لم يكن حزب الله فاقدا لليقظة عندما استورد أجهزة "البيجر"، فقد أخضعها للفحص، لكن أجهزة الرصد لم تكتشف شيئا، وبعد أشهر وقعت الانفجارات التي أصابت الآلاف ما بين قتيل وجريح.

اعلان

في مطلع العام الجاري، وصلت شحنة من أجهزة النداء المعروفة باسم "البيجر" إلى لبنان، ولم يكتشف أحد أمرها حتى انفجر الآلاف منها بشكل متزامن في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وأسفر انفجار هذه الأجهزة عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله وآخرين، كما انفجرت بعد ذلك أجهزة اتصال لاسلكية أخرى، تعرف باسم "ووكي توكي آيكوم".

وظلت الكيفية التي انفجرت فيها هذه الأجهزة لغزاً، وتداول الكثيرون روايات متعددة تحاول تفسير ما حدث.

جاء في تقرير لوكالة "رويترز"أن البطاريات التي كانت موجودة داخل أجهزة "البيجر"، وصلت إلى لبنان مطلع العام الجاري، وكانت جزءاً من مؤامرة إسرائيلية لتدمير حزب الله، وأن لهذه البطاريات مزايا خادعة، بحيث يصعب اكتشافها.

مقتل 39 شخصا خلال التفجيرات التي ضربت أجهزة الاتصال في لبنان.Bilal Hussein/ APالمتفجرات بلاستيكية

وبحسب الوكالة، فإن الأشخاص الذين صمموا بطارية "البيجر" أخفوا شحنة صغيرة من المتفجرات البلاستيكية، لكنها قوية مع صاعق لها، وكانت هذه المواد غير مرئية بالنسبة للأشعة السينية، وذلك طبقاً لمصدر لبناني على معرفة بهذه الأجهزة، وصور تفكيك حزمة البطارية.

ومن أجل تضليل حزب الله وإبعاد الشبهات، أنشأ عملاء الاستخبارات متاجر وصفحات وهمية على الإنترنت، كما يظهر استعراض أرشيف الإنترنت الذي أجرته "رويترز".

التصميم الخفي لقنبلة "البيجر" والقصة المختلقة بعناية لتصنيع البطارية، يلقي الضوء على عملية استمرت سنوات ووجهت ضربة غير مسبوقة لعدو إسرائيل اللدود، حزب الله، ودفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.

احتوت أجهزة البيجر على كميات قليلة من المتفجرات لكنها كانت كافية لقتل وإصابة الآلافAP

وبحسب مصدر لبناني بالإضافة إلى الصور، فقد جرى وضع ورقة مربعة تحتوي على 6 غرامات من مادة "رباعي نترات خماسي إيريثريتول"، وهي متفجرات بلاستيكية، جرى ضغطها بين خليتين مستطيلتين للبطارية.

وبالإضافة إلى هذه المادة، وضع شريط من مادة أخرى شديدة الاشتعال، يعمل كصاعق تفجير، وتتكون البطارية الداخلية في جهاز الاتصال من 3 طبقات، إحداها تحتوي على المادة المتفجرة.

Relatedخُطّط لتفجيرها على مدى 15 عاماً.. مصادر أمريكية تكشف تفاصيل الاختراق الإسرائيلي لأجهزة "البيجر"الموساد وخديعة حصان طروادة.. أنشا شركة وهمية في المجر لتصنيع أجهزة البيجر وأرسلها إلى حزب اللهمن الهمشري وعياش إلى تفجيرات البيجر بلبنان.. إسرائيل وتاريخ طويل من عمليات الاتصالات المفخخة القاتلة

وذكر المصدر واثنان من خبراء المتفجرات أن عملية التجميع هذه غير عادية، لأنها لم تعتمد على صاعق تفجير تقليدي، وهو في العادة أسطوانة معدنية.

ولم تكن المواد المستعملة في المتفجرات تحتوي على أي مكونات معدنية، وكانت هذه ميزة فالمتفجرات البلاستيكية لا تكشفها الأشعة السينية.

مقر الشركة النغارية التي يزعم أنها صنعت أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان.Denes Erdos/Copyrighted

قال شخصان مطلعان على الأمر إن حزب الله بحث عن وجود متفجرات بعد استلام أجهزة النداء في فبراير/شباط من العام الجاري، ووضعها في أجهزة مسح أمنية في المطارات لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على متفجرات، ولم يتم الإبلاغ عن أي شيء مريب.

وفي وقت ما، لاحظ حزب الله أن البطارية تنفد بشكل أسرع من المتوقع، بحسب المصدر اللبناني، لكن يبدو أن هذه القضية تثير مخاوف أمنية كبيرة لدى الحزب، إذ استمر في تسليم أجهزة النداء قبل ساعات من الهجوم.

في 17 سبتمبر/أيلول، انفجرت آلاف أجهزة النداء في وقت واحد في الضاحية الجنوبية لبيروت ومعاقل حزب الله الأخرى، في معظم الحالات بعد أن أصدرت الأجهزة صفيراً، مما يشير إلى رسالة واردة.

ومن بين الضحايا الذين تم نقلهم إلى المستشفى، كان العديد منهم مصابين بجروح في العين أو أصابع مبتورة أو ثقوب كبيرة في بطونهم، مما يشير إلى قربهم من الأجهزة وقت التفجير.

اعلان

وفي المجموع، أدى هجوم أجهزة النداء، وهجوم ثان في اليوم التالي قام بتنشيط أجهزة اتصال لاسلكية مسلحة، إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة أكثر من 3400.

المصادر الإضافية • رويترز

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تفاصيل جديدة حول عملية الموساد الإسرائيلي في اختراق أجهزة الاتصال 'البيجر' التابعة لحزب الله بعد التفجيرات المميتة في لبنان.. طيران الإمارات تحظر أجهزة "البيجر" واللاسلكي على متن رحلاتها الرئيس الإيراني يزور ضحايا تفجيرات أجهزة "البيجر" واللاسلكي في طهران السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب بيومها الـ376: إسرائيل تقايض واشنطن:الغذاء لغزة مقابل السلاح وقصف عنيف على النبطية بجنوب لبنان يعرض الآن Next موسكو تمطر كييف بهجوم مركب: 136 مسيرة وعدة صواريخ وزيلينسكي يعرض "خطة النصر" يعرض الآن Next أمريكا تهدد إسرائيل: الدعم العسكري مقابل تحسين الوضع الإنساني في غزة .. ونتنياهو يقايض يعرض الآن Next بينهم مصريون.. إيطاليا ترسل "ليبرا" أول سفينة حربية تحمل دفعة أولى من المهاجرين إليها نحو ألبانيا يعرض الآن Next الهند: الأمطار الموسمية تتسبب في فيضانات عارمة وتغمر جنوب البلاد وتشل الحياة العامة اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يخفض "سقف" الضربة على إيران.. فما هي الاعتبارات؟ وزيرة خارجية ألمانيا: يمكن لإسرائيل قتل المدنيين في غزة لحماية نفسها مقتل شرطي وإصابة 5 آخرين في عملية إطلاق نار جنوب إسرائيل مواجهة قضائية حاسمة: الجبري يواجه ولي العهد السعودي في ساحات القضاء الأمريكي حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024غزةإسرائيللبنانحروبالسياسة الإسرائيليةحزب اللهروسياأنظمة الدفاع الجويفيضانات - سيولجنوب لبنانفولوديمير زيلينسكي Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة إسرائيل لبنان حروب السياسة الإسرائيلية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة إسرائيل لبنان حروب السياسة الإسرائيلية السياسة الإسرائيلية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة إسرائيل لبنان حروب السياسة الإسرائيلية حزب الله روسيا أنظمة الدفاع الجوي فيضانات سيول جنوب لبنان فولوديمير زيلينسكي السياسة الأوروبية أجهزة النداء أجهزة البیجر یعرض الآن Next تحتوی على حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006

تساءلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، ما إذا كان حزب الله سيعيد تنظيم نفسه كما حدث في عام 2006 بعد حرب لبنان الثانية، على خلفية وقف إطلاق النار أم لا.

ونقلت الصحيفة عن البرفيسور الإسرائيلي أماتسيا برعام، الخبير في دراسات الشرق الأوسط، الصورة المعقدة للواقع على الحدود الشمالية لإسرائيل، قائلاً إن التنظيم قد يفسر الصمت على أنه فرصة له لحرب أخرى.

وقال برعام في حديثه مع "معاريف" إن وقف إطلاق النار اختبار استراتيجي حساس يجب على إسرائيل إجراؤه بحذر، ولكن أيضاً بتصميم، مشيراً إلى أن تراجع حزب الله أيديولوجياً عندما أعلن الأمين العام لحزب الله  نعيم قاسم عن فصل الجبهتين بين الشمال والجنوب، خلافاً لتصريحات الأمين العام السابق حسن نصر الله الأولية، التي تقول إنه طالما أن هناك حرباً في غزة، فإن الشمال أيضاً سيتم تدميره، ووصف برعام ذلك بأنه نوع من الاستسلام التكتيكي من جانب حزب الله.
وقال برعام إن وقف إطلاق النار يرافقه إشراف أمريكي، وفي كل انتهاك من حزب الله، يتم رفع تقارير إلى الأمريكيين، الذين بدورهم يمارسون الضغط على الجيش اللبناني لتطبيق الاتفاقات والعمل على تحييد التهديد، ولكنه أكد أنه في الحالات التي لا يعمل فيها الجيش اللبناني، يجب على إسرائيل أن تتدخل بشكل مباشر لمنع حزب الله من تسليح وترسيخ نفسه من جديد.

 

إسرائيل تواصل خرق الهدنة في جنوب لبنانhttps://t.co/iZXqtv4iOM

— 24.ae (@20fourMedia) January 15, 2025

 

 


اختبار 27 يناير

وأشار إلى أن الاختبار التالي سيتم في 27 يناير (كانون الثاني)، وهو التاريخ الذي يفترض أن تنسحب فيه إسرائيل من جنوب لبنان بحسب الاتفاقات الحالية، وإذا أكد الأمريكيون أن التفاهمات باقية في المنطقة التي يتعين على إسرائيل أن تنسحب منها، فإن الانسحاب سيكون ممكناً، ولكن إذا تبين أن حزب الله يستغل الوقت لبناء مواقع جديدة، وتهريب الأسلحة وإعادة بناء نفسه، فإن إسرائيل قد تبقى في مكانها وتخرب هذه المحاولات، حتى على حساب تجدد الصراع.


سيناريو حرب لبنان الثانية

وبحسب برعام، فإن السلام النسبي الذي قد ينشأ على الحدود الشمالية يحمل خطراً معروفاً، فقد يفسره حزب الله على أنه فرصة للتنظيم لحرب أخرى، تماماً كما حدث بعد حرب لبنان الثانية، عندما حدد قرار الأمم المتحدة رقم 1701 الشروط، ويضيف: "وهكذا، وبعد ستة أشهر فقط، عادوا إلى المنطقة، وبدأوا في تسليح أنفسهم، وإعادة بناء تشكيلاتهم الدفاعية والهجومية، بينما تجنبت إسرائيل أي رد فعل في ظل هذه الظروف".

 

 


مبدأ الصمت مقابل الصمت

وأشار إلى الافتراض بأن "الصمت في مقابل الصمت" كان خطأً فادحاً، لأن الصمت خدمهم لحفر الأنفاق وجمع الأسلحة، وهو ما أوصلنا في النهاية إلى أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) في الجنوب"، ولذلك، يرى برعام أن السياسة الحالية يجب أن تتغير، بدلاً من انتظار الانتهاكات بشكل سلبي، وعلى إسرائيل أن ترد بإطلاق النار على كل إشارة لبناء مواقع أو تهريب أسلحة أو أي استعداد للحرب.


سكان الجنوب اللبناني

وأوضح برعام أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بما سيحدث داخل المناطق الجنوبية من لبنان وكيفية تعامل إسرائيل مع سكان القرى الحدودية، حيث إن بعض أعضاء حزب الله  هم من سكان القرى نفسها، وعندما تعود الحياة إلى طبيعتها قد يعودون إلى منازلهم مع عائلاتهم، وإذا عادوا مسلحين أو بدأوا في بناء التحصينات، فسيكون ذلك انتهاكاً واضحاً للاتفاق يتطلب رداً فورياً، وإذا عادوا إلى منازلهم بدون أسلحة، وإلى الحياة المدنية الكاملة، فلن تتمكن إسرائيل من فعل أي شيء، حتى لو كان هؤلاء أشخاصاً مرتبطين بالتنظيم.
وأكد برعام على أهمية التدخل الأمريكي بما يجري، مشيراً إلى أن إسرائيل تحظى بدعم أمريكي للرد عسكرياً على أي انتهاك، ولكن السؤال هو ما إذا كان حزب الله سيستمر في التمسك بالهدوء من منطلق رغبته في إعادة تأهيل نفسه، أو ما إذا كان سيشعر أن المساس بشرفه يبرر رداً قد يشعل الحرب برمتها من جديد في المنطقة.


مصلحة مزدوجة

وأشار إلى أن لحزب الله مصلحة مزدوجة،  لناحية الهدوء الذي سيسمح له بإعادة تنظيم صفوفه، كما الحفاظ على روايته كمدافع عن لبنان، وإذا لم تنسحب إسرائيل من مناطق القرى الواقعة أمام المطلة، كما وعدت، فقد يشعر التنظيم بأنه مضطر للرد من أجل الحفاظ على صورته، ومع ذلك، يقدر برعام، بأنه إذا رد حزب الله بإطلاق النار، فإن إسرائيل لن تتردد في استخدام قوتها في مراكز مهمة مثل بيروت.

 

سموتريتش: نواجه لحظة حاسمة ومصيريةhttps://t.co/FX1BFEamrA

— 24.ae (@20fourMedia) January 15, 2025

 


نقطة اختبار للمنطقة

وأوضح برعام أن وقف إطلاق النار اختبار معقد قد يصبح نقطة اختبار للمنطقة بأكملها، وإذا تصرفت إسرائيل بدافع اليقظة وحافظت على سياسة التعطيل الحازم لكل انتهاك، فيمكنها الحفاظ على الردع وتجنب حرب شاملة، ومن ناحية أخرى، إذا سمحت لحزب الله بتنظيم نفسه دون انقطاع، فقد يؤدي ذلك إلى دورة أخرى من العنف ستندلع بمجرد أن يشعر التنظيم بأنه جاهز، مؤكداً: "لا يجب الرد على الأمر بالصمت، كل استعداد للحرب يجب أن يقابل بالنار، وهذا مبدأ لا يجب التخلي عنه في مواجهة حزب الله".

مقالات مشابهة

  • جواد ظريف يعترف: إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة طرد مركزي اشترتها طهران عبر وسطاء
  • على غرار البيجر.. إيران تتهم إسرائيل بتفخيخ أجهزة خاصة ببرنامجها النووي
  • إسرائيل تخشى سيناريو حزب الله 2006
  • ظريف: إسرائيل خططت لتفجيرات "بيجر" في إيران
  • ‎حزب الله: إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة طرد اشترتها إيران لبرنامجها النووي .. فيديو
  • إسرائيل زرعت متفجرات في أجهزة اشترتها طهران لبرنامجها النووي
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجرتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • ما تاريخ صفقات التبادل التي أجربتها إسرائيل مع دول عربية وفصائل المقاومة؟
  • ماذا تعني الحكومة الميثاقية التي يطالب بها حزب الله؟.. نخبرك ما نعرفه
  • ماذا تعني الحكومة الميثاقية التي يطالب فيها حزب الله اللبناني؟.. نخبرك ما نعرفه