شاي بلحم البقر.. حيلة غريبة من مطعم فيتنامي لاستقطاب الزبائن
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
ضجة كبيرة أحدثها مطعم فيتنامي في عالم تقديم الأطعمة للزبائن، بعدما ابتكر طبقًا جديدًا وغريبًا يجمع بين مكونات غير متوقعة، وهي لحم البقر ومشروب الشاي.. فما هو هذا الطبق؟ وكيف أحدث هذه الضجة الكبيرة وسط الزبائن؟
طبق نودلز لحم البقر المبتكرابتكر مطعم يو تانغ في هانوي الصينية طبق نودلز لحم البقر الذي يمزج بين نكهة الشاي بالحليب الشهير ولؤلؤ التابيوكا، وهذا المزيج غير التقليدي المستوحى من شعبية شاي الفقاعات، أثار حيرة الكثيرين؛ فبينما يصف البعض الطبق بأنه تجربة فريدة وممتعة، يعبر آخرون عن شكوكهم حول التجانس بين النكهات المختلفة.
ويتكون الطبق الجديد من مرق خضار غني بنكهة الشاي الأسود والحليب الطازج، ويُقدم مع الشعرية ولؤلؤ التابيوكا ولحم البقر المحفوظ، وعلى الرغم من أن المكونات تبدو بسيطة، فإن الطعم النهائي يوصف بأنه معقد وغريب، حسب ما ورد على موقع «odditycentral».
رأي أحد رواد المطعم في الطبق الجديدوعبَر أحد الفيتناميين الذين جربوا الطبق وهو «دوك آنه» عن استياءه من تجربة تناول هذا الطبق، قائلًا في تصريحات صحفية: «النكهة العامة ليست مُثيرة للإعجاب أو مميزة، المكرونة ليست سيئة، كما يتصور البعض، لكنها لا طعم لها، نكهات كل مكون لا تتواصل مع بعضها البعض حقًا».
نجاح كبير للمطعم عبر الـ«سوشيال ميديا»وعلى الرغم من الآراء المتباينة، فقد حقق طبق النودلز الجديد من هذا المطعم، الذي يبلغ سعره 98000 دونج فيتنامي (حوالي 4 دولارات)، نجاحًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي في فيتنام؛ إذ أصبح هذا المزيج الغريب والحملة التسويقية القوية للمطعم حديث الساعة، مما دفع الكثيرين للتوجه إلى يو تانغ لتجربة الطبق بأنفسهم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: لحم البقر لحوم البقر حيلة جديدة
إقرأ أيضاً:
لغز السعادة
السعادة لغز قديم، شغل الفلاسفة والمفكرين، وأرهق الباحثين عنها في كل زمان ومكان.
البعض يراها في النجاح، والبعض الآخر يظنها في المال، وهناك من يربطها بالحب، أو بالسفر، أو بتحقيق الأحلام. ومع ذلك، يمضي الكثيرون حياتهم في ملاحقتها دون أن يجدوها، كمن يطارد خيط دخان. والمفارقة أن هناك من يعيش ببساطة، لا يفكر كثيرًا في سرها، ومع ذلك يبدو سعيدًا بما لديه، كأنه وجد مفتاحًا خفيًا لم يدركه الآخرون. فما الذي يجعل بعض الناس سعداء رغم قسوة الظروف، بينما يبقى آخرون غارقين في التعاسة رغم أن الحياة قد منحتهم أكثر مما يحتاجون؟ الجواب لا يكمن فقط في الظروف، بل في طريقة فهم الإنسان لها، وفي الطريقة التي ينظر بها إلى الحياة ويتعامل مع تقلباتها.
يقول سينيكا: “السعادة ليست في امتلاك الأشياء، بل في التحرر من الحاجة إليها.” وهذه هي الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون، فالتعلق المستمر بالماديات لا يولد سوى مزيد من الرغبات التي لا تنتهي، وكأن الإنسان يسير في سباق لا خط نهاية له. أما من أدرك أن ما لديه كافٍ، وأن القناعة ليست استسلامًا بل نوع من الذكاء، فقد عرف طريق السعادة دون الحاجة إلى الركض خلفها. ليس هذا إنكارًا لأهمية الطموح أو السعي نحو الأفضل، لكنه تأكيد على أن السعادة ليست مؤجلة لحين تحقيق شيء معين، وإنما هي حالة يمكن أن يعيشها الإنسان في كل لحظة، إذا امتلك الفهم الصحيح لمعناها.
أما فولتير، فقد قال: “السعادة ليست شيئًا جاهزًا، بل تأتي من الفهم الجيد للحياة والتصرف بحكمة.” وهذا يعيدنا إلى التساؤل: هل الوعي بالحياة شرط للسعادة؟ أم أن هناك من يعيش سعيدًا رغم أنه لا يفكر كثيرًا في معانيها؟ الحقيقة أن هناك نوعان من السعادة: سعادة تأتي من البساطة، وسعادة تأتي من الفهم العميق. الأولون يعيشون وفق إيقاع الحياة دون أن يرهقوا أنفسهم بأسئلة كبرى، يجدون الفرح في تفاصيل يومهم، ولا يضعون أنفسهم تحت ضغط البحث المستمر عن معنى لكل شيء. أما الآخرون، فيدركون أن السعادة لا تعني غياب المشكلات، بل القدرة على التعامل معها دون أن يفقدوا توازنهم. هذا النوع من السعادة أعمق وأطول عمرًا، لأنه لا يعتمد على الظروف الخارجية، بل على قدرة الإنسان على خلق حالته الخاصة من الرضا.
وهنا يبرز السؤال: هل الجهل نعمة حقًا؟ يعتقد البعض أن الأشخاص الذين لا يشغلون أنفسهم بالتفكير قد يكونون أكثر سعادة، لأنهم لا يرهقون عقولهم بتعقيدات الحياة. لكن هذه السعادة غالبًا ما تكون هشة، تنهار عند أول اختبار، لأنها لم تُبنَ على أساس متين. أما من أدرك طبيعة الدنيا وفهم قوانينها، وامتلك وعيًا متزنًا، فإنه يمتلك سعادة أعمق، لأنها لا تتأثر بالتغيرات العابرة، ولا تتبدد عند مواجهة الأزمات. الشخص الذي لا يشغل نفسه بالتفكير في المعنى الأعمق للحياة قد يشعر بالسعادة طالما أن الأمور تسير وفق ما يريد، لكنه عندما يواجه أزمة حقيقية، فإنه ينهار بسهولة، لأنه لم يكن مستعدًا نفسيًا أو فكريًا لمثل هذه اللحظات. بينما من يمتلك وعيًا ناضجًا بالحياة، يدرك أن التحديات جزء من الرحلة، وأن السعادة لا تعني غياب المشاكل، بل تعني امتلاك القدرة على التعامل معها دون أن يفقد اتزانه الداخلي.
السعادة الحقيقية لا تأتي من الهروب من الواقع أو إنكاره، بل من التكيف معه. هناك من يرى في كل مشكلة نهاية العالم، وهناك من يراها تحديًا يمكن تجاوزه. الفرق ليس في حجم المشكلة، بل في طريقة التفكير. كذلك، هناك من يعيش عمره يقارن نفسه بالآخرين، فلا يرى في حياته إلا ما ينقصه، بينما هناك من يدرك أن لكل إنسان رحلته الخاصة، وأن الانشغال بالذات أكثر نفعًا من الانشغال بالمقارنات التي لا تنتهي. البعض يظن أن الحصول على ما يمتلكه غيره سيمنحه السعادة، لكنه يكتشف لاحقًا أن المقارنة لا تقوده إلا إلى مزيد من السخط، وأن السعادة ليست فيما عند الآخرين، بل فيما يمكن أن يجده هو في حياته، إذا تعلم كيف يرى الجمال فيما لديه.
السعادة ليست هدفًا بعيدًا، بل أسلوب حياة. هي في التفاصيل الصغيرة التي يمر بها الإنسان دون أن ينتبه إليها، في لحظة رضا، في ابتسامة غير متكلفة، في بساطة العيش بعيدًا عن التعقيد. البعض يظنها كنزًا مخفيًا يجب البحث عنه، لكنها في الحقيقة قريبة، تحتاج فقط إلى عين ترى، وعقل يفهم، ووعي يعرف كيف يكون ممتنًا. السعادة ليست أن تكون حياتك مثالية، بل أن تعرف كيف تتعامل مع كل لحظة فيها، وتجد فيها شيئًا يستحق أن يُعاش. البعض يطاردها كما لو كانت غزالًا جامحًا، بينما هي جالسة بجواره، تنتظر منه فقط أن يراها.