كرمت وزارة التنمية الاجتماعية اليوم شخصيات عُمانيات رائدات في مجال الثقافة والأدب وتحديدًا في الشعر والرواية والمسرح والمخطوطات، وذلك في احتفال سلطنة عمان بيوم المرأة العمانية، والذي يصادف الـ17 من أكتوبر، ورعى الحفل صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، بحضور معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، وعدد من أصحاب السمو والمعالي والمكرمين وأصحاب السعادة، وجمع من المدعوين.

تضمنت فقرات الحفل عرضًا مرئيًا يعكس دور المرأة العمانية في مجال الثقافة والأدب، والإعلان عن إصدار خاص بالمرأة العمانية بعنوان "المرأة العمانية: مسيرة عطاء 100 عام"، والذي يهدف إلى التوثيق لجهود طاقات نسائية ساهمت في المسيرة العمانية منذ عصر النهضة المباركة، وتجميع وتضمين السير المشرّفة لتاريخ المرأة العمانية بالفترة ما قبل النهضة المباركة أينما كانت من خلال المصادر المعتمدة، واستطلاع واقع المرأة العمانية وتميّزها في عدد من المجالات في سبيل دعمها وتعزيز دورها في ذات المجال أو المجالات المتشابهة، وإبراز نماذج من الشخصيات النسائية المجيدات في المحافل المحلية والإقليمية والدولية لعكس واقع تطوّر المرأة العمانية ومكانتها، وإيصال ثقافة مجتمعية لأهمية تجويد العمل والسعي للإبداع فيه وتطويره ليرقى بمتطلبات الحاضر والأبعاد التنافسية، إلى جانب بث روح التنافس في أوساط النساء لمزيد من العطاء والمساعي وتشجيعهن ليكونن ضمن هذه الكوكبة من المجيدات، حيث استهدف الإصدار النساء العمانيات البارزات والمجيدات من عمر 19 سنة فأعلى في مجالات معينة كمجالات العمل والمؤثرات في محيطهن الاجتماعي وصاحبات الإنجاز والابتكار والحاصلات على التكريم والتقدير المعترف به محليًا وإقليميًا ودوليًا، وينقسم هذا الإصدار إلى جزأين فالأول منذ الخمسين عامًا السابقة لعمر النهضة المباركة، والثاني من عصر النهضة المباركة التي قادها السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- إلى عصر النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، ويتجدد الكتاب بحلة جديدة في سلسلة متوالية كل سنتين.

كما شهد الحفل تقديم أوبريت "حواء عمان"، والذي جسّد عبر لوحاته الخمس المكانة المرموقة للمرأة ودورها المجتمعي عبر العصور، والمرأة العمانية حاضر مشرّف وملهم للمستقبل، وفخر واعتزاز بالمرأة العمانية، ولوحة الولاء والعرفان، إلى جانب فن العازي.

وقال صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار: إن تكريم المرأة جاء تأكيدا على دورها كمكون مهم في المجتمع أينما كانت لبناء النسيج المتكامل، وقد رأينا اليوم أوبريتا احتفى بتخليد ذكرى إنجازات ما سبق، واليوم فرصة للتركيز على قطاعات تثري وجود مثل هذه الخامات النسائية ونبارك للمرأة العمانية إنجازاتها.

عقب ذلك كرّم راعي الحفل الشخصيات العمانيات الرائدات في مجال "الثقافة والأدب" وتحديدًا في "الشعر والرواية والمسرح والمخطوطات"، ففي مجال الشعر كرّمت كل من بدرية بنت محمد البدرية، والدكتورة حصة بنت عبدالله البادية، ورحاب بنت حارب السعدية، وريم بنت رضا اللواتية، والدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، وشميسة بنت عبدالله النعمانية، والدكتورة عائشة بنت عبدالله الفزارية، وعائشة بنت محمد السيفية، والدكتورة فاطمة بنت علي الشيدية.

وفي الرواية كُرّمت الدكتورة أمامة بنت مصطفى اللواتية، وأمل بنت عامر السعيدية، وآية بنت سالم السيابية، والدكتورة بدرية بنت إبراهيم الشحية، والدكتورة زوينة بنت سعيد الكلبانية، والدكتورة عزيزة بنت عبدالله الطائية، والدكتورة عزة بنت حمود القصابية، وهدى بنت حمد الجهورية.

أما في المسرح فقد تم تكريم أمل بنت عبدالله بيت نويره، وأمينة بنت خدارسون بن خميس، وأمينة بنت جميل البوسعيدية، وزها بنت قادربخش البلوشية، وسميرة بنت خلفان الوهيبية، وفخرية بنت خميس العجمية، ومريم بنت حميد المعمرية.

وفي المخطوطات شهد الحفل تكريم شيخة بنت ناصر الأخزمية، والمرحومة صفية بنت مسلم المسرورية، والدكتورة هدى بنت عبد الرحمن الزدجالية.

مسيرة بناء

وقالت وضحة بنت سالم العلوية مديرة شؤون المرأة بوزارة التنمية الاجتماعية: يأتي الاحتفال بيوم المرأة العُمانية تجسيدا لاهتمام سلطنة عُمان بالمرأة وإيمانا بدورها الفاعل في مسيرة التنمية الشاملة، وتأصيلا للتوجيهات السامية بتعزيز مكانتها وقدراتها وتسهيل الفرص المناسبة لها باعتبارها ركنًا أساسيًا من أركان النهضة العُمانية ومسيرة البناء، حيث خصصت وزارة التنمية الاجتماعية هذا العام لمجال الثقافة والأدب والمخطوطات لإبراز إسهامات المرأة العُمانية الثقافية والأدبية المتجسدة في المحافل والمناسبات والمهرجانات الوطنية والإقليمية والدولية حيث شاركت بكل تفان في النادي الثقافي العُماني ومؤسسات المجتمع المدني كجمعية الكتاب والأدباء وجمعية الصحفيين العُمانية والجمعية العُمانية للمسرح ومؤسسة مجاز كإحدى المنصات الثقافية الشبابية الفاعلة وغيرها من المؤسسات، مضيفة بأن المرأة العُمانية تبوأت مراكز متقدمة في الجوائز (الثقافية والأدبية) العربية والدولية وأصبحت محل إشادة وتقدير.

وأضافت العلوية: إيمانا بأهمية تقدير وتطوير مجالات مشاركة المرأة العُمانية في الوسط الإقليمي وبالتحديد العربي فقد جاء إعلان مسقط عاصمة للمرأة العربية لعام 2024م خلال انعقاد الدورة الثالثة والأربعين للجنة المرأة العربية بجامعة الدول العربية برئاسة سلطنة عُمان في مطلع هذا العام، ليبرز التوجهّات السامية والجهود الوطنية لتأسيس بيئة محفّزة في مجال الإبداع والابتكار والملكية الفكرية للبراءات العلمية للمرأة، وتأكيدًا للالتزامات الدولية فقد قدمت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون الاستراتيجي مع الجهات المختصة ومؤسسات المجتمع المدني التقرير الوطني الرابع لاتفاقية القضاء على جميع إشكال التمييز ضد المرأة والتقرير الوطني حول إعلان ومنهاج عمل بيجين بعد ثلاثين عاما بالتوافق مع أهداف التنمية المستدامة 2030 والذي يظهران التقدم المحرز للمرأة في سلطنة عُمان، مستعرضين التدابير الوطنية حول أفضل الممارسات الجيدة للمرأة في الوضع العام والخاص.

أراء المكرمات

وعبرت المكرمات عن سعادتهم بتكريمهن بيوم المرأة، وقالت آية بنت سالم السيابية كاتبة وباحثة: أنا في أقاصي امتناني على هذا التكريم، وأوجه أعظم التهاني لسيدة الوطن الأولى السيدة الجليلة وإلى كل نساء عمان اللاتي على أكتافهن إسهامات كبيرة في بناء المجتمع ونحتفي اليوم بتاريخ ممتد ومتجذر لوطننا الحبيب.

وقالت هدى بنت حمد: تخصيص هذا العام للمرأة المبدعة، الكاتبة الروائية والشاعرة والباحثة، يحملُ في طياته رمزية لافتة وتأكيد على أهمية المشروع الثقافي شديد التنوع، كما يحمل يقظة تجاه ثراء الأوساط التي تؤثثها المرأة الراسخة في مجالاتها المتباينة وتلك التي يتبلور مشروعها بتأنٍ وروية، آملين أن يأخذ هذا التكريم سياقه الأكثر صلابة في واقع المرأة المثقفة التي تحفر في السياقات المتعددة لتخلخل جمودها وتفسح أفقا جديدا للأفكار والرؤى الأكثر نضجا وبهاء.

وعبرت أمل عبدالله بيت نويرية فنانة عمانية وممثلة مسرح: عن سعادتها بالتكريم ضمن كوكبة من المبدعات العمانيات اللاتي برزن دور المرأة العمانية وهذا التكريم يمثل ثمار جهودي منذ السنوات السابقة كما أعطاني حافزا للمثابرة والعطاء.

قالت فخرية بنت خميس ممثلة عمانية: ممتنة بتكريمي للمرة الخامسة في يوم المرأة العمانية، وأهنئ بنات عمان كما أن تكريم العمانية اليوم ماهو إلا بمثابة تقدير بإنجازاتها وعطائها.

وعبرت الدكتورة سعيدة الخاطرية شاعرة عمانية قائلة: تكريم اليوم مختلف ومتميز فقد تم تكريم كل العمانيات الأديبات المبدعات والفنانات والعاملات في حقل المخطوطات، ونثمن هذا الاحتفاء بجهود المرأة المبدعة المعطاءة عطاء ممتدا لا ينفد والصبورة شجاعة البانية لوطنها ومجتمعها ولذاتها، ويوم المرأة العمانية هو تكريم لنساء عمان أينما كن في وطننا العزيز.

وأوضحت أمامة مصطفى اللواتي أن الحفل والتكريم تميز بالتنظيم الرائع، ونثمن هذه المبادرة وتشرفنا باختيارنا ضمن المكرمات. مشيرة إلى أن التكريم يضيف مزيدا من المسؤولية علينا، وهي دعوة نوجهها لأنفسنا بأن نستمر في الكتابة والمساهمة في العمل الثقافي وألا نكتفي بالتكريم بل نسعى دوما إلى إثراء المشهد الثقافي بكل أمر مبدع وهو دعوة للسعي بإخلاص وشغف فيما نحب ونأمل من خير لبلادنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التنمیة الاجتماعیة المرأة الع مانیة النهضة المبارکة المرأة العمانیة الثقافة والأدب بنت عبدالله فی مجال

إقرأ أيضاً:

نقيب القراء لـ «الأسبوع»: مصر ستظل رائدة في مجال التلاوة.. وجمال الصوت يعزز خشوع المصلين

تعد التلاوة القرآنية واحدة من أبرز الفنون التي تعكس جمال وروعة اللغة العربية، ولا تزال مصر تحتفظ بريادتها في هذا المجال. فمن خلال تراثها العريق، قدمت مصر للعالم أجمل الأصوات القرآنية وأتقنها في الأداء، وساهمت في نشر تعاليم القرآن الكريم في كافة أرجاء المعمورة. ومن هذا المنطلق، تأتي جهود نقابة مقرئي القرآن الكريم ووزارة الأوقاف لتطوير وتعزيز التعليم القرآني، مع التركيز على تدريب الأجيال الجديدة من القراء وتنمية مهاراتهم.

في هذا الحوار، يتحدث الشيخ محمد حشاد، نقيب مقرئي القرآن الكريم وشيخ عموم المقارئ المصرية، لـ «الأسبوع» عن المبادرات والجهود المبذولة لضمان استمرار مصر في الحفاظ على ريادتها في مجال التلاوة القرآنية.

ما هي المعايير التي تم اعتمادها لاختيار قراء صلاة التراويح في المساجد الكبرى؟

عندما نتحدث عن قراء صلاة التراويح والعشاء في المساجد الكبرى في مصر، بما في ذلك الأزهر الشريف، نجد أن الأزهر يحتوي على مجموعة من القراء المتمكنين الذين يقرؤون برواية حفص عن عاصم وأيضًا القراءات الأخرى، وهم يمتازون بالتلاوة المحترفة والمتقنة. أما بالنسبة لمساجد آل البيت مثل السيدة نفيسة وسيدنا الحسين والسيدة زينب، فتقوم وزارة الأوقاف بالتعاون مع نقابة القراء بتكليف كبار القراء من إذاعة مصر، الذين يتم ترشيحهم من قبل النقابة. الوزارة تعتمد عليهم في أداء صلوات العشاء والتراويح في المساجد الكبرى طوال شهر رمضان.

برأيك، كيف يؤثر جمال الصوت وجودة التلاوة على خشوع المصلين في صلاة التراويح؟

لا شك أن المصلي أو المستمع عندما يسمع القرآن الكريم بتلاوة محكمة وصوت عذب، فإن ذلك يعزز تعلقه بالقرآن ويحببه في الصلاة. الصوت الجميل والتلاوة المتقنة تجعل الإنسان يستمتع بكل لحظة في الصلاة ويشعر بالخشوع. على العكس، إذا كانت القراءة غير متقنة أو كانت عشوائية، فإن المصلي قد يشعر بعدم الراحة أثناء الصلاة. ولكن عندما يكون القارئ متمكنًا، حتى وإن لم يكن من قراء الإذاعة، فإن صوته المحكم والجميل يجذب المصلين، ويشعرون بالراحة ويرغبون في الصلاة خلفه. حتى وإن طالت الصلاة، فإنهم لا يملون من الاستماع له. بل على العكس، يطلبون منه أن يطيل في القراءة أكثر، لأنهم يستمتعون بقراءة القرآن المتقنة والأصوات الجميلة، مما يجعل الوقت يمر بسرعة وكأنهم لا يشعرون به.

صلاة التراويح كيف ترى تأثير مشاركة كبار القراء في صلاة التراويح على تعزيز روحانية الشهر الكريم؟

عندما نذهب إلى مسجد سيدنا الحسين ونجد قارئًا من قراء الإذاعة يؤدي صلاة التراويح، يكون الإمام قد قرأ بصوت جميل وأداء متميز. الناس لا يملون من الصلاة، حتى إذا استمروا ساعتين في الصلاة، لا أحد يشتكي من طول الوقت. لأنهم لا يشعرون بمرور الوقت، بل الوقت يمر بسرعة بسبب جمال الصوت وإتقان التلاوة. هذه الظاهرة تعتبر قيمة كبيرة وشيء رائع يعزز من روحانية الشهر الكريم. سواء في الأزهر الشريف أو في مساجد آل البيت، هذا العام نشهد انتشارًا واسعًا لهذه الظاهرة، وأصبح الناس يتحدثون عنها بالإيجاب، مما يدل على تأثيرها الكبير على الناس وإقبالهم على الصلاة بشكل أعمق وأكبر.

هل يمكن للنقابة أن تقدم مبادرات لتعليم الأطفال أصول التلاوة والتجويد بأسلوب مبسط يناسب أعمارهم؟

بالطبع، نحن في النقابة نسعى دائمًا لاكتشاف المواهب الصغيرة في مجال حفظ القرآن الكريم والتلاوة. وفقًا لقانون إنشاء النقابة، إذا اكتشفنا أطفالًا لديهم رغبة في حفظ القرآن أو أنهم قد حفظوا بالفعل، نمنحهم عضوية شرفية في النقابة لتشجيعهم على الاستمرار في هذا المجال. لدينا العديد من الأطفال الذين حصلوا على هذه العضوية الشرفية.

إلى جانب ذلك، فإن الكتاتيب وحلقات التحفيظ تعتبر من أهم الأنشطة التي تنظمها النقابة، حيث يقوم الأعضاء المتمرسون في النقابة بتعليم الأطفال التلاوة والتجويد.بعض الأعضاء يقومون بتحفيظ الأطفال في الأزهر الشريف أيضًا.

هذا الدور الذي نقوم به في النقابة يعد جزءًا من رسالتنا في تعليم الأطفال التلاوة والتجويد بأسلوب مبسط يناسب أعمارهم ويساعدهم على حفظ القرآن الكريم بأحكامه.

كيف ترى التطور في برامج وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان مقارنة بالسنوات السابقة؟

بالفعل، وزارة الأوقاف قد حققت تطورًا ملحوظًا في برامجها خلال شهر رمضان في السنوات الأخيرة. من أبرز المبادرات التي أطلقتها الوزارة هو نقل صلاة العشاء والتراويح من مسجد سيدنا الحسين. هذه المبادرة التي أسسها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، وعندما تولى الدكتور أسامة الأزهري الوزارة، استمر في دعمها لأنها أثبتت فاعليتها في نشر الروحانيات بين الناس.

الوزارة لم تقتصر على نقل الصلاة فقط، بل جعلت هذا النقل متاحًا عبر الشاشات لتصل إلى كل بيت، حتى أولئك الذين قد لا يستطيعون الذهاب إلى المسجد بسبب ظروف صحية أو أخرى. هذا الأمر جعل المتابعين في منازلهم يتفاعلون بشكل كبير مع الصلاة، سواء في صلاة العشاء والتراويح أو التهجد والفجر.

ما يُميز هذه الحركة هو أنها جعلت الليل كاملًا في رمضان مليئًا بالعبادة، حيث يقوم الناس بالصلاة ومتابعة التلاوات. في الحقيقة، هذه البرامج أضافت الكثير من الروحانيات لرمضان وأصبح لها دور مهم في تقريب الناس من العبادة رغم تباعد المسافات.

وزارة الأوقاف كيف ترى الجهود المبذولة حالياً لإعادة إحياء مدرسة التلاوة المصرية؟ وما هي التحديات التي تواجه هذا المشروع؟

الجهود المبذولة حاليًا لإحياء مدرسة التلاوة المصرية هي جهود مشجعة للغاية، خصوصًا مع المبادرة التي أطلقها معالي الدكتور أسامة الأزهرى، حيث تم التركيز على إعادة إحياء الكتاتيب التي تعلمنا فيها القرآن الكريم. الكتاتيب هي مراكز تعليمية متخصصة في تعليم القرآن، والفرق بينها وبين المدارس التقليدية هو أنها تركز فقط على تعليم القرآن الكريم بشكل كامل من خلال حفظه وتجويده.

الوزارة تسعى الآن لإعادة هذه الكتاتيب، وهذا يعتبر خطوة هامة جدًا في الحفاظ على تراث التلاوة المصري. على الرغم من أن هذا المشروع يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا، إلا أن الهدف هو إعادة الحياة لهذه الكتاتيب بحيث يتمكن كل من يرغب في تعلم القرآن من الوصول إلى هذا العلم بسهولة.

ومن التحديات التي قد تواجه هذا المشروع هو نقص بعض الإمكانيات مثل المعلمين المتخصصين في تحفيظ القرآن والتجويد، بالإضافة إلى الحاجة لتنظيم وتطوير هذه الكتاتيب بما يتناسب مع العصر الحديث. ومع ذلك، فإن الوزارة بالتعاون مع النقابة قد بدأت بالفعل في وضع خطط لاستكشاف المواهب الصغيرة في جميع المحافظات، وتوفير التدريب والمساعدات اللازمة لتطوير مهاراتهم وحفظهم للقرآن.

بالفعل، مع تشكيل لجان لاكتشاف المواهب بعد رمضان، ستكون هناك فرص أفضل لتطوير جيل جديد من القراء المتمكنين في التلاوة، مما يساعد على ضمان استمرارية الريادة المصرية في هذا المجال.

ما الدور الذي يمكن أن تلعبه نقابة القراء في تدريب جيل جديد من القراء لضمان استمرار الريادة المصرية في التلاوة؟

نقابة القراء تلعب دورًا حيويًا في تدريب جيل جديد من القراء. نحن في النقابة كنا دائمًا نعمل على اكتشاف المواهب الجديدة وتوجيهها بشكل جيد.ومع توجه وزارة الأوقاف الحالي في دعم هذا المجال، بدأنا نعمل بشكل أكبر على تنسيق جهودنا لتوسيع دائرة اكتشاف المواهب.

على الرغم من أن إمكانياتنا في التنقل بين المحافظات كانت محدودة بعض الشيء في الماضي، إلا أن التعاون بين النقابة ووزارة الأوقاف سيمكننا من الوصول إلى مختلف الأماكن في مصر. بعد رمضان، سيتم تشكيل لجان تضم أعضاء من النقابة، والتي ستجوب المحافظات لاكتشاف الموهوبين في التلاوة.

نحن نسعى إلى توجيه هؤلاء الشباب وتنمية مهاراتهم القرآنية، سواء في حفظ القرآن أو في تجويده وتلاوته بشكل متقن. كما سنتابع تطويرهم بشكل مستمر لضمان انضمامهم إلى صفوف القراء المتميزين، حتى يستمروا في رفع مستوى التلاوة المصرية والحفاظ على الريادة التي تتمتع بها مصر في هذا المجال.

بإذن الله، سيكون هذا الجهد المشترك مع وزارة الأوقاف بداية جديدة لتعزيز وجود جيل جديد من القراء الذين يواصلون مسيرة الريادة المصرية في تلاوة القرآن الكريم.

كيف تساهم قنوات مثل «مصر قرآن كريم» و«الناس» في دعم القراء المصريين وإيصال صوتهم للعالم؟

هذه القنوات تلعب دورًا كبيرًا في دعم القراء المصريين ونشر صوتهم، وذلك لأنها متخصصة في نشر القرآن الكريم وتلاوته. قنوات مثل «مصر قرآن كريم» و«الناس» تهتم بتقديم محتوى قرآني متميز، مما يساهم في إيصال صوت كبار القراء إلى جمهور واسع من مختلف أنحاء العالم. هذه القنوات تتيح للقراء المصريين الفرصة للوصول إلى جمهور لم يكن ليتعرف عليهم لولا هذه المنصات.

نحن في نقابة القراء نساند هذه القنوات بشكل كبير، وحتى عندما يطلبون منا أي خدمات فنية أو دعم، نحن لا نتأخر عن مساعدتهم. القنوات المتخصصة في القرآن الكريم مثل «مصر قرآن كريم» تبث أكثر من قنوات أخرى، ما يجعلها تتيح فرصة أكبر لنقل تلاوة القرآن من قراء ربما لم يسمع عنهم الجمهور العادي من قبل.

هذه القنوات تُظهر للمشاهدين القراء الكبار والمتميزين، والذين يقدمون تلاوة مرتلة ومجودة، وتساعد في إيصال أصواتهم إلى أوسع نطاق ممكن. بفضل هذه القنوات، بدأ العديد من الناس يستمعون إلى مشايخ لم يكونوا يعرفونهم من قبل، وهذا يعزز من مكانة القراء المصريين على المستوى المحلي والدولي.

كيف ترى تأثير تطوير وتجديد مساجد آل البيت على نشر الثقافة القرآنية في مصر؟

طبعًا، كما أقول دائمًا، الإنسان يحب كل شيء جميل. فعندما يجلس المسلم في مسجد مهيأ، مفروش بشكل جيد، ويستمع للقرآن الكريم، فإنه يؤدي الصلاة في أجواء من الراحة والهدوء. هذه البيئة المريحة تجعل الشخص يستمتع بالصلاة، ولا يشعر بالملل مهما طال الوقت. على سبيل المثال، في مسجد سيدنا الحسين، نجد أن الناس يصلون 20 ركعة دون أن يشعروا بالملل. هذه تجربة مميزة بسبب جودة المكان الذي يتواجد فيه الناس، مما يعزز من الإقبال على المساجد سواء في الصباح أو في المساء، سواء لصلاة الفجر أو العشاء أو التراويح.

المكان المهيأ يعزز من رغبة الناس في أداء العبادة في هذا المكان، سواء بالصلاة أو بقراءة القرآن أو بالتعبد.هذه البيئة تجعل الناس يتحمسون للذهاب إلى المساجد بانتظام. نأمل أن يشمل هذا التطوير كافة المساجد في مصر، بحيث تكون جميع المساجد جاهزة لاستقبال المصلين في رمضان وفي غير رمضان، مما يسهم في نشر الثقافة القرآنية وتعزيز روح العبادة في المجتمع.

تطوير وتجديد مساجد آل البيت كيف يمكن لمصر أن تحافظ على ريادتها في مجال التلاوة وسط المنافسة العالمية؟

لا يوجد أحد ينافس مصر في هذا المجال. مصر هي الرائدة ولا ينازعها أحد في القرآن المجود أو المرتل. فهي أول من أنشأت إذاعة القرآن الكريم، وهذا كان بمثابة الريادة التي تبعتها العديد من الدول الأخرى. كما أن مصر هي التي أنشأت جيلاً من محفظي القرآن الكريم الذين انتشروا في أنحاء العالم، وعلموا الناس القرآن الكريم تجويدًا وترتيلاً.

مصر لا ينازعها أحد في هذا المجال، وهذا ليس تحيزًا، بل هو واقع تأكده اللهجة المصرية التي ميزها الله بها. يقال إن القرآن نزل في مكة وطبع في الشام، ولكن يُقرأ في مصر، وهذه قاعدة قديمة وعميقة. لذلك، يمكننا أن نطمئن أن مصر ستظل رائدة في هذا المجال، سواء في حفظ القرآن أو في تعليمه مجودًا ومرتلاً. إن شاء الله، مصر ستظل رائدة ولا ينازعها أحد في هذا المجال.

هل هناك خطط للتعاون مع دول أخرى في مجال تعليم التلاوة وتدريب القراء؟

نعم، نحن دائمًا على استعداد للتعاون مع أي دولة ترغب في الاستفادة من خبراتنا في مجال القرآن الكريم، سواء في الحفظ أو التجويد أو التلاوة. يدنا ممدودة لكل الدول العربية والإسلامية، ونحن على أتم استعداد لتقديم الدعم الفني والتقني في كل ما يتعلق بخططهم لتحفيظ القرآن الكريم. لدينا القدرة على مساعدة الدول الشقيقة في تزويدهم بالخبرات اللازمة لتدريب القراء وتحسين جودة التلاوة، ونهدف إلى تعزيز التعاون في هذا المجال المبارك.

اقرأ أيضاًهل أخطأ الشيخ الطاروطي 30 مرة خلال تلاوة قرآن الجمعة؟.. نقيب القراء يكشف الحقيقة لـ«الأسبوع»

نقيب القراء: القرآن الكريم نزل بتجويده ملحَّنًا من عند الله | فيديو

رد على الموبايل أثناء تلاوة القرآن.. نقابة القراء تحقق في واقعة الشيخ سمير عنتر (فيديو)

مقالات مشابهة

  • «العُمانية للمسرح» تحتفل باليوم العالمي وتعلن عن مسابقة جديدة
  • بيان من السفارة العمانية حول أوضاع المواطنين في تايلاند بعد الزلزال
  • العيد الأحد أم الاثنين .. تعرف على منهجية المدرسة العمانية في رؤية الهلال
  • فيديو يوثق إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه إسرائيل
  • تعرف على الدول رائدة التحول للتعاملات بلا نقود (إنفوغراف)
  • صحفي للاحتلال يوثق زيارته للقنيطرة بالجولان المحتل ويرفقها بتعليق ساخر (شاهد)
  • نشره أدرعي.. فيديو يوثق لحظة استهداف السيارة في برعشيت
  • مربي ذئب يوثق استجابة الذئب عند مناداته باسمه .. فيديو
  • تاريخ العلاقات العُمانية - الهندية وأثر التعددية وثقافة الاختلاف في التفاهم الحضاري
  • نقيب القراء لـ «الأسبوع»: مصر ستظل رائدة في مجال التلاوة.. وجمال الصوت يعزز خشوع المصلين