حياد اليسار: أهم نصوص الحرب السودانية واجبة القراءة:
“لماذا نتجاهل أن حرب الجنجويد ليست مع الجيش بل مع بناتنا؟”
أهم نص عن الحرب السودانية كتبته الأستاذة نجاة طلحة في رسالة واستقالة قاسية من حزبها الشيوعي. عندما يكتب تاريخ الحرب السودانية فلا بد أن نص الأستاذة نجاة سيكون من أهم وثائقها غض النظر عن الموقف منه.


ظل الانطباع العام هو أن ” اليسار” السوداني يقف موقف الحياد في هذه الحرب التي لا تخصه ويتمني أن تنتهي بالتعادل بين الطرفين. ولكن في مباراة نهائية لا يوجد تعادل حيث تتمدد المباراة بإضافة أزمان إضافية إلي أن يقضي طرف علي آخر ولو بركلات الترجيح.
فوجئ بعضنا بالبيان التاريخي الذي أصدرته الجبهة الديمقراطية – جامعة الخرطوم – الذي خرجت فيه عن موقف الحياد وقالت عن الجنجويد وأعوانهم المدنيين ما لم يقله مالك في الخمر.
ولكن بيان الجبهة الديمقراطية لم يكن الخروج الأول عن موقف اليسار الحيادي بالحال أو بالمقال. سبق بيان الجبهة الديمقرطية ما كتبته الشيوعية الماركسية الأستاذة نجاة طلحة بعد أسابيع من إندلاع الحرب. كما سبقه ما قال الشيوعي الماركسي، ، د. محمد سليمان في تسجيلات هي أيضا من أهم وثائق هذه الحرب وهي موجودة علي اليوتيوب وقد شاركتها هذه الصفحة حين صدروها.
رغم طول نص الأستاذة نجاة طلحة إلا أنه يستحق القراءة بصورة دورية مرات وعشرات مرات فهو يستفز القارئ المختلف والمتفق معه. تضع الأستاذة نجاة إنتهاك الجنجويد للمرأة السودانية في مركز التحليل كما تشير إلي دور أنجوة العمل العام عن طريق المنظمات الأجنبية في تخريب العمل العام وانحراف النشاط السياسي السوداني بما في ذلك العمل النسوي.
نصوص د. محمد سليمان وأستاذة نجاة وبيان الجبهة الديمقراطية يقول بان ليس كل اليسار متوحد في حياده تجاه استباحة الجنجويد للبلد والسبب في ذلك ما قالته الماركسية الشيوعية نجاة طلحة بان:
“لماذا نتجاهل أن حرب الجنجويد ليست مع الجيش بل مع بناتنا. معركة هؤلاء الأوباش تدور في أعراضنا وكرامة البلد والناس؟ لقد طغى العداء للكيزان على غضبنا على الأعراض التي تنتهك. الحرب الآن مع نساء وبنات السودان ولن يحميهن جيش معزول يناصبه الشعب العداء ويقول له إكتوي بنارك وينسى أن النار الآن لا تأكل الجيش بل تأكل أعراضنا. لن يغفر التاريخ صم الآذان عن سماع صرخات بناتنا في بيوتهن لأننا أبطال في عدائنا للكيزان.
أعراضنا أولا ثم عداؤنا للكيزان وكل قضايا السياسة.”
معتصم اقرع معتصم اقرع
أدناه نص الأستاذة نجاة طلحة:
إستقالة من الحزب الشيوعي السوداني
تأجلت كثيراً
31 مايو 2023
إن النضال الحزبي يعطي الحزب القوة والحيوية؛ والدليل القاطع على ضعف الحزب هو الميوعة وطمس الحدود المرسومة بخطوط واضحة؛ إن الحزب يقوى بتطهير نفسه. من رسالة وجهها لاسال إلى ماركس في 24 حزيران/يونيو سنة 1852.
حركة الثورة السودانية تتطلب في الظروف الراهنة حزبا موحداً الى أقصى الدرجات ومطهرا من الاتجاهات اليمينية. ان الاتجاه البرجوازي و ” الأبوي” عند بعض كوادر الحزب وخاصة من غير الملتصقين بحياة الحزب الداخلية – والرامي الى المصالحة حفاظا على الوحدة – يؤدي الى نهاية الأمر الى تسميم جسد الحزب الشيوعي، والى شله نهائيا وتجريده من القدرة على العمل ومن إرادة الحركة. وهذا الاتجاه موجود بين أضعف قطاعاتنا الحزبية وأعني قطاع اللجنة المركزية. ظللنا نعاني من آثاره السلبية منذ انعقاد المؤتمر الرابع حتى يومنا هذا. عبد الخالق محجوب في رسالة للتجاني الطيب في 12 مايو 1970
*وفي بلاد ثالثة فر عدد من أعضاء الحزب الثوري إلى معسكر الإنتهازية وأخذوا يسعون إلى بلوغ أهدافهم لا عن طريق نضال صريح في سبيل المبادئ وفي سبيل تكتيك جديد، بل عن طريق إفساد حزبهم بصورة تدريجية غير ملحوظة، لا يعاقبون عليها. فلاديمير لينين. ما العمل. 1902
*وهذا ما حدث وحرفياً في الحزب الشيوعي السوداني.
ولماذا الآن؟
كشف ناشطون من الجنينة عن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين منذ بدء الهجمات في 24 ابريل إلى 1100 قتيل و2100 جريح. وقال ناشطون من المدينة لراديو دبنقا إن الهجوم على المدينة تجدد لمدة ثلاثة أيام في الفترة من الأربعاء إلى الجمعة ، موضحين إن المليشيات المدعومة بواسطة الدعم السريع تحاصر المدينة بمختلف الاتجاهات. (صحيفة الراكوبة 212 يونيو 2023)
عندما يكون موقف الحزب الشيوعي هو الحياد تجاه عدوان واضح كالشمس. عصابات تستبيح البلد، أرضها وعرضها وكل مقدراتها. ويكون قرار الحزب الشيوعي إن هذه الحرب لا تخصنا. عندما يتجاوزالحزب الشيوعي الحقيقة البائنة للعيان وواضحة وضوح الشمس، يكون هنالك أجندة غير معلنة. وهذه لا تحتاج لعمق تفكير أوغوص في الأعماق النظرية. هي معادلة واضحة. البلد تجتاحها عصابات متوحشة والجيش (أسوأ جيش في التاريخ) يتصدى للعدوان + موقف حيادي = س. هل هنالك أي منتوج لهذه المعادلة غير أجندة غير معلنة. للأسف فالأجندة تعلن عن نفسها. ويا ليت الحزب الشيوعي كان ق ح ت ولم يكن تابعاً تجره قاطرة قحت. وعندما نطرح السؤال فنحن فقط نحتاج لتفاصيل، مجرد التفاصيل.
لا يمكن أن يكون موقف الحياد لحزب شيوعي، أي حزب شيوعي، من عدوان يحرق البلد يدمرها وعلى وشك إزالتها من الوجود. كل جاهل يفتقد لأدني مقومات تعينه على التحليل سيصل لأن وراء هذا الموقف أجندة غير معلنة.
كتبت إستقالتي من الحزب الشيوعي لكني أرجأت تقديمها لسبب واحد وهو أن الاستقالة، ومهما كانت دوافعها وإرتباطها بالمواقف المبدئية، فهي موقف شخصي. لذلك لم أشاء أن أقدمها والبلد تحترق، أرضاً وعرضاً ومالاً. فكل مقدرات البلد الآن تحت محرقة عصابات الوحوش الجنحويد.
لكني الآن أسمع صوت المبادئ نفسها التي كانت الدافع لإنضمامي للحزب الشيوعي السوداني قبل ما يقارب الستة عقود.
فمجرد الدوافع الإنسانية المشتركة عند البشر ترفض الإلتزام لتنظيم يقود الآن حملة لعزل الجيش الذي يقاتل عصابات تستبيح البلد. تهتك الأعراض وتنهب وتحرق، فهذا لا يمكن بأي حال أن نسميه حياداً بل هو دعم لهؤلاء الوحوش، بتوجيه أقتل ضربة توجه لجيش، وهو يقود معركة كرامة البلد بل حقها في الوجود. هي ليست معركة البرهان او معركة الكيزان. وهل يعمى الحزب الشيوعي عن إستباحة واستعباد نساء السودان في منازلهم؟ هل يعمى الحزب الشيوعي عن البنوك تنهب ثم تحرق؟ هل يعمى الحزب الشيوعي عن الأسواق تنهب ثم تحرق؟ هل يقبع الحزب الشيوعي في المريخ ولم يسمع بعشرات الألوف من السودانيين الذين طردهم الجنحويد من بيوتهم واحتلوها وهم هائمون تقبلهم بلاد وترفضهم بلاد؟ هل يشترك الجيش والجنجويد في العدوان على أهل السودان، نساء السودان، وأرض السودان؟
ليس للحزب الشيوعي أي عذر حتى ولو كان واهياً. فالجيش الآن يقوم بالواجب الذي ظل الجميع يرجوه. بل هو صميم واجبه ومسئوليته. الجيش السوداني الآن يصد عدوان بربري على أعراض ومقدرات السودان. وعندما يقف الحزب الشيوعي في الحياد، بل يدعو الجميع للحياد فلنا أن نسأل عن الدوافع. بل عن الأجندة.
سيقول من يقول أنه موقف ستاليني. لكن سيضحك على هذه المزحة كل من يسمعها بل سيتحسر لو كان من الذين يعتبرون أن الحزب الشيوعي كان حاديهم لطريق النضال القويم. إذ لا يحتاج الموقف من حريق السودان أن تكون شيوعياً حتى. فقط قليل من الإنسانية يكفي.
لم يكن موقف الحزب الشيوعي قفزة في الظلام. بل هو موقف الحزب الذي تحول لأداة لتنفيذ أجندة لصوص العالم.
وهذه إستفالتي التي لم أقدمها للحزب الشيوعي للسبب الذي ذكرته آنفاً.
إستقالة من الحزب الشيوعي السوداني
بداية لابد منها:
لقد قدمتم البلد للكيزان في طبق من خواء الحكمة.
عندما يستبيح البلد وحوش كهؤلاء يهتكون الأعراض وينهبوا ويحرقوا ويذلوا فإن من يحاربهم ليس بجيش الكيزان بل هو جيش السودان. من يدافع الآن عن البلد وعن كرامتها هو الجيش الذي تدعونه جيش الكيزان. البلد ليست في أزمة سياسية، بل في حال إعتداء غاشم. من استطاع أن يحمل السلاح فليتقدم لحمايتها. لتنتظم الكتائب الثورية وتحمل السلاح. ماذا تنتظر. إنها الحرب فالبلد مستباحة ولم تعد القضية خلاف بين لصوص الكيزان ولصوص الجنجويد. فبنات الكيان في قصور تركيا. من يغتصبن وتنتهك أعراضهن هن بنات السودان. بنات الشعب الذي قد أشبعناه خطب إنشائية فغيبناه حتى وصلته عصابات الأوباش داخل بيوته بل طردته لتحتلها. وغيبناه حتى أعمل الجنويد في البلد نهباً وحريقاً.
لنعي تماما أن الجيش الذي هاجناه بأنه جيش الكيزان، ليعانى من العزلة وهو يقاتل من أجل أن يكون الوطن أو لا يكون، لنعي تماماً أنه إذا إنتصر الجيش في معركة الكرامة، يتوجب على من اختاروا الطريق السهل، طريق هتاف شعارات “ضد الكيزان” و “لا للحرب” أن يصمتوا. ولا يظهروا عند نهاية الحرب ليطرحوا شعارات الحكومة المدنية. فالجيش الذي رفضتم دعمه لأنه ليس جيش البلد بل جيش الكيزان هو الذي سيفرض نظام الحكم.
إنكم تشلون يد الجيش في حماية البلد من عدوان عصابات الجنجويد. لقد دعوتم الشعب أن ينبذ الجيش ويعزله لينكشف ظهره. فلتعلموا، وأنتم من المؤكد تعلمون، أنه ليست هنالك ضربة يمكن أن توجه لجيش وهو يخوض معارك شرسة وقاتلة، أشد من عزله عن شعبه. فلا ينجح جيش في صد عدوان وهو معزول من شعبه وهي مسئولية وعار لن يغفره التاريخ.
كل من نادى لعزل الجيش على أنه جيش الكيزان يتحمل وزر كل من أغتصبت وكل من قتل وكل من احتلت داره وشرد وكل مقدرات الشعب التي حرقتها ودمرتها عصابات الجنجويد.
ما كُسر غالي ولن يجبر. ولا تُضمد الهتافات جراح الأعراض.
إنكم تقفون مع الجنجويد، قصدتم أم لم تقصدوا. وليس هنالك مساعدة يمكن أن تقدم لهذه العصابات المعتدية أكثر من تعطيل الجيش وتثبيط همته للمواجهة، ثم التردد في إدانة أفعالهم الوحشية. هل أصدرتم بياناً أدنتم فيه إغتصاب وحوش الجنجويد للنساء، وطرد السودانيين من بيوتهم ليهيموا على وجه الأرض، أم ظللتم توجهوا خطابكم للطرفين. يا للعار. وليأتي بيان الحزب الشيوعي مديناً لإحتلال الجنجويد لداره، والجنجويد يحتلون البلد. يحتلون بيوت السودانيين ويغتصبون السودانيات داخلها. لم يصبني خجل أشد وخزاً مما أصابني عند قراءة هذا البيان. ثم ويا للهول من هزلية صاغها الحزب الشيوعي في بيانه فاقت هزليات شيخوف. فالبلد تحترق وتشتعل حرباً والحزب الشيوعي أعلن أنه سيقاضي الجنجويد. هذه واحدة من مساخر هذه الحرب التي سيتناقلها الناس يخففون بها وقع حكاوي الدمار الذي ستخلفه الحرب التي تحرق بلدنا الآن. والحزب الشيوعي تائها في عزلته يتحدث عن المحاكم والقانون.
من يواجه الحرب بالحياد ويجيب على صرخات بناتنا اللائي تنتهك أعراضهن الآن بهتاف “لا للحرب واللعنة على الكيزان” ليصمت. فالتاريخ يسجل. وليختش كل من قال إنها حرب الكيزان وإنه جيش الكيزان، ودعا لعزلة الجيش ليقاتل، مكشوف الظهر، عصابات الجنجويد التي انتهكت الأعراض واستباحت البلد، ليختش من الظهور عند إنجلاء هذا البلاء عن السودان. ولا يأتي بهتافات الحكم المدني. الحكم المدني لا يُفرض بالهتاف ولا بتثبيط همة الجيش وضرب روحه المعنوية وهو يقود معركة تحرير البلد ويدافع عنها في وجه غول الفايكنج. فلو تقدم حينها بمشروع التغيير، جذرياً كان أم محلقاً في السماء فستكون تلك فقط “قوة عين”.
الخيار الذي يفرضه الواقع هو دعم الجيش ليحسم هذا الوحش ثم من بعد ذلك نجلس لرسم السياسات. إذا إنتصر الجيش بدعم الجماهير فلن يستطيع الكيزان فرض أجندتهم. وهذا جيش نظامي هزيمته من جيش الجنجويد هذا النبت الشيطاني مستحيلة. سينتصر الجيش في النهاية لكن بعد أن يكون الجنجويد قد نفذوا سياسة الأرض المحروقة وقضوا على الأخضر واليابس. حينها ستنتهي الحرب وبجانب هذا الدمار ستكون سطوة الكيزان. ولن يستطيع من قالوا هذا جيش الكيزان أن يتقدموا ويقولوا أن الجيش الذي أنتصر هو جيش البلد وليس من حق الكيزان فرض أجندتهم. يومها سيقولوها وهم يمهدون لها الآن بأنها معركتهم وسينتصرون ويعودون للسلطة. هذا ما يردده الكيزان فنرد نحن بنفس الإدعاء. قصدا أو غير ذلك فالحقيقة والخلاصة واحدة.
لن يهزم الجنجويد الجيش. والحل الذي يصل له الطرفان لن يُعنى بأي مطلب جماهيري. وطلب ذلك عندما يجلس الطرفان للحوار يكون مهزلة.
الكارثة التي يصنعها الآن من يهاجمون الجيش، والحزب الشيوعي في مقدمتهم، هي قفل الطريق على فرض الإنتقال إلى الحكم المدني. ليس ذلك فحسب بل إطالة عمر الحرب لتحرق الأخضر واليابس. ما تبقى من البلد للأسف، فما قد إحترق كثير. ستطول الحرب وليس بهذه الوتيرة والخراب الذي يحدث الآن، بل سيتدخل لصوص العالم لرفع القدرات العسكرية للطرف الذي يحفظ مصالح كل منها.
ستنتهي الحرب بعد أن تحترق البلد وستنتهي باحتمالين:
الإحتمال الأول هو الإتفاق والذي ستتم أملاءات بنوده من الخارج. إتفاق سيرعاه ويهندسه لصوص العالم. ومن البديهي أن أي إتفاق يُنهي الحرب سيكون المتفاوضان هما طرفيها. ومن البديهي أيضاً أن أجندة التفاوض ستتمحور حول شروط وطلبات طرفي الحرب. وليس هنالك أي مجال لمناقشة مصلحة أي طرف ثالث. سيغيب الوطن وشعبه من أجندة المفاوضات. وقد تُضّمن بعض الأجندة للخداع فقط، حتى يقول لصوص العالم أننا قد تدخلنا لإيقاف الحرب من أجل الشعب السوداني.
إن أساس المفاوضات والإتفاق الذي ستنتهي إليه سيكون؛ ما هي المكاسب التي سيحتفظ بها كل طرف وما هي التنازلات التي سيقدمها. هذا هو الحال في كل إتفاقيات إنهاء الحروب. لم أجيئ بشيئ من عندي. ولا يحتاج ذلك لعبقرية.
الإحتمال الثاني هو أن ينتصر الجيش. وحينها سيتحقق السيناريو الذي شرحته آنفا بإنفراد الكيزان بإعلان النصر. عندئذ لن يستطيع الحزب الشيوعي أن يقول أن “جيش الكيزان” هذه كانت “غلطة مطبعية”.
لا تأتوا. ولن تستطيعوا أن تأتوا حاملين شعارات الحكم المدني بعد أن تهدأ المعارك وتنتهي الحرب. فلن تستطيعوا أن تفرضوا مشروع الحكم المدني على جيش الكيزان. ولو فرض “جيش الكيزان” مشروعه فلا يدعي أحد أن الكيزان قد إنفردوا بالسلطة فإنه إنفراد مستحق. ومن اختار الساهل ومن اختار أن يقود الجماهير في طريق الحياد والبلد تغتصب بناتها وتحرق وتدمر فليس من حقه أن يفرض مشروع أو يقدم مشروعا.
كل ما ذكرته هو من البديهيات ودون ترهات الهتافات وأخذ الأمور من سطحها.
فإن السودان يدمر الآن وتستباح أعراضه ويطرد أهله ويشردوا ووقف الحزب الشيوعي على حياد، من المستحيل أن يكون غباءً، وقال هذه الحرب لا تخصنا. وهتف لا للحرب ولعن الكيزان. فهل أتى الحزب الشيوعي بالمعجزات. وهل هنالك من لا يرفض الحرب. وهل هنالك من لا يلعن الكيزان؟
التاريخ لن يرحم. حزباً كان، تنظيماً، أو أفراداً.
لا تتباكوا على الحكم المدني وقد رفضتم دفع ضريبته. فإن للحكم المدني استحقاقاته التي اخترتم أن لا تفوا بها. لا يدعي الثورية من وقف على الحياد والبلد تحترق وقال إن هذه الحرب لا تخصنا. والحرب وقودها أعراض بناتنا وكل مقدرات البلد وقد هتفنا تجاه صرخاتهن بأن هذه الحرب لا تخصنا.
عندما يأتي التاريخ بصحبة من اغتصبهن الجنجويد ليتوارى خجلا كل من قال هذه الحرب لا تخصنا. فالتاريخ لن يستثني تنظيما، حزبا، أو فردا. الجميع سيكونوا أمام محكمة التاريخ.
التاريخ يشهد للشيوعيين السودانيين أنهم قد حزموا أمتعتهم وشدوا الرحال للقتال بين صفوف الجيش المصري وللوقوف في وجه العدوان الثلاثي. هل تدرون ماذا كانت تعني الحكومة المصرية وهي حكومة الجيش بالنسبة للشيوعيين السودانيين. لمن لم يقرأ فخر تاريخنا هي الحكومة التي سجنتهم وعذبتهم وفيهم من قضى بسبب العذيب. لم يقولوا هذه هي الحكومة التي فعلت بنا كل هذا بل قرروا الدفاع عن الشعب المصري. أما الحزب الشيوعي السوداني فقد أعلن أن هذه الحرب لا تخصنا والمعتدى عليه هو الشعب السوداني وهو الذي طرد من دياره وأستبيحت أرضه وعرضه. هذا ليس بحزب أولئك العظام، بل هو مسخ لا بشبه الشيوعية في شيئ.
أنه الحزب الذي نخر سوس اليمين فيه حتى أصبح ذيلا تجره قاطرة أرزقية قحت.
وقد قلتها من قبل: نخدع أنفسنا لو إقتنعنا بأن اليمين قد هُزم وحُسم في المؤتمر فالحقيقة “ستمد لسانها ساخرة” لا يمكن أن ندعي أن اليمين قد حسم في المؤتمر وحزبنا كاد أن يشارك في حكومة المؤامرة التي أعدتها طغمة العصابة المالية العالمية. بل أن وزرائها قد شُحنوا من الخارج وأغلبهم قد جاء مشحوناً من الولايات المتحدة. كما هو حال برنامج تلك الحكومة المهزلة ومشروعه الأساسي. كاد الحزب الشيوعي أن يُلقي بنفسه في مزبلة التاريخ وإلى الأبد. لولا، والمعلومة من فضاءات مواقع التواصل، أن أنقذه صوتان فقط من ذلك السقوط الأبدي. هنالك كان اليمين يقول وعلى رؤوس الاشهاد “أنا موجود”. كل من يقول أن المسألة كانت لها حساباتها السياسية وليس السقوط في مستنقع الإنتهازية فإنه يغالي في دفن الرأس في الرمال.
هل من شاركوا في ندوات توحيد قوى الثورة مع أرزقية الهبوط الناعم يمكن أن ينتموا لحزب شيوعي. هل يسمح أي تنظيم ثوري بأن بعض من قيادته تنتظم في عمل بالتضاد الكامل مع خطه العام والمعلن بكل وضوح. وهل يمكن لعضو تنظيم ثوري أن ينخرط في مشروع جبهة ستضع تنظيمه الثوري على خط تنفيذ مخططات اللصوصية الدولية. هذه تجربة تجمع بين الخلل التنظيمي والخلل النظري. ويقول فيها اليمين بالصوت العالي “أنا موجود”.
نعم. وقد كان الأمر بائناً عندما سمح الحزب الشيوعي لعضويته أن تقود مخطط تدمير الحركة الثورية في البلد وفي رسالة للحزب الشيوعي:
عندما ضج كل العالم الثوري بفضح مخطط الطغمة المالية لضرب الحركة الثورية بنشر أخطبوط المنظمات غير الحكومية، قادت عضوية الحزب الشيوعي السوداني تنفيذ المخطط. ولا أتجنى لو قلت أن تخريب التنظيمات الديمقراطية السودانية التي أصبحت أثراً بعد عين يُشكل في مضابط مخططات الطغمة المالية العالمية، قسماً فارقاً ومميزاً في تاريخ نجاح مخططاتها في العالم، ومثال لا يضاهيه أي مثال. فقد استعصت الحركة الثورية في العالم على تلك المخططات، لكن والشيطان وحده يعرف الإجابة على سكوت الحزب الشيوعي السوداني وتغاضيه عن تنفيذ عضويته لمخطط ضرب الحركة الثورية في العالم. الإتحاد النسائي السوداني والذي قاد يوما الحركة النسوية الثورية العالمية، ممثلاً في رئيسته التي كانت في قمة هذا التنظيم العالمي. الإتحاد النسائي السوداني الذي لعب ذلك الدور الثوري الأممي هو الآن في السودان مجرد لجنة تنفيذية تقف على الهواء دون أرجلها القاعدية. فروع الإتحاد النسائي في البلد ولو وُجدت فهي تعُد على أصابع اليد. ألم أكن محقة عندما أقول أن الطغمة المالية التي تقود العالم الآن، حرياً بها تكريم عملاءها الذين نفذوا مخططها بدرجة لم تتوقعها. هل هنالك أعمى لم ير أين كان الإتحاد النسائي السوداني وأين هو الآن؟ وكم من الأحياء السودانية كانت تموج نشاطاُ يقوده الإتحاد النسائي وعلى كل المستويات. الإتحاد النسائي السوداني، أحد التنظيمات التي أقلقت مضاجع الطغمة التي تتحكم في العالم الآن، أين هو الآن؟ نعم نسمع ببيانات تصدر أحياناً بإسم اللجنة التنفيذية لكن هل هذا التنظيم يمكن أن يسمى جماهيرياً وهو بغير جماهير. دعونا الآن نواجه الحقيقة وهي أن للإتحاد النسائي لجنة تنفيذية أتى بها مخطط هذلي لأخطبوط المنظمات غير الحكومية في مؤتمر هو في حقيقته واحدة من المهازل التي فاقت مهازل مؤتمرات الحركة الإسلامية. تلك مسرحية يعرفها الجميع ولا يمكن لأحد إنكار تلك الهذلية التي سموها مؤتمر الإتحاد النسائي. وأين إتحاد الشباب السوداني الذي كان علماً في طليعة الحركة الشبابية العالمية؟ أين عضويته. وكم من الشباب الذين هم رصيد للحركة الثورية في البلد قد نصب له “الرفاق” شراك الإنخراط في أنشطة منظمات المجتمع المدني. وهل هنالك من ينفي دور منظمات المجتمع المدني في تدمير تنظيماتنا الديمقراطية. لا أريد أن أخوض في الجانب النظري فما قلته ومنذ عشرين عاماً تقريباً، الآن تردده كل الحركة الثورية في العالم عن مخطط حرف النضال الجماهيري عن مساره الثوري، وتشتيت النشاط والجهد في قضايا المجتمع المختلفة كل على حدة. وشغل الجماهير بمعارك ما بين تلك الجانبية وتلك التي يجب أن تعالج في برنامج ثوري متكامل، أياً كانت ثورية ذلك البرنامج؛ وطني ديمقراطي أم إشتراكي. فهذا جانب قد تناولته في مساهمات سابقة وأما الآن فقد صار من بديهيات المفاهيم الثورية، والفضل يعود لمنظمات المجتمع المدني التي لفتت نظر الحركة الثورية لهذا التحليل الذي هو من صميم الماركسية. فالكلية هي القاعدة الأساسية التي يقوم عليها علم ماركس. والطبقية هي عموده الفقري.
عندما يثبت لي أحدهم أن من نفذوا مخطط العصابة الدولية هم مجموعة من الدراويش الذين لم يعوا ما أصبح حقيقة بائنة يدركها العالم جميعه، سأعتذر عن وصفهم بالعملاء. أما بغير ذلك، فليعرف الحزب الشيوعي أنه قد كان ضالعاً وبدرجة لا تفوت على بصيرة أحد في تنفيذ مخطط تخريب الحركة الثورية، وذلك بتدمير التنظيمات الديمقراطية في البلد. وعلى أقل تقدير، السكوت وغض الطرف عن تنفيذ عضويته للمخطط.
هل عضوية الحزب الشيوعي السوداني وقيادته هم مجموعة من الدراويش لا يستطيعون التعرف على مخطط قد فضحته الحركة الثورية في جميع أنحاء العالم وأصبح موضوع ثابت في أجندة كل الحركات الثورية، حتى تلك التي لا تدعي الشيوعية. ومن السخرية وفي هذا المقام بالذات، لا تدعي أنها تنظيم ماركسي لينيني!! ليس هنالك أي موقع أو منبر للحركة الثورية في العالم يخلو من المساهمات التي تفضح هذا المخطط. الحزب الشيوعي السودان وحده الذي يضع نفسه في مجرة أخري حيث يتمتع فيها بصفات “صم، بكم، عمي”.
سؤال ليس موجها من نجاة طلحة، بل بإسم الحركة الثورية العالمية التي وعن بكرة أبيها تحارب الآن مخطط المنظمات غير الحكومية. سؤال يطرحه لسان حال الحركة الثورية العالمية والتي أصبح الحزب الشيوعي السوداني خطراً يتهدد وجودها بتبني عضويته تنفيذ هذا المخطط وغض نظر قيادته عن هذه الجريمة في حق الحركة الثورية. الحزب الذي إنقلب على دوره الطليعي في الحركة الثورية العالمية وأصبح يقود مخطط الطغمة المالية لتخريبها. السؤال موجه بلسان حال الحركة الثورية: هل الحزب الشيوعي السوداني هو مجموعة من الدراويش لم تلفت نظرهم كل دعوات التحذير من هذا المخطط التي أطلقتها الحركة الثورية في العالم. هل تغلب على الحزب الشيوعي السوداني هذه الدروشة الغير مسبوقة إطلاقاً، أم تغلب عليه الإنتهازية؟
من يغض الطرف عن هذا المخطط الذي إنتظمت في تنفيذه عضوية الحزب الشيوعي إما أن يكون درويشاً أو إنتهازياً. ومن يعترض على هذا الوصف يعطيني تفسيراً غيره.
لم تعد حقيقة المنظمات الغير حكومية قضية صغيرة أثارتها نجاة طلحة ومنذ ما بقارب العشرين عاما في 2003، ثم في 2008 ثم 2009. بل كل من كان أصم وأعمى قد وصلته دعوات التحذير ومن كل تنظيمات الحركة الثورية في العالم. لا أحتاج الآن أن أكرر ما كتبته عن مخطط المنظمات غير الحكومية فالعالم كله قد كشف المخطط الآن، ما عدا تنظيم وحيد تعتبره الحركة الثورية من بعض مكوناتها، وهو حزبنا الذي دفن رأسه في الرمال وكأنه موجود في عالم غير الذي توجد فيه هذه الحركة الثورية.
المخطط واضح والعالم كله قد كشفه والسؤال الموجه للحزب الشيوعي السوداني وبلسان حال الحركة الثورية العالمية؛ السؤال المشروع والمعقول تماماً هو: هل الحزب الشيوعي السوداني مجموعة من الدراويش أم مجموعة من الإنتهازيين؟
عندما بدأت هذه الحرب التي إستتباحت فيها عصابات الجنجويد البلد أرضا وعرضاً وكرامة. والتي لازال الحزب الشيوعي يتحدث فيها عن طرفي الحرب، مغمضاً عينيه وقد آثر إدعاء الصمم على سماع صرخات بنات السودان وهن يستغثن والجنجويد يعتدون عليهن في بيوت السودانيين الذين طردوهم منها فهاموا في الأرض. نعم لازال الحزب الشيوعي يقول ويكرر، لا أدري في رعب، في إستكانة، أم في إنتهازية؟ الشيطان وحده يعرف الإجابة. ظل الحزب الشيوعي يكرر طرفي الحرب. هل الجيش السوداني يشارك الجنجويد إحتلال بيوت السودانيين بعد أن طردهم منها؟ هل الجيش هو الذي ينهب البنوك والأسواق ثم يحرقها؟ هل الجيش هو الذي يحتل المشتشفيات ويطرد المرضى والكوادر الطبية؟ أرجوكم إرحموا التاريخ الشامخ للحزب الشيوعي السوداني. عنما بدأت الحرب اللعينة تساءل الجميع عن الحزب الشيوعي فقد خَبِروا دوره في مثل هذه الخطوب. ليصدموا بالحزب الشيوعي يجلس على الرصيف ويصيح بالناس، لا تتصدوا لعدوان الجنجويد لأنكم بذلك تهددون سلام البلد.
لم أيأس ورغم أن كل الشواهد تنبئ بأنه ليس الحزب الذي عرفت. وتقدمت برسالة أدركت بعد أن وضح موقف الحزب الشيوعي، أن قيادة الحزب الشيوعي قد ضحكت “حتى بانت نواجذها” على سذاجة نجاة طلحة التي لازالت تعتقد أنه الحزب الشيوعي.
هذه رسالتي التي تؤكد إنني لم أستعجل قراري هذا. وقد أجلته قبل هذه الكارثة وفي محكات كثيرة كلها كانت تؤكد أنه ليس الحزب الشيوعي السوداني الذي عرفناه بل وعرفته الحركة الثورية العالمية.
رسالتي للحزب يتاريخ 25 مايو 2023
وفيما الإنتظار.
ليتقدم الحزب ويقود مبادرة لوصول الجماهير لخطة تفرض إيقاف الحرب. أو طرح الفكرة للنقاش بواسطة التنظيمات الجماهيرية. ومن المؤكد ستكون هنالك إضافات أو ربما تاكتيكات مبتكرة.
لأن إيقاف الحرب أولوية، كي يتوقف نزيف الحالات الإنسانية التي تفرزها، لا يجب أن يكون كل الجهد منصباً ومقتصراً على تقديم المساعدات الإنسانية. فتتواصل الحرب وتستنفذ كل الجهد، وتستمر الكارثة.
إذا توصلت الجماهير لمشروع توقف به الحرب، سيكون لها الحق في فرض برنامجها. فهذا ومن المؤكد هو الخيار الأفضل.
لنضع في الإعتبار أنها حرب بين جيشين وهنالك فقط خياران إما أن تتوقف الحرب بجهد جماهيري، أو دعم الجيش لحسمها. هذه حرب جيوش كاملة العدة والعتاد وليست حرب عصابات تعتمد على التاكتيك أو حرب مدن بين فصائل متقاتلة بأسلحة خفيفة. إستثنائية هذه الحرب أنتجها الوضع الغريب بوجود جيشين في بلد واحد.
الجيش جهاز مشروع ومُكون من مكونات الدولة المدنية. الجسم الغريب هو جيش الجنجويد. وهو الذي يمارس تخريب البلد بنهب وحرق البنوك والأسواق، والإستيلاء على المنشآت الطبية وطرد الكوادر والمرضى، وإنتهاك الأعراض والتي ويا للحسرة قد هانت ولم يعد إنتهاكها يهز المجتمع ليخرج عن بكرة أبيه لطرد هؤلاء الوحوش. بل ذكرها لا يكاد يسوى شيئاً بالمقارنة مع لعنة الكيزان وخطب لا للحرب والتي لن تسكت صوت أصغر بندقية.
نرفض الحرب ونصيغ وندبج الخطب عندما تكون الحرب مطروحة كخيار أو حل لقضية ما. وقتها سينفع المنطق في إقناع طرف أو طرفي الخلاف بإختيار الحل السلمي. أما وقد أصبحت الحرب واقعاً فلا ينفع تضييع وقت الناس ب”لا للحرب” أو لعنة الكيزان. فهذا لا يعدو أن يكون نشاط علاقات عامة لن يحفظ عرضاً ولن يوقف التعدي على المرافق الصحية وحُرُمات البيوت، ولا نهب الأسواق وحريق البلد. خطب العلاقات العامة هذه لا تبارح ساحات شاشات التلفونات قيد أنملة. ولن تنجز مهمة إيقاف الحرب.
القتال واقع، وإيقافه عن طريق الواتساب مسخرة. الجنجويد يرتكبون الإنتهاكات الوحشية ولا داعي لتكرار ذكر ما يفعلون. وهناك جيش يقاتلهم. الخيار الذي يفرضه الواقع هو دعم الجيش ليحسم هذا الوحش. ثم من بعد ذلك نجلس لرسم السياسات. إذا إنتصر الجيش بدعم الجماهير فلن يستطيع الكيزان فرض أجندتهم. وهذا جيش نظامي هزيمته من جيش الجنجويد هذا النبت الشيطاني مستحيلة. سينتصر الجيش في النهاية لكن بعد أن يكون الجنجويد قد نفذوا سياسة الأرض المحروقة. وقضوا على الأخضر واليابس. حينها ستنتهي الحرب وبجانب هذا الدمار ستكون سطوة الكيزان. ولن يستطيع من قالوا هذا جيش الكيزان أن يتقدموا ويقولوا أن الجيش الذي أنتصر هو جيش البلد. وأنه ليس من حق الكيزان فرض أجندتهم. يومها سيقولها الكيزان، وهم يمهدون لها الآن بإدعاء أنها معركتهم التي سينتصرون فيها ويعودون للسلطة. هذا ما يردده الكيزان فترد التلفونات هاتفة بنفس الإدعاء. قصداً أو غير قصدِ، فالحقيقة والخلاصة واحدة.
لن يَهِزم الجنجويد الجيش. والحل الذي يصل له الطرفان لن يُعنى بأي مطلب جماهيري. إذ أن المطالبة بذلك عندما يجلس الطرفان للحوار يكون مهزلة.
فلنواصل خطبنا بإيقاف الحرب والهجوم على الكيزان وننتظر إنتصار الكيزان أو إتفاق الطرفين. فلا ثالث للسيناريوين. وسيكون أصحاب خطب كيل العداء للكيزان وشعار لا للحرب هم المسئولون عن هذا المصير المظلم للبلد.
الجميع يرفضون دعم الجيش ولا أحد يُعنى بطرح خطة أو المشاركة في خطة لإيقاف الحرب. كل الجهد المبذول الآن هو خطب في الواتساب.
هذا الواقع والذي لن أمل من تكرار عرضه، ليس له ترياق غير دعم الجيش لحسم المعركة.
الهم قد بلغت الهم فاشهد.
نهاية الرسالة.
لم أكن أعلم أن الحزب قد حزم أمره وتقدم اليمين ليمسح تاريخ كتب بتضحيات الشيوعيين. بدمائهم وأرواحهم التي بذلوها رخيصة من أجل تحرير الشعب السوداني من قبضة الطغاة. وبروح ووعي وصمود طبقي، تماماً وكما يجب أن يكون الشيوعي. لن تمسحوا ذلك التاريخ الباسل مهما سلمتم قيادكم لليمين الإنتهازي فإنه تاريخ غالي على الشعب السوداني الذي بعتوه. وهو غالي على الحركة الثورية العالمية. وفصل أصيل من فصولها.
وهل يمكن أن يكون هذا الحزب الذي ملأ الفضاء عويلاً على داره التي إحتلاها الجنجويد، والجنجويد يحتلون السودان ويغتصبون بناته القاصرات. هل هذا هو حزب الذين تقدموا نحو المشانق وهم يهتفون بحياة شعب السودان؟ ألا تختشوا وأنتم تقلبون الطاولة على ذلك التاريخ العظيم؟
أرى في الشبيبة من هم شيوعيون حقيقيون سيعيدون الحزب الشيوعي سيرته الأولى. وسيستعيدوا الحزب الشيوعي السوداني من قبضة اليمين، قبل أن يلقي به في مستنقع الإنتهازية الآسن. إن لم يكن قد فعل!
نقد ذاتي لابد منه
عندما يذهب أوان التصحيح فإن النقد الذاتي يكون إعترافاً كنسياً لا غير. لكنه نقد ذاتي لابد منه. كلما يمكن أن أذكره عن مغادرتي البلد ومغادرتي معركة النضال سيكون مبررات وليست أسباب. إختصاراً: هو تقديم المسئوليات الشخصية على مسئوليات النضال. عند مغادرتي للبلد/للنضال لم أطلب إذاً بسفر مفتوح، بل طلبت إجازة. وأذكر جيداً عبارة “سأعمل جاهدة أن تكون قصيرة” وكان ذلك خطأً في الحسابات فارق كل التقديرات العلمية. إذ لا يمكن أن تُبنى الحسابات على المجهول.
التفاصيل ستأخذني للمبررات، ولمجري الإعتراف الكنسي، لذلك سأتوقف. قد مضى زمن التصحيح. ولو عدت الآن للبلد فلن أقدم سوى مساهمات يمكن أن أقدمها بالمراسلة كما أفعل الآن. نعم إنه إعترافٌ كنسيٌ ليس إلا لأني أودعه باب المغادرة. لكنه أمرٌ لابد منه.
مساهمة سبقت الإستقالة:
نجاة طلحة
2 يونيو 2023
لا مزايدة حين يعلو صوت الوطن ويعلو صراخ كريمات السودان.
ليقل من يقول من الذين لا يعون عمق معنى أن تكون مناضلاً، أن نجاة طلحة قد دعمت “جيش الكيزان”. ولا أريد أن أدخل في تفاصيل منطق من يقول أن الجيش مؤسسة وكيان منفصل عن من يسيطرون على الدولة. فأنا من فكر يُعّرف الدولة وأجهزتها بأنها أداة قمع طبقي. نعم مادام الكيزان (ليسو طبقة) هم من يحكمون البلد الآن، فإن الجيش الآن هو جيش الكيزان. ولن يتغير دور الجيش حتى وبالإنتقال لدولة المؤسسات المزعومة فحينها تتغير السلطة ولا يتغير دور الجيش.
نعم أنا أدعم جيش الكيزان وأقدم كل تاريخي قربانا لأعراض كنداكات السودان. التاريخ الذي بدأ بتلك اليافعة ذات الإحدى عشر عاماً التي قادت مظاهرة السخط على دور حكومة العسكر في مؤامرة إغتيال شهيد إفريقيا باتريس لوممبا، 1961. فكل من يستخف بأعراض بنات السودان وأمهاته وهي تنتهك من هؤلاء الفايكنغ الوحوش، لا يعنيني رأيه.
لماذا نتجاهل حقيقة بائنة للعيان وهي أن ما يدور في البلد الآن ليست حرباً بالمعنى المعروف. وليست حرب عدوان خارجي. كما إنها ليست حرباً أهلية. فحرب العدوان الخارجي غالبا ما تدور المواجهة في الحدود أومن خلال الطيران الذي يستهدف القوى والمواقع العسكرية. كذلك فالحروب الأهلية لا تدور داخل المدن فهي إما أن تدور في الأحراش أو الجبال حيث تتوازن القدرات. أما حرب المدن فهي تكون غالبا بين فئات مختلفة متصارعة، وليست بين الجيش وقوة مناوئة له.
وفي جميع هذه الحروب يكون هنالك الدافع الذي يتفق مع المصالح أو القناعات.
نعم. نتفق جميعنا بأن الجنجويد هم الآفة التي مكنها الإخوان.
لكن الواقع الآن يشهد بأنها جيش كامل العدة والعتاد. وهذه سابقة التعامل معها يستدعي الحكمة.
الجنجويد الآن لا يواجهون الجيش بل تدور معاركهم من طرف واحد مع المواطنين العزل.
فايكنغ زمانهم هؤلاء يستبيحون البلد. ينتهكون الأعراض وينهبون البنوك ويحرقونها وينهبون الإسواق ثم يحرقونها وينهبون المصانع ثم يخربون الماكينات. هذا خراب الأرض المحروقة وقد أضافوا له والعرض المهتوك، لتكون تجربة يقشعر لها بدن وحوش التاريخ.
لماذا نتجاهل أن حرب الجنجويد ليست مع الجيش بل مع بناتنا. معركة هؤلاء الأوباش تدور في أعراضنا وكرامة البلد والناس.
وبإختصار ولو قسمنا البلد لجيش وشعب. لنسأل أنفسنا من الذي يحتاج للآخر. أتحدث هنا عن الواقع. ولا مجال لخطب المثقفاتية حول أن هذا هو واجب الجيش. وحماية المواطنين هي من صميم الهدف من وجوده. الكلام هنا عن واقع. ليس هنالك حرب بالمعنى المفهوم. كما أسلفت. بل هنالك جيش يحارب النساء في البيوت. يذلهن ويستعبدهن. وهل من يقول أنه واجب الجيش، هو نفس من قال أن بين الجيش والشعب خصومة تمنع دعم الشعب للجيش؟
يغتصب النساء ويستعبدهن. نعم هذا ما فعله هؤلاء المتوحشون وبتحالف مع الجيش في دارفور. فهل نحاسب على تلك الجريمة ضحاياها الآن ليدفعن ثمن إغتصاب نساء دارفور؟ هل هذا منطق يُعقل؟
إنه الواقع فالواقع يفرض نفسه ويختبر حكمتنا قبل كل شيئ ولا أريد أن أقول يختبر مدى غيرتنا على أعراضنا التي تنتهك. ولا أعتقد أن هذا ما يمكن أن يقال عن سوداني، لكنها جريمة أخرى للكيزان فإستعداؤهم الذي تسببت فيه جرائمهم يضيف الآن جريمة أبشع. لقد طغى العداء للكيزان على غضبنا على الأعراض التي تنتهك.
الحرب الآن مع نساء وبنات السودان ولن يحميهن جيش معزول يناصبه الشعب العداء ويقول له إكتوي بنارك وينسى أن النار الآن لا تأكل الجيش بل تأكل أعراضنا.
لا تحملوا السلاح مع الجيش لكن تخلوا عن الإصرار على عزلته فدونها أعراض نسائنا. إستفيقوا فهذا الإستخفاف بإنتهاك أعراض نساء السودان لن يغفره التاريخ. لن يغفر التاريخ صم الآذان عن سماع صرخات بناتنا في بيوتهن لأننا أبطال في عدائنا للكيزان.
أعراضنا أولا ثم عداؤنا للكيزان وكل قضايا السياسة.
نجاة طلحة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی الحزب الشیوعی السودان المنظمات غیر الحکومیة الحزب الشیوعی فی الشعب السودانی للحزب الشیوعی السودانی الذی الحکم المدنی جیش الکیزان الحزب الذی الجیش الذی الحرب التی هذا المخطط موقف الحزب من یقول أن دعم الجیش لن یستطیع لیس هنالک لا للحرب هل هنالک فی البلد أن الجیش الجیش فی لابد منه التی لا عن طریق أن یکون هذا جیش أنه لیس هو الذی یمکن أن لا یمکن هو جیش هذا ما من قال بعد أن لم یکن جیش فی

إقرأ أيضاً:

صورة لمركز الجيش الذي استهدفه العدوّ في الصرفند.. هكذا أصبح بعد الغارة الإسرائيليّة

حصل "لبنان 24" على صورة تُظهر حجم الدمار في مركز الجيش في بلدة الصرفند، بعدما استهدفه العدوّ الإسرائيليّ ليل أمس.     وكانت قيادة الجيش نعت المعاون أول الشهيد أيمن عبد اللطيف رحال والرقيب الشهيد آدم جرجي عون والرقيب الشهيد علي محمد حرب، الذين استشهدوا في الغارة الإسرائيليّة التي استهدفت مركزهم في الصرفند.      

مقالات مشابهة

  • حدث أمنيّ صعب... ما الذي يحصل مع الجيش الإسرائيليّ في جنوب لبنان؟
  • الجيش النضيف
  • صورة لمركز الجيش الذي استهدفه العدوّ في الصرفند.. هكذا أصبح بعد الغارة الإسرائيليّة
  • ما الذي دار بين ارسلان وجنبلاط؟
  • طلب البعثة الاممية التي قدمه حمدوك كانت تصاغ وتُكتب من داخل منزل السفير الانجليزي في الخرطوم!!!
  • "سعاد مكاوي.. بين بريق الفن وانطفاء الأضواء: لماذا اعتزلت النجمة التي أبهرت الجمهور؟"
  • لماذا يفضل السياح الإسرائيليون الإمارات ودبي تحديدا؟
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • مصطفى خليل رئيس الوزراء الذي غير الحياة السياسية بمصر.. لماذا رفض كتابة مذكراته؟
  • شبان سودانيون: نقاتل إلى جانب الجيش الذي عارضناه بالأمس