مع بداية الحرب الحالية نمت دعوات مقاطعة إسرائيل في جميع المجالات اقتصاديا وعسكريا وثقافيا، وكذلك أكاديميا على المستوى الجامعي، ومنذ سنوات كان عدد من الأكاديميين حول العالم ينددون بممارسات إسرائيل العسكرية، وأصدروا بيانات تدعو لمقاطعة بعض المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.

ترى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل (بي دي إس)، أن الجامعات الإسرائيلية متورطة وبشكل مقصود ومستمر وممنهج في ممارسات الاحتلال وسياسات الفصل العنصري في فلسطين، لذا فإن المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل إحدى الأنشطة الأساسية للحركة ولحركات أخرى مثل الحملة الأميركية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل.

وتحظى المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل بدعم جمعيات أكاديمية في مختلف أنحاء العالم، منها جمعية الدراسات الأميركية وجمعية الدراسات النسائية الوطنية وجمعية الأدب الأفريقي. وفي بيانات سابقة أيد هذه المقاطعة الأكاديمية اتحاد المعلمين في أيرلندا، واتحاد الطلاب الناطقين بالفرنسية في بلجيكا، والاتحاد الوطني للطلاب في المملكة المتحدة، ومجلس ممثلي طلاب جامعة قطر، واتحاد طلاب الدراسات العليا في جامعة نيويورك وجامعة ماساتشوستس في أمهرست.

ومنذ أكثر من 10 سنوات صوت مجلس الشيوخ في جامعة جوهانسبرغ على إنهاء العلاقة الرسمية مع جامعة بن غوريون في إسرائيل. كما حظي هذا النداء بدعم النقابات العمالية الرئيسية في البلاد، بما في ذلك اتحاد نقابات عمال جنوب أفريقيا واتحاد نقابات العمال الوطني في جنوب أفريقيا.

كما وقّع آلاف الأكاديميين في جنوب أفريقيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والهند والسويد وأيرلندا والبرازيل وبلجيكا وإيطاليا وأماكن أخرى على بيانات، دعما للمقاطعة الأكاديمية المؤسسية لإسرائيل.

كما طلب مئات الأكاديميين في أيرلندا خلال هذه الحرب الجارية الجامعات في أيرلندا بقطع العلاقات مع المؤسسات الإسرائيلية. وفي مايو/أيار من هذا العام قررت جامعة غنت في بلجيكا وقف جميع التعاون المؤسسي الجاري مع الجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية.

المقاطعة تسعى لخلق مناخ من الرفض الثقافي ثم الاقتصادي وأخيرا السياسي للتعامل مع إسرائيل (شترستوك) الضغط مطلوب

في حوار لـ "الجزيرة نت" عبر البريد الإلكتروني مع ريتشارد فالك، الأستاذ الفخري للقانون الدولي في جامعة برينستون الأميركية والنائب الفخري لرئيس الجمعية الأميركية للقانون الدولي، يقول "إن المقاطعة الأكاديمية، خاصة إذا اقترنت بنشاط احتجاجي جامعي واسع النطاق، يمكن أن تؤدي بشكل غير مباشر إلى قيام إسرائيل بإنهاء الإبادة الجماعية والعدوان في فلسطين المحتلة".

ويضيف فالك أنه "من الممكن أيضا أن يؤثر ذلك على الرأي العام في الدول المتواطئة خاصة الولايات المتحدة، وينتج عن ذلك دعم كبير للدبلوماسية والقانون الدولي والأمم المتحدة. ولكن في الوقت نفسه سيكون من الخطأ المبالغة في التفاؤل بشأن مثل هذه النتائج".

ويؤكد فالك على أن "دعم إسرائيل على المستويات الحكومية للرئيس الأميركي والكونغرس مشتركا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وأنهم لم يتراجعوا عن منح إسرائيل الأسلحة والأموال والدعم الدبلوماسي. علاوة على ذلك فإن إسرائيل بارعة في التلاعب بالخطاب العام حول قضايا مثل الرهائن والتعامل مع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول باعتباره حدثا مفاجئا. كما أنها ترهب الحكومات من خلال تلاعبها بمفهوم معاداة السامية لتبرير تحديها للأمم المتحدة والقانون الدولي".

ويرى فالك أنه من غير المرجح أن تؤثر مقاطعة إسرائيل أكاديميا على العمل الأكاديمي والبحثي المستمر في الجامعات الدولية حاليا، "ولكنها قد تثبط المشاريع التعاونية الجديدة، وذلك قد يكون له تأثير نفسي على إسرائيل، وتؤكد فقدانها للشرعية بسبب هجومها الهمجي على مدار العام الماضي".

مقاطعة طويلة الأمد ولكن فعالة

وفي حواره مع الجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني يقول أستاذ الرياضيات الفخري في كلية لندن للاقتصاد ورئيس اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين جوناثان روزنهيد إن "المقاطعة الأكاديمية على نطاق واسع مثل أي مقاطعة أخرى لا بد أن تستغرق وقتا لتتطور وتصبح نافذة المفعول".

ويوضح روزنهيد أنه كان للمقاطعة التي حدثت سابقا في جنوب أفريقيا الفضل في كونها مؤثرة وفعالة في إنهاء الفصل العنصري هناك، لكن الوقت من بدء المقاطعة في جنوب أفريقيا إلى نهاية الفصل العنصري كان حوالي 30 عاما. لذا فإن مقاطعتنا تسعى إلى خلق مناخ من الرفض الثقافي ثم الاقتصادي، وأخيرا السياسي للتعامل مع إسرائيل. وقال إنها ليست حلا سريعا، ولا حملة ذات أهداف محددة قصيرة الأمد.

ويقول روزنهيد إنهم يدعمون حملة المقاطعة كما صاغتها "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل"، التي تهدف إلى تثبيط الأنشطة المشتركة التي تشارك رسميا في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية وليس تثبيط الأكاديميين الإسرائيليين الأفراد، أو عدم نشر أبحاثهم، أو تثبيط مشاركتهم في المؤتمرات الدولية، باستثناء إذا كان الأكاديمي الإسرائيلي لديه منصب إداري رسمي في جامعته ويعمل بهذه الصفة.

ويقول روزنهيد "كما أننا لا نشجع الأكاديميين على المشاركة في المؤتمرات التي ترعاها المؤسسات الإسرائيلية. وقد يكون هناك بعض التأثيرات الصغيرة بسبب المقاطعة على التدفق الحر للأفكار الأكاديمية، ولكن الغالبية العظمى من هذه الأنشطة لن تتأثر".

تهدف المقاطعة إلى تثبيط الأنشطة المشتركة التي تشارك رسميا في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية (شترستوك) موقف الدوريات العلمية

وبالنسبة للدوريات العلمية، فقد حاولت بعض الدوريات مثل نيتشر وسايني الوقوف في المنتصف، بل وقفت بعض الجمعيات ضد المقاطعة، لكن ذلك لم يمنع تأثر الأكاديميين الإسرائيليين، وسلط تقرير لمجلة ساينس الضوء على استطلاع رأي يبرز الضرر الكبير الذي أصاب الأكاديميين الإسرائيليين بسبب الحرب.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن الباحثين الإسرائيليين يتأثرون بشكل كبير بردود الفعل الدولية السلبية إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ويخشى كثير منهم أن تصبح العواقب المهنية للحرب أسوأ بكثير في المستقبل، وكذلك أبدى كثير منهم الخوف من دعوات المقاطعة الأكاديمية التي يصدرها أكاديميون عالميون.

وفي تصريحه لمجلة ساينس يتحدث إيتاي هاليفي، عالم الكيمياء الجيولوجية ورئيس أكاديمية إسرائيل للشباب، عن مخاوفه من أن تكتسب الدعوات إلى مقاطعة الإسرائيليين أرضية في المجتمع العلمي العالمي.

ويقول إنه سمع بالفعل عن باحثين إسرائيليين طُلب منهم التنحي عن مناصبهم كرؤساء تحرير لمجلات علمية أو طلب منهم عدم التحدث في مؤتمرات دولية، بسبب المخاوف من أن يعطل معارضو تصرفات إسرائيل المؤتمرات. ويبدي قلقه من تجاهل الأقران لاقتراحات الباحثين الإسرائيليين الأكاديمية.

معركة لا تزال دائرة

وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي أقالت مجلة "إي لايف" العلمية عالم الوراثة مايكل إيزن من منصب رئيس تحرير المجلة، بسبب قيامه على حسابه بمنصة إكس بإعادة نشر مقالة لموقع "ذا أنيون" تنتقد اللامبالاة بحياة المدنيين الفلسطينيين.

وقام مايكل بنشر تغريدة بعد إقالته على حسابه يذكر فيها أن سبب الإقالة هو إعادته تغريد هذا المنشور. ورغم أن إيزن ذكر في تدوينة قبل فصله بأسبوع على إكس أنه ضد ماقامت به حماس خاصة أنه يهودي ولديه عائلة إسرائيلية، إلا أنه لم يفصل حينما قال ذلك.

وأصدر رئيس مجلس إدارة المجلة بيانا ذكر فيه أن فصل إيزن تم بسبب نهجه في القيادة وسلوكه على وسائل التواصل الذي كان "ضارا بتماسك المجتمع الذي نحاول بناءه وبالتالي بمهمة المجلة". وكان إيزن قد علق بعد فصله واصفا وضعه السابق داخل المجلة: "أنا برميل بارود".

إقالة إيزن سببت جدلا في المجتمع العلمي، وقام بعض العلماء، منهم جوش دوبناو عالم الوراثة في جامعة ستوني بروك في نيويورك بإطلاق بيان احتجاجي على فصل إيزن موجه للمجلة، وقع عليه أكثر من 1300 شخص، من بينهم أكثر من 400 شخص رفضوا ذكر أسمائهم، وأبدو في البيان مخاوفهم بشأن الحرية الأكاديمية وأمان الباحثين عندما يعبرون عن مشاعرهم بخصوص الانتهاكات ضد الفلسطينيين.

وأدى هذا القرار إلى رحيل العديد من محرري مجلة إي لايف، كما استقال فيديريكو بيليش، عالم الأحياء بجامعة دندي في المملكة المتحدة، من مجلس إدارة المجلة احتجاجا على الفصل.

مثل هذا الأمر حدث من قبل في عام 2014 عندما ألغي عرض عمل في جامعة إلينوي لستيفن سلايتا، وهو باحث في الدراسات الأميركية الأصلية من أصل أردني فلسطيني، بسبب سلسلة من التغريدات التي انتقدت بشدة قصف إسرائيل لغزة في عام 2014. وقام سلايتا برفع دعوى قضائية ضد الجامعة لخرق العقد وانتهاك حريته في التعبير، وفي عام 2015 وافقت الجامعة على تسوية بقيمة 875 ألف دولار مع عدم اعترافها بارتكاب أي مخالفات.

وفقا لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، فإن الجامعات الإسرائيلية تلعب دورا محوريا في تطوير أسلحة وأنظمة عسكرية تستخدم في العدوان الإسرائيلي (شترستوك) تغريدات "إكس" تحت المراقبة

وفي حادثة أكبر تأثيرا من إقالة إيزن حدثت في 31 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، قامت الرئيسة التنفيذية لصندوق الأبحاث والابتكار البريطاني (يوكري) أوتولين ليسر بتعليق عمل إحدى مجموعات الصندوق، بناء على طلب وزيرة العلوم البريطانية ميشيل دونيلان التي قالت إنها غاضبة من الآراء التي وصفتها بالمتطرفة التي عبر عنها اثنان من أعضاء المجموعة.

وكان أحد أعضاء المجموعة قد وصف خطط الحكومة البريطانية لقمع الدعم لحماس في المملكة المتحدة بأنها "مزعجة"، بينما وصف باحث آخر تصرفات إسرائيل بأنها "إبادة جماعية وفصل عنصري"، وكلا المنشورين على المنصة لم يعودا متاحين للعامة حاليا.

بعد هذا القرار أعرب الأكاديميون عن غضبهم لامتثال الممول لطلب الحكومة بتعليق عمل المجموعة، واستقال أكثر من 12 باحثا من مناصبهم التطوعية في صندوق يوكري، وذكروا أن طلب وزير العلوم حل المجموعة ينتهك مبادئ الحرية الأكاديمية وحرية التعبير.

ووقع أكثر من 3300 أكاديمي على رسالة مفتوحة تحث الممول على رفض طلب الوزيرة. وقالوا إن وصف الوزيرة منشورات أعضاء اللجنة بأنها متطرفة يعد تدخلا سياسيا غير مقبول.

ومن بين الموقعين المؤرخة لورا كيلي التي استقالت من منصبها التطوعي كمراجعة، وقالت: "لقد خضع الصندوق للضغوط الحكومية وأرسل رسالة مفادها أن أي شخص لا يتفق مع سياسات الحكومة غير مرحب به في مؤسستهم. وهذا له عواقب مقلقة على الحرية الأكاديمية".

كما استقال الفيلسوف مات بينيت من منصبه بصندوق يوكري كمراجع أقران، وقال "لن أتطوع بوقتي لمساعدة منظمة تفعل ذلك". كما استقالت المؤرخة تانغا بولتمان من دورها التطوعي كمراجعة في المؤسسة نفسها.

وفي حادثة أخرى، وفقا لتقرير نشره موقع إنترسبت، فُصلت في مايو/أيار الماضي مورا فينكلشتاين أستاذة الأنثروبولوجيا اليهودية الأميركية من منصبها في كلية مولينبيرغ للفنون الحرة في أليتاون بولاية بنسلفانيا، بسبب مشاركتها منشورا على إنستغرام لشاعر فلسطيني يدعو فيه إلى نبذ الأيديولوجية الصهيونية وأنصارها.

وقبل قرار فصلها بأكثر من شهر، مارس المانحون ضغوطا وكذلك الطلاب والخريجون اليهود الذين يمثلون أكثر من 30% من طلاب مولينبيرغ الذين جمعوا أكثر من 8 آلاف توقيع لفصل مورا فينكلشتاين، وهو ما حدث في نهاية المطاف، حيث تصف فينكلشتاين نفسها بأنها أصبحت "عبئا كبيرا" .

دور الجامعات الإسرائيلية في تصنيع الأسلحة

وفقا لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، فإن الجامعات الإسرائيلية تلعب دورا محوريا في تطوير أسلحة وأنظمة عسكرية تستخدم في العدوان الإسرائيلي المتكرر، ليس على الشعب الفلسطيني فقط وخاصة منطقة غزة، بل على الشعب اللبناني أيضا.

وفي السابق طورت جامعة تل أبيب ما يسمى بـ "عقيدة الضاحية" (نسبة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت) المتمثلة في استخدام الجيش الإسرائيلي قوة غير متكافئة في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية للضغط على المقاومة.

وعلى مدى عقود من الزمن، لعبت الجامعات الإسرائيلية دورا رئيسيا في التخطيط لسياسات الاحتلال والفصل العنصري التي ينفذها الجيش الإسرائيلي. فمثلا، طورت جامعة تل أبيب عشرات من أنظمة الأسلحة.

وفي عام 2011، قطعت جامعة جوهانسبورغ علاقاتها بجامعة بن غوريون بسبب تواطئها في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، بما في ذلك سرقة المياه الفلسطينية، وطورت جامعة التخنيون سابقا تقنيات الطائرات العسكرية المسيرة والجرافات المسلحة التي يتم التحكم فيها عن بعد والتي تستخدم لهدم منازل الفلسطينيين.

وكشفت دراسة أجرتها منظمة هيومن رايتس ووتش عن التمييز العنصري المؤسسي ضد الفلسطينيين في نظام التعليمي الأساسي في إسرائيل، وأيضا في التعليم الجامعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات الإسرائیلیة المقاطعة الأکادیمیة فی جنوب أفریقیا الفصل العنصری فی جامعة أکثر من فی عام

إقرأ أيضاً:

التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها

كتب موقع "الجزيرة نت":   استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.

وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.

واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".

 تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.

 وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".

وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".


مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين.  تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.

جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.

ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.

 جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.

وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".

 تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة.   وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.

 تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.

وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية تستنفر قواتها للبحث عن مشتبه فيه بتفجير الحافلات
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • "التايمز" عن مسؤولين غربيين: خطط لنشر قوات حفظ السلام فى أوكرانيا
  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • الجزيرة ترافق عائلات لبنانية في عودتهم لبلدة كفركلا بعد انسحاب إسرائيل
  • هيئة البث الإسرائيلية: إنقاذ جنديين من الاعتقال في أمستردام
  • التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
  • محلل سياسي: الاحتلال يسعى للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بسبب توقع هجرة اليهود لإسرائيل
  • عاجل | القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر: الجيش سيتدخل بالأماكن التي لا يوجد فيها الجيش اللبناني وسيتعامل مع أي انتهاك