ما يميز حكومات بعد ثورة ٢٠١٣ عن كافة الحكومات التى حكمتنا منذ ثورة يوليو ٥٢، هو نهم الحكومة فى الاقتراض والاستدانة من كافة الجهات الخارجية والداخلية حتى وصل بهم الحال إلى الاستدانة للحصول على شهادة تكون مسوغ لاستدانة أخرى.. من أهم الجهات التى امتدت يد هذه الحكومات هو الاقتراض بسبب وبدون سبب من صندوق النقد الدولى.
مصر والشعب المصرى وطبيعته وظروفه المعيشة وهويته الوطنية تختلف كثيرا عن شعوب هاتين الدولتين.. فالحديث عن أنه يمكننا تطبيق التجربة فى مصر أشبه بالمريض الذى يتناول دواء لمريض آخر تحسنت صحته وخف مرضه نتيجة تناول هذا الدواء، ناسيا ظروف مرضه وحالته وأن إقدامه على تناول هذا الدواء قد ينجح أو لا ينجح وقد يكون سببا لمشاكل أخرى يصعب علاجها لكونه تناول دواء دون تشخيص لحالته وظروفه.. فمصر تختلف عن هذه الدول وأنه مع غياب وعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة وصادقة عن مستحقى الدعم سوف ندخل فى متاهة التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى.
حجة الحكومة أن هناك نحو ٣٠٪ من الدعم العينى تذهب لغير المستحقين وما يدرى الحكومة وما ضماناتها أن الدعم النقدى يصل لمستحقيه؟، فى ظل عدم وجود قاعدة بيانات دقيقة وحقيقية لمستحقى الدعم.. أى نظام له عيوبه ومميزاته علينا أن ندرس العيوب و نصححها للوصول إلى أفضل النتائج بدلا من تجربة نظام جديد محفوف بالمخاطر؛ فى ظل عدم وجود ثقة بين المواطنين والحكومة والتى تأكلت عبر هذه السنين حتى وصلت إلى مقولة «لقد نفذ رصيدكم».
ويبقى السؤال: هل إعطاء الدعم النقدى يكون لكل من يطلبه؟ وهل هذا يضمن وصول الدعم لمن يستحقه فعلا، ولا يتسرب لغيره ممن لا يستحقه؟
فحقيقة الأمر أن الدعم العينى الجارى قد أصبح الآن وهم كبير، فمن المؤكد أن الدعم النقدى المزمع التحول إليه سوف يكون وهما أكبر.. علينا أولا تشخيص المرض وبيان أسبابه، والاتفاق على تعريفه؛ ثم حصر الفقراء وكيفية الوصول إليهم، ثم وضع السياسات والآليات لتحسين أحوالهم ودعمهم بضمان اجتماعى جيد وزيادة مستوى تعليمهم ورفع قدراتهم الإنتاجية ومن ثم زيادة نصيبهم من الدخل القومى وبالتالى رفع مستوى معيشتهم فهذا هو المطلوب بدلا من اللجوء للمجهول وما لا يحمد عقباه.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدخل القومي ثورة ٢٠١٣ الدعم العینى إلى الدعم النقدى
إقرأ أيضاً:
غزة تودع «اللوح»... و«روح الروح»
ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين لـ196 وعشرات الضحايا والمصابين فى 7 محارق صهيونية«أبوصفية» يحذر من توقف مستشفى كمال عدوان.. واستمرار صمت العالم على مذابح الإجرام
واصلت حكومة الاحتلال الصهيونى حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ 438 بالمجازر الوحشية بحق المدنيين الفلسطينيين أصحاب الأرض.
وارتكبت قوات الاحتلال 7 مجازر جديدة فى مختلف أنحاء القطاع، وصل منها 52 شهيدًا و203 مصابين وفق وزارة الصحة الفلسطينية .
وأشارت وزارة الصحة فى بيان لها إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 45 ألفًا و28 شهيدا، بالإضافة لـ106 آلاف و962 مصابًا بجروح متفاوتة، منذ الـ7 من أكتوبر 2023.
استشهد وأصيب العشرات إثر إطلاق نار من قوات الاحتلال الإسرائيلى شرق مدينة رفح جنوب القطاع.
وشيع مئات الفلسطينيين والصحفيين، جثمان الشهيد المصور فى قناة الجزيرة أحمد اللوح ليلحق بأربعة من زملائه بالقناة القطرية. وكان آخرهم إسماعيل الغول ورامى الريفى الذى ارتقى بمخيم النصيرات. ما يرفع حصيلة الشهداء الصحفيين الى196 منذ بدء الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى.
كما استشهد الشيخ خالد نبهان جراء قصف مدفعى على النصيرات وسط قطاع غزة.
واشتهر الجد أبوضياء بعبارة «روح الروح» فى وصفه لحفيديه اللذين استشهدا أواخر العام الماضى جراء غارة إسرائيلية على مخيم النصيرات،
و قال فى مقطع مصور حينها وهو يحمل جثة حفيدته الصغيرة «ريم» مقبِّلاً وجهها ومناديها «هذه روح الروح»، ويحتضنها فى لحظة الوداع الأخير.
وظهر أواخر العام الماضى، الجد المكلوم حاملاً جثمانى حفيديه ريم وطارق بين يديه، غير مصدق ما حصل بعدما استشهدا بغارة إسرائيلية غاشمة، وراح يحاول فتح عينى الطفلة الصغيرة ويخاطبها ويكلمها مقبِّلا وجنتيها.
بينما شرع يلامس وجه طارق غير مصدق ما حصل، ويلفه جيداً بالكفن تارة، ويعمد إلى إغلاق فمه تارة أخرى، مؤكداً أكثر من مرة أنهما «روح الروح».
وأكدت مصادر طبية، وصول جثامين العشرات لمجمع ناصر الطبى بمدينة خان يونس فى المحرقة التى استهدفت مدرسة أحمد بن عبدالعزيز التى تضم آلاف النازحين..
وأكد شهود عيان استشهاد نضال محمد أبو بكرة (28 عامًا) جراء إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى منطقة المشروع شرق مدينة رفح.
كما استهدف قصف مدفعى إسرائيلى غرب المخيم الجديد فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وشرق بلدتى الفخارى وخزاعة شرقى خان يونس.
ونسف الاحتلال عشرات المبانى السكنية فى حى الجنينة شرق مدينة رفح جنوباً.
وأكدت مصادر محلية استشهاد 20 وإصابة عدد آخر، فى غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً فى مشروع بيت لاهيا شمالاً.
كما استهدف قصف مدفعى محيط مستشفى كمال عدوان شمال غزة، فيما أطلقت آليات الاحتلال النار بكثافة تجاه المنازل فى منطقة الصفطاوى غرب جباليا شمالاً.
وأكد مدير المستشفى الدكتور حسام أبوصفية أنه يوم أسود جديد يعيشه والمسيرات الإسرائيلية تقتل وتستهدف كل من يتحرك بالمستشفى، وتخرّب المولدات.
وشدد بقوله محذراً «إن لم يتدخل العالم فى ساعات لإنقاذنا، فسيتحول المستشفى إلى خرابة».
وبدأت الجلسة الثالثة من محاكمة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد وصوله إلى قاعة المحكمة المركزية بتل أبيب للإدلاء بشهادته.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية، إن نتنياهو دخل لقاعة المحكمة، وصدرت تعليمات للصحفيين بمغادرة القاعة، لبدء الشهادة على الفور.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تتناول شهادة نتنياهو القضية رقم 4000 – المتهم فيها بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وأضافت القناة الإسرائيلية أنه «بحسب لائحة الاتهام، عمل نتنياهو على منح مزايا تنظيمية لشركة بيزك، التى كان شاؤول إلوفيتش هو المالك المسيطر عليها، مقابل تغطية إيجابية على موقع «واللا»، الذى كان مملوكاً أيضاً له».
وفى اليومين السابقين للإدلاء بشهادته، نفى نتنياهو الاتهامات الموجهة إليه فى القضية، مدعيًا مرة أخرى أنه لم يكن هناك اتفاق بينه وبين «إلوفيتش»، وأن علاقتهما كانت فضفاضة وروتينية، وأن موقع «واللا» كان لا قيمة بالنسبة له،
وقالت القناة الإسرائيلية إنه خلال الإفادة السابقة، تم تسليم مذكرات أمنية لرئيس الوزراء أثناء الإدلاء بشهادته، قائلة «ليس من المستحيل أن يحدث هذا اليوم أيضًا».
وبدأت الثلاثاء الماضى فى المحكمة المركزية فى تل أبيب، وفى مكان محصَّن، أولى جلسات الاستماع لشهادة نتنياهو، المتعلقة بقضايا فساد، تتعلق بالرشوة والاحتيال وإساءة الثقة.
وتعد شهادته سابقة تاريخية لأول رئيس وزراء فى إسرائيل يدخل المحكمة للإدلاء بشهادته كمتهم.
ويعتبر ظهور نتنياهو على منصة الشهود نقطة بائسة فى حياته السياسية التى استمرت عقوداً، حيث يقف على النقيض من صورة رئيس الوزراء «المحترم» التى حاول صناعتها.