تجدّيد الخِطاب السياسِي السُودْاني
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تجدّيد الخِطاب السياسِي السُودْاني
نضال عبد الوهاب
لا يُخالجني أدنى شك أننا وعلى جميّع مستوى الأصعدة سياسياً، وفي كافة مكونات الفِعل والقُوى السياسِية السُودانية نُعاني أزمة في الخطاب السياسِي بشكل عام وكثيف.
خطاب ذو مضمون ونوع لا يتماشى والواقع الذي تعيشه البلاد، ولا يعمل لمُستقبل أفضل لها، فهو إما قديم وغير مواكب، أو متشنج ومتطرف، أو مُنكفئ ومعزول، أو إثني وقِبلي ومناطقي وجهوي وعُنصري، وبالمُجمل فهو (خِطاب بائس) كما أسميته ولا يصلح لمواجهة التحدّيات التي تواجهها بلادنا، ولا يرتقي لمستوى الأزمة التي نعيشها وبلادنا وشعبنا.
ففي الوقت الذي تتم فيه إبادة مُنظمة للشعب السُوداني ويموت الناس كما الضان والنمل وتحترق جُثثهم بلفيح الدانات ومقذوفاتها وضربات الطيران والبراميل المُتفجرة، وتتقطّع الأشلاء، وفي ذات التوقيت يُهجّر السُودانيون وينزحون ويُطاردون ويموتون بالجوع والأمراض والأوبئة والحسرة، نجد أن هنالك من يتحدثون عن الشوارع التي لا تخون والإضراب السياسِي بإعتبارهما فعل “ثوري” مؤدي لوقف الحرب؟؟، ويتناسون أن التنادي لوقف الحرب والاصطفاف لكل المؤمنين بذلك هو الشرط الأساسي لبقاء الدولة نفسها وبه تتحقق مصالحهم الكُبرى وهذه هي بوابة الفعل الثوري الحقيقي وأي تغيير قادم وبدونها لن يتحقق أي شئ، بل يمكن أن تُفقد البلاد نفسها ويموت الشعب ويُباد إن استمرت الحرب وطال أمدها واتسعت رُقعتها وانتشرت، وتجد كذلك خطاب سياسِي يقفز في المراحل ويحدثك عن الشروط التي تتحقق بها حقوق المُواطنة والمساواة كعلمانية الدولة والدستور ومبادئه والحكم الفدرالي ووو، وفي ذات الرقعة التي ينطلق منها مثل هذا الخطاب يموت الناس بالجوع وسوء التغذية ويبحثون عن السُبل التي تغيثهم وتنقذهم من الموت والفناء، خطاب ليس توقيته ولا أولويته إذا ما قارنته بالأولوية للجانب الإنساني ولبقاء الإنسان نفسه على قيّد الحياة ثم لوقف الحرب وإطلاق النار حتى وإن كان لتمرير تلك المُساعدات الإنسانية ولإنقاذ حياة الناس؟؟، ثم تجد خطاب آخر يُحدثك عن تقسيّم الأرض ورسم الحدود والناس في حالة حرب وصراع لأجل البقاء أحياء، في وطن يتمزق وتفتح بذلك أبواباً جديدة للصرّاع على أُسس قبلية وإثنية، وتتحدث عن شعوب أصلية وأُخرى لا حقوق لها في أرض يتم مُشاركتها مُنذ سنوات طويلة بحكم التنوع والهجرات المُستمرة والنزوح، وأغلب هذا النزوح لسبب الحرب نفسها أو للبحث عن الملجأ، وأغلب الصراع على الموارد فيها، وبدلاً من إطفاء الحرب والصراع نفتح أبواباً جديدة إليها، في غياب للدولة المركزية صاحبة الحقوق في حماية كُل الأرض والمُحافظة عليها، خطاب يقفز من واقع الحرب وموت الناس جوعاً ليحدثك عن تقرير المصير بين القبائل وحدود أراضيها؟؟، وخطاب سياسِي آخر ينقلك مُباشرة للحديث عن السُلطة وأطراف عملية سياسِية ومن يأتي ومن لا يأتي، ومن يُشارك ومن لا يُشارك، وإذا سألت أصحاب هذا النوع من الخطاب لماذا سيجتمع الناس، وليقرروا ماذا؟؟ لن يعطوك أي إجابة عندها علاقة بمصلحة السُودانيون الآنية ولا حتى قبولهم بمن يمثلونهم في التقرير نيابةً عنهم من مجموعات بعضها بل أكثرها لا يُمثل إلا نفسه، ثم يأتي ليقول بمُشاركة هذا ومنع ذاك؟؟؟، ولكنه خطاب يُكرس فقط للطريق للسُلطة فلا تهم النتائج التي لها علاقة بمصالح السُودانيين الحقيقية في وطنهم، خطاب يجعل من أعداء البلاد والطامعين فيه هم أنفسهم أصحاب الحلول لبلادنا والمُتحكمين في مصيرها بما يدفعونه من أموال وتمويل لجميّع أنشطة هؤلاء، بل ويرسمون لهم الطريق الذي يسيرون عليه وعلى رأسه تصميم عمليتهم السياسِية هذه؟؟، ولا ننسى الخطاب السياسِي المُتطرف الإقصائي، والذي تتعدد مجموعات من يقولون به، فبعضهم يعمل لاستمرار الحرب نفسها، وإعادة إنتاج العسكر والإسلاميين وتحكمهم أو من يختارونه فقط لكي يكون معهم، ولا يهم متى تقف الحرب وإن استمرت مائة عام ومات الـ48 مليون سُوداني؟؟؟، أو يظهر مثل هذا الخطاب في إتجاه يقود البلاد للتقسيم والتفتت حقيقةً وإيماناً بذلك لأجل الانفراد التام بالسُلطة أيضاً والثروات ولإعادة تكريس الاستبداد، وهو خطاب سياسِي يستخدم كُل أدوات العنف وأساليبها المُتخيّلة والمُستحيلة، وهو ذات خطاب الحرب والتدميّر والوحشية، خطاب سياسِي موجود وبكثرة للأسف ويتم التسويق له في الأجهزة الإعلامية الرسمية للدولة وفي كل المنصات ووسائطها، ويُنشر فيها صباحاً ومساء؟؟، وخطاب سياسِي عنصري وإثني وجهوي ومنكفئ، لا يؤمن إلا بسيادة النوع والقبيلة والإثنية، وهذا خطاب لا يأبه إن استمرّ الصراع أو الحرب، ولكنه في ذات الوقت إتجاهه للحلول لا يؤمن إلا بعدم القبول والتعايش مع الآخر المُختلف وفي ذات السُودان المُتعدد، ويستخدم حتى هذه الحرب لتكوين دولتهم الخاصة، إما تقسيّما أو فرضاً للعقلية الإثنية التي تكره الآخر ولا تقبل به معها، وهذا الخطاب للأسف أيضاً مُنتشر وموجود بكثرة في الساحة السياسِية والإجتماعية وداخل مكوناتها، ويتكامل ويلتقي معه خطاب الكراهية ويزداد مع ازدياد الحرب الحالية أو تمددها؟؟، ثم وأخيراً مثال لخطاب سياسِي ملئ بالتشكيك المُستمر، والذي ينتهي بالتخوين والتجريم ولا يخدم إلا أعداء وحدة القوى السياسِية وتلاقيها، وبالتالي لا يخدم إلا أعداء البلاد والعاملين لشرذمتنا وتقسيّمنا ونهب ثرواتنا ووضعنا في سكة التخلف والصراعات والحروب.
كُل هذه الأمثلة من الخطاب السياسِي السُوداني الحالي والتي عددتها وذكرتها هي مجموع لطبيعة الخطاب السياسِي الذي يتم تقديمه ويحاول به البعض إنتاج الحلول لأزمات بلادنا، ويُستخدم كوسيلة لوقف الحرب وتخرج منه الرؤى السياسِية المُختلفة التي تمتلئ بها الساحة، في بلاد على حافة الضيّاع والانهيار وتُمزقها الحروب ويُباد شعبه ويُهجّر وينزح بالملايين…
نحتاج إلى تجديد حقيقي للخطاب السياسِي السُوداني في هذه المرحلة العصيبة والمفصلية، تجديد يتماشى ويُراعي الواقع الحالي للبلد وشعبه وينظر له ويقدمه لإنتاج حلول عملية وواقعية وسليمة ومُناسبة، خطاب يبتدئ بالتركيز على الأولويات ويجمع الناس حولها، ويذهب للمصالح الكبرى لكل أو أغلبية السُودانيين، خطاب لا يقفز على المراحل ولا يستبق المسارات، خطاب سُوداني بإمتياز، وغير مُستورد ولا أجنبي، يركز على الحل الوطني الشامل، وفي ذات الوقت يتعامل مع الخارج ولا يرفضه ولكن بحسب مصالحنا واستقلالية قرارانا السياسِي الجماعي، خطاب ضد الإقصاء والاستبداد والانكفاء، خطاب لا يُكرس لجهوية أو طائفية أو إثنية ولا يستخدم الشعب لمصالحه، خطاب جوهره ليس فقط إيقاف الحرب الحالية، ولكنه يمهد بعد تحقق أولوياته إلى الذهاب لحالة الاستقرار وطي صفحات الماضي وبالتالي الحلول المُستدامة، ولكنه مع هذا يبدأ بتحقيق الأولولويات والتركيز عليها وتجميّع الكُل حولها لإنتشال البلاد وشعبها من مصير التلاشي والإبادة والفناء والتقسيّم، خطاب ينظر للمُستقبل لا بعين الماضي والمكوث فيه طويلاً أو الإنغماس الدائم فيه، ولكنه يتجاوزه لأجل الأجيال القادمة، خطاب يبتعد تماماً عن لغة التشكيك والتخوين والتجريم المُستمرة وعن أي أسلوب كراهية أو مؤدي إليه، خطاب سياسِي سُوداني مُتمرحل ما بين إيقاف الحرب وحتى سُودان مُستقر وزاهر لجميّع السُودانيين بكافة تنوعهم وتعدد أعراقهم وثقافاتهم، يتم التخلص الحقيقي فيه من كافة ما تم من أخطاء، بعد الاعترافات الشجاعة بها والاعتذار ثم التصالح المقترن بتحقيق شرط العدالة من غير تجاوزها أو القفز أيضاً عليها.
نحتاج إذاً لتجديد الخطاب السياسِي الحالي لوقف الحرب، ثم لاستدامة السلام، ولتحقيق واقع ومُستقبل أفضل للسُودان وكُل السُودانيين ليعيشوا معاً في وطن مُوحد مُستقر مُزدهر ومُعافى يسع الجميّع.
الوسومالإبادة الحرب الخطاب السياسي السودان خطاب الكراهية نضال عبد الوهابالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإبادة الحرب الخطاب السياسي السودان خطاب الكراهية نضال عبد الوهاب السیاس ی الس الس ودانیین لوقف الحرب الس ودانی وفی ذات س ودانی خطاب س فی ذات خطاب ی
إقرأ أيضاً:
"قمت بثورة": ترامب يلقي أطول خطاب في الكونغرس.. تصعيد الحرب التجارية وعودة مفاوضات أوكرانيا
في أطول خطاب أمريكي يُلقى أثناء جلسة مشتركة للكونغرس، تطرق دونالد ترامب إلى مجموعة من القضايا الهامة، شملت السياسة الداخلية ومحادثات السلام في أوكرانيا، بالإضافة إلى تصعيده في حرب الجمارك ورؤيته بشأن الاقتصاد. وبطبيعة الحال، أحلامه بالسيطرة على غرينلاتد.
ولم يتردد ترامب في عرض إنجازات إدارته، حيث أكد أنه حقق، وخلال فترة قصيرة، مستوى لا مثيل له من النجاح، قائلًا: "لقد عاد الزخم والروح والفخر والثقة إلى أمريكا".
وأضاف الزعيم الجمهوري الذي أحدث "ثورة" كما يصف: "إن الحلم الأمريكي لا يمكن إيقافه، وبلدنا على وشك العودة إلى ما لم يشهده العالم من قبل."
كما تحدث الرئيس الفائز بولاية ثانية عن سرعة إنجازات إدارته، حيث زعم أن إدارته "حققت في 43 يومًا فقط أكثر مما حققته معظم الإدارات السابقة في أربع أو حتى ثماني سنوات"، وفقًا لما ذكره.
وأشار ترامب قائلًا: "لم يكن هذا سوى عمل سريع لا هوادة فيه"، مؤكدًا التزامه بتحقيق نتائج ملموسة لصالح الشعب الأمريكي.
وفيما يلي نظرة على بعض النقاط الرئيسية التي ذكرها خلال تصريحاته.
أوكرانيا: عودة محادثات السلام؟شكلت اللحظة التي قرأ فيها ترامب رسالة تلقاها مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أحد أهم الفصول في خطابه الزعيم الجمهوري.
ووفقًا لرئيس البيت الأبيض، فقد أعرب زيلينسكي عن رغبته في العودة إلى طاولة المفاوضات بعد المشادة الكلامية بينهما في المكتب البيضاوي، والتي أدت إلى انهيار محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقرأ ترامب جزءًا من الرسالة التي جاء فيها: "أنا وفريقي على استعداد للعمل تحت قيادة الرئيس ترامب القوية لتحقيق سلام دائم".
كما عبّر زعيم كييف، في الرسالة، عن تقديره للدعم الأمريكي لأوكرانيا قائلًا: "نحن نقدر حقًا ما فعلته أمريكا لمساعدة أوكرانيا في الحفاظ على سيادتها واستقلالها. وفيما يتعلق بالاتفاقية الخاصة بالمعادن والأمن، فإن أوكرانيا مستعدة للتوقيع عليها في أي وقت يناسبكم".
وأشار ترامب إلى أن بلاده كانت تخطط لتوقيع صفقة المعادن أثناء زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض يوم الجمعة، لولا أن الاجتماع تخلله خلاف وصل إلى حد مطالبة الرئيس الأوكراني بالمغادرة.
هذا وقال الرئيس الأمريكي إنه يقدر الرسالة، مشيرًا إلى أنه أجرى مناقشات جادة مع روسيا، وتلقى إشارات قوية بأنها مستعدة للسلام.
وأتبع ترامب قائلاً: "ألن يكون ذلك جميلًا"، معربًا عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، ومشيرًا إلى أن الطرفين قد يكونان أقرب من أي وقت مضى لحل النزاع، على الرغم من فشل المحادثات السابقة.
Relatedهل يعلن ترامب عن توقيع صفقة المعادن مع أوكرانيا في خطابه أمام الكونغرس؟حرب الجمارك تشتعل والأسواق العالمية مُربكة: ترامب ماضٍ في العقاب وأوتاوا وبكين تنتقمانزيلينسكي: المشادة الكلامية التي حصلت مع ترامب مؤسفة ونحن جاهزون للتعاون تحت قيادته القويةترودو ينتقد رسوم ترامب الجمركية على كندا ويصفها بـ"الخطوة الغبية"التعريفات الجمركية: تهديد بفرض المزيد من الضرائبوفيما يتعلق بالتعريفات الجمركية، هاجم ترامب العديد من الدول بسبب ما وصفه بـ"الممارسات التجارية غير العادلة" ضد الولايات المتحدة.
وذكر على وجه التحديد الاتحاد الأوروبي والهند والمكسيك والبرازيل، لافتًا إلى أن هذه الدول - و"أخرى غيرها" - فرضت سياسات تجارية تضر بالمصالح الأمريكية.
وقال: "هذا يحدث من قبل الأصدقاء والأعداء على حد سواء".
وأعلن ترامب أنه ابتداءً من 2 أبريل/نيسان، ستفرض الولايات المتحدة "رسومًا جمركية متبادلة" على الدول التي تفرض الضرائب على المنتجات الأمريكية.
وأكد الرئيس أهمية نظام التعريفة الجمركية الجديد، قائلًا: "كل الذين يفرضون علينا ضرائب، سنفرض عليهم ضرائب". وجادل بأن بلاده لطالما فرضت رسومًا جمركية أقل من العديد من شركائها التجاريين، والآن حان الوقت لعكس هذا الاتجاه.
وكانت قد فرضت إدارة ترامب هذا الأسبوع رسومًا جمركية كبيرة على المكسيك وكندا. وردًا على ذلك، أعلنت كلتا الدولتين عن فرض رسوم جمركية انتقامية، مما أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حرب تجارية شاملة.
وقد حذر خبراء الاقتصاد من أن مثل هذا الصراع قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع، لكن ترامب ظل ثابتًا على موقفه بأن الولايات المتحدة قد عوملت بشكل غير عادل من قبل الشركاء التجاريين الأجانب لسنوات.
وقال ترامب بثقة: "سنحصل على تريليونات وتريليونات الدولارات وسنخلق فرص عمل لم نشهدها من قبل"، معتبرًا أن منهجه الصارم بشأن التعريفات الجمركية سيعزز الاقتصاد الأمريكي وقطاع التصنيع بشكل كبير، ذاكرًا بشكل خاص صناعة السيارات الأمريكية التي ادعى أنها "مزدهرة تمامًا" بفضل مزيج من التعريفات الجمركية وفوزه في انتخابات عام 2016.
واعترف الزعيم الجمهوري بأن التعريفات الجمركية ستخلق بعض "الاضطراب" في البلاد، لكنه أكد على أن الولايات المتحدة ستكون "على ما يرام مع ذلك".
كما أشاد ترامب بجهود المكسيك الأخيرة في تسليم قادة الكارتلات إلى الولايات المتحدة، لكنه طالب بالمزيد من الإجراءات، وتحديدًا لمكافحة تهريب "الفنتانيل".
وقال: "نحتاج إلى المزيد من المكسيك وكندا لوقف عبور الفنتانيل عبر الحدود"، داعيًا الكونغرس إلى تمرير مشروع قانون من شأنه تعزيز أمن الحدود والحد من تهريب المخدرات.
وبالإضافة إلى ذلك، عاد ترامب للتعبير عن موقفه بشأن الهجرة، مشيرًا إلى أن إدارته قدمت بالفعل طلب تمويل مفصل إلى الكونغرس بهدف "تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة".
اقتصاد "الإنقاذ" وإغاثة الأسر العاملةوجاء ترامب على ذكر حالة الاقتصاد الأمريكي، مدعيًا أن إحدى أهم أولوياته هي "إنقاذ اقتصادنا" وتوفير "الإغاثة" للعائلات الأمريكية.
وألقى اللوم على الإدارة السابقة التي خلفت له تركة من التحديات الاقتصادية التي وصفها بأنها "كارثة وكابوس تضخم".
وأوضح ترامب أنه يعتقد أن المشاكل الاقتصادية الحالية كانت نتيجة مباشرة للسياسات التي تم سنها في عهد الرئيس جو بايدن.
وقال: "أنا أحارب كل يوم لجعل أمريكا ميسورة التكلفة مرة أخرى"، متعهدًا بعكس مسار الانكماش الاقتصادي وخفض التكاليف على أسر الطبقة العاملة.
وبطبيعة الحال، انتقد جو بايدن بسبب الارتفاع الحاد في أسعار سلع مثل البيض، واصفًا ذلك بأنه مثال على التضخم "الخارج عن السيطرة". ووعد بمعالجة هذه القضايا بشكل مباشر، بهدف جعل الحياة في متناول العائلات الأمريكية التي تعاني من ارتفاع التكاليف.
ولم يخلو خطابه من التصريحات المثيرة للجدل، فقد عبّر عن اهتمامه مجددًا بالسيطرة على غرينلاند، بالرغم من أنها إقليم شبه مستقل تابع للدنمارك.
وقال ترامب عن الجزيرة: "أعتقد أننا سنحصل عليها بطريقة أو بأخرى".
ولطالما كان الاستحواذ على غرينلاند، التي تضم قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة، هدفًا لترامب منذ فترة طويلة. وقد صاغه على أنه فرصة لتعزيز الأمن القومي الأمريكي مع تحقيق الازدهار الاقتصادي للبلاد.
وأضاف ترامب: "ستجعلهم أغنياء، وستجعلنا آمنين".
كما أعرب ترامب أيضًا عن رغبته في "استعادة" قناة بنما، في تصريح بدا وكأنه هدف طموح في السياسة الخارجية ووخزة مبطنة لوزير خارجيته ماركو روبيو الذي واجه انتقادات بسبب طريقة تعامله مع السياسة الخارجية الأمريكية.
القانون ونظام الشرطة العدوانيوتطرق ترامب في خطابه أيضًا إلى القضايا المتعلقة بإنفاذ القانون والسلامة العامة، وهو جزء من شعارات حملته الانتخابية حول "القانون والنظام".
ودعا إلى العودة إلى إنفاذ القانون بشكل أقوى في المدن الأمريكية، مدعيًا أن "النظام القضائي قد انقلب رأسًا على عقب من قبل مجانين اليسار الراديكالي".
ورسم ترامب صورة للمدن التي يقودها الديمقراطيون على أنها تعج بالجريمة، على الرغم من الأدلة التي تشير إلى انخفاض أوسع في معدلات جرائم العنف منذ ذروة جائحة كوفيد-19.
كما دعا الشرطة إلى مزيد من التشدد، مشيرًا إلى أن "ساعة واحدة قاسية" من إجراءات إنفاذ القانون ستكون كافية لوضع حد لسرقة التجزئة والجرائم الأخرى.
ومن جهة ثانية، أكد على توفير حماية أكبر لضباط الشرطة، بما في ذلك "الحصانة من الملاحقة القضائية" للمتورطين في إجراءات إنفاذ القانون.
وكالعادة، لم يمرّ خطاب رئيس البيت الأبيض دون "إثارة"، فقد صرخ النائب الديمقراطي آل غرين أثناء كلمته قائلاً: "ليس لديك تفويض"، متحديًا شرعية سياسات ترامب وقيادته.
وسرعان ما أُخرج غرين من القاعة، وظهرت احتجاجات أخرى بين الحضور، حيث رُفعت لافتات صغيرة كُتب عليها "احموا المحاربين القدامى" و"أنقذوا برنامج Medicaid" و"كاذبة" احتجاجًا على ذلك.
كما نُظمت احتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة أثناء إلقاء ترامب لخطابه، حيث تجمع المتظاهرون المؤيدون لأوكرانيا خارج مبنى الكابيتول الأمريكي، واحتشدت حشود كبيرة ضد الرئيس وأجندته خارج مقر قناة فوكس نيوز في نيويورك.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟ الصين تفتتح الدورة السنوية لأعلى هيئة استشارية سياسية بحضور شي جينبينغ بأمر تنفيذي من ترامب.. واشنطن تصنف الحوثيين "جماعة إرهابية" الغزو الروسي لأوكرانياجو بايدنكندادونالد ترامبالرسوم الجمركيةغرينلاند