دراسة تكشف العلاقة بين عمى الألوان وتفضيلات الطعام
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
توصلت عالمة النفس الكندية إيزابيل غوثير وطلابها إلى اكتشاف يتعلق بالاختلافات الفردية في التعرف على الطعام عن طريق دور فريد للألوان في الاستجابات العاطفية للأطعمة.
فبحسب ما نشره موقع PsyPost، نقلًا عن مجلة The Conversation، كشف الموسم السابع من مسلسل "الشيف الفرنسي" لجوليا تشايلد، وهو الموسم الأول من الحلقات التليفزيونية الذي تم بثه بالألوان، كيف يمكن للألوان أن تغير تجربة الطعام.
تقول غوثير إن الرحلة للاكتشاف المذهل بدأت عندما قامت وطلابها دارسي علم النفس بقياس مدى اختلاف الأشخاص في قدرتهم على التعرف على صور الطعام المعد. وتضيف غوثير إنها، على مدى السنوات العشرين الماضية، تعلمت هي وباحثون آخرون أن الأشخاص يختلفون أكثر مما كان متوقعًا في الأصل في مدى قدرتهم على التمييز وتحديد الأشياء، مثل الطيور أو السيارات أو حتى الوجوه.
وأوضحت غوثير أنه من المثير للاهتمام أنه تبين أن هناك قدرًا كبيرًا من التباين في قدرة الأشخاص على التعرف على الوجوه، على الرغم من أن كل شخص مبصر تقريبًا لديه خبرة في رؤية الوجوه.
التعرف على الطعامثم أردفت غوثير قائلة إن الخبرة في التعامل مع الطعام عالمية أيضًا، لذا تم طرح تساؤل حول مدى التباين، الذي يمكن أن يطرأ على قدرة الأشخاص على التعرف على أصناف الطعام. ومن ثم قامت هي وطلابها بطلب بسيط من مشاركين في الدراسة هو مطابقة صور نفس الطبق بين صور مماثلة، أو العثور على الطبق الغريب بين أطباق أخرى.
وكان من الطبيعي أن يختلف الأشخاص كثيرًا في هذه المهام، إذ أن بعض هذا التباين يمكن تفسيره بقدرة عامة على التعرف على الأشياء من أي نوع.
فوبيا الأطعمة الجديدةولكن جزءًا من الاختلافات في التعرف على الطعام بين الأشخاص لم يتم تفسيره بهذه القدرة العامة. وبدلًا من ذلك، توقعنا أن هذا التباين قد يكون مرتبطًا بموقف الأشخاص تجاه الأطعمة الجديدة.
فالأشخاص الذين يؤيدون بشدة عبارات مثل "أنا لا أثق في الأطعمة الجديدة" أو "أنا دقيق للغاية بشأن الأطعمة التي أتناولها" يعانون مما يسمى برهاب الأطعمة الجديدة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء جودة النظام الغذائي، مما يؤدي إلى نقص التغذية وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
اكتشفت غوثير أن آكلي الطعام الانتقائيين سجلوا أسوأ الدرجات في اختبارات للتعرف على الطعام: حيث يرتبط رهاب الأطعمة الجديدة سلبًا بقدرة التعرف على الطعام.
دور الألوان في انتقاء الطعاموبينما كان غوثير وفريقها ينشرون نتائج اختباراتهم، كان علماء آخرون يناقشون نتائج جديدة حول كيفية تفاعل الدماغ مع الطعام والألوان. حددت مجموعات بحثية مختلفة مناطق الدماغ في النظام البصري التي تستجيب بشكل تفضيلي لصور الطعام.
على سبيل المثال، فإن النظر إلى وعاء من المكرونة من شأنه أن ينشط هذه المناطق في الدماغ، ولكن ليس النظر إلى كومة من الخيوط. وكان الخلاف العلمي وقتئذ يدور حول ما يعنيه تحديد الانتقائية للطعام في مناطق الدماغ المعروفة بالفعل باستجابتها للألوان.
أجزاء من المخ البشريورجحت إحدى المجموعات البحثية أن أجزاء معينة من الدماغ تستجيب للألوان لأنها متخصصة في التعرف على الطعام. ورأت المجموعة الأخرى أن اللون ليس حاسمًا لاستجابة الدماغ للطعام. حتى أنهم أظهروا أنهم يمكن أن يحصلوا على تنشيط دماغي مماثل عندما ينظر الأشخاص إلى صور الطعام بدرجات الرمادي.
لذلك، وبحسب غوثير، تم تكرار الاختبارات الأولية للتعرف على صور الطعام لكن بالأبيض والأسود ودرجات الرمادي. وكشفت النتائج أنه دون الألوان، ارتكب الأشخاص بشكل غير مفاجئ عددًا أكبر من الأخطاء وخلطوا بين الأطباق المختلفة على أنها نفس النوع من الطعام، لكن نمط التباين بين الأشخاص لم يتغير بخلاف ذلك.
وكان أداء أولئك الذين يتمتعون بقدرة بصرية عامة أعلى أفضل مع الطعام، وهكذا خلص الباحثون مجددًا إلى أن هناك قدرة محددة للتعرف على الطعام تتجاوز هذا التأثير العام.
الألوان مفتاح اللغز
وتشرح غوثير أنه تبين أن هناك محصلة وحيدة لتجربة الصور غير الملونة حيث تم التأكد من أن الخوف من الطعام الجديد لا يرتبط بقدرة الشخص على التعرف على الطعام، وإنما يعتمد الأمر بالكامل على اللون.
وبناءً على هذه النتائج، تم اقتراح مكونين منفصلين لقدرة التعرف على الطعام المحدد، أحدهما مستقل عن اللون ويوضح سبب تطابق النتائج في التجارب مع اللون وبدونه. في حين يتعلق الآخر بالاستجابات العاطفية، والذي يمكن أن يكشف ما إذا كان الخوف من الطعام الجديد لا يرتبط بالتعرف على الطعام إلا عندما يظهر الطعام ملونًا.
عمى الألوانويؤثر عمى الألوان على الرجال أكثر من النساء بستة عشر مرة، لذا فهم أقل خوفًا من تجربة الأطعمة الجديدة بالمقارنة مع أولئك الذين لديهم إدراك طبيعي للألوان. ونظرًا لأن الشخص المصاب بعمى الألوان يختبر الطعام في نطاق محدود من الألوان، فربما تكون بعض الإشارات التي يمكن تثير القلق من نضارة الطعام أو السلامة أو أنه طعام جديد محدودة.
وتبين من الاختبارات للمشاركين إن الرجال الذين يعانون من عمى الألوان كانوا أقل كراهية للأطعمة الجديدة من الرجال غير المصابين بعمى الألوان.
وتكررت نفس النتيجة في دراسة أخرى، حيث أفاد الرجال المصابون بعمى الألوان أيضًا بمستويات أقل من الاشمئزاز من الطعام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عمى الألوان على التعرف على عمى الألوان صور الطعام من الطعام یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الزواج أم العزوبية؟ دراسة تكشف أيهما يحميك من الخرف!
شمسان بوست / متابعات:
كشف فريق بحثي أن كبار السن المطلقين أو الذين لم يسبق لهم الزواج كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف على مدى 18 عاما مقارنة بأقرانهم المتزوجين.
وتشير النتائج إلى أن عدم الزواج قد لا يزيد من القابلية للتدهور المعرفي، خلافا للمعتقدات السائدة في أبحاث الصحة العامة والشيخوخة.
وعادة ما يرتبط الزواج بنتائج صحية أفضل وحياة أطول، لكن الأدلة حول علاقة الحالة الاجتماعية بخطر الخرف ما تزال غير متسقة. فقد أشارت بعض الدراسات إلى ارتفاع خطر الخرف بين غير المتزوجين، بينما لم تجد دراسات أخرى أي ارتباط أو أظهرت نتائج متضاربة فيما يخص الطلاق والترمل.
ومع تزايد أعداد كبار السن المطلقين أو الأرامل أو الذين لم يسبق لهم الزواج، برزت مخاوف بشأن تعرض هذه الفئات لخطر متزايد للإصابة بالخرف. ولم تتناول الأبحاث السابقة بشكل منهجي كيف ترتبط الحالة الاجتماعية بأسباب محددة للخرف، أو كيف يمكن لعوامل مثل الجنس أو الاكتئاب أو الاستعداد الوراثي أن تؤثر على هذه العلاقات.
وفي الدراسة المنشورة في مجلة Alzheimer’s & Dementia، أجرى الباحثون من كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا وجامعة مونبلييه، دراسة طولية لمدة 18 عاما لفهم ما إذا كانت الحالة الاجتماعية مرتبطة بخطر الخرف لدى كبار السن.
وشملت الدراسة أكثر من 24 ألف مشارك غير مصاب بالخرف في بداية الدراسة، مسجلين من أكثر من 42 مركزا لأبحاث مرض ألزهايمر في الولايات المتحدة عبر المركز الوطني للتنسيق.
وخضع المشاركون لتقييمات سريرية سنوية أجراها أطباء مدربون باستخدام بروتوكولات موحدة لتقييم الوظيفة الإدراكية وتشخيص الخرف أو الضعف الإدراكي الخفيف.
ولتحليل الخطر طويل الأمد، تابع الباحثون المشاركين لمدة تصل إلى 18.44 عاما. وصنفت الحالة الاجتماعية في البداية إلى: متزوج، أرمل، مطلق، أو لم يسبق له الزواج.
وحلل الفريق خطر الخرف باستخدام نموذج Cox للخطر النسبي، مع اعتبار المتزوجين كمجموعة مرجعية. وضمت النماذج عوامل ديموغرافية، وصحة جسدية وعقلية، وتاريخ سلوكي، وعوامل خطر وراثية، ومتغيرات تشخيصية وتسجيلية.
وبالمقارنة مع المتزوجين، أظهر المطلقون ومن لم يسبق لهم الزواج انخفاضا واضحا في خطر الإصابة بالخرف خلال فترة الدراسة.
وقد تم تشخيص الخرف في 20.1% من العينة الكلية، مع أعلى نسبة بين المتزوجين (21.9%)، والأرامل (21.9%)، بينما كانت النسبة أقل بكثير لدى المطلقين (12.8%) ومن لم يسبق لهم الزواج (12.4%).
وبعد ضبط العوامل الديموغرافية والسلوكية والوراثية، وجد الباحثون أن المطلقين وغير المتزوجين كان لديهم خطر أقل للإصابة بالخرف، حيث انخفض الخطر بنسبة 34% بين المطلقين و40% بين غير المتزوجين.
ولوحظ نفس النمط في حالات ألزهايمر وخرف أجسام ليوي، لكن لم توجد علاقة واضحة مع الخرف الوعائي أو التدهور الجبهي الصدغي.
وكان المطلقون وغير المتزوجين أيضا أقل عرضة للانتقال من الضعف الإدراكي الخفيف إلى الخرف الكامل.
ولم تختلف النتائج بشكل كبير بين الجنسين أو الفئات العمرية أو مستويات التعليم. واقترح الباحثون أن الضغوط المزمنة المرتبطة بالزواج (مثل المسؤوليات العائلية أو التوتر الزوجي) قد تلعب دورا في زيادة خطر الخرف لدى المتزوجين.
وقد يكون لدى غير المتزوجين شبكات دعم اجتماعي متنوعة (أصدقاء، عائلة ممتدة) توفر حماية معرفية دون ضغوط العلاقة الزوجية.
وتحدت هذه النتائج الافتراضات التقليدية بأن الزواج دائما مفيد للصحة الإدراكية، مشيرة إلى أن العزوبية أو الطلاق قد تكون عوامل وقائية ضد الخرف في بعض الحالات.
ومع ذلك، شدد الباحثون على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لفهم الآليات الكامنة وراء هذه العلاقة المعقدة.
المصدر: ميديكال إكسبريس