القهوة العربية.. «موطن بوظبي»
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةمن أجل ترسيخ الموروث الإماراتي وربط الأجيال بعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة، أنشأ مجموعة من اليافعين مبادرة تحت عنوان «موطن بوظبي»؛ لتقديم مجموعة من الأنشطة التراثية في المدارس والمعارض ومختلف الفعاليات، لمخاطبة أقرانهم وتوعيتهم بأهمية صون الموروث وتعريف السياح الأجانب به، خاصة فيما يتعلق بـ«القهوة العربية»، وما ارتبط بها من صور اجتماعية، وطرق إعدادها وطقوس تقديمها، إضافة إلى «الصقارة» وما رافقها من عادات وتقاليد أصيلة.
«ملهمون صغار»
سجَّل كل من محمد عيد القبيسي، حمدان عيد القبيسي، سيف عتيق بن عبلان المزروعي، ومحمد راشد المنصوري، مشاركتهم الأولى ضمن ملتقى «الملهمون الصغار»، الذي نظمته مؤسسة التنمية الأسرية مؤخَّراً، حيث أطلعوا الجمهور على تفاصيل تحضير القهوة العربية وطقوس تقديمها، كما تناوبوا على شرح كيفية اختيارها ودقّها في المنحاز وتبريدها وإعدادها، وأهم المعدات التي ترافقها، مع الحرص على أهمية إتقان خطواتها على نهج الأجداد والآباء.
عروض حية
وضمن أجواء احتفالية، قدّم أصحاب المبادرة القهوة العربية للضيوف، مؤكدين أنها ترمز لكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال والكرم، وشكّل نشاطهم الثقافي التراثي نقطة جذب للزوار من جميع الأعمار، الذين تعرّفوا على جانب من العادات الإماراتية الأصيلة عبر ممارسات وعروض حية ترتبط بأصالة الموروث.
واستقطبت الفكرة الأطفال الذين انخرطوا وتفاعلوا مع الملتقى التراثي وما ارتبط به من قيم إنسانية، مع التعرف على موروث الأجداد الذي يتواصل على مر الأجيال، كما توافرت فرصة للأطفال لالتقاط صور تذكارية مع الصقور، التي تحتل مكانة خاصة منذ القدم في قلب كل إماراتي.
استدامة
وقال محمد عيد القبيسي، إنه ورث شغف إعداد القهوة العربية عن والده وأجداده، مؤكِّداً أن حب الموروث جمعه مع هؤلاء الشباب لنقله للأجيال وصونه والحفاظ عليه، وتُعتبر هذه مشاركتهم الأولى، والتي زادت من ثقتهم بالنفس، وأكسبتهم مهارة التواصل مع الجمهور، مشيراً إلى أن الهدف من المبادرة هو تسليط الضوء على الموروث وتعزيزه والحفاظ عليه واستدامته للأجيال، وتعريف الناس بالعادات والتقاليد الإماراتية والصور المرتبطة بها، ونقل المعرفة المتعلقة بالقهوة العربية والصقارة، وغيرها من المفردات التراثية الأصيلة للأجيال.
أفكار إبداعية
أكد محمد عيد القبيسي، أن قيام الشباب بمثل هذه المبادرات يزيد من شغفهم وحبهم للتراث، لاسيما أنهم يمثلون قدوة للأطفال؛ مما يجعلهم يحافظون بدورهم على الموروث، ويبتكرون أفكاراً إبداعية من أجل استدامته في المستقبل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القهوة العربية الإمارات أبوظبي مؤسسة التنمية الأسرية المدارس التراث التراث الإماراتي الصقارة القهوة العربیة
إقرأ أيضاً:
المتحف الوطني يشارك في معرض رقمي بموقع متحف بلا حدود
"العُمانية": يشارك المتحف الوطني في المعرض الرقمي بعنوان "المائدة جاهزة: تقاليد الطعام وموروثاته في العالم الإسلامي"، الذي بدأ عبر صفحة الفن الإسلامي لموقع "متحف بلا حدود" ضمن سلسلة المعارض الرقمية التي يقدمها المتحف؛ وتتمثل مشاركة المتحف من خلال مقتنيات متحفية تجسد قيم الضيافة والكرم العُمانية وتسلط الضوء على أنماط الحياة التقليدية في المجتمع العُماني، في إطار جهوده في التعريف بالموروث الثقافي العُماني.
يشارك المتحف الوطني في المعرض الرقمي بمجموعة من المقتنيات المتحفية التي تعكس أبرز الرموز الثقافية لسلطنة عُمان، خاصة في مجال الكرم والضيافة، وتبرز الصناعات النحاسية العُمانية التي تُعد من أقدم الحرف التقليدية، حيث يستخدم الحرفي العُماني النحاس في أدوات تحضير الطعام وتقديمه مثل القدور النحاسية التي تُستخدم لطهي الأرز والقمح والتمر، كما يتميز المتحف بعرض نماذج لأدوات الضيافة مثل "الصينية" التي تستخدم لتقديم القهوة العُمانية، ويعرض "السحلة" بشكلها الدائري المميز ونقوشها التي تنتهي بمزراب لغسل أيدي الضيوف، إضافة إلى "حاويات البخور" التي تُستخدم لتخزين اللبان والبخور.
كما يعرض المتحف إبريق القهوة العُماني التقليدي "الدلة" الذي يتميز بتصميمه الأنيق ويُعد من أبرز رموز الضيافة، وتجدر الإشارة إلى أن "القهوة العربية" مدرجة في قائمة التراث الثقافي اللامادي (اليونسكو)، وتركز المشاركة أيضًا على ثقافة الطيب واستخدام البخور والروائح العطرية في تفاصيل الحياة اليومية للعُمانيين، والمناسبات واستقبال وتوديع الضيوف، حيث تُعرض المباخر التي تستخدم دخان اللبان والبخور، إضافة إلى "المراش" التي تستخدم لرش ماء الورد على أيدي الضيوف بعد تقديم القهوة، مما يعكس عادات الضيافة العُمانية التقليدية.
وتتمثل الميزة الرئيسية للمعرض الرقمي في سهولة الوصول إليه بشكل لا مثيل له، مما يسمح للجمهور بالتفاعل معه بغض النظر عن موقعهم أو إمكاناتهم المادية، ويسهل الانتشار العالمي ويضفي طابعًا ديمقراطيًّا على المعرفة، ويشجع على الشمولية، متغلبًا على القيود الجغرافية والمالية للمعارض التقليدية، كما تتجنب المعارض الرقمية نفقات نقل وتأمين وحفظ القطع الأثرية ذات الطبيعة الحساسة مثل المخطوطات والصور الفوتوغرافية، التي يمكن أن تظل متاحة إلى أجل غير مسمى بصيغتها الإلكترونية، ويمكن للمستخدمين تكبير الصور لاستكشاف تفاصيلها.
الجدير بالذكر، أن متحف بلا حدود هو متحف رقمي مبتكر يهدف إلى تقديم تجارب ثقافية وتعريفية متنوعة من مختلف أنحاء العالم باستخدام التكنولوجيا الحديثة لتتجاوز الحدود الجغرافية، ويوفر المتحف منصة عبر الإنترنت تعرض مجموعة من المقتنيات الفنية والتاريخية التي تمثل ثقافات متعددة، ويسمح للزوار باستكشاف هذه المعروضات دون الحاجة إلى السفر، كما يُعد مثالا على كيفية استخدام التكنولوجيا في تعزيز الفهم الثقافي والتواصل بين الشعوب، مما يتيح للأفراد فرصة التفاعل مع التراث الإنساني من أي مكان في العالم.