سودانايل:
2024-12-25@06:54:21 GMT

سياحة داخل نفس سودانية

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

يبدوا أن منصات (الإفك الإلكتروني) قد أصبحت هي المصدر الأساسي لأخبار بلاد السودان المنتشرة في تطبيقات الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية ، كما أضحت المعارك بين مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) من جهة و ”الجيش السوداني“ و أتباعه من: كتآئب البرآء بن مالك و الدفاع الشعبي و الظل و جهاز العمليات و العمل الخآص و المستنفرين و القوات المشتركة التي قوامها حركات تحرير السودان المسلحة ذات المسميات المتعددة (المتمردة سابقاً) من الجهة الأخرى تدور في أسافير العالم الإفتراضي أكثر منها على ساحات الأرض.

..
و مؤخراً تضاربت أنبآء الإنتصارات ”المُبِينَة“ التي حققها ”الجيش“ و حلفآءه في معارك تحرير العاصمة المثلثة (معركة ذات الكباري) ، و في المقابل تحدثت المنصات و الأسافير عن نجاحات مليشيات الجنجويد في (صد الهجوم الفلولي) و تكبيد العدو (الفلول) الخسآئر الفادحة في الأرواح و العتاد ، و دار جدل و لغط عظيمين في الوسآئط و الأسافير حول النصر المزعوم ، و قد دعمت كل طآئفة إدعآءتها بالڨيديوهات التي توثق القتل و التحركات ، كما إنبرت أرتال من المتحدثين الرسميين و النشطآء و المغردين و جمهور من الخبرآء الإستراتيجيين العسكريين و الأكاديميين الراتبين/اللازقين على شاشات القنوات التلڨزيونية الأعرابية بالتصريحات و التحليلات و التنظيرات و التوجيهات...
في الآونة الأخيرة تعالى جعير الحناجر الكيزانية كثيراً في الوسآئط ، و نشطت جهات عديدة في الترويج من جديد لوهم المشروع الحضاري الإسلامي ، كما عاد صوت الخطاب الكيزاني التعبوي الضلالي عالياً يحاكي ذات الزعيق كما في سنين برنامج ساحات الفدآء ، و ظهرت مرة أخرى أوجه قدامى المعتوهين بعد غياب عن الساحات و قد أضيف إليهم كزيادة خير الجيل الخامس و السادس من المهووسين دينياً ، و عوضاً عن جون قرنق و أمريكا التي دنا عذابها فقد وجد المعتوهون القدامى و المهووسون الجدد ضآلتهم في جماعة قوى الحرية و التغيير (قحت) و تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) لإلقآء كل اللوم عليهم و نسب كل أزمة أو نكسة أو نكبة أصابت بلاد السودان منذ نشأة مملكة كوش إلى يومنا هذا إليهم!!! ، و الخوض في الحديث عن الكيزان و عقود حكمهم و فسادهم و بطشهم و تجاوزاتهم لا يحتاج إلى التكرار أو التفصيل ، فقد أصبح الفساد و الإفساد من المعلوم من أمر الجماعة بالضرورة!!!...
و على الجانب الآخر فقد بذل جهاز التسويق الإعلامي و الإلكتروني و جماعات من النخب ”المستنيرة“ المنحازة جهداً جباراً لتسويق قآئد المليشيات الجنجويدية على أنه حامي الثورة و قآئد التغيير و إمام المهمشين الساعي إلى تأسيس الحكم المدني و إقامة الجمهورية الثانية على أنقاض دولة ستة و خمسين (٥٦) ، و طلبوا من الشعوب السودانية تناسي أن مليشيات الجنجويد كيان عرقي و قبلي و عنصري له تاريخ دموي حافل بالقتل و الإبادات الجماعية ، تاريخ ما زالت سطوره تكتب بدمآء الشعوب السودانية المقهورة و دموعها و شقآءها و معاناتها و مآسيها...
الفقرات أعلاه إجتهادٌ في تصوير بعض من وابل أخبار الإفك التي ظلت تتلقفه/تتلقاه و بصورة راتبة و دون هوادة أو رأفة تطبيقات الأجهزة الإلكترونية الذكية و كذلك عقول و قلوب و أفئدة غالبية الأنفس السودانية المهتمة بمجريات الأحداث في بلاد السودان و المتلهفة لتلقي و إستقصآء أخبار الحرب و المستجدات في الأزمة السودانية...
و الملاحظ هو أن أغلب الجهات/الغرف/المنصات الإلكترونية الناشطة في الإفك و أخبار الحرب و الأزمة السودانية تتعمد نشر منتجاتها/بضاعتها الخبيثة و بثها بصورة/بطريقة مكثفة بحيث تضمن إحداث أكبر قدر من الفوضى و الإرباك و المَخوَلَة ، و هذا ما دفع صاحبنا إلى محاولة التجول داخل محطات داخل نفسه السودانية بغرض سبر تفاعلات العقل و القلب و الفؤاد مع السيل الغير منقطع من أخبار الإفك المتضاربة عن الإنتصارات الواردة عبر الوسآئط و الأسافير...
و قد أوضح التوقف عند المحطة الأولى مدى إنتشار الخوف الشديد و الهلع العظيم في منصات و أجهزة إستقبال الأحاسيس و المشاعر لدى صاحبنا و لمجرد التفكير في أن الغلبة في الحرب الدآئرة الآن ربما تكون لمليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) ، و ذلك لأن هذه الغلبة تعني إستمرار مسلسل الهمجية و العنصرية و القتل و الدمار و التشريد و النزوح و الفوضى و حتمية إنهيار الدولة ، و لقد شاهدت جموع من الشعوب السودانية (المناظر) و (دخلت الفلم) الجنجويدي عدة مرات و في جهات مختلفة من بلاد السودان خلال الثلاث عقود الأخيرة ، و لمست و شاهدت و رأت رؤيا الأعين ، خصوصاً خلال سنين الثورة و التسعة عشر أشهر الماضية ، ما مارسه القآئد (الخآئن) و إرتكبته مليشياته من البطش و القتل و الإنتهاكات ، و ما سببته من الشقآء و المعاناة و المآسي للشعوب السودانية ، كما أن الشعوب تعلم جيداً أن قآئد مليشيات الجنجويد و من بعد ترفيعه و تلميعه و إدخاله إلى قصور الحكم و إتخاذ القرار ، و بعد أن لمس و رأى الفساد و الضعف و (الهوان) الإداري الكيزاني إزدادت شهيته/شهوته ، و كذلك شهيات/شهوات بقية العآئلة و البطون القبلية الممتدة ، إلى السلطة و النفوذ و الثروات...
المحطة الثانية كانت عند منصات و أجهزة إستقبال من العقل و القلب تحاول جاهدة أن تفرح و تسعد لأخبار و إرهاصات تشير إلى إحتمال إنتصار ”الجيش السوداني“ ، و هذا إحساس و شعور وطني طبيعي و جميل يستند إلى فرضية أن هذا ”الجيش“ هو (جند الوطن) ، و أنه مؤسسة أمنية موثوق بها و يعتمد عليها ، و أنه هو:
جيش الهنا...
الحارس مالنا و دمنا...
لكن التوقف عند هذه المحطة الثانية ”المفرحة“ لا يدوم طويلاً فسرعان ما تصطدم النفس بالواقع حين يأتي القلق الحقيقي و الهواجس و المنغصات و الكوابيس تهاجم تلك منصات و أجهزة الإستقبال في العقل و القلب و تضيف إلى النفس السودانية المجهدة المزيد من أحاسيس الألم و المعاناة و الشقآء و بدرجات مهولة تصيب العقل و الأطراف بالتبلد و الشلل لمجرد التفكير في إحتمالية إنتصار ”الجيش السوداني“ و ملحقاته من الكتآئب ، الجيش الذي و منذ صبيحة إنقلاب الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية أصبح واجهة لجماعة الأخوان المتأسلمين (الكيزان) ، مما يعني أن إنتصار الجيش هو العودة إلى عقود و عهود الحكم الكيزاني البوليسي الديكتاتوري ، و إلى السنين العجاف من القمع و حجر الحريات و التوقيف و الحبس القسري و بيوت الأشباح و التعذيب و القتل و الإبادات الجماعية و الدجل و الهوس الديني و الضلال و المحسوبية و الفساد الإقتصادي و الإجتماعي و... و... و... ، و حديثاً فقد شاهدت الشعوب السودانية (المناظر) و (الأفلام) الكيزانية من حوادث القتل و الإعدامات الميدانية خارج نطاق القانون و بقية الإنتهاكات المرفقة مع خطابات الكراهية و العنصرية ، هذا بالإضافة إلى خطب و تصريحات الفرقآء الأوآئل و توعداتهم بالويل و الثبور للخونة و عملآء السفارات!!! ، و تبشيرهم بالبل و المَتِك و الجَغِم و التَّدبِيل و الزَّعِط و حديثاً بالتَّقرِيط و الزَّرِد!!!...
إن الشعوب السودانية تعلم جيداً أنه و متى إجتمعت القوة الباطشة مع السلطة المطلقة و الطموح الغير سوي (الطمع) و التعصب العرقي/القبلي/الجهوي/الديني/الفكري و في غياب القانون و العدالة فإن ذلك يعني/يمثل وصفة مثالية للطغيان و الظلم و الفساد و الفوضى و الفشل و الإنهيار ، و هذا عين ما أصاب بلاد السودان...
لكن ما يخفف من وطأة القلق و هذه المخاوف و الهواجس و المنغصات و الكوابيس و يزيد من الطمأنينة النفسية حقيقة أن الطآئفتين المتقاتلتين من أجل السلطة و النفوذ و الثروات باغيتان ، و أنهما لن ينتصرا ، و لن يحققا النجاح ، و لن يصيبا الفلاح أبداً ، و ذلك لأن مشروعيهما قد بُنِيَا على باطل ، و الباطلُ زاهقٌ لا محالة ، و أنهما في نهاية الأمر سوف ينهكان و ينهزمان شر هزيمة ، و سوف تتحقق الرؤيا الصادقة في إنتصار الثورة و حدوث التغيير...
و سوف يعود/يُعَاد العسكر إلى ثكناتهم ، و سوف يعاد ترتيب أمر الجيش و بقية المنظومات الأمنية من جديد ، و سوف تفتح ملفات الإنتهاكات ، و سوف تتم المحاسبات ، و سوف تعود الإحترافية و المهنية إلى المؤسسات الأمنية فتنشغل بحراسة الحدود و حماية الأراضي و المواطنين و تثبيت الأمن ، و سوف يهجر العسكر و بقية النظاميين الإنشغال بالسياسة و التجارة و الإقتصاد ، و سوف يتركون الأمر لأصحاب الشأن و الإختصاص...
أما مليشيات الجنجويد فليس لهم سوى الحل و الحساب و العقاب...
و الحمد لله رب العالمين و افضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: ملیشیات الجنجوید الشعوب السودانیة بلاد السودان

إقرأ أيضاً:

التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم

قام بروفيسور محمد حسن دهب وزير التعليم العالي والبحث العلمي يرافقه عدد من قيادات الوزارة بزيارة إلى ولايتي كسلا والقضارف للوقوف ميدانياً على وضع الجامعات في الولايتين والتأكد من استمرارية الدراسة وتنفيذ المشروعات المستقبلية.وبدأت الزيارة بولاية القضارف، حيث اجتمع الوزير بالإدارة العليا لجامعة القضارف بحضور والي الولاية الفريق ركن محمد أحمد حسن أحمد وعدد من اعضاء لجنة أمن الولاية ومدير الجامعة بروفيسور ابتسام الطيب الجاك وعدد من المسؤولين المحليين.وخلال اللقاء، اطمأن الوزير على سير الدراسة وخطط الجامعة المستقبلية، مشيداً بدور حكومة الولاية في دعم الجامعة ومساندتها لمواصلة الدراسة وتنفيذ مشروعاتها التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية للجامعة، وأكد الوزير أن زيارته تأتي للتأكد من أن الجامعة تعمل بكفاءة عالية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا على أهمية التعاون بين الجامعة والحكومة لتحقيق الاستقرار الأكاديمي والتطوير المستمر.وأكمل الوزير زيارته إلى ولاية كسلا، حيث وصل إلى مطار كسلا برفقة عدد من مديري الإدارات العليا بالوزارة وكان في استقباله نائب والي الولاية، عمر عثمان آدم، ومدير جامعة كسلا بروفيسور أماني عبد المعروف بشير، ووزير التربية والتعليم بالولاية، ماهر الحسين، إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس والعمداء بالجامعة.واستهل الوزير زيارته بعقد اجتماع مع لجنة عمداء الجامعة وخلال الاجتماع، تم التأكيد على استقرار الجامعة وإسهاماتها في تعزيز التعليم العالي في المنطقة، كما تم تسليط الضوء على أهمية إرسال رسائل إيجابية إلى المجتمع المحلي والدولي، تؤكد أن السودان قادر على مواصلة نشاطه الأكاديمي والبحثي رغم الحرب.هذا وتأتي هذه الزيارات في إطار الجهود المستمرة لدعم التعليم العالي والبحث العلمي والتأكيد على أن السودان لا يزال يسعى للارتقاء والتقدم رغم التحديات.وفي اجتماعه بمديري ومنسقي الجامعات والكليات الأهلية والخاصة المستضافة بجامعة كسلا، أكد بروفيسور دهب حرص وزارته على مستقبل الطلاب، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، وأشاد بالجهود المبذولة من قِبَلْ إدارات هذه الجامعات والكليات في تهيئة البيئة الدراسية وتحقيق الاستقرار الأكاديمي مؤكداً أن الجامعات والكليات المستضافة والتي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان لن يفتح لها باب القبول العام القادم.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مطابع العملة السودانية تدفع بقافلة دعما لمواطني شرق الجزيرة وتوتي
  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • قبيل صدور تقرير عن المجاعة .. الحكومة السودانية تنسحب من نظام عالمي لمراقبة الجوع
  • قرار بتمديد فترة استبدال العملة السودانية لأسبوع إضافي
  • قائد الجيش الأوغندي يهدد بغزو الخرطوم
  • وكيل وزارة الرياضة الليبية يبحث مع وزيرة الشباب السودانية تعزيز التعاون المشترك
  • الخارجية السودانية ترحب باعتذار أوغندا بعد تصريحات قائد قوات الدفاع
  • القراءة والمطالعة ونهضة الشعوب
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • الجيش السوداني يسيطر على قاعدة الزُرق العسكرية بدارفور