سودانايل:
2025-03-24@09:44:06 GMT

الحردلو (27) للقبرو واشنطون..يا حاج نوينا..!

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

وهكذا يدخل الشاعر "محمد طه القدّال" بالمسدار إلى بعث جديد..! هنا يدلف القدّال إلى (فن المديح) من باب العارف بهذا الضرب من الشعر الشعبي السوداني؛ لغته ومصطلحاته وطُرق نظمه وبنائيته من المفتتح (العصا) ثم توحيد الله والتثنية بالرسول وذكر المخايل والصفات من السيرة، ثم تناول المعجزات، ثم التنويه بالصحابة، ثم شيوم البرق والحنين لمواطن الحجاز والمشاعر.

.ثم تعظيم الصلاة على النبي، وفي الختام ذكر اسم الشاعر مقروناً بـ(تبكيت النفس)..!
يجاري القدّال مدحة نبوية شهيرة بنسق لحني بعينه..على غرار مدحة (عليّا طال الشوق) للشاعر "أحمد ود سعد":
عليا طال الشوق.. وحماني قط ما اروق
للقبرو شام وشروق .. يا حاج نوينا
يقول القدّال:
يا سيد جمال الكون..عاقل أنا وممنون
لي القبرو واشنطون ..يا حاج نوينا
ثم يمزجها القدّال بمقاطع لحنية من مدائح أخرى:
بي حق كل مغبون
صبحت ديارنا..مفضوحه وفاضحه
نهبوها وقعدو..بالسرقه الواضحه
وفساد الذمه.. منكوحه وناكحه
بالبنك الدولي..وبنوكاً شاطحه
والفقرا جنّو..وعقولهم سارحه
فيها الحرامي..الكان بالبارحه
كفتيرة شاهي..وكبايتاً نافحه
سارح في سوقو..ماعندو الكاتحه..!
اليوم في (بنزِي).. "إشارة إلى ماركة سيارة المارسيدس benz"
وعمارتاً ناطحه
لا تشيلو الفاتحه ..في الجته الناتحه
**
صليت بالسته..لي إمامنا والمأموم
في الجمعه الجامعه..للعافي والمحموم
ريس الجماعه..حاكم بلاد الروم
ريَس القضايا... قرقوشاً في "الخرطوم"
وحبيب الشعبِ.. والمجلس المختوم
في فمو طبله..فوق راسو طيره تحوم
وخطيب الأمه..كلماتو مِن (أم دلدوم)..
وحكيم افريقيا..لي حد بلاد باطوم..إلخ
**
ثم يأتي القدّال بمقطع يماثل أغنية التمتم الشعبية الشهيرة (الله ليا..الليمون سقايتو عليا..يا حاج أنا) والتي تشير إلى الطائرة الايطالية في الحرب العالمية الثانية التي ضربت أطراف العاصمة:
طياره جاتنا تحوم ..شايله القنابل كوم
دار تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم.... ست اللبن
يقول القدّال:
طياره جاتنا تحوم..شايلا البشاتن كوم
كتلت حمار كلتوم
للقبرو واشنطون.. ياحاج نوينا
**
وفي التثنية ودمجها مع الصلاة يقول القدّال:
وثنيت بي شعبي..ما لاحت بارقه
وثنيت بي شعبي..وأحوالو الحارقه
وما حنّ قمري .. ما غنّت وارقه
عدد البِكبُن ..في السيل الدالقه
وعَد قولة لا لا .. الناس المارقه
وعدد البعرفو.. لي الطغمه السارقه
وكلاب الأمنِ .. هِتيفه منافقه
وعَد (كضب الرادي)..والبِمشي مسارقه
في الصفحه الأولى.. والنشره العابقه
بالخبر العدسي..والحجوه السابقه
وما أنّ جائع .. في البلد الحادقه
وارضين التبري..وانهارا الدافقه
وما خشا فارس..في سجونا الخارقه
لي (الجن الكلكي) .. لي حبل المشنقه
وعَد الكبداتن.. في ولادن طابقه
وما شمّت أماً .. لي ريح الفارقا
وعدد الحسراتِن..هامَن في الما اتلقا
وعدد الاحبابُن.. في قيودا مزنّقا
...إلخ
**
وينحو القدّال نحو مديح الصيحة (السرياني) في ما اسماه "أناشيد الزنادقة" وله من هذا نماذج عديدة في وصف الأحوال السياسية:
يا شيخ تُلوب أنزٍل كُبكُب أرمي الحُترُب في الميضَنه
ألبس خُضرُب داخل قُصرُب ألحس شُرُرب في الميضَنه
في البارده تعُب للحاره تسُب عجمان وعُرُب في الميضَنه
لي لدنيا تهُب شبرين وتُضُب في القبرٍ حُرُب في الميضنه
لحوارك كُب والقصر كلوب انهض وأسلُب في الميضنه
دقناً وشُنُب درويشنا يسوق تايوتـا تكُب في الميضَنه
يا شيخ تُلُب زين الزهُلُب الكانو تلوب... في الميضنه
ديل صبحو عُرُب .. أو أضحو جُنُب ...... في الميضَنه..
..إلخ
**
وعلى نهج الحردلو في المربوعات Quatrains (ينم) القدّال:
ود النوق دَبَر كورو العليهو يشفّق
وبقا يتباطا في خبّة مشيهو يلفّق
ان جاهو العلوق صيحة نفاقو تنفّق
اصبحو جِدوَه كل ما شافلو سَلقه يصفّق
**
وديك الجن رفيق همّي وعنايا وفنّي
سوّى طريقه في نهبو وصِبِح متهني
ما هماهو باسط ميّه (سكرة يني)
كل ما جاتو زفّه جديده فوكّا يغني
**
ويا سجم الرماد نط الحِيَط بالزانه
تفضَل خانه يلقا جنابو سيد الخانه
فارش دارو لي أسيادو بيت كرَخانه
غافَل ضبحة الفجري وجرى السلخانه
**
يا حِميَد أقيف شوف الخلوق محنانه
كفكف دمعتك والعبره فوت خنقانه
عسلك سال بحر..فوقو النحل ونّانه
يات من ضاق غرَف..جازاك دبابير دانه
.....إلخ
**
وللقدّال غناء على نمط (الجراري والمردوم):
قمر الحِلّه الضوّا ..القنديل شِن سوّا
ليشن يا ود حوّا .. طالق فينا العوّا..؟!
**
ناس الحٍلّه الغادي..سووا الجامع نادي
صوتك فوق الرادي..كلباً نابح صادي
**
ولاد الحِله الفوقنا سارقين نمّة (مربوقنا)
من مُرّك كسّع ضوقنا ومن خيرك ناشف سوقنا
لاحظ أن (المربوق) هو أحد أشكال النَظم في الشعر البدوي وعند الشاعر الحردلو..!
**
أولاد الحِلّه أم ناله لاعبين كارو وعتّاله
يا ساتر مِن ها الحاله الفال الخير ما فاله
**
نحن ولاد قِدّامي لاعبين عسكر وحرامي
ما فرَقَت يا ناس احمد مابتفرِق يا ناس سامي
لاعبين عسكر وحرامي..لا عبين عسكر وحرامي
...إلخ
**
يُذكّرك القدّال أيضاً بحكاية تشديد الحروف (Gemination)عند الحردلو من أجل إحكام الترنّم..؟! أنظر هنا إلى التشديد في روَي مربوع القدّال (عتيّد/ نشيّد/ يأيّد/ بليّد)..
عندما تقول عن شخص إنه (بليد) فهو وصف أخف من الوقع الثقيل لمفردة (بليّد) بالياء المشددة..!
قمنا تلاته؛ ود النوق وديك وعتيّد
وقلنا نكمّل الفرض العلينا نشيّد
مشينا عليك يا المحبوبه شوقنا يأيّد
بقينا ضهابا متل الزول ضرير وبليّد..
**
القدّال يمتح من المعين الشعبي في الريف وفي البادية بألعابها وأساطيرها وزرعها وضرعها ومحفوظاتها:
يا سمحاتنا هوْ لبلب
ويا قمحاتنا هو لبلب
ويا اللوز الفَتق في الوادي هو لبلب
ويا البحر الطمح مدادي هو لبلب
سألتك بالذي ركز الأرض معبد
وسوى الفاس عليها مقام
سألتك بى حشا الأُمّات ودمعاتنا
سألتك بى كبيداتن ودعواتنا
شليل وين راح..؟؟
يكون ضل الخريف فاتنا
شليل وين راح؟؟
**
وزى برق السِماك الجابها دغشيه
وزى زغروده البطن الكُباريه
مرق من شامة القمره
ومقدم بالعديل يبرا
تعالوا أبِشروا آجنيات
شليل ماراح.. شليل ما فات
شليل عند المسورو حِرِق..بقالو حصاد
شليل فوق التقانِت قام خدار وبلاد
**
شليل مسدار.. شليل مشوار
شليل هو ارِضْنا يا جنيات
شليل قايم نصايص الليل
يتمّم ليلو ورديه
حرازنا شليل..شليلنا دليب
شليلنا دليل على البلدات
بعد درب التبلديه
**
شليل ما راح شليل ما فات
شليلنا ونحنا همباته ومهاجريه
مزارع بات على عشقين؛
تراب بلدو...وسماح فوق بت مزارعيه
**
يقول "عادل بابكر" في مقال له بالانجليزية بعنوان (القدّال: نسخة ثورية للشعر البدوي) "سوف يتذكّره الناس بأنه أخذ الشعر البدوي إلى مستوىً جديد، واستطاع تأسيسه برصانة كوسيط لمخاطبة موضوعات وقضايا العصر الراهن. حيث تمكّن بسلاسة فائقة من شحن الشعر البدوي بالقضايا الوجودية مثل نضال الناس ضد الطغيان والقهر..والتعبير عن تطلعاتهم للديمقراطية والسلام"..!
**
في هذا السياق لا يمكن إغفال ركن ركين آخر من دهاقنة الشعر البدوي المعاصر هو (الفرجوني..أحمد عبدالله البنا)..فإبداعه في هذا الفن يلزم أهل (هذا الكار) ومحبيه بالوقوف عنده..! ولعل الفرجوني ينفرد من بين معاصريه بأن سليقته في الشعر البدوي ومفرداته وأخيلته ومقدرته الوصفية وحالته الشعورية تجعله وكأنه مناظرٌ للروّاد الأوائل..!
فهو لا يتصنّع البداوة ولا يتعمّل مفرداتها..خاصة وأن البادية هي محور حياته (معنوياً وفيزيقياً)..وحتى عندما ذهب الى الولايات المتحدة الأمريكية لم يطب له إلا أن يسكن في "بادية أريزونا"..! وعندما كان في مصر لم يكن يحب الإقامة في مدينة القاهرة وإنما خرج منها ليعيش في "بلبيس" بمحافظة الشرقية..!
لقد أصدر الفرجوني ديوانه "واحة الفرجوني" وفيه العجب العُجاب من مربوعاته ومساديره حتى أن صديقه الحميم والمرجع الوثيق "هاشم حبيب الله" يلاحظ أن الفرجوني ذهب على خلاف كل سابقيه من شعراء البادية المشاهير حيث بدأ مسداره بوصف صيف البطانة القائظ..بينما عادة المسدار أن يكون موضوعه واستهلاله "فصل الخريف"..!
ومن باب الطرافة نورد مربوعاً من مرثية الفرجوني لكلبه الأثير الذي دهسه "لوري":
ضربك لوري..عاد ينشَلْ يمين السايقو
وينزمّ النَفَس تصعَب عليهو طرايقو
زي ما تفّ زورَك قندراني يضايقو..
يتفّو تفيف مُلاح..ما يلقى زولاً يلايقو..!

مرتضى الغالي

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشعر البدوی

إقرأ أيضاً:

من الورد الدمشقي إلى حليب الحمير.. مستحضرات التجميل في الحضارات القديمة

ارتبطت مستحضرات التجميل في العصور القديمة بالطقوس الدينية والمكانة الاجتماعية والممارسات الطبية، إلا أن دورها الأساسي بلا شك كان تعزيز الجمال وتحسين المظهر.

وقدم القدماء العديد من المواد المعروفة اليوم بفعاليتها في تفتيح البشرة أو ترطيبها أو تقشيرها، كما ابتكروا طرقا فريدة لصنع الكحل وظلال العيون وأحمر الشفاه وأحمر الخدود، مستخدمين العديد من المواد الطبيعية المستخرجة من النباتات والمعادن والحيوانات.

سنأخذك في جولة سريعة لاستكشاف أسرار التجميل في الحضارات القديمة، من مصر حيث سُحقت الخنافس لاستخلاص صبغات التجميل، إلى روما التي اشتهرت بحمامات الحليب، ومن الصين التي اعتمدت على مسحوق اللؤلؤ، إلى الحضارة الإسلامية التي جعلت من العناية بالبشرة علما متكاملا وفرعا من فروع الطب.

الخنافس والأملاح البحرية وحمامات الحليب في مصر القديمة

من المعروف أن المصريين القدماء أولوا اهتماما خاصا بالمستحضرات التجميلية التي كانت تستخدم من قبل الرجال والنساء على حد السواء، بالأخص الكحل الذي كان يصنع من مسحوق الرصاص الأسود أو الجالينا، ولم يكن يستخدم فقط لأغراض جمالية، بل كان يعتقد أيضا أنه يحمي العينين من أشعة الشمس والأرواح الشريرة.

كذلك استخدم المصريون القدماء الحناء لصبغ الشعر والأظافر وأحيانا الجلد، خاصة في المناسبات الدينية والاحتفالات. كما استخدمت النساء مزيجا من أكسيد الحديد والنباتات لصنع ظلال العيون.

إعلان

أما أحمر الشفاه فكان يُصنع من الدهون الحيوانية أو الزيوت النباتية التي تُمزج بمسحوق المغرة، وهو مسحوق يصنع من التراب، فضلا عن أن كليوباترا كانت تشتهر بطحن الخنافس للحصول على درجة اللون الأحمر المثالية.

اعتمد المصريون القدماء كذلك طرقا عديدة للعناية بالبشرة، بما في ذلك صنع ماسكات الحليب والعسل لعلاج البشرة واستخدام الأملاح البحرية للتقشير. وكان هناك العديد من الطرق لترطيب البشرة وزيادة نعومتها بما في ذلك حمامات الحليب والمرطبات المصنوعة من زيت اللوز أو دهون الحيوانات.

علاوة على ذلك، اخترع المصريون القدماء طرقا طبيعية لإزالة الشعر بمزيج من العسل والسكر، واستخدموا حبيبات البخور تحت الإبطين لتؤدي وظيفة مزيلات العرق.

زوجة الإمبراطور الروماني نيرون كانت تستحم يوميا بحليب الحمير (شترستوك) العناية بالبشرة فرع من فروع الطب في الحضارة الإسلامية

كان المسلمون روادا في مجالات الكيمياء والصيدلة، مما انعكس بدوره على تطوير مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، والتي كانت حينها تعتبر فرعا من فروع الطب.

فقد خصص ابن سينا ​​في كتابه "القانون في الطب" فصلا بعنوان "أدوية الزينة"، وناقش فيه مختلف المستحضرات الطبية المستخدمة لمنع تساقط الشعر والصلع في فروة الرأس والحاجبين، كما تحدث عن مستحضرات تبييض الشعر، ووصفات للشعر الأشقر، وكريمات مضادة للتجاعيد.

فضلا عن ذلك، اشتهر ابن سينا بتطوير تقنيات استخلاص ماء الورد والزيوت العطرية من الورد الدمشقي، والتي لا تزال تُستخدم حتى اليوم.

ويعتبر أبو القاسم الزهراوي (البوقاصي) واحدا من أبرز المساهمين في تطوير مجال التجميل. فقد تضمنت أعماله أول ذكر لعصي إزالة الشعر، ومزيلات العرق للإبط، ومستحضرات العناية بالبشرة واليدين، كما ذُكرت فيها صبغات الشعر التي تُحوّل الشعر الأشقر إلى أسود، والمواد التي تساعد على تنعيم الشعر المجعد أو الخشن، حتى إنه وصف فوائد كريمات تسمير البشرة ومكوناتها بالتفصيل. وتحدث أيضا عن العطور والمركبات العطرية والبخور.

إعلان

كذلك كان هناك اهتمام خاص بصناعة أدوات التجميل بشكل متقن بما في ذلك قوارير العطر والزجاجات، وأوعية الكحل، ناهيك عن المرايا والملاقط والأمشاط وعلب المجوهرات.

الرصاص الأبيض والطين الأحمر في الحضارة اليونانية القديمة

عرف الإغريق القدماء بولعهم بمستحضرات التجميل حتى إن كلمة "كوسميتيسز" (cosmetics) التي تعني "مستحضرات التجميل"، مشتقة من الكلمة اليونانية "كوسميتيكا" (kosmetika)، وهي كلمة استخدمت في الحضارة اليونانية لوصف المستحضرات التي تحمي الشعر والوجه والأسنان. كما استخدمت كلمة "كوموتيكون" (kommotikon) لتدل على المكياج.

ويعد الرصاص الأبيض من الأمور التي استخدمتها النساء لتفتيح بشرتهن، رغم أنه كان ساما عند استخدامه على المدى الطويل. واستخدمن خليطا من التوت المجفف والطين الأحمر لإضفاء لون وردي على الخدود، كما استخدمت المراهم العطرية لحماية البشرة من التجاعيد.

ووفق الطريقة المصرية، استخدم اليونانيون القدماء المغرة لصنع أحمر الشفاه، في حين صنعوا الكحل من مسحوق يحتوي على السخام أو الإثمد أو الزعفران أو الرماد.

أما العطور اليونانية، فمن المعروف أنها استُخدمت منذ العصر البرونزي الأوسط (القرنين الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد) على الأقل، وقد ذُكرت لأول مرة في الأدب في ملحمتي الإلياذة والأوديسة لهوميروس، اللتين كُتبتا في القرن الثامن قبل الميلاد. وقد استخدم الإغريق في صناعة العطور جميع أنواع النباتات والزهور والتوابل والأخشاب العطرية، من المر إلى الزعتر.

لا يزال الورد الدمشقي يستخدم في تركيب العديد من المنتجات التجميلية (شترستوك) حليب الحمير في الحضارة الرومانية القديمة

اهتم الرومان بشكل خاص بتطوير مستحضرات للعناية بالبشرة، إذ صنعوا الكريمات والمراهم المرطبة ومضادات الشيخوخة من شمع العسل والزيوت النباتية. استخدم الرومان كذلك العديد من المواد الأخرى لصناعة كريمات وماسكات الوجه بما في ذلك البيض، والشعير، والصمغ، وبصيلات النرجس، ودقيق القمح، ومسحوق قرون الوعل. صنع الرومان أيضا أحمر الشفاه من مستخلصات الفواكه والنباتات للحصول على لون أحمر داكن.

إعلان

وكما فعل الإغريق، استخدم الرومان بودرة الرصاص لتبييض البشرة، إذ قاموا بخلط نشارة الرصاص مع الخل والطباشير لصنع ماسكات للوجه، على الرغم من معرفتهم بسمية الرصاص الأبيض.

وكانت الحمامات الرومانية جزءا أساسيا من روتين الجمال، حيث استُخدمت الزيوت والعطور بعد الحمام. ومن المواد الغريبة التي استخدمت لتنعيم البشرة، نذكر حليب الحمير الذي كان المفضل لدى بوبايا، زوجة الإمبراطور نيرون والتي كانت تستحم يوميا بحليب الحمير.

للعطور مكانة خاصة أيضا في الحضارة الرومانية القديمة، إذ صنعت من مواد مثل القرفة ونخيل التمر والسفرجل والريحان وجميع أنواع الزهور من السوسن إلى الورود.

اللؤلؤ المسحوق في الصين القديمة

كانت مستحضرات التجميل جزءا هاما من اقتصاد الصين قديما، فقد كانت تشكيلة المنتجات واسعة، ومكوناتها متنوعة، وكانت جزءا هاما من الحياة اليومية للنخبة الصينية القديمة وكل من يمتلك القدرة الشرائية اللازمة.

اهتمت النساء في الصين القديمة ببودرة الوجه خصوصا، فقد كانت البشرة البيضاء رمزا للنقاء ودلالة على الانتماء للطبقة الراقية. ولتفتيح بشرتهن استخدمن مكونات متعددة بما في ذلك مسحوق الأرز والطباشير ومسحوق اللؤلؤ. على صعيد آخر عمدت النساء إلى تلوين حواجبهن باستخدام مسحوق أسود مصنوع من الفحم أو السخام.

كما كان طلاء الأظافر من المستحضرات التجميلية الشائعة المصنوعة من مزيج من الصمغ العربي وبياض البيض والجيلاتين لاستخراج ألوان مثل الأحمر والذهبي.

أما أحمر الشفاه فقد صنع من الزهور والعسل والشمع الطبيعي، وعن طريق خلط معدن الزنجفر مع الغراء الحيواني.

وللعناية بالبشرة استخدم الصينيون القدماء مواد مثل العث، والزيوت النباتية، والراتنج. كما استخدموا الدهون الحيوانية لتخفيف التجاعيد، وهي مادة لا تزال شائعة إلى اليوم، إذ إن معظم علاجات الكولاجين الحديثة المستخدمة لمكافحة الشيخوخة مستمدة من مصادر حيوانية.

إعلان

عموما لم تكن مستحضرات التجميل في الصين القديمة للزينة فقط، بل كانت تحمل معاني ثقافية ورمزية، مثل الطهارة والمكانة الاجتماعية، وحتى الحماية من الأرواح الشريرة وفقا للمعتقدات التقليدية.

مقالات مشابهة

  • اختراق مفاجئ في علاج تساقط الشعر بواسطة “جل السكر”
  • من الورد الدمشقي إلى حليب الحمير.. مستحضرات التجميل في الحضارات القديمة
  • انتبه.. 3 علامات تشير للإصابة بفقر الدم
  • احذر.. 3 أسباب وراء تساقط الشعر عند النساء
  • مختص يذكر أهم فيتامين يضبط الشعر والبشرة.. فيديو
  • دعاء تقصف الشعر قبل العيد
  • تقدم مفاجئ في علاج الصلع الوراثي النمطي عند الرجال
  • علماء يكتشفون طريقة لمنع ظهور الشعر المزعج
  • علي بن تميم: الشعر جزء أصيل من الهوية الثقافية لدولة الإمارات
  • معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يحتفي بالشاعر إبراهيم عبد الفتاح