بعد فوزه بجائزة نوبل للفيزياء.. من هو "عراب الذكاء الاصطناعي"؟
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم عن فوز العالِمين جيفري هينتون وجون هوبفيلد بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2023، وذلك تقديرًا لإسهاماتهما البارزة في مجال التعلّم الآلي، الذي يعدّ أحد الأسس الرئيسية لتطور الذكاء الاصطناعي.
جيفري هينتون: الأب الروحي للذكاء الاصطناعييعتبر جيفري هينتون، الأكاديمي البريطاني الكندي، من الشخصيات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وغالبًا ما يُطلق عليه “الأب الروحي” لهذا المجال.
ساهمت الأبحاث التي أجراها هينتون وهوبفيلد في إحداث نقلة نوعية في فهم وتطوير أنظمة التعلّم الآلي. يُعد التعلّم الآلي من الركائز الأساسية التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي اليوم، حيث يمكّن الآلات من تدريب نفسها على توليد المعلومات وتحليل البيانات بشكل مستقل. هذه التكنولوجيا تقف وراء العديد من التطبيقات الحديثة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، مثل محركات البحث وتعديل الصور.
الشبكات العصبية والتعلّم العميقكان لعمل هينتون في تطوير الشبكات العصبية الاصطناعية تأثيرًا ثوريًا، حيث ساهم في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي تعتمد على التعلّم العميق. تعمل هذه الشبكات على محاكاة الطريقة التي يتعلم بها العقل البشري، حيث يتمكّن الذكاء الاصطناعي من تحسين أدائه من خلال التجربة، تمامًا كما يتعلم البشر.
تأثير أبحاث هينتون وهوبفيلدأدرجت الأكاديمية الملكية السويدية بعض التطبيقات الهامة التي استفادت من أبحاث هينتون وهوبفيلد، مثل النماذج المناخية، تطوير الخلايا الشمسية، وتحليل الصور في المجال الطبي. كما ساهمت هذه الأبحاث في تطوير تطبيقات عملية تُستخدم يوميًا، مثل أنظمة التعرف على الوجوه والترجمة بين اللغات المختلفة.
جون هوبفيلد: مساهمات متميزة في الفيزياءيعمل جون هوبفيلد، الأستاذ بجامعة برينستون في الولايات المتحدة، على تطوير الشبكات العصبية التي تحاكي عمل الدماغ البشري. تمكنت أبحاثه من تقديم حلول مبتكرة لفهم الأنماط غير المكتملة، حيث تستطيع شبكاته استرجاع المعلومات الناقصة بناءً على السياق، وهو ما جعل هذه الأبحاث حجر الأساس لتقنيات عديدة تُستخدم اليوم.
مخاوف بشأن تطور الذكاء الاصطناعيعلى الرغم من الفوائد الكبيرة التي قدمتها هذه الأبحاث، عبّر هينتون عن قلقه بشأن المستقبل، مشيرًا إلى أن الأنظمة الذكية قد تتفوق على البشر في نهاية المطاف وتسيطر على مجالات عدة. وأضاف أنه بالرغم من هذه المخاوف، فإنه لا يندم على العمل الذي أنجزه طوال حياته.
الجوائز والتكريمتبلغ قيمة جائزة نوبل في الفيزياء 11 مليون كرونة سويدية (ما يعادل مليون و64 ألف دولار أمريكي)، والتي سيتقاسمها هينتون وهوبفيلد تكريمًا لأعمالهما التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأكاديمية الملكية السويدية الذكاء الاصطناعي تطور الذكاء الاصطناعي تطوير الشبكات جائزة نوبل للفيزياء جائزة نوبل جيفري هينتون مجال الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی التعل م
إقرأ أيضاً:
كتاب لم يكتبه أحد.. كيف خلق الذكاء الاصطناعي كاتبا وهميا؟
تبين أن مؤلف كتاب فلسفي نشر مؤخرا ليس موجودا في الواقع، حيث تولى الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أحد المفكرين الإيطاليين خلق "الكاتب الوهمي" ونظريته الفلسفية المطروحة في الكتاب.
وبحسب تقرير نشر موقع "بي بي سي"، فإن الكتاب الذي حمل عنوان "الهيبنوقراطية: ترامب، ماسك وهندسة الواقع"، صدر في الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي في إيطاليا.
وتم تقديم الكتاب على أنه من تأليف "فيلسوف ومنظّر في وسائل الإعلام" من هونغ كونغ يدعى جيانوي شون، ويعمل على "تأثير التقنيات الرقمية على الوعي الجمعي وتشكّل الذات المعاصرة".
غير أن الصحفية الإيطالية سابينا ميناردي، وبعد محاولات متعددة للتواصل مع شون لإجراء مقابلة، اكتشفت أن "الاسم لم يكن سوى اسم مستعار لعمل خلقه وحرّره المفكر الإيطالي أندريا كولاميديشي بالتعاون مع أداتين للذكاء الاصطناعي هما ‘تلون’ و’كلود’، في إطار مشروع فلسفي يهدف إلى كشف تأثير الذكاء الاصطناعي في إنتاج خطاب متلائم ومقنع".
يقدم الكتاب، الذي جذب اهتمام الصحافة الفكرية الأوروبية، نقدا للنظام العالمي من خلال شخصيتين مركزيتين هما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك.
ويطرح الكتاب فرضية مفادها أن "نظاما جديدا يبرز اليوم لا يُمارَس فيه التحكم من خلال قمع الحقيقة، بل من خلال تكاثر السرديات إلى درجة يصبح فيها وجود أي نقطة ثابتة أمرا مستحيلا".
ويطرح العمل رؤية فلسفية مفادها أن "الخطاب الذي ألقاه دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه في الكابيتول لا يُمثل مجرد حدث سياسي أو انتصار لأيديولوجيا معينة، بل يُجسّد بشكل حاسم بروز نظام جديد للواقع، حيث تمارس فيه السلطة تأثيرها من خلال التلاعب المباشر بحالات الوعي الجماعي".
كما جاء في الكتاب أن “كل حدث، كل صورة، كل كلمة هي جزء من آلية لا تكتفي بتمثيل الواقع، بل تقوم باستبداله. فالمحاكاة لم تعد تقلد الواقع، بل تسبقه. إنها من تُشكّله (…) وهي لا تُقدّم نفسها كنظام سردي واحد، بل ككون من الاحتمالات".
المفارقة، بحسب تقرير "بي بي سي"، أن العمل الذي ينتقد "أشكالا جديدة من التلاعب"، اعتمد أسلوب خداع الجمهور عبر اختلاق مؤلف وهمي، وصور شخصية للكاتب الوهمي مولدة بالذكاء الاصطناعي.
تجدر الإشارة إلى أن قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي، ينص على أن "عدم وسم النصوص أو الفيديوهات أو المقاطع الصوتية المُنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي يشكل انتهاكا جسيما"، وهو ما لم يتم الالتزام به في حالة هذا الكتاب. ولم يُعرف بعد ما إذا كان كولاميديشي سيخضع للمساءلة القانونية.
وبعد الكشف عن حقيقة المؤلف، أُضيفت فقرة توضيحية على الموقع الإلكتروني الخاص بالعمل، جاء فيها: "بعدما عرف الناس أن شون ليس شخصا حقيقيا بل نتيجة تعاون بين إنسان وذكاء اصطناعي، لم ينتهِ المشروع، بل دخل في مرحلة جديدة".
وأضافت الفقرة أن "هذه المرحلة تُظهر أن شون هو مثال على طريقة تفكير جديدة، لا تأتي فقط من عقل بشري واحد، بل من تعاون بين البشر والآلات. شون أصبح اليوم وسيلة لاختبار أفكار وأساليب جديدة في الفلسفة، ويساعدنا على فهم كيف يمكن أن نُنتج أفكاراً مختلفة عندما نعمل معاً - بشراً وآلاتٍ ـ بدلاً من الاعتماد فقط على كاتب واحد أو عقل فردي".