تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق - مدارس التكنولوجيا التطبيقية مصنع لتصدير الفنيين المهرة لسوق العمل - إنشاء 81 مدرسة جديدة للعام الدراسي 2025- تسهم في تعزيز القطاع الصناعي من خلال التعليم التكنولوجي

 

تُسهم مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى مصر بشكل كبير فى دعم القطاع الصناعي من خلال تقديم برامج تعليمية وتدريبية متخصصة تهدف إلى تأهيل الكوادر الفنية المتخصصة.

وتُعد هذه المدارس جزءًا من استراتيجية الدولة لتطوير التعليم الفني والمهني وتعزيز القدرة الإنتاجية والتنافسية للصناعات المصرية على المستويين المحلى والإقليمي، وتتميز مدارس التكنولوجيا التطبيقية بكونها مؤسسات تعليمية تهدف إلى توفير تعليم فنى عالى الجودة يتماشى مع احتياجات سوق العمل، ويهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات الفنية والتقنية اللازمة للعمل فى مختلف القطاعات الصناعية.

هل تنجح توأمة القطاعين الصناعي والتعليمي في حل عقدة التعليم الفني؟  خبراء: التعليم التكنولوجى الحل الأمثل لدفع القطاع الصناعى ورفع الإنتاجية.

مدارس جديدة 

كانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى قد أعلنت قبل بدء العام الدراسى الجديد أن التقديم فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية متاح فى ٨١ مدرسة موزعة على ٢٢ محافظة للعام الدراسى ٢٠٢٥. 

وأوضحت الوزارة أن القبول فى هذه المدارس يتم إلكترونيًا على الموقع الرسمي، مع اشتراط اجتياز اختبارات القبول فى الرياضيات واللغة الإنجليزية والعربية، إلى جانب المقابلات الشخصية. 

وتشمل هذه المدارس تخصصات جديدة تُلبي احتياجات السوق مثل الذكاء الاصطناعي، البرمجيات، وصيانة المعدات الصناعية، بما يضمن مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية. وفى إطار خطط التوسع، تخطط الحكومة المصرية لزيادة عدد هذه المدارس إلى ٢٠٠ مدرسة بحلول عام ٢٠٣٠، مما يعكس التزام الحكومة بتطوير التعليم الفنى ودور التكنولوجيا فى التنمية الاقتصادية.

أهداف مدارس التكنولوجيا التطبيقية

تهدف هذه المدارس إلى تلبية احتياجات سوق العمل من خلال تصميم مناهج دراسية تتماشى مع متطلبات السوق الحالية وتقديم تدريبات عملية مكثفة. 

تعمل مدارس التكنولوجيا التطبيقية على تطوير المهارات الفنية للطلاب عبر برامج تعليمية متخصصة تشمل أحدث المعدات التكنولوجية المستخدمة فى الصناعة. كما تسعى إلى تحسين جودة المنتجات من خلال تزويد الصناعات بعمالة مدربة ومؤهلة تتقن المهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق معايير الجودة العالية. 

وتلعب هذه المدارس دورًا في تشجيع الابتكار من خلال مشروعات عملية تتيح للطلاب تطبيق المعرفة النظرية فى مجالاتهم، مما يعزز الابتكار وتحسين العمليات الصناعية.

النهوض بالصناعة 

تلعب هذه المدارس دورًا حيويًا فى تحسين الكفاءات الفنية وتحقيق توافق أكبر بين التعليم واحتياجات سوق العمل. تقدم برامج تدريبية مكثفة فى مختلف التخصصات الصناعية بالتعاون مع الشركات والمصانع، مما يضمن تطوير المهارات العملية للطلاب. 

كما تحفز بيئة الابتكار والإبداع، وتشجع على تطوير حلول جديدة للمشكلات الصناعية. علاوة على ذلك، تسهم هذه المدارس فى بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الصناعي، مما يتيح تبادل الخبرات والمعرفة، ويعزز من تطوير الصناعة فى مصر.

التعاون مع المشروعات الصغيرة والمتوسطة

تدعم مدارس التكنولوجيا التطبيقية المشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تزويدها بعمالة مؤهلة قادرة على تطوير المنتجات والخدمات. 

يسهم هذا التعاون فى البحث والتطوير، ويتيح لهذه المشروعات المساهمة فى الابتكار الصناعي، مما يؤدى إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات فى السوقين المحلى والعالمي. وتعمل المدارس أيضًا على دعم الصناعة الوطنية عبر توفير كوادر فنية تسهم فى رفع مستوى الإنتاجية والتنافسية.

التحديات والفرص

ورغم الأهمية الكبيرة التى تلعبها هذه المدارس فى تعزيز الصناعة، فإنها تواجه بعض التحديات، من بينها الحاجة إلى التمويل الكافى لتوفير المعدات الحديثة وتحديث المناهج بشكل مستمر. كما يتطلب تطوير الكوادر التعليمية المدربة موارد مالية كبيرة، فضلًا عن ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة لضمان حصول الطلاب على التدريب المناسب لتلبية احتياجات السوق.

ومن الأمثلة الناجحة على التعاون بين القطاعين التعليمى والصناعي، تأتى مدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع مجموعة العربى الصناعية، ومدرسة السويدى للتكنولوجيا التطبيقية بالتعاون مع شركة السويدى للكابلات، حيث يحصل الطلاب على تدريبات عملية متقدمة داخل المصانع، مما يعزز من جاهزيتهم لسوق العمل.

مستقبل مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى مصر

يتوقع أن تستمر هذه المدارس فى تطوير برامجها لتتكامل مع التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء، مما سيسهم فى تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لمواكبة تطورات السوق العالمية. كما أن تعزيز الشراكات مع الشركات الصناعية سيساعد فى توفير تدريب عملى أفضل، ويضمن توافق التعليم مع متطلبات السوق وتحقيق التنمية المستدامة للصناعات المصرية.

باختصار، تعد مدارس التكنولوجيا التطبيقية ركيزة أساسية فى تطوير الصناعة المصرية. تعمل هذه المدارس على تخريج كوادر فنية مؤهلة تسهم فى تعزيز القدرة التنافسية للصناعات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة.

دور محوري

وقال الدكتور أحمد منصور، أستاذ الهندسة الصناعية بجامعة القاهرة، فى حديثه لـ"البوابة"، إن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تؤدى دورًا محوريًا فى تحسين جودة العمالة الفنية فى مصر. من خلال تقديم برامج تعليمية متخصصة، يحصل الطلاب على المهارات التقنية المطلوبة فى سوق العمل. هذا الجهد لا يساهم فقط فى تحسين جودة المنتجات الصناعية، بل يعزز أيضًا الابتكار داخل المصانع. وأكد على أهمية تبنى نموذج التعليم المزدوج الذى يجمع بين التعليم الأكاديمى والتدريب العملى داخل المصانع، حيث يتيح للطلاب اكتساب خبرات عملية حقيقية تؤهلهم للعمل بفاعلية أكبر.

فى نفس السياق، أكدت الدكتورة ليلى عبد الله، مديرة مركز تدريب الصناعات الهندسية، لـ"البوابة "، أن التعليم الفنى والتطبيقى يشكل العمود الفقرى لتطوير الصناعة فى مصر. وأوضحت أن مدارس التكنولوجيا التطبيقية تسهم بشكل رئيسى فى تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم تعليم فنى عالى الجودة يتماشى مع متطلبات السوق الحديثة. وأضافت أن الشراكات بين هذه المدارس والشركات الصناعية تعد استراتيجية فعالة لتعزيز التعليم الفني. حيث توفر هذه الشراكات بيئة تعليمية عملية للطلاب، وتتيح للشركات الاستفادة من العمالة المدربة والمؤهلة التى تلبى احتياجاتها.

التمويل 

يعد التمويل أحد أكبر التحديات التى تواجه مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى مصر، إذ يتطلب توفير المعدات الحديثة وتحديث المناهج موارد مالية ضخمة، مما يعوق قدرتها على تقديم تعليم عالى الجودة. كما تعانى هذه المدارس من نقص فى الكوادر التعليمية المدربة والمؤهلة فى المجالات التقنية، وهذا النقص يؤثر على جودة التعليم المقدم للطلاب ويعوق تحقيق الأهداف المنشودة. إضافة إلى ذلك، يمثل التطور التكنولوجى السريع تحديًا آخر، حيث يتعين على هذه المدارس مواكبة أحدث التطورات وتحديث برامجها التعليمية باستمرار لضمان تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات المطلوبة لسوق العمل المتطور.

وأوضح الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوى وأستاذ كلية التربية بجامعة عين شمس، فى تصريحاته لـ"البوابة" أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء ١٧ جامعة تكنولوجية جديدة يمثل تحديًا كبيرًا أمام وزارة التعليم العالى ومقدمى الخدمة التعليمية فى مصر. وأكد أن هذا التوجيه يعكس التزام الحكومة بتعزيز التعليم العالي، مع التركيز على المجالات التكنولوجية والعلوم الهندسية لتحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية مصر ٢٠٣٠. وأشار إلى أن الجامعات التكنولوجية تلعب دورًا حيويًا فى التنمية الاقتصادية من خلال توطين التكنولوجيا الحديثة وسد احتياجات البلاد من الفنيين المهرة.

وأضاف الخبير التربوى أن هذه الجامعات تساهم بشكل كبير فى تطوير البحث العلمى والابتكار فى المجالات التكنولوجية المهمة مثل الطاقة، الاتصالات، النقل، والصناعات الأخرى. كما أن قرب هذه الجامعات من المشروعات الوطنية يسهم فى تقديم الدعم الفنى والتقنى الضرورى لتلك المشروعات، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والتطوير، تخدم الاقتصاد والتكنولوجيا فى مصر.

وأكد الدكتور محمد عبد العزيز أن إنشاء الجامعات التكنولوجية الجديدة يمثل نقلة نوعية فى التعليم العالى والبحث العلمى بمصر، ويأتى ضمن سياق التطوير الشامل الذى تشهده البلاد. وأضاف أن توجيه هذه الجامعات نحو المناطق الصناعية المهمة يعكس استراتيجية واضحة لتلبية احتياجات سوق العمل ودعم المشروعات القومية. وشدد على أهمية توفير التدريب العملى للطلاب، حيث يمكنهم تطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة فى بيئات عملية حقيقية، مشيرًا إلى أن هذا قد يشمل التدريب فى الشركات والمؤسسات ذات الصلة بالتخصصات التكنولوجية.

كما أوضح أن تقديم التعليم فى الجامعات التكنولوجية يتطلب توفير بنية تحتية جامعية متكاملة، أعضاء هيئة تدريسية مؤهلة، مناهج حديثة، بالإضافة إلى المعدات والتقنيات المتطورة. وأكد أن توفير هذه المقومات يتطلب تخصيص اعتمادات مالية كبيرة لضمان جودة التعليم.

وأشار الدكتور محمد عبد العزيز إلى أن تحقيق هذه الأهداف يستلزم تعاونًا وثيقًا وجهدًا مشتركًا بين الحكومة، الجامعات، وقطاع الأعمال. من خلال توجيه الاستثمارات نحو التعليم التكنولوجي، يمكن لمصر تحقيق تحول حقيقى فى مجالات التكنولوجيا والهندسة، وتوفير العمالة المدربة التى تلبى احتياجات سوق العمل وتعزز التنمية الاقتصادية.

وفى ختام تصريحاته، أكد الخبير التربوى أن التفاعل الوثيق بين الجامعات التكنولوجية والمجتمع الإنتاجى يعكس شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، مما يعزز فرص التطوير التكنولوجى والابتكار. كما أن لهذه الجامعات تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على تقدم مصر فى مجالى التكنولوجيا والاقتصاد.

أمثلة ناجحة.. مدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية

تُعد مدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية نموذجًا ناجحًا فى مصر. حيث تعمل بالتعاون مع مجموعة العربى الصناعية لتقديم برامج تعليمية وتدريبية متقدمة فى مجالات الهندسة الكهربائية والميكانيكية. يحصل الطلاب على تدريبات عملية داخل مصانع مجموعة العربي، مما يساهم فى تعزيز مهاراتهم الفنية ويؤهلهم بشكل أفضل لدخول سوق العمل.

مدرسة السويدى للتكنولوجيا التطبيقية: تُعد مدرسة السويدى للتكنولوجيا التطبيقية مثالًا آخر للتعاون المثمر بين القطاع الخاص والمدارس الفنية. تقدم المدرسة برامج تدريبية متخصصة فى مجالات الكهرباء والإلكترونيات بالتعاون مع شركة السويدى للكابلات. يتلقى الطلاب تدريبات عملية مكثفة داخل مصانع الشركة، مما يعزز قدراتهم الفنية ويرفع من جودة العمالة الفنية المؤهلة فى مصر.

المستقبل 

التكامل مع التقنيات الحديثة من المتوقع أن تشهد مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى مصر إدماجًا أوسع للتقنيات الحديثة فى مناهجها، مثل الذكاء الاصطناعى وإنترنت الأشياء. هذا التكامل سيمكن الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة لمواكبة التطورات العالمية، ويؤهلهم للمنافسة فى سوق العمل الحديثة.

الشراكات مع الصناعات: توسيع التعاون بين مدارس التكنولوجيا التطبيقية والشركات الصناعية يُسهم فى توفير فرص تدريب عملى أفضل وتحديث البرامج التعليمية بشكل مستمر. هذا التعاون يضمن أن يكون التعليم الفنى متوافقًا مع احتياجات السوق، ما يعزز التنمية المستدامة للصناعات المصرية.

التعليم عن بُعد: مع تطور تقنيات التعليم عن بُعد، يمكن لمدارس التكنولوجيا التطبيقية تقديم برامج تدريبية للطلاب فى المناطق النائية، مما يوسع نطاق تأثيرها ويضمن وصول التعليم الفنى إلى كافة أنحاء مصر.

أهمية المدارس

تعد مدارس التكنولوجيا التطبيقية من الدعائم الأساسية لتطوير الصناعة فى مصر. فهى تقدم تعليمًا فنيًا عالى الجودة يتماشى مع متطلبات سوق العمل، ما يساهم فى تحسين القدرات التنافسية للصناعات المصرية وتعزيز التنمية المستدامة. الخبراء يؤكدون على أهمية هذا النوع من التعليم فى تأهيل الكوادر الفنية التى تحتاجها الصناعة.

تحسين المهارات الفنية: تركز مدارس التكنولوجيا التطبيقية على تزويد الطلاب بالمهارات العملية والفنية التى يتطلبها سوق العمل الحديث، ما يسهم فى تخريج كوادر مؤهلة لرفع جودة الإنتاج الصناعى فى مصر.

الشراكات مع القطاع الخاص: هذه المدارس تتعاون مع شركات صناعية كبرى لتوفير فرص تدريب عملى مكثف للطلاب أثناء فترة الدراسة. على سبيل المثال، مدرسة العربى للتكنولوجيا التطبيقية فى المنوفية تتخصص فى التركيبات الكهربائية وتبريد وتكييف الهواء بالتعاون مع مجموعة شركات العربي.

خفض معدلات البطالة: تعمل هذه المدارس على تأهيل الطلاب للعمل مباشرة فى المصانع والشركات بعد التخرج، ما يسهم فى تقليل نسب البطالة وتحسين مستويات الدخل للعاملين فى القطاع الصناعي.

دعم المصانع المتعثرة: تقدم مدارس التكنولوجيا التطبيقية الدعم الفنى للمصانع المتعثرة وتساهم فى إعادة تشغيلها، مما يؤدى إلى زيادة الإنتاجية والنشاط الاقتصادي، وبالتالى تحسين الاقتصاد الصناعى فى مصر.

تلبية احتياجات السوق: من خلال تركيزها على المهارات المطلوبة، تسهم هذه المدارس فى تلبية احتياجات السوق المحلية والدولية، مما يعزز من تنافسية مصر على المستويين الإقليمى والعالمي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مدارس التكنولوجيا القطاع الصناعي التعليم التكنولوجي سوق العمل الجامعات التکنولوجیة احتیاجات سوق العمل التنمیة المستدامة للصناعات المصریة احتیاجات السوق القطاع الصناعی هذه المدارس فى تطویر الصناعة تدریبات عملیة التعلیم الفنى برامج تعلیمیة تزوید الطلاب هذه الجامعات تقدیم برامج بالتعاون مع لسوق العمل تحسین جودة التعاون مع الطلاب على مع متطلبات یتماشى مع فى تحسین مما یعزز تعلیم ا ما یعزز یسهم فى من خلال

إقرأ أيضاً:

مؤتمر التمكين الثقافي يوصي باستخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم ذوي الإعاقة

 اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، ضمن برامج وزارة الثقافة، فعاليات مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة، في دورته الثالثة عشرة، والذي أقيم على مدار يومين، بقصر ثقافة روض الفرج بالقاهرة، تحت عنوان "مستقبل تأهيل ذوي الإعاقة.. رؤية ثقافية"، برئاسة د. محمد حسن غانم، وأمانة د. هبة كمال، مدير عام الإدارة العامة للتمكين الثقافي.

شهد ختام المؤتمر الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة و المركزية للشئون الثقافية، د. مصطفى عبد الحليم، رئيس اللجنة العلمية، ولفيف من المثقفين وأعضاء هيئة التدريس.

وفي كلمته توجه رئيس المؤتمر، بالشكر لكل من قدم الدعم من أجل إنجاح الفعاليات، وساعد على تنفيذ أهداف ورؤية المؤتمر.

وقال رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية: نلتقي اليوم ونحن نواجه تحديات كبيرة تتعلق بتطوير نظام تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم الدعم اللازم لهم، بدأنا مسيرة طويلة منذ عام 2004 لتحسين الأوضاع، ونعلم أن الطريق ما زال طويلا، فهناك مشكلات تتعلق بنقص المعلومات والبيانات بالمناطق المختلفة، وما زال هناك العديد من الفجوات التي تحتاج إلى العمل المشترك والتعاون بين جميع الجهات المعنية لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها.

وتابع قائلا: تقع المسئولية على عاتقنا جميعا، وكل خطوة نخطوها لتطوير هذا النظام هي خطوة نحو مستقبل أفضل لجميع المواطنين، بغض النظر عن اختلافاتهم، مؤكدا أهمية التنسيق بين المحافظات، وتوفير التدريب اللازم للعاملين في هذا المجال، وتقديم الدعم المناسب لهم في  المجالات كافة.
واختتم حديثه موجها الشكر لكل من شارك في تنظيم هذا المؤتمر، والإدارات المشاركة من هيئة قصور الثقافة.

وأثنت أمين عام المؤتمر على مبدأ العمل الجماعي، والإصرار على التطوير، من أجل تحقيق النجاح، قائلة: كل فرد في مكانه يؤمن بقضيته، قادر على تحقيق المستحيل ونحن هنا ندعمكم لحل جميع المشكلات.
وأضافت أن الهدف من المؤتمر أن يصبح نموذجا يحتذى به  في التنظيم والتطوير، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاطلاع على الكتيب الصادر عنه والذي يعد بمثابة ذاكرة توثيقية هامة تضم مختلف الفعاليات منذ الدورة الأولى وحتى الآن، وكذلك مختلف الأبحاث العلمية للباحثين، مؤكدة على استمرار التعاون مع الجهات المشاركة لتحقيق المزيد من الأهداف.

وأعرب رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، عن سعادته بالتعاون مع فريق العمل بقصور الثقافة، الذي انضم إليه منذ أكثر من ١٠ سنوات، خلال مؤتمرات التمكين الثقافي بمختلف  المحافظات، كما أشاد بتعاون فريق العمل مقدما لهم الشكر كونهم جزءا من النجاح، آملا في تحقيق المزيد من التعاون خلال الفترة المقبلة.

توصيات المؤتمر

 

وشهد اليوم الختامي جلسة انتهت بالتوصيات التالية: الاهتمام الشامل بذوي الإعاقة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وتعزيز ثقافة الوعي حول آليات التعامل مع ذوي الإعاقة، وضع منظومة وقائية شاملة للحد من حدوث الإعاقات، إنشاء قاعدة بيانات شاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، تشمل معلومات منها السن ونوع الإعاقة، استخدام التكنولوجيا الحديثة في تجهيز ودعم ذوي الإعاقة، تفعيل مواد القانون رقم 10 لسنة 2018، الذي يتناول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تقديم الأدوات التكنولوجية الحديثة بأسعار مدعمة أو بالمجان، إنشاء مراكز متخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها في القرى والنجوع، لتسهيل تقديم الخدمات والدعم، إقامة دورات تدريبية للقائمين على تدريس وتعليم وتأهيل ذوي الإعاقة للتعامل معهم بشكل فعال، وأخيرا تقديم الدعم من قبل المؤسسات الخاصة في مجالات التعليم والتدريب والتوظيف.

وكان المؤتمر قد شهد ٣ جلسات بحثية، بمشاركة لفيف من الباحثين والأكاديميين، بجانب تكريم مجموعة من الرموز الرائدة في هذا المجال من أبرزهم، سهير عبد الحفيظ، عضو اتحاد كتاب مصر، الكاتبة عزة عبد الباري، الكاتب والإذاعي رضا عبد السلام، إيناس الجبالي، بطلة رياضة رفع الأثقال، الفنانة التشكيلية أميرة الشامي، الفنان طارق صبحي، بالإضافة إلى تكريم اسم الراحل حازم الحسيني كأحد رائدي مجال رياضة المعاقين.

وسبق إعلان التوصيات عقد مائدة مستديرة بعنوان "رؤى وتجارب" أدارها د. محمود إسماعيل، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، وشارك بها المهندس أحمد الكومي، استشاري شئون الإعاقة والعيش المستقل، والباحث رامز عباس.

استهل م. أحمد الكومي، حديثه موضحا تجربته الشخصية في التدريب على مفهوم "المعيشة المستقلة" في اليابان، المعنية بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من أجل العيش بشكل مستقل في المجتمع، وتقليل العبء على الأسر.

وأضاف "الكومي" أن تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة يتطلب تعاونًا بين الدولة وأفراد المجتمع، وتوفير فرص متساوية لهم في التعليم والعمل والحياة اليومية.

واختتم حديثه مؤكدا على أهمية توفير الدعم والمساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة فيما يتعلق بالحركة والتنقل، باعتبار ذلك خطوة مهمة نحو تحقيق المعيشة المستقلة،
مع ضرورة تنفيذ التوصيات التي تم طرحها في المؤتمرات السابقة، والخاصة بالخدمات الأساسية ومنها تحسين الطرق والأرصفة لتكون صالحة للأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل الاندماج في المجتمع دون الحاجة للاعتماد الكامل على الآخرين.

وسرد رامز عباس تجربته الحياتية التي شهدت الكثير من التحديات، ورغم ذلك لم تمنعه من السعي نحو تحقيق أهدافه.
قائلا: حرصت على استكمال المسيرة العلمية وتخصيص وقت للقراءة رغم قلة الموارد والإمكانيات، هذا بجانب الانخراط في المشروعات التنموية والمبادرات التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للفئات المهمشة، إيمانا بأن العلم هو المفتاح لتغيير الواقع وتحقيق التقدم.

واختتمت الفعاليات بتكريم عدد من القيادات الثقافية بمنحهم شهادات تقديرا لجهودهم المبذولة خلال فترة تنفيذ المؤتمر.

مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة في دورته الثالثة عشرة، أقامته الإدارة العامة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وبالتعاون إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، وفرع ثقافة القاهرة برئاسة د. ابتهال العسلي.

 

مقالات مشابهة

  • الملتقى الصناعي بصحار يستعرض مجالات الشراكة الأكاديمية والبحثية
  • ABB: إنترنت الأشياء والرقمنة يجلبان المزيد من الفرص لتحسين كفاءة الطاقة في القطاع الصناعي
  • بروتوكول تعاون في مجال ربط طلاب التعليم الفني وتأهيلهم لسوق العمل ببني سويف
  • حمدان بن محمد يعتمد استراتيجيات «التعليم» و«القطاع العقاري» و«دبي اللانقدية»
  • محافظ بني سويف يشهد توقيع بروتوكول لتدريب طلاب التعليم الفني بمشروعات الدواجن
  • التعليم توجه بتخصيص محاضرات للحديث عن انتصارات أكتوبر وفضل الشهادة (مستند)
  • مؤتمر التمكين الثقافي يوصي باستخدام التكنولوجيا الحديثة لدعم ذوي الإعاقة
  • تفاصل جولة مدير عام التعليم العام لمتابعة مدارس إدارة تمي الأمديد بالدقهلية
  • وزير التعليم يتابع انتظام العملية التعليمية في 8 مدارس بالفيوم (صور)