وكالات - الرؤية

يترادف موسم الأعياد مع الذكريات الجميلة التي غالباً ما تنبع من التقاليد الراسخة التي تنتقل من جيل إلى آخر. ولطالما اعتُبرت أسواق عيد الميلاد في أوروبا أماكن ساحرةً للانغماس في أجواء العيد والاحتفاء بهذه التقاليد القديمة، لاسيّما وأنّ عدداً كبيراً من هذه الأسواق متواجد منذ العصور الوسطى.

وفي هذه المناسبة، تقدّم فنادق ماينور التي تتولّى تشغيل محفظة متنوعة من الفنادق، والمنتجعات والمساكن في ستّ قارات، تشكيلةً واسعةً من الفنادق في أبرز وجهات أسواق عيد الميلاد في أوروبا، بما فيها فيينا، وبراغ، وفرانكفورت، وأمستردام ولشبونة. تبعث الفنادق نفحةً من تاريخها وطابعها وأجوائها الرومانسية في فترة الأعياد خلال موسم الشتاء، بدءاً من الفنادق التي كانت عبارة عن قصور في ما مضى وصولاً إلى مباني المصارف التاريخية، وتقدّم بالتالي باقةً شيّقةً من عروض الإقامة التي تناسب كافة الميزانيات.

فيينا:

يُعتبَر فندق أنانتارا باليه هانسن فيينا أحدث إضافة إلى محفظة علامة أنانتارا الفاخرة، ويجسّد تاريخاً غنياً وعريقاً. فقد تمّ تشييد المبنى الأصلي على يد المهندس المعماري النمساوي المشهور ثيوفيل هانسن بمناسبة معرض فيينا العالمي للعام 1873. وعلى مرّ التاريخ أيضاً، شكّل المقرّ الرئيسي للشرطة ولعدد كبير من المكاتب البلدية الأخرى في فيينا. وإذا بعلامة أنانتارا تعيد أمجاد قصر هانسن بعد عملية ترميم جذرية. يقع الفندق على بعد خمس عشر دقيقةً سيراً على الأقدام

عن سوق عيد الميلاد الشهير في فيينا، الذي يمتدّ في جميع أنحاء ساحة مبنى البلدية وتتخلّله حلبة مؤقّتة للتزلّج بمسار متعرّج بين الأشجار. وهنا يستطيع الزوّار عبور ممرّ يحبس الأنفاس، حيث سينغمسون في بحر من الأضواء المتلألئة، وأكشاك الهدايا التي اكتست بحلّة العيد، والروائح الزكية التي تفوح من مشروب العنب الساخن والخبز الطازج، ما يجعله عنواناً مثالياً لتمضية أمسية شتوية لا تُنسى في الطقس البارد.

براغ:

المحطة التالية: براغ... حيث تترسّخ جذور أسواق عيد الميلاد في التقاليد والعادات القديمة، حتّى أنّها غالباً ما وُصِفت بأفضل وجهة في العالم. وتشمل هذه المحطّة مشروب العنب الساخن، وكعك الزنجبيل وهدايا محلية مصنوعة يدوياً! يقع عالم العجائب هذا على بعد 15 دقيقةً سيراً على الأقدام من فندق إن إتش كولكشن براغ كارلو الرابع في سوق عيد الميلاد في ساحة المدينة القديمة، الذي يُقام من 30 نوفمبر حتى 6 يناير. يتباهى هذا المبنى الكلاسيكي الذي يعود إلى حقبة عمارة عصر النهضة الجديدة، بتصميم يشبه قصص الخيال، ابتدعته أنامل المهندس المعماري النمساوي المشهور أخيل فولف في تسعينيات القرن التاسع عشر لبنك الرهن العقاري التشيكي. والملفت أنّ الفندق قد حافظ على بعض من السمات التي انفرد بها البنك فيما رمّم البعض الآخر، بما فيها غرفة الخزانة الأصلية التي تحوّلت إلى استراحة "ذا فولت بار" حيث يستطيع الضيوف التلذّذ بكوكتيل مميّز من وحي الأعياد والتنعّم بأجواء ملؤها الدفء بعد جولتهم في السوق.

فرانكفورت:

تعبق أسواق عيد الميلاد في فرانكفورت برائحة التاريخ الملكي والتقاليد العريقة، فتأخذ زوّارها في رحلة عبر الزمن حيث تعيدهم إلى العام 1393 عندما كانت روميربيرغ تعجّ بالعروض الساحرة. واليوم، تنشر أكشاك السوق البهجة بحلّة عصرية من خلال كعكات البريتزل المحضّرة بأحجام هائلة مثلاً والهدايا المصنوعة يدوياً بأعلى درجات الدقّة لتعكس التقاليد والعادات الألمانية الأصيلة. يقع فندق إنهاو فرانكفورت على بُعد مسافة قصيرة من أسواق عيد الميلاد ويوفّر ملاذاً آسراً ينمّ عن حسّ فنّي وملهم حيث يشكّل "فنّ كسب المال" محور التصميم. فهنا يستطيع الضيوف تجهيز أنفسهم لتحقيق النجاح عبر الاستمتاع باللمسات الخارجة عن المألوف والمفروشات المبهرة، ناهيك عن اللاونج المخصّص لكبار الشخصيات. يوفّر مطعم واستراحة إن إف تي سكاي بار الذي يُعدّ أعلى استراحة مُقامة على سطح مبنى في ألمانيا، وجهةً رائعةً لتناول كوكتيل منعش من وحي موسم الأعياد والاستمتاع بالإطلالات الأخاذة على المدينة الغارقة في أضواء العيد المتلألئة.

يتوفّر أيضاً خيار آخر في الجوار، ألا وهو فندق أفاني فرانكفورت سيتي الذي يتباهى بموقع استراتيجي في قلب حي الأعمال المركزي والذي يبعد 15 دقيقةً سيراً على الأقدام عن أسواق عيد الميلاد. يجمع هذا الفندق العصري ما بين وسائل الراحة الحديثة والتجارب المبتكرة والمستوحاة من آخر ما توصّل إليه عالم التكنولوجيا، ما يجعله نقطة انطلاق مثالية للانغماس في الأجواء الاحتفالية، واستكشاف ثقافة فرانكفورت النابضة بالحيوية.

 أمستردام:

يتمتّع كلّ من فندق أفاني حي المتاحف أمستردام الذي افتُتح مؤخراً وفندق تيفولي دويلين أمستردام التاريخي بموقع استراتيجي في أمستردام، ما يجعلهما ملاذَين مثاليَّين للزوّار الذين يرغبون في استكشاف معالم الفنّ والثقافة في واحدة من أروع الوجهات الشتوية في أوروبا. تقع قرية الميلاد الساحرة التي تحتفل بعيدها الثامن، في موزيومبلاين (على مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من الفندقَين) وتقدّم تشكيلةً مذهلةً من الأطايب وتجارب التسوّق من 12 حتى 16 ديسمبر. وفي المساء، يستطيع المسافرون القيام برحلة بحرية في القناة لمشاهدة عروض أضواء عيد الميلاد الشهيرة في المدينة.

مدينة نيويورك:

يشكّل فندق إن إتش كولكشن نيويورك ماديسون أفنيو عنواناً مثالياً للإقامة خلال أي رحلة إلى مدينة نيويورك في موسم الأعياد. يقع هذا الملاذ الاستثنائي على بعد سبع دقائق سيراً على الأقدام من سوق حديقة برايانت المكشوف والمستوحى من التقاليد الأوروبية القديمة، ويشمل حِرفاً محلية ومنتجات للمونة وهدايا مميّزة من مختلف أنحاء العالم. كما أنّ شجرة عيد الميلاد وحلبة التزلّج في مركز روكفيلر، والواجهات المزيّنة في فيفث أفنيو ووجهات التسوّق عالمية المستوى، تقع كلّها على مسافة قريبة سيراً على الأقدام من الفندق. وبعد يوم بارد، يستطيع الضيوف التنعّم بالدفء مع مشروب تودي ساخن على أنغام موسيقى الجاز الحيّة بجانب الموقد في استراحة ولاونج ماد التابعة للفندق. أمّا ضيوف جناح إمباير فسيحظون بفرصة فريدة لمشاهدة الأضواء المتلألئة في مبنى إمباير ستيت من راحة شرفتهم الخاصة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: على الأقدام من موسم الأعیاد الذی ی

إقرأ أيضاً:

طوفان الأقصى: العاصفة التي أيقظت العالم

ليست قبور الفراعنة وحدها تحوي أجسادا مُحنّطة، فرؤوس الكثير من صُناع القرار في العالم عربا وأجانب تحوي عقولا مُحنطة، حتى ظنوا أن القضية الفلسطينية قد ماتت، وأن الشعب الفلسطيني قد ذاب في أصقاع العالم، بعد أن مات لديهم الوازع الأخلاقي والوازع الإنساني والوازع القانوني وحتى الوازع الديني.

وإذا كان الصينيون القُدامى قد استخدموا الإبر لتحفيز الدفاعات الطبيعية للجسد ضد الأمراض، فإن الفلسطينيين استخدموا الأسلوب نفسه بوسائل أخرى لإيقاظ العالم على قضيتهم.

نعم لقد مرّ عام على الحرب في غزة، وما زال دوي المعارك هو الصوت الوحيد الذي يُسمع على الجبهات كافة، ولا تزال الحرب في أوجها، ولا يلوح في الأفق أي نهايات قريبة، وسط مخاوف من توسع أكبر لرقعة الصراع، لكن شعبنا في فلسطين ما زال حيا وقادرا على دفع أثمان صُنع كرامته وحريته وتحقيق استقلاله.

نعم كان المسعى هو تذويب القضية الفلسطينية، تجزئة هذه القضية، ركنها على الرف، ولفت الانتباه الى أمور أخرى، حتى بدأنا نسمع، أن المسألة ليست مسألة الاحتلال، بل المسألة هي دخول إيران عليها…المسألة ليست الاحتلال، بل هي الانسداد السياسي، ومؤخرا باتت المسألة ليست الاحتلال، بل هي مُعاداة السامية. ويبدو أن إسرائيل ما لا تريد أن تواجهه، وهو أمر لا بد أن تواجهه، هو أن هناك احتلالا.


وعلى الرغم من طموحها بأن تكون دولة ديمقراطية ويهودية، كما تدعي، فلا مجال للتوفيق بين هذين الوجهين إطلاقا. فهم يقولون إن اليهود سوف يكونون أكثرية في ما يسمونها إسرائيل الكبرى، أو إسرائيل التاريخية، فيما الحقيقة أنهم أقلية، وإلى تناقص، في حين أن الأكثرية هم الفلسطينيون، وهم يرفضون حتى الإقرار بالوجود الفلسطيني من خلال التجزئة ومن خلال التفتيت، ومن خلال التعامل مع الفلسطينيين على أنهم حالة طارئة وليس على أنهم مجتمع له طموح وطني كما للجميع. إذن ما الحل؟

هنا تصبح المسألة بعد التسويف الأمريكي، الذي بقي يتكلم كذبا على مدى عقود عن حل الدولتين، وبعد الجمود الكامل لأي مفاوضات توصل إلى أن حل الدولتين مسألة حياة أو موت، وعليه فقد أقدمت المقاومة الفلسطينية على غزوة السابع من أكتوبر/تشرين الأول كحل أخير ووحيد، لإيقاظ العالم على حقيقة الشعب الذي سُرقت أرضه وشُرّد أبناؤه وبات يُقتل كل يوم.

إن الكثير من الغربيين يتوهمون بحقيقة الصراع القائم وغالبا ما يتساءلون عن لُب الصراع، هل هو صراع ديني؟ هل هو صراع بين اليهودية السياسية مقابل الإسلام السياسي؟ أم هو صراع وجودي بين احتلال ومقاومة؟ لكن الحقيقة هي أنه ليس صراعا دينيا، ومن يقول بذلك فإنه يسعى لتأطير شكل الصراع لا أكثر. فالمقاومة الفلسطينية لإسرائيل لم تبدأ مع حركة حماس. كانت المقاومة الفلسطينية ذات هوية وطنية وليست دينية. وكانت أيضا مقاومة قومية.

وقبل ذلك كانت تآلفا بين المسلمين والمسيحيين. وهنا لا بد من التذكير بأن العلم الفلسطيني الأول كان علم فلسطين الحالي نفسه لكن مع هلال وصليب. إذن المسألة ليست مسألة عقائدية دينية، ولا يمكن ربط المقاومة بحركة حماس لأنها ذات هوية دينية، ففكرة المقاومة للاحتلال هي الإساس. وقد انبثقت المقاومة الفلسطينية قبل ظهور حماس، وستبقى المقاومة قائمة ولن تزول بزوال هذا الفصيل المقاوم أو ذاك.

فالصراع ليس دينيا، والصراع ليس تاريخيا بمعنى أن هنالك حسابات تاريخية بين اليهود والفلسطينيين أدت إلى الصراع. فالمسالة واضحة جدا أمام كل من ألقى السمع وهو شهيد، فهناك شعب يعيش على أرضه ثم جاء مُحتل من الخارج وسرق أرضه. وما يطالب به الفلسطينيون هو استعادة حقهم في الحياة الحرة الكريمة.

قد يقول البعض إن عام الطوفان كانت كلفته باهظة على أهلنا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة، بينما الكلفة على إسرائيل أقل، وهذا كلام خارج عن المنطق تماما، ولا يستقيم مع حقائق الأمور. ولو كان هو كذلك لكان شعبنا في الجزائر ما زال يئن تحت الاحتلال الفرنسي حتى اليوم، ولما دفعوا أكثر من مليون شهيد.
الاستمرار بالعدوان يؤسس لأجيال جديدة من المقاومات التي ستجيب على التوحش
وعلى القياس نفسه تأتي فيتنام وغيرها من الشعوب التي ناضلت طويلا ودفعت كُلفا كبيرة ضد المحتلين. فالعدو الصهيوني واهم جدا إن ظن أن الاستمرار في القتل والتدمير سوف يأكل من جرف المقاومة، بل إن استمراره في العدوان على الأقل يمكن أن يشتري به بضعة شهور أو سنوات، ولكن الاستمرار بالعدوان يؤسس لأجيال جديدة من المقاومات التي ستجيب على التوحش. ولا بد من الإقرار بأن هناك حقا أصيلا، هو حق الإنسان الفلسطيني بأن يبقى في أرضه، وأن يكون هو صاحب السيادة على نفسه وعلى أرضه وداره. فما يقول به الإسرائيليون من حق لهم في فلسطين، لا يمكن أن يستقدمه نتنياهو والصهيونية الدينية بنصوص توراتية، لا يتفق عليها جميع اليهود في العالم.

فلهم الحق في أن يؤمنوا بما شاءوا ولكن لا يستطيعون أن يُلزموا أحدا بإيمانهم. بالتالي ما يُتفق عليه من أن ثمة من هو على هذه الارض اليوم وهو هنا لأجيال، لا بد من التعاطي مع حقيقة كهذه. ولكن المنطق الإسرائيلي اليوم، الذي يتجاوز نتنياهو هو منطق إقصائي. وهو منطق يعطي حقا حصريا للإسرائيليين بفلسطين، بينما يستثني صاحب الأرض الحقيقي ويدعو الى إقصائه واستئصاله أيضا.

إن ما يجب التذكير به بعد عام من عمر طوفان الأقصى هو أنه في عام 2010 ونتيجة لسياسة الحصار الإسرائيلي، الذي بدأ عام 2005 على قطاع غزة، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا قالت فيه، إن غزة بحلول عام 2020 ستكون غير صالحة للحياة، وأصدرت توصيات بضرورة رفع الحصار عنها، أو تخفيفه وتسهيل عمل المنظمات الدولية للتخفيف من معاناة السكان فيها. ثم حدّثت الأمم المتحدة معلوماتها وأصدرت تقريرا آخر قالت فيه إن غزة لن تكون صالحة للعيش حتى قبل عام 2020. كل هذا قبل السابع من أكتوبر وليس بعده.

إذن كان السابع من أكتوبر نتيجة من نتائج الاحتلال والقتل والتدمير والتجويع الذي مارسه العدو على مدى عقود طويلة. نعم لقد تكبّد شعبنا خسائر كبيرة في قطاع غزة خلال العام المنصرم، حيث بات حوالي 80% من القطاع مُدمرا، وهناك عدد كبير من الشهداء والجرحى والمفقودين الفلسطينيين.

لكن إسرائيل التي زيّن الغرب وجهها القبيح بقناع حضاري باتت متوحشة أمام المجتمع الدولي، وبه كسبت القضية الفلسطينية زخما كبيرا من التأييد والفهم العقلاني قل نظيره من قبل، وتحركت المؤسسات الدولية القانونية، وشرعت بتجريم قادة العدو السياسيين والعسكريين. وبذلك خسرت إسرائيل الكثير من التعاطف والتأييد الذي نالته سابقا من الكثير من الدول والشعوب على يد أبطال المقاومة الفلسطينية.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • رحلة إلى عالم آخر.. اكتشف سحر جزيرة الزبرجد
  • طوفان الأقصى: العاصفة التي أيقظت العالم
  • أحمد بن سعيد: دبي تساهم في رسم ملامح المشهد التقني الذي سيحدد المستقبل
  • انتعاشة سياحية بفنادق الغردقة تزامنا مع موسم الخريف
  • لحظات مميزة وأجواء استثنائية تفوق الحكايات الخيالية ضمن موسم الرياض
  • ما هي "نظرية أكتوبر" التي تساعد على تنظيم حياتك؟
  • مدينة عربية تتصدر أغنى مدن العالم من حيث رأس المال الذي تديره صناديق الثروة السيادية.. ما هي؟
  • القرصان المبتسم يعود لبلاده.. من هو حمزة بن دلاج الذي روع العالم؟
  • مفاجأة كأس موسم الرياض رونالدو وميسي وجهأ لوجه؟ موعد المباريات والقنوات الناقلة