ما عقاب المرأة التي ترفع صوتها على زوجها؟، سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، حيث سؤال ورد إليه، مضمونه عن حكم المرأة التى ترفع صوتها على زوجها. 

عقاب المرأة التي ترفع صوتها على زوجها

وقال إنه يجب على المرأة أن تحترم زوجها لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت" وقال (صلى الله عليه وسلم) عن الزوج "إنما هو جنتكِ وناركِ".


وأضاف أنه يجب قبل أن نطلب من الزوجة أن تحترم زوجها وأن لا يعلو صوتها عليه، على الزوج أيضًا أن يتعامل معها بصوت منخفض لأن المرأة على دين زوجها، كذلك إذا رفع الرجل صوته على زوجته فعليها ألا يعلو صوتها عليه لأن الأصل فى المرأة الاستكانة والحياء، فيجب أن يعامل كل واحد منهم الآخر برفق ولين.

وأشار إلى أنه لا يوجد تفرقة بين الرجل والمرأة فى المعاملة فعلى كل واحدًا منهما أن يحترم الآخر.

حكم ضرب الزوجة لزوجها

وحول حكم ضرب الزوجة لزوجها شرعًا، فقد ذهب العلماء إلى أنه لا يجوز شرعًا للمرأة أن تضرب زوجها، فقد أمر الإسلام بإحسان العشرة بين الزوجين، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة، فقال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الآية 21 من سورة الروم، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي».. (رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها).

وحض الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)، فلا يجوز للرجل أن يضرب زوجته إذا كان على وجه الإهانة والانتقام كذلك لا يجوز للمرأة ان تضرب زوجها أو تهينه، فربما إهانة الرجل لزوجته تُنسى ولكن إهانة المرأة لزوجها لا تنسى.

وفي حكم ضرب الزوجة لزوجها، فيجب أن يكون هناك علاقة حب ومودة وتبادل احترام بين الزوجين، فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها وتحترمه لحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول فيه «لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا»، كذلك يجب على الزوج أن يحترم زوجته ويحسن اليه ويتجاوز عن ما أخطأت لقوله –صلى الله عليه وسلم- «واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا».

الزوج الذي يضرب زوجته ويهينها

أما الزوج الذي يضرب زوجته ويهينها، قال عنه رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «إني أكره الرجل أن يضرب أمته عند غضبه ثم يأتيها في المساء»، و الضرب لا يحل مشكلة وإنما يهدم الأسر، فقد ورد أن ضرب الزوجة وإهانتها هو فعل ليس من خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس من أخلاق المسلمين، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى أمر الرجال بمعاشرة زوجاتهم بالمعروف، مستشهدًا بقوله تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا» الآية 19 من سورة النساء.

عقوبة ضرب الزوج للزوجته 

عقوبة ضرب الزوج للزوجة جاء فيه أن الضرب المبرح الذي يحدث من الزوج لزوجته أو لأولاده سيعذبه الله به في نار جهنم، حيث إن الزوجة ليست جارية عند الزوج فلا يحق له أن يضربها، وحتى الجارية نفسها لم يشرع الضرب في حقها في عهد النبى –صلى الله عليه وسلم-، ففي عهد النبي  -صلى الله عليه وسلم- كان  المالك لو ضرب جاريته على وجهها فيحكم النبى –صلى الله عليهم وسلم-بحريتها بسبب ذلك.

ضوابط ضرب الزوج لزوجته

ضوابط لضرب الزوجة إذا احتاج الرجل لضرب امرأته، بأن يكون بعد نفاد جميع الحلول السلمية ويكون متأكدًا أن الضرب هو الحل الوحيد، ويكون الضرب غير مبرّح، وغير مدمٍ، وأن يكون ضربها بسواك أو منديل مجموع، وأن يتوقّى فيه الوجه والأماكن المخوفة، لأنّ المقصود منه التّأديب لا الإتلاف.

وقد وردت ضوابط ضرب الزوج لزوجته فيما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنَّ النبي -صلى الله عليه- قال: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ»، وعَنْ مُعَاوِيَةَ بن حَيْدَة الْقُشَيْرِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ أَوْ اكْتَسَبْتَ وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ وَلَا تُقَبِّحْ وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ».

وهذا المعنى في حديث القرآن عند الضرب، حيث إنه ورد ضرب النساء في القرآن في موضع واحد في قوله تعالى: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا» [النساء: 34]،  والنشوز: مخالفة اجتماعية وأخلاقية تمتنع فيه المرأة عن أداء واجباتها، وتلك الواجبات هي حقوق الزوج.

كما أن واجبات الزوج تعتبر حقوقا للزوجة، وفي تلك المخالفة الاجتماعية والأخلاقية أرشد الله الرجال لعدة بدائل في تقويم نسائهم حسب ما تقتضيه طبيعة كل زوجة من جهة، وطبقًا للعرف السائد والثقافة البيئية التي تربت عليها المرأة والتي من شأنها أن تكون أكثر تأثيرًا في إصلاحها من جهة أخرى، أي أن هذه البدائل لا يتعين فيها الترتيب، بدليل أن السياق جاء ب “واو العطف” وليس ب “ثم”، فعلى الزوج أن يتعامل مع زوجته بالوعظ، وهو لين الكلام وتذكيرها بالله وحقه الذي طلبه الله منها، كما أباح له الشرع أن يهجرها في الفراش في محاولة منه للضغط عليها للقيام بواجباتها من غير ظلم لها ولا تعدٍّ عليها، وشرطه أن لا يخرج إلى حدّ الإضرار النفسي بالمرأة.

وعن كيفية ضرب الزوجة ، فإن خيار الضرب المذكور في الآية: قد أجمع الفقهاء على أنه لا يقصد به هنا إيذاء الزوجة ولا إهانتها، وإنما جاءت إباحته في بعض الأحوال على غير جهة الإلزام، وفي بعض البيئات التي لا تعد مثل هذا التصرف إهانة للزوجة ولا إيذاءً لها، وذلك لإظهار عدم رضا الزوج وغضبه بإصرارها على ترك واجباتها، وذلك بأن يضربها ضربة خفيفة على جهة العتاب والإنكار عليها بحيث لا تترك أثرا، ويكون ذلك بالسواك وفرشاة الأسنان وغيرهما مما ليس أداة فعلية للضرب، فأخرج ابن جرير عن عطاء قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما: "ما الضرب غير المُبَرِّح؟ قال: بالسواك ونحوه".

وهناك فارق كبير بين هذا الضرب بالسواك على غير جهة الإيذاء، وبين العنف أو الجلد أو الأذى أو الإهانة، وقد نص الفقهاء على أن هذا الضرب -مع كونه رقيقًا غير مبرح- يجب أن يكون آخر ما يمكن أن يلجأ إليه الزوج، وأنه لا يجوز الهجر ولا الضرب بمجرّد توقّع النشوز قبل حصوله اتّفاقًا، ويحرم هذا الضرب غير المبرح إذا علم أنه قد يصلحها غيرُه، بل نصوا على تحريمه أيضًا إذا علم أنه لا يفيد في إصلاحها، أو أنه يمكن أن يؤذيها أو يترك فيها أثرًا.


وعن رأي الإمام الحطاب المالكي فقال في "مواهب الجليل: 4- 15- 16": "وإذا غلب على ظنه أن الضرب لا يفيد لم يجز له ضربها"، وفي كتاب "الجواهر": "فإن غلب على ظنه أنها لا تترك النشوز إلا بضرب مَخُوفٍ لم يَجُزْ تعزيرُها أصلا".

حكم التصدق عن الزوجة بعد وفاتها.. لا تنسى شريكة الحياة هل يجوز للزوج ضرب زوجته؟

هل يجوز للزوج ضرب زوجته، فورد فيه أن اعتداء الزوج على زوجته وتهديدها وترويعها وكذلك الأولاد من الأمور التي أجمع المسلمون على تحريمها، ولا علاقة لها بتعاليم الإسلام ولا بالشريعة الإسلامية، وفاعل ذلك آثم شرعًا، فالإسلام دين الرحمة، ووصف الله تعالى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة للعالمين فقال: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» [الأنبياء: 107].


وأكد الشرع على حق الضعيف في الرحمة به، وجعل المرأة أحد الضعيفين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَينِ: اليَتِيم وَالمَرْأة».. "رواه النسائي وابن ماجه بإسناد جيد".


"هل يجوز للزوج ضرب زوجته؟"، عنه قال الإمام النووي في كتاب "رياض الصالحين": "والمرأة أحق بالرحمة من غيرها، لضعف بنيتها واحتياجها في كثير من الأحيان إلى من يقوم بشأنها، ولذلك شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء بالزجاج في الرقة واللطافة وضعف البنية، فقال لأنجشة: «ويحكَ يا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ بِالقَوَارِيرِ».. "متفق عليه"، وقد فهم ذلك علماء المسلمين، وطبقوه أسمَى تطبيق، حتى كان من عباراتهم التي كوَّنت منهج تفكيرهم الفقهي: "الأنوثة عجز دائم يستوجب الرعاية أبدًا".

ولا يوجد مجال للتساؤل فيما هل يجوز للزوج ضرب زوجته، إذا كان الإسلام أمر الزوج بإحسان عشرة زوجته، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة، فقال تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» “الروم: 21”، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- جعل معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي».. “رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها”، وحض الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فقال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» “رواه مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها”.

ولعل فيما ورد عن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يضرب أحدًا من زوجاته أبدًا، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».. “أخرجه مسلم”، و النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الأسوة الحسنة الذي يجب على الأزواج أن يقتدوا بسيرته الكريمة العطرة في معاملة زوجاتهم، كما قال تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» [الأحزاب: 21].

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: زوج النبی صلى الله علیه وسلم عائشة رضی الله عنها ضرب الزوجة ضرب الزوج على الزوج رسول الله الرفق فی ى الله ع أن یکون أن یضرب یجب على لا یجوز أنه لا

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز تكشف الأهداف الإيرانية التي تعتزم إسرائيل ضربها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل قد تستهدف قواعد أو أهداف استخباراتية أو قيادية في إيران وليس المواقع النووية؛ ردا على هجوم طهران الصاروخي الباليستي الأسبوع الماضي. 
وأوضحت الصحيفة - في تقرير تحليلي شارك في كتابته ديفيد سانجر وإيريك شميت ورونين بيرجمان، حيث قام الثلاثة بتغطية البرنامج النووي الإيراني لأكثر من عقدين من الزمان - أن إسرائيل ستركز على القواعد العسكرية أو أهداف قيادية هذه المرة، لكنها قد تتجه لاحقا إلى البرنامج النووي إذا ردت إيران على هذا الهجوم.
وذكرت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية كانت تخطط للحظة ضرب البرنامج النووي الإيراني منذ 22 عامًا، لكن يبدو من غير المرجح أن تضرب المنشآت النووية الإيرانية في الجولة التالية من الرد أو أن تنجح في ذلك من دون مساعدة أمريكية.
وأضافت الصحيفة أنه قبل عامين، حلقت عشرات الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فوق البحر المتوسط، لمحاكاة ضربة على المنشآت النووية الإيرانية، وهي التدريبات التي أعلنت عنها القوات الإسرائيلية علنا باعتبارها تدريبا على "التحليق لمسافات طويلة، والتزود بالوقود جوا، وضرب أهداف بعيدة".
وتابعت الصحيفة إنه لم يكن الهدف من التدريبات مجرد "ترهيب" الإيرانيين لكن لبعث برسالة إلى الإدارة الأمريكية مفاداها بأن القوات الجوية الإسرائيلية تتدرب على إجراء العملية بمفردها، على الرغم من أن فرص النجاح ستكون أعلى بكثير إذا انضمت الولايات المتحدة بترسانتها إلى الهجوم.
ووفقا للصحيفة، فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين السابقين والحاليين "أقروا بالشكوك" حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني، ومع ذلك، وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، كان مسئولو البنتاجون يتساءلون عما إذا كان الإسرائيليون يستعدون للذهاب بمفردهم، بعد أن خلصوا إلى أنهم قد لا يحظون بلحظة مثل هذه مرة أخرى.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر إسرائيل من ضرب المواقع النووية أو مواقع الطاقة، قائلًا إن أي رد يجب أن يكون "متناسبًا" مع الهجوم الإيراني على إسرائيل الأسبوع الماضي، كما كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن واضحا مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، بأن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل تجنب الخطوات الانتقامية التي من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد جديد من قبل الإيرانيين. 
لهذا، من المرجح أن يركز أول رد إسرائيلي ضد إيران على القواعد العسكرية، وربما بعض مواقع الاستخبارات أو القيادة، كما يقول المسؤولون. 
وفي البداية على الأقل، يبدو من غير المرجح أن تهاجم إسرائيل المواقع النووية في البلاد. وبعد نقاش طويل، يبدو أن هذه الأهداف قد تم حجزها لوقت لاحق، إذا صعد الإيرانيون من هجماتهم المضادة.
ومع ذلك، هناك دعوة متزايدة داخل إسرائيل، يرددها البعض في الولايات المتحدة، لاغتنام الفرصة لتأخير لسنوات أو أكثر القدرة الإيرانية التي يقول مسؤولون استخباراتيون أمريكيون وخبراء خارجيون بشكل متزايد إنها على عتبة إنتاج قنبلة. 
وفي حين ركزت أغلب المناقشات العامة على حقيقة مفادها بأن إيران قادرة على زيادة التخصيب لإنتاج اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع القنابل في غضون أسابيع؛ فإن الحقيقة الأكثر أهمية هي أن الأمر قد يستغرق من المهندسين الإيرانيين شهورًا أو ربما أكثر من عام لتحويل هذا الوقود إلى سلاح قابل للاستخدام.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت قوله "يجب أن نتحرك الآن لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومرافق الطاقة المركزية، وشل هذا النظام بشكل قاتل".
وأشارت الصحيفة إلى أن المسئولين الأمريكيين، وفي مقدمتهم بايدن، شنوا حملة لإبعاد مثل هذه الضربات من على الطاولة، قائلين إنها من المرجح أن تكون غير فعالة وقد تغرق المنطقة في حرب شاملة.
ونوهت الصحيفة بأن الجدل المفاجئ حول الضربة أثار أسئلة جديدة، وعلى سبيل المثال إذا هاجمت إسرائيل، فإلى أي مدى يمكن أن تعرقل قدرات إيران النووية حقًا؟ أم أن النتيجة ستكون ببساطة دفع البرنامج النووي الإيراني إلى عمق أكبر تحت الأرض، مما يدفع إيران إلى منع المفتشين النوويين القلائل الذين لا يزال لديهم وصول منتظم، وإن كان محدودًا، إلى منشآتها الرئيسية؟ وماذا لو دفعت الضربة الإسرائيلية قادة إيران إلى اتخاذ قرار بالتسابق للحصول على قنبلة؟
وتابعت إن إيران كثفت إنتاج اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 60%، أي أقل بقليل من درجة صنع القنبلة بينما يعتقد الخبراء أن لديها الآن ما يكفي من هذا الوقود لصنع ثلاث أو أربع قنابل، وأن الوصول إلى درجة صنع القنبلة، بنسبة نقاء 90%، لن يستغرق سوى أيام.
وذكرت أنه في حين أن محطة نطنز النووية قد تكون هدفًا سهلًا إلى حد ما، فإن ضربها سيكون بمثابة عمل حربي. وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، حثت الولايات المتحدة على الدبلوماسية والعقوبات، وليس القنابل، لإفساد البرنامج. ولقد عملت بنشاط على منع إسرائيل من الحصول على الأسلحة التي قد تحتاجها لتدمير منشأة أخرى للطرد المركزي، تسمى فوردو، والتي بنيت في عمق الجبل.
كما تجاهل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، مطالب إسرائيل بتزويد قواتها الجوية بأكبر قنابل اختراق المخابئ في الولايات المتحدة، والقاذفات من طراز "بي-2" اللازمة لإيصالها؛ وهي أسلحة ضرورية لأي تحرك لتدمير فوردو وغيرها من المنشآت العميقة المعززة بشدة.
ومع ذلك، واصلت إسرائيل خططها حيث اغتال الإسرائيليون العلماء وضربوا منشآت التخصيب فوق الأرض، وهاجموا مراكز تصنيع أجهزة الطرد المركزي بطائرات بدون طيار واستثمروا موارد ضخمة استعدادًا لهجوم محتمل على المنشآت.
لكن تعثرت الجهود الإسرائيلية بعد أن توصل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما إلى اتفاق نووي مع إيران أدى إلى قيام البلاد بشحن الكثير من وقودها النووي إلى خارج البلاد. وفي وقت لاحق، عندما انسحب خلفه (دونالد ترامب) من الاتفاق حيث كان هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتنعين بأن الإيرانيين سيتخلون عن مشاريعهم ردًا على تهديدات واشنطن؛ ولهذا ركزت القوات الإسرائيلية بدلًا من ذلك على حزب الله والأنفاق تحت الأرض؛ حيث يخزن الصواريخ التي تنتجها إيران.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال فرانك ماكنزي، الذي كان مسؤولًا عن خطط الحرب الإيرانية عندما كان يدير القيادة المركزية للولايات المتحدة قوله "الهدف النووي هو هدف صعب للغاية، وهناك الكثير من البدائل الأخرى لهذا الهدف مثل البنية التحتية للطاقة لأنه سيكون من الأسهل تنفيذها".
واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة إنه سواء ضربت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية أم لا، فهناك أسباب جديدة للقلق بشأن مستقبل إيران النووي منها الضرر الذي لحق بحزب الله في الأسابيع القليلة الماضية قد يجعل إيران تشعر بالضعف لأنه لم يعد بإمكانها الاعتماد على قدرة الجماعة على ضرب إسرائيل وقد يصبح التحرك للحصول على سلاح نووي الوسيلة الحقيقية الوحيدة لردع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • «قطعته زوجها بمنشار ورمته في الزبالة».. القصة الكاملة لجريمة نيرمين نوفل التي هزت أستراليا
  • ابحث عن المرأة.. حل لغز العثور على أشلاء مصري في القمامة بأستراليا
  • ماكينة قهوة تنهي 17 سنة زواج
  • نيويورك تايمز تكشف الأهداف الإيرانية التي تعتزم إسرائيل ضربها
  • مشاجرة بين زوجين بسبب الولاية التعليمية.. اعرف التفاصيل
  • احترام الزوجة لزوجها ركن أساسي في الحياة الزوجية
  • الورد في القرآن.. فضله وكيفية الانتظام عليه؟
  • هل يجوز الاستغفار للميت؟.. الصيغة الصحيحة وما يصل إليه في القبر
  • زوج يطالب بإلزام زوجته بتعويض 200 ألف جنيه لتعديها عليه.. اعرف التفاصيل