بقلم: الطيب محمد عبدالرسول

استمعت لتسجيلات مُتناقله في الوسائط تضّمنت بعض الافادات والمزاعم بل وإطلاق التهم احياناً وهي تستوجبالتعقيب والتفنيد ، ومن ذلك : القول بأنّ آل مكي المقيمين في الملم فخذ من افخاذ المهريه وأنهم جزء من اولادمنصور .. وبصرف النظر عن الغرض الذي يُرمى إليه من الربط بين ( البني منصور ) و ( أولاد منصور ) التي ينتمي اليهاآل دقلو ، إلا أنّ هذا الزعم عموماً عار من الصحة ولا يقوم على دليل .

. فقبيلة البني منصور التي ينتمي إليها العمدةادم مكي والتي عاشت في نواحي حاكورة كيلا منذ ما يزيد عن القرن ونصف القرن تعتبر جزءاً أصيلاً وعريقاً في مكون المنطقه وهم من أسسوا قرية الملم الحالية بقيادة العمدة ادم مكي فكانت للملم السبق والريادة فياحتضان العديد من المؤسسات المميزه التي ساهمت منذ وقتٍ مبكر قبل استقلال السودان وبعده في تقديمالخدمات للسكان ولمواطني ريفي شمال نيالا على وجه الخصوص .. بل أنّ عمودية الملم قد لعبت الكثير من الادوارالمهمة والمشهودة في تاريخ دارفور في حل النزاعات بفضل حكمة الرعيل الاول من ادارتها الاهلية حتى انّ العمدهالمؤسس آدم مكي جبريل كان يُلقب بالعمده ( آدم عديله ) .. لعدالته ورجاحة عقله، بينما ( اولاد منصور ) حديثيالوجود في جنوب دارفور
اما بالنسبة للعلاقة بين السلطان علي دينار وآل مكي والتي تمّ الطعن والتشكيك فيها فهي لا تقتصر فقط على الزيجهالتي جمعت بين الشيخ مكي جبريل والميرم كلتومه نونو والدة السلطان علي دينار وإنّما العلاقه أساساً هي أنّالميرم كلتومه نونو ( والدة السلطان علي دينار ) هي شقيقة للميرم ام نعيم جدة العمدة ادم مكي لامه . فالسلطان علي دينار والميرم ام دريس ( والدة العمدة آدم مكي ) اولاد خالات لأُمين شقيقتين هما الميرم (كلتومه ) والميرم ( ام نعيم ) بنتا الأمير علي بن الأمير يحي بن السلطان احمد بكر وأمهما السيده فاطمة الملقبة ب ( أم كتيرة ) سليلةالسلطان عبدالحميد ( سلطان راجا ) وهي جدة لآل تميم فرتاك .. يعني أنّ السلطان علي دينار هو خال للعمدة آدممكي جبريل .. فضلاً عن الزيجة التي جمعت بين الشيخ مكي جبريل والمبرم كلتومه نونو وأما القول بأنّ هذهالزيجه ما هي إلا فرية انطلت على البعض ويُفسرها عجز الشيخ مكي جبريل الموالي للمهدية عن تخليص علي دينارالصغير من الاسر لدى المهدية على حد زعمهم .. فهذه الزيجة ليست فرية فقد تمت قبل المهدية بعد وفاة الأميرزكريا والد علي دينار وتّربى علي دينار وأخته الميرم تاجا في كنف الشيخ مكي جبريل حتى أنّ الشيخ مكي جبريل هومن قام بعقد قران الميرم تاجا للأمير عبدالله ابكر محمد الفضل ( دود بنجي ) في موقع في وادي الملم أُعدّ لهذهالمناسبة .. فعلي دينار لم يكن صغيرا عند ظهور المهدية بدليل أنّه خرج في جيش ابو الخيرات بن إبراهيم قرضالمناهض للمهدية التي كان ينظر لها الأمراء على انها إمتداد للحكم الاستعماري الذي اسقط سلطنتهم بُعيد معركةمنواشي واستشهاد السلطان إبراهيم قرض ، وقد خرج علي دينار شاباً بالغاً مصطحباً أُولى زوجاته تُسمى الميرم ( أُمبيت ) ومكثوا في ( دار غرب ) مناطق نفوذ السلطان ابو ريشه بضعة أعوام قبل أن يعودوا إلى داخل دارفور علماً بأنّوالدته الميرم كلتومه قد انتقلت إلى الرفيق الأعلى اثناء وجود علي دينار في ( دار غرب ) .. لذلك ليس صحيحاً القولبأنّ علي دينار تم أسره صغيراً لدى المهدية .. والصحيح انه تم أسره بعد عودته من ( دار غرب ) .. وقد حكى روايةأسره على يد عامل المهدية في الفاشر حينها ( عبدالقادر ود دليل ) الذي كان فيما مضى خادماً لدى احدى عمّاتعلي دينار كمفارقه قصد علي دينار ان يسجلها في روايته للوقائع التي حدثت ..

وأما الطعن في ولاء المرحوم السلطان حسين ايوب علي دينار - يرحمه الله والقول بأنّه كان يتآمر على قبيلة الفوروالتعريض بأنّه كان مُسْتَلباً على خلفية نشأته لدى آل مكي وبالتالي فلا غرابه في أن يكون إبنه السلطان الحالياحمد دينار مستلباً أيضاً ولا يهّمُه امر القبيله .. فإطلاق مثل هذا القول في حق السلطان حسين ايوب - يرحمه الله يقدح في مروءة من يروج لمثل هذا الكلام والا لما تجرأ عليه احد لو كان على قيد الحياة .. خصوصاً وأنّ الكثيرينممن يطلقون هذه المزاعم والتهم كانوا قريبين منه - يرحمه الله ولم يألوا جهدا في خدمة ومساعدة الجميع .. وبالنسبة للسلطان احمد دينار فسواءً اتفق معه الناس ام اختلفوا حول مواقفه فليس من الإنصاف القول بأنّه لميقدم أي شيئ للقبيلة .. فللرجل أياديه البيضاء ولا ينكرها إلا مكابر ..

وعوداً إلى ما قِيل عن نشأة السلطان حسين ايوب لدى آل مكي فهذا شرفٌ لا يدعيه آل مكي ، لكن الصحيح هو أنّآل مكي هم أساساً يقيمون في الملم وتمثيلهم في نيالا إقترن بوجود إبنهم محمد ادم مكي ( ديفنجوك ) - يرحمهالله ، الذي كان يعمل كاتباً في المقدومية ومتزوجاً من الميرم سارة ايوب علي دينار الشقيقة الكُبرى لحسين ايوبالذي قدم إلى نيالا وأقام فيها خلال فترة دراسته في نيالا الصناعية حيث كان يقيم في السكن الداخلي .. فمثل هذا التزامن المكاني لا يعني بإي حال من الاحوال القول بأنّ حسين ايوب ترّبى ونشأ لدى آل مكي ..
واما التطاول بتوجيه التهم للراحل السلطان حسين أيوب - يرحمه الله بالمشاركة في سرقة أموال الاوقافالسودانية وأوقاف الفور في السعودية فهذه فرية ودعوى مُغرضه على شخص هو بين يدي الله ولا يملك الدفاع عننفسه فضلا عن أنها دعوى باطله لا تقوم على أيّ بيّنة امام المحاكم وقد تترّتب عليها تهمة القذف والتشهير .. وذات التهم يُروج لها البعض هذه الايام عبر الاسافير عن أنّ السلطان الحالي احمد دينار قام ببيع اوقاف الفور فيالسعودية وتركيا بمئآت ملايين الدولارات .. وكلها اكاذيب وتُرهات ضمن حملة منظمة لتشويه السمعه لاجلالتكّسب السياسي ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوااعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾... صدق الله العظيم
حرامٌ إطلاق التهم هكذا جزافاً في حق رجل شريف هو في رحاب الله .. وما عهدنا فيه إلا خيراً - عليه واسع المغفرةوالرحمة ولطالما جاءت سيرة هذا الرجل النبيل السلطان حسين ايوب علي دينار - يرحمه الله ، فمن الوفاء أننذكر في هذه العجالة جزءاً يسيراً من مناقبه ومآثره وإنجازاته ..فلقد كان رحمه الله ، رجلاً عصامياً فارساً مًهاباً لايتّهيب المواقف ولا تغلبه الحيلة في النفاذ والوصول إلى مبتغاه مهما كانت الصعاب وكانت له قدرات بارعه فيالتواصل مع المجتمعات والإدارات الاهلية في كل أنحاء السودان ، وكانت داره قبلة لذوي الحاجات من كل الجهات .. وكم شهدتُه يصطحب في سيارته كل صباح وبصورة شبه دائمة نفراً من الناس يسعى لقضاء حوائجهم ، فهو لايعرف المستحيل ، تُدهشك جرأته ودخوله الى مكاتب الوزراء وعلى كبار مسئولي الدولة مهما علا شأنهم وبدون ايبروتوكلات فما يخرج من مرفق او دائرة حكومية إلا وقد لُبّي طلبه وأُنجز غرضه . ولقد كان له الفضل بعد الله تعالىفي إلحاق وتوظيف العديد من ابناء دارفور في المرافق الحكومية المختلفة على مستوى المركز .. إنّ ذاكرة التاريخ لنتنسى للنائب البرلماني الباشمهندس الأمير حسين ايوب موقفه الشُجّاع في المطالبة من منصة البرلمان بإعلان حالةالمجاعه في دارفور لاستقطاب العون والدعم مناهضا للموقف الرسمي الذي مثّله محافظ مديرية دارفور الكُبرىحينها اللواء معاش الطيب المرضى في نهاية السبعينيات من القرن الماضي .. ذلك الموقف إضافة إلى السببالرئيس الذي تمثل في تعيين الطيب المرضي حاكماً على دارفور في وقت لاحق على خلاف ما تم في الولايات الأخرى ،أدى إلى قيام ثورة دارفور الشهيرة في العام 1981 والتي تمّخض عنها تعيين الاستاذ / احمد إبراهيم دربج حاكماً علىدارفور .. رحمهم الله جميعاً ..

واما الإنجاز الأبرز للسلطان حسين ايوب هو إعادة تأسيسه للسلطنة كإدارة اهليه لها رمزيتها واستطاع من خلالهاخدمة الاهل رغم الصعوبات الجمّه التي واجهته .. ومن خلال مؤسسة السلطنة سعى حثيثاً لتطبيع العلاقة بين الفوروحكومة الإنقاذ حيث كان يعتقد بأنّ الابتعاد أضّر بأهله كونه أتاح الفرصه للآخرين للعبث بمصالح كيان الفور ، ومنبين تلك المساعي اذكر وقُبيل تشكيل وزراي كان مرتقباً يومها ، عقد السلطان في منزله في (الكلاكلة)القبه لقاءً بينالدكتور علي الحاج ( كان يتسنم يومها موقعاً رفيعا في اروقة الحكم ) ومجموعه من قيادات الفور وإداراتهم الاهليةابتدرها السلطان - يرحمه الله ببث شكاوى الفور ومظالمهم والتي تفهمها وتجاوب معها الدكتور علي الحاج وقدظهرت نتائج ذلك اللقاء في التشكيل الوزاري المرتقب بتعيين بعض قيادات الفور في بعض المناصب أُذكر منهاتعيين الاخ الدكتور كرم الدين عبدالمولى - رحمه الله وزيرا للتعاون الدولي وآخرين . أذكر كذلك في واحدة منسلسلة مساعيه المتعددة فقد أقام السلطان مأدبة عشاء في منزله في (الكلاكلة) القبه على شرف البروفيسور التجاني حسن الامين - يرحمه الله والذي عُيّن حاكما لاقليم دافور يومها ودعا كوكبة من قيادات ابناء الفور فيهمالاخ الدكتور ادريس يوسف للقاء تعارف مع حاكم الاقليم وأثناء إستقبال المحتفى به والمدعوين قام السلطانبتعريف الحضور فرداً فردا وفي فقرة تعريفه للدكتور ادريس أسهب السلطان في وصفه لمؤهلات وتجارب وخبراتالدكتور ادريس يوسف .. ثمّ ختم السلطان فقرة التعريف بالقول : الا أنّ إخوتنا جماعة الإنقاذ ( شالوه ) في الصالحالعام ! عندها قال البروف التجاني والذي عُرف بالذكاء وسرعة البديهة :
لكن يا السلطان الزول ده ، لو بالوصف اللي ذكرته ده ، والله جماعة الإنقاذ (شالوه) للضرر العام يا اخي .. فانفجرالمجلس بالضحك والتعليق برهة - رحمهم الله جميعاً ..
هذا غيضٌ من فيض في سفر هذا الرجل العظيم السلطان حسين ايوب علي دينار والذي ظل يحظى بالثقه والتمثيلالبرلماني طول فترة حكم مايو ، شغل أثناءها رئاسة العديد من اللجان البرلمانية انتهاءً بترؤسه لهيئة مجلسالشعب في الاتحاد الاشتراكي السوداني .. طول تلك الفترة وما تلاها حتى وفاته فقد كانت للسلطان حسين ايوب علي دينار مساهمات وانجازات لا تُحصى .. نسأل الله له واسع المغفرة والرحمة ..

الطيب محمد عبدالرسول

makibrhim@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: السلطان علی دینار یرحمه الله القول بأن الفور فی

إقرأ أيضاً:

حبس مدير سابق لفرع مصرف في الزاوية بتهمة التورط في اختلاس 7 ملايين دينار

ليبيا – أمرت نيابة مكافحة الفساد في نطاق اختصاص محكمة استئناف الزاوية بحبس مدير سابق لفرع مصرف الجمهورية – الحرشة، على خلفية قضية استيلاء على أموال عامة.

تفاصيل القضية
ووفقاً لمكتب إعلام النائب العام، تولّى وكيل النيابة بنيابة مكافحة الفساد التحقيق في مسؤولية المدير السابق عن واقعة الاستيلاء على مبلغ قدره سبعة ملايين ومائة وعشرون ألفاً وأربعمائة واثنان وثمانون ديناراً، من الأموال المودعة في حسابات فرع مصرف الجمهورية – الحرشة.

نتائج التحقيقات
وأوضحت نتائج البحث أن المدير السابق تعمّد التخلِّي عن مفاتيح النفاذ إلى منظومة عمل المصرف لصالح أحد موظفي الفرع، وأهمل تطبيق ضوابط متابعة العمليات المصرفية. وأسفر ذلك عن تحويل المبلغ المستولى عليه إلى حسابات مصرفية استُعملت في تنفيذ عملية الاستيلاء.

إجراء قانوني بحق المتهم
وبناءً على النتائج المثبتة، أمر المحقق بحبس المتهم على ذمة التحقيق، لمتابعة القضية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

مقالات مشابهة

  • حبس مدير سابق لفرع مصرف في الزاوية بتهمة التورط في اختلاس 7 ملايين دينار
  • البدري: 40 مليون دينار خسائر لمربي الماشية بسبب مرض الجلد العقدي
  • المالية الأردنية تحسم الجدل حول رفع الحد الأدنى للأجور إلى 300 دينار في الأردن 2025
  • 10 ملايين دينار تحصيلات ضريبة المركبات خلال 10 أيام
  • حسين خوجلي يكتب: وخزة آخر الليل
  • جلالة السلطان يقيم مأدبة عشاء تكريما للرئيس الأنجولي
  • اليوم.. سوق العراق يتداول اسهما بقيمة تجاوزت 27 مليار دينار
  • وزارة التربية تعلن عن إعادة أكثر من (500) مليون دينار لخزينة الدولة
  • حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (68)
  • حسني بي: الدين العام وصل 150 مليار دينار وقروض حكومة الدبيبة تهدد الاستقرار المالي