18 أكتوبر 2024.. انتبه للتفاصيل
  • ماذا يحدث عند قراءة سورة نوح بعد صلاة الظهر؟ انتبه لـ10 حقائق