كيف زرعت إسرائيل المتفجرات في أجهزة البيجر وخدعت حزب الله؟
تاريخ النشر: 16th, October 2024 GMT
لم يكن حزب الله فاقدا لليقظة عندما استورد أجهزة "البيجر"، فقد أخضعها للفحص، لكن أجهزة الرصد لم تكتشف شيئا، وبعد أشهر وقعت الانفجارات التي أصابت الآلاف ما بين قتيل وجريح.
اعلانفي مطلع العام الجاري، وصلت شحنة من أجهزة النداء المعروفة باسم "البيجر" إلى لبنان، ولم يكتشف أحد أمرها حتى انفجر الآلاف منها بشكل متزامن في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأسفر انفجار هذه الأجهزة عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله وآخرين، كما انفجرت بعد ذلك أجهزة اتصال لاسلكية أخرى، تعرف باسم "ووكي توكي آيكوم".
وظلت الكيفية التي انفجرت فيها هذه الأجهزة لغزاً، وتداول الكثيرون روايات متعددة تحاول تفسير ما حدث.
جاء في تقرير لوكالة "رويترز"أن البطاريات التي كانت موجودة داخل أجهزة "البيجر"، وصلت إلى لبنان مطلع العام الجاري، وكانت جزءاً من مؤامرة إسرائيلية لتدمير حزب الله، وأن لهذه البطاريات مزايا خادعة، بحيث يصعب اكتشافها.
مقتل 39 شخصا خلال التفجيرات التي ضربت أجهزة الاتصال في لبنان.Bilal Hussein/ APالمتفجرات بلاستيكيةوبحسب الوكالة، فإن الأشخاص الذين صمموا بطارية "البيجر" أخفوا شحنة صغيرة من المتفجرات البلاستيكية، لكنها قوية مع صاعق لها، وكانت هذه المواد غير مرئية بالنسبة للأشعة السينية، وذلك طبقاً لمصدر لبناني على معرفة بهذه الأجهزة، وصور تفكيك حزمة البطارية.
ومن أجل تضليل حزب الله وإبعاد الشبهات، أنشأ عملاء الاستخبارات متاجر وصفحات وهمية على الإنترنت، كما يظهر استعراض أرشيف الإنترنت الذي أجرته "رويترز".
التصميم الخفي لقنبلة "البيجر" والقصة المختلقة بعناية لتصنيع البطارية، يلقي الضوء على عملية استمرت سنوات ووجهت ضربة غير مسبوقة لعدو إسرائيل اللدود، حزب الله، ودفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.
احتوت أجهزة البيجر على كميات قليلة من المتفجرات لكنها كانت كافية لقتل وإصابة الآلافAPوبحسب مصدر لبناني بالإضافة إلى الصور، فقد جرى وضع ورقة مربعة تحتوي على 6 غرامات من مادة "رباعي نترات خماسي إيريثريتول"، وهي متفجرات بلاستيكية، جرى ضغطها بين خليتين مستطيلتين للبطارية.
وبالإضافة إلى هذه المادة، وضع شريط من مادة أخرى شديدة الاشتعال، يعمل كصاعق تفجير، وتتكون البطارية الداخلية في جهاز الاتصال من 3 طبقات، إحداها تحتوي على المادة المتفجرة.
Relatedخُطّط لتفجيرها على مدى 15 عاماً.. مصادر أمريكية تكشف تفاصيل الاختراق الإسرائيلي لأجهزة "البيجر"الموساد وخديعة حصان طروادة.. أنشا شركة وهمية في المجر لتصنيع أجهزة البيجر وأرسلها إلى حزب اللهمن الهمشري وعياش إلى تفجيرات البيجر بلبنان.. إسرائيل وتاريخ طويل من عمليات الاتصالات المفخخة القاتلةوذكر المصدر واثنان من خبراء المتفجرات أن عملية التجميع هذه غير عادية، لأنها لم تعتمد على صاعق تفجير تقليدي، وهو في العادة أسطوانة معدنية.
ولم تكن المواد المستعملة في المتفجرات تحتوي على أي مكونات معدنية، وكانت هذه ميزة فالمتفجرات البلاستيكية لا تكشفها الأشعة السينية.
مقر الشركة النغارية التي يزعم أنها صنعت أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان.Denes Erdos/Copyrightedقال شخصان مطلعان على الأمر إن حزب الله بحث عن وجود متفجرات بعد استلام أجهزة النداء في فبراير/شباط من العام الجاري، ووضعها في أجهزة مسح أمنية في المطارات لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على متفجرات، ولم يتم الإبلاغ عن أي شيء مريب.
وفي وقت ما، لاحظ حزب الله أن البطارية تنفد بشكل أسرع من المتوقع، بحسب المصدر اللبناني، لكن يبدو أن هذه القضية تثير مخاوف أمنية كبيرة لدى الحزب، إذ استمر في تسليم أجهزة النداء قبل ساعات من الهجوم.
في 17 سبتمبر/أيلول، انفجرت آلاف أجهزة النداء في وقت واحد في الضاحية الجنوبية لبيروت ومعاقل حزب الله الأخرى، في معظم الحالات بعد أن أصدرت الأجهزة صفيراً، مما يشير إلى رسالة واردة.
ومن بين الضحايا الذين تم نقلهم إلى المستشفى، كان العديد منهم مصابين بجروح في العين أو أصابع مبتورة أو ثقوب كبيرة في بطونهم، مما يشير إلى قربهم من الأجهزة وقت التفجير.
اعلانوفي المجموع، أدى هجوم أجهزة النداء، وهجوم ثان في اليوم التالي قام بتنشيط أجهزة اتصال لاسلكية مسلحة، إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400.
المصادر الإضافية • رويترز
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب الله بعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب بيومها الـ376: إسرائيل تقايض واشنطن:الغذاء لغزة مقابل السلاح وقصف عنيف على النبطية بجنوب لبنان يعرض الآن Next موسكو تمطر كييف بهجوم مركب: 136 مسيرة وعدة صواريخ وزيلينسكي يعرض "خطة النصر" يعرض الآن Next أمريكا تهدد إسرائيل: الدعم العسكري مقابل تحسين الوضع الإنساني في غزة .. ونتنياهو يقايض يعرض الآن Next بينهم مصريون.. إيطاليا ترسل "ليبرا" أول سفينة حربية تحمل دفعة أولى من المهاجرين إليها نحو ألبانيا يعرض الآن Next الهند: الأمطار الموسمية تتسبب في فيضانات عارمة وتغمر جنوب البلاد وتشل الحياة العامة اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يخفض "سقف" الضربة على إيران.. فما هي الاعتبارات؟ وزيرة خارجية ألمانيا: يمكن لإسرائيل قتل المدنيين في غزة لحماية نفسها مقتل شرطي وإصابة 5 آخرين في عملية إطلاق نار جنوب إسرائيل مواجهة قضائية حاسمة: الجبري يواجه ولي العهد السعودي في ساحات القضاء الأمريكي حب وجنس في فيلم" لوف" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024غزةإسرائيللبنانحروبالسياسة الإسرائيليةحزب اللهروسياأنظمة الدفاع الجويفيضانات - سيولجنوب لبنانفولوديمير زيلينسكي Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024المصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة إسرائيل لبنان حروب السياسة الإسرائيلية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة إسرائيل لبنان حروب السياسة الإسرائيلية السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة إسرائيل لبنان حروب السياسة الإسرائيلية حزب الله روسيا أنظمة الدفاع الجوي فيضانات سيول جنوب لبنان فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية أجهزة النداء أجهزة البیجر یعرض الآن Next تحتوی على حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقرير: خروقات إسرائيل تطال كل لبنان وهذا ما تخشاه بيروت
قال تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" إنه رغم مرور نحو أسبوع على بدء لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل عملها واجتماعاتها، تواصل إسرائيل انتهاكاتها وخروقاتها للاتفاق، ساعية لترسيخ ما تقول إنه حق لها بـ"حرية الحركة" للتصدي لأي نشاط عسكري لـ"حزب الله" وعناصره. وبحسب التقرير، فإنّ "اللافت أن خروقات إسرائيل لا تنحصر بمنطقة جنوب الليطاني، إنما تطال كل الأراضي اللبنانية، وتشمل عمليات قصف وتسيير مسيرات، وغيرها من النشاطات ذات الطابع العسكري".ويضيف: "يُخشى أن تكون تل أبيب تسعى لتحويل هذه الانتهاكات إلى أمر واقع، فتستكملها حتى بعد انقضاء مهلة الستين يوماً التي ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار؛ بحيث يفترض خلال هذه الفترة أن ينسحب الجنود الإسرائيليون من القرى والبلدات التي ما زالوا يوجدون فيها".
وتابع: "بمقابل عشرات الخروقات الإسرائيلية، اكتفى حزب الله حتى الساعة بخرق واحد، قال إنه تحذيري، نفذه مطلع الشهر الحالي حين استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا المحتلة".
ضبط نفس وأوضح العميد المتقاعد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى "اليونيفيل"، أنه "ومنذ سريان وقف إطلاق النار، وإسرائيل تسعى لتثبيت هدفها بحرية الحركة بوصفه أمراً واقعاً، أي تقصف أينما تشاء، وساعة ما تشاء، وهو ما كانت تتداوله عبر وسائل الإعلام، وليس مذكوراً في بنود الاتفاقية التي أعطت حق الدفاع عن النفس للطرفين حصراً". ولفت شحادة في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "المقاومة لا تزال تلتزم بضبط النفس كي لا تعطي إسرائيل مبرراً لمواصلة الحرب، ولفسح المجال أمام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار لتقوم بدورها، وخصوصاً أنها لم تستلم مهامها إلا منذ وقت قصير، ليتبين ما إذا كان عملها فعالاً، وما إذا كانت قادرة على إلزام إسرائيل بوقف هذه الخروقات".
ويضيف شحادة: "أما إذا مرت مهلة الستين يوماً وانسحبت إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وواصل العدو خروقاته، فالأكيد أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي". وأوضح أنّ "هذه الخروقات أيضاً رسالة للداخل الإسرائيلي للقول إنه لا يزال لديها حرية الحركة، وإنها لا تزال تحتل قسماً من أراضي لبنان لمحاولة استيعاب امتعاض المستوطنين من عودة أهالي قرى الجنوب إلى منازلهم، وشعورهم بأن الاتفاق هزيمة لإسرائيل".
أما مدير معهد "الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية"، الدكتور سامي نادر، فيرى أن "ما تقوم به إسرائيل في لبنان ينسجم مع ما تقوم به في سوريا، بحيث تعمد إلى تدمير أي إمكانية لتهديدها في السنوات المقبلة، وليس استهداف القدرات الدفاعية والهجومية في سوريا إلا استكمال للمسار اللبناني الذي بدأ بالحرب الموسعة، ويستكمل اليوم تحت بند الدفاع عن النفس، وهي عبارة مطاطة، من دون أن ننسى أن تل أبيب تستفيد أيضاً راهناً من عدم وجود أي ضغط أميركي عليها في ظل إدارة على وشك الرحيل".
ويلفت نادر في تصريح لـ"الشرق الأوسط" إلى أنه يجب ألا ننسى أن "الاتفاق الذي أدى إلى وقف إطلاق النار في لبنان هش واحتمال خرقه كبير، وإلا لما كانت إسرائيل وافقت عليه"، وأضاف: "أما وضع (حزب الله) فصعب، وهو لن يتمكن من الرد خصوصاً بعد ما حصل في سوريا وضرب كل طرق إمداده". (الشرق الأوسط)