أصدَر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله التأثيرات المباشرة وغير المباشرة التي يفرضها التغير المناخي على عملية التعلم، والحواجز التي تحول دون الحق في التعلم، بالإضافة إلى التحرك الدولي المطلوب لتكييف أنظمة التعليم مع تغير المناخ.

وأشار إلى أنَّ تغير المناخ يؤدي إلى زيادة وتيرة وشدة الأحداث الجوية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر الشديدة وحرائق الغابات، مما يؤثر بشكلٍ سلبي في عملية التعلم من خلال تعطيل الدراسة وإغلاق المدارس بفعل تدمير البنية التحتية لها، وهو ما يؤدي بدوره إلى خسائر في التعلم وانقطاع الطلاب عن الدراسة وعدد من التأثيرات طويلة الأجل.

وتناول التحليل  الصادر عن معلومات الوزراء، التأثيرات المباشرة التي يفرضها التغير المناخي على عملية التعلم والالتحاق بالمدارس، إذ أوضح أن التأثيرات المباشرة للصدمات المناخية، كالأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، تؤدي إلى الإضرار بجودة تقديم الخدمات التعليمية وبيئة الفصول الدراسية وإطالة مدة إغلاق المدارس بسبب استخدامها كمراكز للطوارئ والإيواء، علاوة على تدمير البنية التحتية للمدارس، وهو ما يؤدي بدوره إلى خسائر فادحة في العملية التعليمية، فعلى سبيل المثال، عندما ضرب الإعصار فريدي جنوب أفريقيا في مارس 2023، واجه ما يقرب من 5% من الطلاب في جميع أنحاء دولة ملاوي إغلاقًا للمدارس، كما سبق أُغلقت 42% من المدارس الابتدائية بسبب الجفاف في عام 2015، مما أجبر أكثر من 130 ألف طالب على ترك المدرسة.

المياه تغمر  أكثر من 21% من المدارس مرة واحدة على الأقل كل عام دراسي فى الفلبين

وفي دولة الفلبين، تغمر المياه أكثر من 21% من المدارس مرة واحدة على الأقل كل عام دراسي، ويمكن أن يحدث ذلك الأمر مرتين في الشهر في بعض المناطق، بالإضافة إلى ذلك، فقد ألحقت الأعاصير في دولة الفلبين في عامي 2009 و2013 أضرارًا بـ4300 و19300 مدرسة على التوالي، مما أدى إلى إغلاق المدارس لفترات طويلة، وخلال فيضانات عام 2022 في دولة باكستان، أظهرت التقديرات أن 3.5 ملايين طفل تعطلوا عن الدراسة وأن مليون طفل قد يتوقفون عن الذهاب إلى المدرسة، وتولد هذه الإغلاقات خسائر فادحة في العملية التعليمية.

الطقس البارد يمكن أن يؤدي إلى تعطيل الدراسة والتعلم

وفي السياق ذاته، يمكن أن يؤدي الطقس البارد أيضًا إلى تعطيل الدراسة والتعلم؛ إذ شهد بعض المناطق مثل آسيا الوسطى ومناطق في أستراليا وأمريكا الجنوبية زيادة في كل من الحرارة الشديدة والبرودة، ويمكن أن تتسبب موجات البرد والعواصف في أضرار بالممتلكات وانقطاع التيار الكهربائي مما قد يكون له عواقب على البنية التحتية والأنظمة التعليمية، وهو ما يترتب عليه إغلاق المدارس.

التعلم عبر الإنترنت يمكن أن يتأثر بالأحداث الجوية المتطرفة

وعلاوة على ذلك، فإن التعلم عبر الإنترنت يمكن أن يتأثر بالأحداث الجوية المتطرفة؛ فقد انخفضت المشاركة الإجمالية على منصة التعلم عبر الإنترنت لدورات البكالوريوس والدراسات العليا بنسبة 20% بسبب حدثي إعصارين كبيرين أثرا في الفلبين في عام 2020.

تغير المناخ يؤثر سلبًا في نتائج التعليم بشكلٍ غير مباشر

وسلط مركز المعلومات الضوء على التأثيرات غير المباشرة التي يفرضها التغير المناخي في عملية التعلم والالتحاق بالمدارس، حيث يؤثر تغير المناخ سلبًا في نتائج التعليم بشكلٍ غير مباشر من خلال الصدمات الاقتصادية، وانعدام الأمن الغذائي، والصدمات الصحية، وتؤدي هذه المسارات غير المباشرة إلى انخفاض استعداد الطلاب للتعلم، وانخفاض الطلب على التعليم بسبب آليات التكيف الأسري، وتعطل الخدمات التعليمية، وذلك كما يلي:

- أثر الصدمات الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي على التعلم:

تفرض الأحداث المناخية المتطرفة ضغوطًا على موارد الأسر وتتسبب في انعدام الأمن الغذائي والهشاشة الاقتصادية وهو ما يؤدي إلى انخفاض الإنفاق على التعليم لسنوات بعد الصدمة، ففي دولة بنجلاديش، أدى التعرض للأعاصير والفيضانات والجفاف إلى زيادة حالات زواج الأطفال؛ حيث تستخدم الأسر مدفوعات العروس كآلية للتكيف مع الصعوبات المالية.

وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 170 مليون شخص إضافي سيكونون معرضين لخطر الجوع بحلول عام 2080 بسبب تغير المناخ، وسوف يؤدي الضغط الاقتصادي على الأسر الناجم عن الصدمات المناخية إلى خلق آثار سلبية على تعلم الطلاب وإنجازهم.

تغير المناخ يؤدي إلى زيادة ملوثات الهواء

- أثر الصدمات الصحية الناجمة عن تغير المناخ في التعلم:

يمكن أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة ملوثات الهواء من خلال التغييرات في التفاعلات الكيميائية وهطول الأمطار، ومن المرجح أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة تلوث الهواء العالمي والوفيات المرتبطة به.

للصدمات المناخية كالجفاف والأعاصير وحرائق الغابات تأثيرات سلبية في الصحة العقلية للطلاب

وفي السياق ذاته، يمكن أن يكون للصدمات المناخية كالجفاف والأعاصير وحرائق الغابات تأثيرات سلبية في الصحة العقلية للطلاب؛ ففي أعقاب إعصار كاترينا في الولايات المتحدة الأمريكية، عانى أغلب طلاب الأقليات العرقية المتضررين في الصف التاسع من أعراض خفيفة أو شديدة من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

كما عانى طلاب الكليات المتضررين من حرائق الغابات في مدينة فورت ماكموري في كندا من اضطراب ما بعد الصدمة بنسبة 11% بعد الحرائق، كما ثبت أن القلق المناخي يشكل مصدر ضغط متزايد الانتشار بين الشباب، ففي 50 دولة تغطي 56% من سكان العالم، يعتقد ما يقرب من 70% من الشباب تحت سن 18 سنة أن تغير المناخ يشكل حالة طوارئ عالمية يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوتر والقلق، ومن المرجح أن تؤثر هذه العوامل بشكلٍ سلبي في الصحة العقلية للطلاب وعلى تعلمهم وذهابهم إلى المدرسة.

وأشار التحليل إلى أن هناك حاجة مُلِحَّة لتكييف أنظمة التعليم مع تغير المناخ وبناء أنظمة تعليمية وطنية قادرة على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ تضمن الحد الأدنى من انقطاع العملية التعليمية لجميع الأعمار في أثناء عمليات النزوح. وفي هذا السياق، يمكن لصانعي القرار تنفيذ العديد من الإجراءات لزيادة قدرة أنظمة التعليم على التكيف والتعامل مع الضغوط المناخية المتزايدة الانتشار.

تغير المناخ والصدمات المناخية تؤثر بصورة سلبية في العملية التعليمية

وأوضح التحليل في ختامه أنَّ تغير المناخ والصدمات المناخية تؤثر بصورة سلبية في العملية التعليمية، بشكلٍ مباشر من خلال الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات التي تُلحق الضرر بجودة تقديم الخدمات التعليمية وتُدمر البنية التحتية للمدارس في كثير من الأحيان، كما تؤثر الصدمات المناخية في التعليم بشكلٍ غير مباشر من خلال الصدمات الاقتصادية، وانعدام الأمن الغذائي، والصدمات الصحية، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات تعمل على تكييف أنظمة التعليم مع تغير المناخ وبناء أنظمة تعليمية وطنية قادرة على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ، فسوف يؤدي ذلك إلى تفاقم التفاوتات التعليمية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إغلاق المدارس اضطراب ما بعد الصدمة البنية التحتية التغير المناخي التيار الكهربائي التغيرات المناخية فی العملیة التعلیمیة الصدمات المناخیة البنیة التحتیة وحرائق الغابات أنظمة التعلیم الأمن الغذائی إغلاق المدارس عملیة التعلم تغیر المناخ إلى زیادة سلبیة فی یؤدی إلى أن یؤدی من خلال إغلاق ا فی دولة یمکن أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ.. خطوات للمقاومة بالزراعة والنظم الغذائية المرنة (مقال)

مقالات مشابهة توضيح مهم من “الضمان الاجتماعي” بشأن آلية الاستفادة من مبادرة حليب الأطفال المخفض

‏11 دقيقة مضت

فيفا يكشف عن الموعد المبدئي لإجراء قرعة كاس العالم للاندية 2025 والفرق المشاركة

‏39 دقيقة مضت

“رسمياً” الحكومة تُعلن إلغاء اشتراطات البناء 2021 وكيفية استخراج تراخيص المباني الجديدة

‏44 دقيقة مضت

استقبل الآن.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 الجديد على الأقمار الصناعية

‏48 دقيقة مضت

وزارة التربية الوطنية الجزائرية تعلن خطوات التسجيل في مسابقة توظيف مستشار التوجيه 2024

‏53 دقيقة مضت

إيطاليا تتأهب لإنشاء محطات نووية جديدة.. وتخفض دعم الطاقة الشمسية

‏ساعة واحدة مضت

تعدّ قضايا تغير المناخ من أبرز التحديات التي تواجه البشرية في الوقت الراهن، ومع تزايد تأثيرات هذه الظاهرة بالبيئة والاقتصاد والصحة العامة، يصبح من الضروري البحث عن حلول فعالة ومستدامة.

ويأتي دور الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة في هذا السياق بصفتها أدوات حيوية يمكن أن تسهم كثيرًا في النهوض بالعمل المناخي.

وتسعى الزراعة المستدامة إلى تحسين إنتاج المحاصيل مع الحفاظ على الموارد الطبيعية، مما يقلل من الانبعاثات الكربونية ويعزز التنوع البيولوجي، بما يكفل مواجهة أزمة تغير المناخ بفعالية.

في الوقت نفسه، تركّز النظم الغذائية المرنة على توفير غذاء آمن وكافٍ للجميع، إلى جانب التكيف مع تغير المناخ والتحديات الاقتصادية. ومن خلال دمج هذه الممارسات يمكننا بناء مستقبل أكثر استدامة، يحقق الأمن الغذائي ويحمي البيئة.

في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن للزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة أن تؤدي دورًا محوريًا في مواجهة تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.

تعريف الزراعة المستدامة

هي نظام زراعي يهدف إلى إنتاج الغذاء بطرق تحافظ على البيئة وتدعم التنوع البيولوجي وتضمن العدالة الاجتماعية والاقتصادية. تشمل الزراعة المستدامة استعمال ممارسات مثل الزراعة العضوية، وإدارة المياه، وتقنيات الزراعة الدقيقة، مما يساعد على تقليل الأثر البيئي وتعزيز صحة التربة.

أهمية الزراعة المستدامة

الحفاظ على الموارد الطبيعية: تعدّ الزراعة المستدامة أسلوبًا يعتمد على استعمال الموارد الطبيعية بطريقة تضمن استدامتها للأجيال القادمة، ويشمل ذلك إدارة التربة والمياه بشكل فعال، واستعمال تقنيات مثل الزراعة العضوية، ويمكن تقليل الاعتماد على السماد الكيميائي، مما يحمي التنوع البيولوجي والنظم البيئية.

تقليل الانبعاثات الكربونية: تسهم الزراعة التقليدية كثيرًا في انبعاثات غازات الدفيئة، ولكن يمكن للزراعة المستدامة تقليل هذه الانبعاثات، على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي ممارسات مثل تناوب المحاصيل إلى تحسين صحة التربة، مما يزيد من قدرتها على تخزين الكربون، كما أن تقليل استعمال الأسمدة الكيميائية يمكن أن يقلل من الانبعاثات.

تعزيز التنوع البيولوجي: تسهم الزراعة المستدامة في تعزيز التنوع البيولوجي من خلال دعم الأنظمة البيئية الصحية.

تعريف النظم الغذائية المرنة: تشير إلى الأنظمة الغذائية التي تستطيع التكيف والتعافي من التغيرات البيئية والاجتماعية، مثل تغير المناخ أو الأزمات الاقتصادية، وتتميز هذه النظم بالقدرة على توفير غذاء كافٍ ومغذٍّ للجميع، مع تقليل الفاقد وتحسين الكفاءة في استعمال الموارد.

أمثلة على استعمال الزراعة المستدامة للنهوض بالعمل المناخي:

• الزراعة العضوية: تقليل استعمال المبيدات والأسمدة الكيميائية، مما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون، ويحافظ على صحة التربة والمياه.

• الزراعة المتنوعة: زراعة أنواع متعددة من المحاصيل في الأرض نفسها، مما يعزز التنوع البيولوجي، ويقلل من مخاطر الآفات والأمراض.

• التقنيات الزراعية الذكية: استعمال تقنيات مثل الزراعة الدقيقة التي تعتمد على التكنولوجيا لتحسين كفاءة استعمال المياه والموارد.

• إعادة تدوير المياه: استعمال نظم الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط، لتقليل استهلاك المياه وتحسين كفاءة استعمالها.

• التسميد الحيوي: استعمال المخلفات الزراعية والسماد العضوي لتحسين خصوبة التربة، مما يقلل الحاجة للأسمدة الكيميائية.

• تطوير محاصيل: تطوير محاصيل مقاومة للجفاف والآفات، مما يساعد المزارعين على التكيف مع تغير المناخ .

أهمية النظم الغذائية المرنة

تنويع مصادر الغذاء: تعدّ النظم الغذائية المرنة ضرورية لمواجهة تغير المناخ، ومن خلال تنويع مصادر الغذاء، يمكن تقليل الاعتماد على محاصيل معينة، مما يزيد من القدرة على التكيف مع تغير المناخ.

تقليل الفاقد من الطعام: يُعدّ الفاقد من الطعام أحد أكبر التحديات التي تواجه النظم الغذائية العالمية، ومن خلال تحسين سلاسل الإمداد، يمكن تقليل الفاقد وزيادة كفاءة استعمالها، يمكن أن تسهم تقنيات التخزين الحديثة والتوزيع الفعال في تقليل الهدر.

دعم المزارعين المحلي: تعدّ الأسواق المحلية أداة قوية لدعم المزارعين والمجتمعات المحلية، ومن خلال تعزيز الزراعة المحلية، يمكن تقليل الاعتماد على الواردات، مما يعزز الأمن الغذائي، ويقلل من الانبعاثات الناجمة عن نقل الغذاء.

استعمال الطاقة الشمسية في ألمانيا بقطاع الزراعة- الصورة من The Agritect Chronoclesأمثلة على الأنظمة الغذائية المرنة للنهوض بالعمل المناخي

• زيادة استهلاك الأطعمة النباتية: تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان لصالح الخضروات والفواكه والبقوليات، مما يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة.

• الزراعة المحلية: دعم الزراعة المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات، مما يقلل من انبعاثات النقل، ويعزز الاقتصاد المحلي.

• تقليل الفاقد من الطعام: تحسين سلسلة الإمداد وتقنيات التخزين لتقليل الفاقد من الطعام، مما يسهم في تقليل الهدر والانبعاثات الناتجة عن تحلل الطعام.

• اختيار المنتجات الموسمية: تناول الأطعمة المتاحة في موسمها، مما يقلل من الحاجة للاحتباس الحراري وتكاليف النقل.

• التغذية المستدامة: اعتماد أنظمة غذائية متوازنة وصحية تشمل الحبوب الكاملة والمكسرات، مما يعزز الصحة العامة، ويقلل من الانبعاثات الناتجة عن الأغذية المصنّعة.

• التشجيع على زراعة الحدائق المنزلية: دعم الزراعة المنزلية، مما يقلل من الاعتماد على الأسواق، ويعزز من الأمن الغذائي.

التحديات التي تواجه الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة

1- تغير المناخ: يؤثّر مباشرةً في الإنتاج الزراعي، حيث تتعرض المحاصيل لظروف غير متوقعة مثل الجفاف والفيضانات، ويتطلب ذلك من المزارعين اعتماد ممارسات زراعية أكثر مرونة وقابلية للتكيف.

2- التوجهات الاقتصادية: تؤثّر التوجهات الاقتصادية العالمية والمحلية في الزراعة المستدامة، وقد يواجه المزارعون صعوبات في الحصول على التمويل اللازم لتبنّي أساليب الزراعة المستدامة.

3- نقص المعرفة والتوعية: تعدّ المعرفة والتوعية من العوامل الأساسية التي تسهم في نجاح الزراعة المستدامة، ويحتاج المزارعون إلى التدريب والدعم لتطبيق ممارسات الزراعة المستدامة بشكل فعال.

الخطوات اللازمة للنهوض بالعمل المناخي من خلال الزراعة المستدامة

أولًا: تطوير السياسات الداعمة

يتطلب النهوض بالزراعة المستدامة دعمًا سياسيًا قويًا، يجب على الحكومات وضع سياسات تشجع على استعمال الممارسات المستدامة من خلال تقديم الحوافز للمزارعين وتسهيل الوصول إلى التمويل.

ثانيًا: تعزيز البحث والتطوير

يجب دعم الأبحاث التي تركّز على تطوير تقنيات زراعية جديدة ومستدامة، ويمكن أن تسهم الابتكارات في تحسين الإنتاج وتقليل الأثر البيئي.

ثالثًا: تعزيز التعاون الدولي

تعدّ التحديات المناخية عالمية، لذا يجب تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات، ويمكن لتبادل المعرفة والخبرات بين الدول المختلفة أن يسهم في تطوير إستراتيجيات فعالة.

تعدّ الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة أدوات حيوية في النهوض بالعمل المناخي، ومن خلال تبنّي ممارسات زراعية مستدامة، يمكن تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز الأمن الغذائي، ودعم التنوع البيولوجي.

إن العمل الجماعي من الحكومات، والمزارعين، والمجتمعات المحلية هو المفتاح لتحقيق هذه الأهداف، وإن التحديات التي تواجه هذا التحول كبيرة، ولكن الفرص المتاحة تفتح آفاقًا جديدة لمستقبل أكثر استدامة.

دور الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة في مواجهة تغير المناخ

1. تقليل انبعاثات الكربون: من خلال اعتماد ممارسات زراعية مستدامة مثل الزراعة العضوية، يمكن تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، مما يسهم في التخفيف من آثار تغير المناخ.

2. تحسين صحة التربة: الزراعة المستدامة تعزز من صحة التربة، مما يزيد من قدرتها على تخزين الكربون ويحسّن من إنتاج المحاصيل.

3. تنويع المحاصيل: النظم الغذائية المرنة تشجع على زراعة محاصيل متنوعة، مما يعزز من الأمن الغذائي، ويقلل من الاعتماد على أنواع محددة من المحاصيل التي قد تتأثر بالتغير المناخي.

4. إدارة المياه: استعمال تقنيات إدارة المياه المستدامة يساعد في الحفاظ على الموارد المائية، خاصة في المناطق المعرّضة للجفاف.

5.تعزيز المجتمع المحلي: من خلال دعم الزراعة أو الممارسات المستدامة، يمكن تعزيز المجتمعات المحلية، وزيادة قدرتها على التكيف مع التغيرات البيئية.

6. زيادة الوعي والتعليم: تعزيز التعليم حول الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة يمكن أن يزيد من الوعي العام، ويساعد في تغيير العادات الغذائية نحو خيارات أكثر استدامة.

أدوات حيوية لمواجهة التحديات

تعدّ الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة من الأدوات الحيوية لمواجهة التحديات المرتبطة بتغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة، ومن خلال تحسين الإنتاج الزراعي، وتقليل الفاقد، وتعزيز التنوع البيولوجي، يمكن لهذه الأنظمة أن تسهم في بناء مستقبل غذائي مستدام وآمن للجميع.

كما تعدّ أنظمة الغذاء المرنة أداة حيوية في مواجهة التحديات المناخية، إذ تسهم في تقليل الانبعاثات وتعزيز القدرة على التكيف، ومن خلال تبنّي هذه الأنظمة يمكن تحقيق توازن أفضل بين احتياجات الغذاء وحماية البيئة، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.

يتضح أن النهوض بالعمل المناخي من خلال الزراعة المستدامة وأنظمة الغذاء المرنة ليس مجرد خيار، بل ضرورة ملحّة لمواجهة التحديات البيئية المتزايدة، وتمثّل هذه الأساليب استجابة فعالة للتغيرات المناخية، إذ تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين الأمن الغذائي.

إن التحول نحو الزراعة المستدامة يتطلب التعاون بين الحكومات، والمجتمعات المحلية، والقطاع الخاص، ويجب أن نعمل معًا على تطوير السياسات المناسبة، وتوفير التعليم والتدريب، وتعزيز الابتكار في هذا المجال.

من خلال اعتماد الممارسات الزراعية المستدامة والمرنة، يمكننا تحقيق توازن بين احتياجاتنا الغذائية وحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

إن التزامنا بهذا الاتجاه سيفتح آفاقًا جديدة لمستقبل أكثر استدامة، إذ يمكننا جميعًا الإسهام في بناء عالم أفضل وأكثر مرونة في مواجهة التحديات المناخية.

* المهندسة هبة محمد إمام – خبيرة دولية واستشارية بيئية مصرية

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • معلومات الوزراء يتناول تأثيرات التغير المناخي والصدمات على عملية التعليم
  • رزان المبارك تدعو إلى تكامل إجراءات مواجهة تغير المناخ
  • «معلومات الوزراء»: توقعات بزيادة حصة الهيدروجين من الطاقة عالميا في 2050
  • العراق 64 عالمياً بمؤشر الجوع خلال العام الماضي
  • تغير المناخ.. خطوات للمقاومة بالزراعة والنظم الغذائية المرنة (مقال)
  • قرض من "صندوق أوبك" لتعزيز معالجة تغير المناخ في أرمينيا
  • قرض من "صندوق أوبك" لتعزيز معالجة تغير المناخ في أرمينيا
  • مقتل حسن نصرالله .. مصادر تكشف كيف يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة
  • مقتل حسن نصرالله.. مصادر تكشف كيف يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة