صناعة الكليم اليدوي حدوتة أسيوطية
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعد صناعة الكليم الأسيوطي واحدة من الحرف التقليدية في محافظة أسيوط بصعيد مصر، وتحديدا في مدينة منفلوط، وتتميز تلك الصناعة باستخدام الألياف الطبيعية مثل الصوف والقطن، حيث يتم نسج الكليم يدويا على أنوال خشبية.
وتعتبر قرية بنى عديات وشهرتها بنى عدى، والتى يبلغ حجم تعداد سكانها 51950 نسمة قد شيدها محمد على باشا القرية عام 1823 كمعسكرات لتدريب جنوده، والتى تعد أول مدرسة عسكرية حديثة فى مصر، من أشهر القرى، بل إنها الوحيدة على مستوى جمهورية مصر العربية التى تصنع الكليم العدوى من الصوف الطبيعى بجودة خامات عالية، وذلك لأن الخامات جميعها من الصوف الطبيعى غير المضاف إليه أى خيوط أو مواد أخرى.
وتتمثل مراحل صناعة الكليم الأسيوطي في اختيار المواد خيث يتم اختيار الصوف أو القطن بعناية، فجودة الألياف تؤثر بصورة مباشرة على المنتج النهائي.
ثم تأتي المرحلة الثانية ليغزل الصوف أو القطن لتحويله إلى خيوط مناسبة للنسيج.
وفي المرحلة الثالثة تنسج الخيوط على الأنوال، حيث يتم استخدام تقنيات معينة للحصول على أنماط وألوان مختلفة.
وبعد الانتهاء من النسيج، يعالج الكليم ليكون جاهزا للاستخدام، ويتضمن ذلك غسل الكليم وتقصير الخيوط الزائدة.
يشار إلى أن الكليمات الأسيوطية فريدة من نوعها من حيث التصاميم والألوان، مما يجعلها منتجات مطلوبة في الأسواق المحلية والدولية.
وقال احمد عزوز احد العاملين في حرفة الكليم: إن الكليم العدوى يصنع على أيدى السيدات بالمنزل ويكون مقياس التكلفة بالمتر فى التصنيع والبيع، فتكلفة المتر تصل إلى 250 جنيهًا ولا تكون الطلبية الواحدة للأمتار فى أغلب الأحوال أقل من 2 متر وان التسويق يكون بكافة محافظات الجمهورية ولا يوجد أى مكان على مستوى الجمهورية يستطيع القدرة على محاكاته أو تقليده غير سيدات بنى عدى، فالرسومات غير مقلدة وغير مكررة والطراز الخاص به قديم جدًا ويرجع إلى أكثر من 100 عام.
وأشارت تحسين محمود مديرة جمعية لتسويق الكليم إلى أنه ورغم كل تلك المميزات للسجاد العدوي إلا أنه بدأ يندثر بسبب ارتفاع الأسعار وعزوف الأهالى عن الشراء بسبب سعره، واتجاههم نحو أنواع أخرى من المفروشات أقل ثمنًا وجودة.
واضافت " تحسين " الي ان جمعية تنمية المجتمع ببنى عدى فكرت فى إعادة إحياء تصنيع الكليم العدوى عن طريق توفير المادة الخام والسيدات اللاتى تقمن بالتصنيع، كمشروع ضمن مشروعات تنمية المجتمع، فيتم الحصول على المادة الخام من صوف الأغنام الطبيعى دون أى إضافات صناعية أو إضافة مواد أخرى، والرسومات التى يطرز بها الكليم تدل على طرازه الفريد وذوقه الرفيع الذى لا يحاكيه ذوق آخر.
وقال علي محمود احد صانعى الكليم"، إن مراحل عمل الكليم العدوى تتكون من عدة خطوات، أولها نبدأ فى جز الأغنام ثم نقوم بإرسال الأصواف إلى المصانع المتخصصة فى هذا الأمر، وبعد ذلك ترسل للغزل لغزلها على مغازل يدوية، ثم يتم صناعة الكليم على النول بالتغريز، وكل ما يشغل متر لأعلى يتم طيه من الأسفل على الخشب على مسمارين فى نهاية النول حتى يكتمل طوله إلى مترين ونصف، أو حسب المقاس المطلوب.
ويستخدم الكليم للدكك أو للكنب أو للجلسات الأرضية، وهى فى النهاية مهنة تم توارثها عن الآباء والأجداد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محافظات مدينة منفلوط الكليم المجتمع الالياف أسيوط صناعة الکلیم
إقرأ أيضاً:
كيف ولماذا يخفي الكيان خسائره؟
لماذا لا نرى آثار الصواريخ التي تسقط على الكيان إلا نادرا؟ أين هي الصحافة العالمية الحُرَّة التي لا تَخفَى عليها خافية عندما يتعلق الأمر ببلدان أخرى؟ لِماذا لا يُتَّهَم الكيان بأنه ضد حرية الصحافة؟ لماذا لا يقوم المدنيون في الكيان بنشر فيديوهات على المباشر في وسائل التواصل الاجتماعي إلا نادرا؟ لماذا تنقل لنا التلفزيونات العالمية وبخاصة العربية فقط صور السّماء التي فوق مدن الكيان من دون الأرض؟ لماذا يتم التَّقليل من حجم الضربات بالتركيز على تأثيراتها الجانبية في محيط المواقع المُستهدَفة؟
تُلخِّص هذه الأسئلة بشكل تقريبي ما يمكن أن نُسمّيه وجود رقابة عالية من الكيان الصهيوني على وسائل الإعلام الداخلية والخارجية، وتؤكد وجودها بشكل فاضح على المدنيين لِمنعهم من نشر ما يُمكنهم تسجيله على المباشر…
معروف هو التعاون التكنولوجي الواسع ما بين الشركات الغربية ونظيرتها في الكيان في هذا المجال، فضلا عن ما تُقدِّمه الجامعات الأمريكية الكبرى من دعم مستمر للصناعة المعلوماتية الصهيونية عالميا، وبخاصة فيما يتعلق بالرقابة على البشر وعلى وسائل الإعلام والحكومات المختلفة.
هذه الحقيقة الميدانية جرى استغلالها على نطاق واسع للتعتيم على خسائر العدو في الميدان، إنْ في غزة أو لبنان أو في داخل الأراضي المحتلة، بدءا من حظر نشر الفيديوهات الأولي لطوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر 2023 عبر كافة وسائل الإعلام الغربية وكافة منصات التواصل الاجتماعي التي تتحكم فيها الشركات الأمريكية مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها، وصولا إلى المنع الآلي لكل صورة أو خبر أو فيديو يمكنه أن يُبيِّن الخسائر الكبيرة التي تَلحق بالجيش الصهيوني في أي منطقة من مناطق الحرب، ولولا بعض القنوات التلفزيونية التي يصلها ما لم تستطع رقابة الاحتلال حجزه، وبعض الثغرات التكنولوجية التي يجري استغلالها، لما وصلتنا أيُّ صورة عمَّا يحدث، خاصة إذا كان فيها إذلالٌ للجيش الصهيوني المُعتدي.
ولتحقيق هذا الغرض، لدى الكيان وحداتٌ أمنية مختصّة أشهرها الوحدة 8200 التي تقوم بمراقبة جميع الاتصالات والبيانات الرقمية من خلال التصنُّت والتحليل المُعَزَّز بواسطة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى استعانته بخدمات الشركات المختصة في إنتاج تكنولوجيا الرقابة السيبرانية مثل NSO Group المُطوِّرة لبرنامج “بيغاسوس” المنتشر في العالم، فضلا عن شركات غربية أخرى لها خبرة واسعة في هذا المجال…
إضافة إلى هذا لا يتردد قادة العدوان الصهاينة من ناحية أخرى في وضع رقيب عسكري في كل وسيلة إعلام داخلية، ومنع أي مراسل أجنبي في داخل الأراضي المحتلة من ممارسة عمله بِحُرّية بما في ذلك مراسلي “الجزيرة” التي تنقل لنا الأخبار في حدود المسموح به طبعا.. وهذا كله تحت ذريعة تطبيق قانون الطوارئ الذي هو نسخة من أنظمة الطوارئ البريطانية لسنة 1945 التي تُذكِّر البشرية بالعهد البائد للاستعمار وجرائمه تجاه الشعوب المُستعمَرَة.
وبالنتيجة، أصبح العالم لا يرى إلا ما يُريد جيش الاحتلال أن يُرَى، وسايرت هذا التوجه وسائل إعلام للأسف عربية حتى باتت تَسعد حين تُبرِز “فشل” المقاومة في إصابة أهدافها، وحين تُروِّج لكذبة اعتراض جميع الصواريخ أو سقوطها فقط في مناطق “مفتوحة”، أو تُذيّل أخبارها بعبارة “لم تتسبب في أيِّ خسائر” التي عادة ما يستخدمها الكيان الصهيوني لتغطية خسائره.
صحيحٌ أن حرب التحرير الدائرة اليوم في فلسطين ولبنان ليست متكافئة من الناحية التكنولوجية، ولا من ناحية الخسائر البشرية والمادية، لكن ما يُخفيه الكيان من خسائر نوعية بداخله أعظم، خاصة تلك التي تمسُّ تماسكه العضوي وتدفع فئات واسعة منه نحو الهجرة العكسية، بعد أن باتت مُتأكِّدة من كون السيطرة بالقوة وبالعدوان والظلم مآلها الزوال طال الزمن أم قصر، وذلك هو طريق النصر أو الشهادة الذي اختارته المقاومة، وهي منتصرة بإذن الله.
الشروق الجزائرية