تقدم وسائل التواصل الاجتماعي بعض التسلية ولكنها تستنزف الكثير من الوقت، ناهيك عن أنها  مليئة بالتناقضات، فبإمكانها أن تكون ممتعة  ولكنها تثير فينا الغضب أحيانا.

يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تخفف من شعورك بالوحدة، ولكنها تثير أيضا مشاعر العزلة وعدم الكفاءة. كما أنها تسبب ما يشبه الإدمان،  فإذا كنت تقضي الكثير من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، أو على هاتفك بالعموم، فقد يكون من الصعب تخيل الحياة بدونه.

ومع ذلك، هناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تفكر في أخذ استراحة من التصفح المستمر الذي لا نهاية له.

إليك بعض الأشياء التي يمكنك ملاحظة تغيرها في حياتك عندما تبتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي ولو لفترة قصيرة:

1- ستنجز المزيد من العمل، وستقوم بذلك بشكل أسرع

عندما تتوقف عن القلق بشأن اشعارات أجهزتك الالكترونية يمينا ويسارا، حتما ستلاحظ تحسنا في مستويات إنتاجيتك، وفقا لتقرير في موقع ريدرز دايجست.

وتقول جوان كانتور، وهي دكتورة و خبيرة في علم نفس وسائل الإعلام والاتصالات: "إن ما يميز وسائل التواصل الاجتماعي هو أنها تقاطعنا باستمرار". وتضيف: "عندما نقوم بالتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي، مرارا وتكرارا، فإننا في الواقع نمارس شكلا من أشكال تعدد المهام، وتعدد المهام يجعل كل ما تفعله يستغرق وقتا أطول، كما أنك ستؤديه بشكل ردئ.".

في الواقع، تشير تقديرات جمعية علم النفس الأمريكية إلى أن محاولة التوفيق بين المهام المتعددة في وقت واحد – مثل النقر ذهابا وإيابا بين الفيسبوك ومشروع مهم – قد يقلل من الوقت الإنتاجي بنسبة تصل إلى 40%، وهذا ثمن باهظ يتم دفعه مقابل عدد قليل من الإعجابات والتعليقات.

2- ستزيد من تدفق الأفكار الإبداعية في ذهنك

إذا وجدت نفسك عالقا في حالة من الجمود الإبداعي، فقد يكون لذلك علاقة بعاداتك في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. تعتبر الدكتورة كانتور أن أخذ فترات راحة بين الحين والآخر أثناء العمل هو مفتاح التمتع بالأفكار الإبداعية، تقول كانتور: "إن وجود وسائل التواصل الاجتماعي في الخلفية يتعارض مع نشاطك الإبداعي".

عندما تتخلى عن وسائل التواصل الاجتماعي تماما، فإنك تخلص نفسك من هذه الإشعارات المزعجة وتسمح لأفكارك الإبداعية بالازدهار.

3- قد تشعر بالقلق في البداية

في حين أن آثار التوقف عن وسائل التواصل الاجتماعي تكون إيجابية بشكل عام على المدى الطويل، إلا أن الأثر الأول الذي ستلاحظه هو شعورك بالتوتر والقلق، وهذه المشاعر ناتجة عن الانسحاب العصبي من الإحساس بالتواصل المستمر.

يقول ديفيد جرينفيلد، دكتوراه، الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا وهو مؤسس مركز إدمان الإنترنت والتكنولوجيا: "إذا كنت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يسبب لك الإدمان، كما يفعل بعض الناس، فإن ذلك يجعل لديك مستويات مرتفعة من الدوبامين، لذلك عندما تتوقف عن القيام بذلك، ستشعر ببعض أعراض الانسحاب".

ولحسن الحظ، هذه المشاعر عادة تتوقف بعد الأيام قليلة من ترك وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك ستلاحظ فوائد ذلك في وقت قريب من توقفك عن التصفح العشوائي.

4- ستشعر أنك أقل توترا

بما أن الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي أصبح سهلا في أي وقت وأي مكان، فإننا غالبا ما نشعر بأننا ملزمون بالبقاء باستمرار على اتصال بما يحدث في خلاصات الأخبار من حولنا. وفقا للدكتور جرينفيلد، فإن هذا الإحساس بضرورة الوعي الدائم بما يجري عبر الإنترنت يؤدي إلى زيادة في إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، وبالتالي ارتفاع مستويات الكورتيزول يمكن أن يتسبب في مجموعة من الآثار السلبية على الدماغ، مثل ضعف الذاكرة وزيادة خطر الاكتئاب.

إلا أن الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي سيقلل من تعرضك لهذا الارتفاع في مستويات الكورتيزول، مما يساعدك على الشعور بالهدوء والتركيز.

5- ستشعر بمزيد من الثقة بالنفس

عادة ما يميل الناس إلى مشاركة اللحظات السعيدة والمثيرة فقط على السوشيال ميديا، لأنهم يرغبون في أن يراها الآخرون بخلاف الأمور السيئة. قد يبدو هذا غير مؤذ، لكن عندما نرى الآخرين في أفضل حالاتهم فقط، يصبح من السهل أن نشعر أننا أقل منهم، هذا السلوك يجعلنا نقارن أنفسنا بالآخرين بشكل سلبي، وخاصة من نعتقد أنهم أفضل منا، وهذا ما يسميه علماء النفس "المقارنة الاجتماعية التصاعدية".

فعلى سبيل المثال، إذا كنت تواجه صعوبة في الإنجاب، فغالبا لن يأتي شخص ما في الواقع ليقول لك: "انظر كم هو طفلي رائع!"، ولكن على وسائل التواصل الاجتماعي، يحدث هذا بالفعل، لأننا ننشر لمتابعين كثر دون معرفة ظروفهم.

أظهرت دراسة أن الأفراد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متكرر يعانون من مستويات أعلى من المقارنة الاجتماعية، مما يرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب، لذلك فالابتعاد عن هذه المنصات على الإنترنت يمكن أن يساعد في تقليل هذه المقارنات الاجتماعية، مما يجعلك تشعر بالسعادة والثقة أكثر.

6- ستحصل على مزيد من النوم

غالبا ما تبدأ بتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة قبل النوم، وفجأة تجد نفسك قد قضيت وقتا أطول بكثير مما كنت تخطط له بعد موعد نومك المعتاد. يشير الدكتور جرينفيلد إلى أن هذه العادة أصبحت شائعة لدى الكثيرين في الليل، حيث أنهم يقضون ساعة أو ساعتين في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي وهم في السرير.

ويقول: "فكر في الأمر، إذا كنت تفعل ذلك يوميا، فهذا يعني أنك تقضي 15 ساعة في الأسبوع فقط على وسائل التواصل الاجتماعي". لذلك بالتخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، تحرر نفسك من هذه الالتزامات الزائدة وتحصل على جرعة صحية من النوم الجيد.

7- ستقوي علاقاتك الواقعية

لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر وسيلة رائعة للبقاء على اتصال مع الأصدقاء القدامى أو العائلة البعيدة، لكن الابتعاد عن الإنترنت يمكن أن يعزز بشكل كبير صداقاتك الواقعية.

العلاقات الشخصية التي تتم وجها لوجه غالبا ما تكون أقوى من تلك التي تحدث عبر الإنترنت فقط، ومن خلال أخذ استراحة من حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، ستتمكن من توجيه اهتمامك نحو التفاعلات الحقيقية في حياتك اليومية.

تقول الدكتورة كانتور: "الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي وقضاء المزيد من الوقت في التفاعلات المباشرة يساهم بشكل كبير في تحسين علاقاتك الاجتماعية، والعلاقات هي واحدة من أهم العوامل المؤثرة في الرفاهية والصحة النفسية".

8- ستحتاج للجلوس بشكل أقل

يقول العلماء إن الجلوس طوال اليوم يمكن أن يكون خطيرا على صحتك مثل التدخين، فبعد يوم طويل في العمل، أصبحنا نستخدم وقت فراغنا بشكل متزايد لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي في وضعية الجلوس.

الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي يحرر وقتك للقيام بأنشطة صحية، فقط احرص أن لا تستبدل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفزيون.

9- ستغضب بشكل أقل

من السهل كتابة تعليق لاذع وأنت مختبئ خلف الشاشة مقارنة بتوجيه إهانة  لشخص ما وجها لوجه. لكن عندما تتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإنك تبتعد عن هذه المعارك ذات اللاجدوى وتصبح أقل انفعالا.

يقول الدكتور كيرستينج: "وبذلك، لن تضطر إلى حمل مشاعر الغضب طوال اليوم بسبب ما نشره شخص آخر".

10- ستقوم بتطوير المزيد من الذكاء العاطفي

إن التخلص من وسائل التواصل الاجتماعي قد لا يجعلك شخصا لطيفا فحسب، بل قد يساعدك أيضا على تطوير ذكائك العاطفي، وهي مهارة قيمة في علاقاتنا مع العائلة والأصدقاء وفي العمل أيضا، ولكنها مهارة تتطلب منك، أن تتفاعل بشكل أكبر مع الناس .

يقول توم كيرستينج، المعالج النفسي: "عندما نجلس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات طويلة يوميا، فإننا نقلل من إمكانية التفاعل وجها لوجه مع الآخرين، كما نقلل من ذكائنا العاطفي".

إن رفع رأسك عن الشاشة وإجراء محادثات حقيقية يمكن أن يزيد من جودة علاقاتك ويساعدك على تطوير هذه المهارة المهمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات على وسائل التواصل الاجتماعی عن وسائل التواصل الاجتماعی الابتعاد عن من الوقت یمکن أن إذا کنت

إقرأ أيضاً:

المآسي الناتجة عن استخدام وسائل التدفئة التقليدية تتكرر في كل موسم شتاء

الثورة / قضايا وناس
مع كل فصل شتاء، تشهد اليمن حالات وفاة لأسر بأكملها نتيجة لجوء العديد من الأسر اليمنية إلى استخدام وسائل التدفئة التقليدية وغير الآمنة ومنها التدفئة بالفحم التي تستخدمها العديد من الأسر اليمنية للتدفئة غير واعية بالمخاطر التي تترتب على استخدامها والتي قد تؤدي إلى الاختناق والوفاة نتيجة انبعاث غاز أول أوكسيد الكربون السام وغيرها من الغازات السامة.
لم يمر عام على وفاة أسرة المواطن بندر الشرعبي والذي توفي مع زوجته وأولاده مطلع العام الماضي في العاصمة صنعاء نتيجة الاختناق بدخان ناتج عن دفاية تعمل بالفحم أثناء نومهم، حتى تكررت المأساة هذا العام في بداية هذا الشهر، حيث توفي أب وأم وجنينها ونجا طفلان لهما بأعجوبة في منقطة سعوان بالعاصمة صنعاء لنفس السبب وهو استخدام الفحم في التدفئة.
وحسب مدير مستشفى النبلاء في العاصمة صنعاء الدكتور عمرو عبدالرحمن، فقد استقبلت المستشفى أسرة كاملة مكونة من أب وأم، وطفلين، أصيبوا بالاختناق نتيجة استخدام الأسرة الفحم في التدفئة حيث توفى الأب والأم، فيما كان الطفلان يعانيان من إرهاق شديد وإغماء، وتم إنقاذهما بصعوبة بالغة.
وللأسف الشديد أن هذه المآسي تتكرر في كل عام رغم التحذيرات التي تصدر من مصلحة الدفاع المدني وتُحذر من خطورة استخدام الوسائل التقليدية في التدفئة ومنها الفحم، والأخشاب، والأوراق التي يلجأ المواطنون لاستخدامها في التدفئة، حيث لا يكترث الكثير من المواطنين لهذه التحذيرات، وهو ما يؤدي إلى تكرار هذه المآسي في كل موسم شتاء، ليس في العاصمة صنعاء وإنما في معظم المحافظات، التي يؤكد الأطباء فيها استقبالهم للكثير من الحالات التي تعاني من الاختناق نتيجة استخدام الوسائل التقليدية في التدفئة .
وحسب المختصين، فإن استعمال الفحم للتدفئة دون مراعاة الشروط الضرورية للسلامة يؤدي إلى عواقب وخيمة وقد يؤدي إلى الموت المحقق .
ويوضح المختصون أن التدفئة بالفحم الناجمة عن عملية حرق الأخشاب أو غيرها التي تستعمل كوقود، ينتج عنها انبعاث غاز أول أكسيد الكربون بكثرة، وفي غياب التهوية السليمة خاصة في الأماكن المغلقة يؤدي ذلك إلى تراكم الغاز بمستويات عالية، والذي يتسرب بفعل استنشاقه إلى مجرى الدم، ويحل محل الأوكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء، مما يحول دون وصول الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء، ما ينتج عنه تلف خطير في الأنسجة قد يؤدي إلى الموت.
وأمام تكرار المآسي الناتجة عن استخدام الفحم في التدفئة، حذرت مصلحة الدفاع المدني بوزارة الداخلية، المواطنين من خطورة استخدام التدفئة التقليدية في الأماكن المغلقة.
وأوضح خبراء الدفاع المدني أن التدفئة التقليدية تتسبب في انبعاث غازات سامة مثل الفحم أو الحطب أو الدفايات الغازية التي تنتج عنها غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون والذي يؤدي إلى التسمم ويعتبر قاتلا في حالة التعرض الطويل له.. مؤكدين أن غاز ثاني أوكسيد الكربون يمكن أن يسبب الاختناق إذا لم تكن هناك تهوية كافية، وان تسرب الغاز من أجهزة التدفئة يزيد من احتمالية حدوث انفجارات أو حرائق.
وأشار الخبراء إلى أن انخفاض نسبة الأوكسجين بسبب احتراق الوقود التقليدي، في الأماكن المغلقة، والذي يستهلك كميات كبيرة من الأوكسجين يؤدي إلى الاختناق أو الشعور بالدوار والإرهاق، لافتين إلى أن تلوث الهواء الداخلي بسبب استخدام الفحم، أو الحطب، يؤدي إلى تصاعد الدخان والسخام، داخل الغرفة، مما يسبب تهيج الجهاز التنفسي والعينيين، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال وكبار السن.
الخبراء أكدوا أيضا أن هناك أضراراً طويلة المدى قد يتعرض لها الإنسان، وهو أن التعرض المستمر للدخان الناتج عن التدفئة التقليدية قد يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل الربو، والتهاب الشعب الهوائية، وأمراض القلب.
ودعا الخبراء، المواطنين إلى تجنب هذه المخاطر وذلك عبر استخدام أجهزة التدفئة المعتمدة والآمنة والمزودة بمستشعرات غاز، وكذا ضمان التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة، وإجراء صيانة دورية لأجهزة التدفئة.
وحثوا على ضرورة التوعية والإرشاد بمخاطر التدفئة التقليدية، ووضع الأطفال بعيدا عن وسائل التدفئة التقليدية، والاحتفاظ بطفايات حريق في المنزل والاستعداد لأي طارئ.

مقالات مشابهة

  • القدوة المزيَّفة
  • اتجاهات مستقبلية
  • وسائل التواصل الاجتماعي تهدد صحة المرضى.. تحذير طبي خطير
  • المركزي يمنح ميزة السحب على المكشوف من المصارف بشرط استخدام وسائل الدفع الإلكتروني
  • «الداخلية العراقية»: الحدود مع سوريا مؤمنة بشكل كامل ولا يمكن اختراقها
  • أحمد المحيميد: التغريدات المستفزة والردود عليها كلاهما تحت طائلة العقاب .. فيديو
  • هل يمكن تصوير الجنة بالذكاء الاصطناعي.. أستاذ فقه يجيب
  • تركيا تعلن عن لوائح جديدة حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
  • البرلمان الأسترالي يعتمد قانونًا يمنع استعمال وسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة
  • المآسي الناتجة عن استخدام وسائل التدفئة التقليدية تتكرر في كل موسم شتاء