من هو محمد المكي إبراهيم الذي تصدر جوجل بخبر وفاته؟
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
محمد المكي إبراهيم.. تصدر محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد رحيله عن عالمنا عن عمر يناهز85 عامًا.
لذلك بدأ المواطنين يتساءلون عن مسيرة محمد المكي إبراهيم لذلك نستعرضها من خلال هذا التقرير.
من هو محمد المكي إبراهيم؟
هو واحد من أبرز رموز الشعر السوداني المعاصر، ولد في عام 1939 بمدينة الأبيض ونشأ في بيئة غنية ثقافيًا، ما أثر في رؤيته الأدبية والشعرية.
تأثر محمد المكي إبراهيم بتغيرات سياسية وثقافية كبيرة في السودان وفي العالم العربي خلال فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وهو أحد مؤسسي حركة "الغابة والصحراء"، وهي حركة أدبية سودانية ظهرت بعد الاستقلال في الستينيات، وكانت تهدف إلى التوفيق بين مكونات الهوية السودانية: الثقافة العربية والإسلامية من جهة، والثقافة الأفريقية من جهة أخرى. هذه الهوية المزدوجة شكلت جزءًا كبيرًا من رؤيته الإبداعية وأثرت في شعره، الذي كان مزيجًا من الحداثة والأصالة، ومن اللغة الرمزية الغنية والاستعارات المستمدة من التراث المحلي.
أعماله الشعرية
يتميز شعر محمد المكي إبراهيم بلغة بسيطة وراقية في الوقت نفسه، ما يجعله قادرًا على الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور. يتميز أسلوبه بتعميق المعاني الإنسانية والوطنية مع تركيزه على الهوية السودانية والصراع بين الثقافتين العربية والأفريقية. من أبرز أعماله:
ديوان "أمتي": الذي يعد من أشهر أعماله، يضم قصائد تتحدث عن الوطنية والانتماء والقضايا الإنسانية. تناول في هذا الديوان معاني العزة والحرية وضرورة التحرر من الاستعمار.
قصيدة "الغابة والصحراء": وهي من القصائد الرمزية الهامة في الأدب السوداني، حيث تتناول التفاعل بين الثقافتين السودانية العربية والإفريقية.
قصيدة "نحن والردى": وهي قصيدة طويلة تعتبر من أهم الأعمال التي جسدت الحس الوجودي والشخصي في شعره. تناول فيها مواضيع الموت والحياة بعمق فلسفي.
"الغابة والصحراء": يعد محمد المكي إبراهيم أحد أبرز الأصوات في حركة "الغابة والصحراء" التي كانت تهدف إلى التعبير عن خصوصية الهوية السودانية بوصفها تمثل مزيجًا ثقافيًا وجغرافيًا بين البيئة الصحراوية العربية والبيئة الاستوائية الأفريقية. هذه الحركة كانت تحمل رسالة سياسية وثقافية تؤكد على أن السودان لا ينتمي لثقافة واحدة فقط، بل هو حلقة وصل بين العالمين العربي والأفريقي، وهو ما يتجلى بشكل واضح في كتاباته.
أعماله الأخرى: إلى جانب الشعر، كان لمحمد المكي إبراهيم إسهامات أخرى في كتابة المقالات والبحوث الأدبية والسياسية، كما اشتغل بالترجمة من وإلى الإنجليزية، حيث ترجم بعض الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية.
دوره في الحركة الثقافية: محمد المكي إبراهيم لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان فاعلًا في الحركة الثقافية والسياسية في السودان. شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والسياسية في الداخل والخارج. وخلال سنواته الطويلة في المجال الأدبي، أسهم في تطوير الشعر السوداني الحديث وفي نشر الثقافة السودانية على نطاق أوسع.
على الرغم من النجاح الأدبي الكبير الذي حققه، عاش محمد المكي إبراهيم فترات من الاضطراب السياسي نتيجة آرائه المناهضة لبعض الأنظمة السودانية، ما أدى إلى نفيه لفترة من الزمن خارج البلاد.
في النهاية يعتبر محمد المكي إبراهيم يمثل جيلًا أدبيًا تأثر بالتحولات السياسية والاجتماعية في السودان، وكانت أعماله انعكاسًا لهذه المرحلة، يظل حتى اليوم أحد أعمدة الأدب السوداني الحديث، وترك بصمة لا تمحى في الساحة الثقافية السودانية والعربية.
وفاة محمد المكي إبراهيم
رحل الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم عن عمر يناهز ال85 وذلك بعد صراع مع المرض بالقاهرة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد المكي إبراهيم الشاعر السوداني محمد المكي إبراهيم محمد المکی إبراهیم
إقرأ أيضاً:
الفاشر السودانية المحاصرة.. إصابات خطيرة وعلاجات بدائية
يُعتبر الطفل محمد (8 أعوام) من المحظوظين في مدينة الفاشر الواقعة في غرب السودان، رغم أن ذراعه التي تحتوي على شظايا قد عولجت بقطعة قماش لا تزال تلفها، وذلك في ظل معاناة جرحى حرب آخرين من إصابات أكثر خطورة تصعب معالجتها، نظرا للحصار الذي تشهده المدينة ولشح المعدات الطبية فيها.
والأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش السوداني منذ عامين، هجوما داميا على عاصمة شمال دارفور ومحيطها، حيث انهار النظام الصحي أيضا.
يقول عيسى سعيد (27 عاما) والد محمد في اتصال عبر الأقمار الاصطناعية في ظل انقطاع الاتصالات في المنطقة بشكل كامل، "بمساعدة جارتنا التي كانت سابقا تعمل في مجال التمريض، أوقفنا النزيف لكن اليد فيها تورم ولا ينام محمد ليلا من الألم".
وكما هو حال سكان آخرين في مدينة الفاشر المحاصرة من قوات الدعم السريع منذ مايو/ أيار 2024، فإن عيسى لا يمكنه نقل ابنه إلى غرفة الطوارئ في أي مستشفى.
وأدت الهجمات المتكررة التي شنتها قوات الدعم السريع على العاصمة الإقليمية لمنطقة دارفور الشاسعة، إلى جعل أي تحرّك للمدنيين محفوفا بالمخاطر، فضلا عن ذلك، تعرضت جميع المرافق الصحية فيها لقصف أو لهجوم.
إعلانويقول محمد وهو منسق مساعدات إنسانية نزح إلى الفاشر قبل أيام، إن مئات الجرحى يجدون أنفسهم محاصرين حاليا في المدينة.
وكان هو نفسه قد أصيب في فخذه خلال الهجوم الدامي الذي نفذته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين الواقع على بعد 15 كيلومترا جنوب الفاشر.
وبحسب مصادر إغاثية، فإن مئات آلاف الأشخاص فروا من مخيم زمزم الذي أعلنت الأمم المتحدة أنه يعاني من مجاعة، وذلك للجوء إلى مدينة الفاشر.
ويضيف محمد الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية، "إن الناس فاتحة بيوتها وكل الناس يتلقون العلاج بشكل خصوصي في البيوت".
وفي الفاشر، يحاول الناس تقديم الإسعافات الأولية وعلاج الحروق أو الجروح الناجمة عن الرصاص وشظايا القذائف، بالاعتماد على مواد بدائية للإسعافات الأولية وباستخدام نباتات طبية.
ويروي محمد أبكر (29 عاما) أنه كان يحاول إحضار الماء لأسرته عندما أُصيب بطلق ناري في رجله.
ويقول "حملني جيراني إلى داخل المنزل واستدعوا جارنا الذي لديه خبرة في معالجة الكسور بالجبيرة وهو نوع من العلاج الشعبي باستخدام أخشاب وقطع قماش". ويضيف "المشكلة أنه حتى لو عولج الكسر، ما زالت الرصاصة في رجلي".
وفي حين أصبح وجود المعدات الصحية محدودا للغاية في المدينة، يشير محمد إلى أنه لو كان هناك مال لكان من "الممكن إرسال من يشتري شاشا أو مسكنا، هذا إن كان موجودا ولكن بشكل عام لا توجد مستلزمات، يتم العلاج بما هو موجود".
وأسفرت الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة بها، عن مقتل أكثر من 400 شخص، حسبما أفادت الأمم المتحدة الاثنين الماضي.
ويمكن لأي هجوم واسع النطاق قد تشنه قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة، أن يترك آثارا تدميرية عليها.
وتتزايد التحذيرات من مخاطر مثل هذه العملية في منطقة الفاشر حيث يجد 825 ألف طفل على الأقل أنفسهم محاصرين في "جحيم"، وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
وبعد 11 شهرا من الحصار وعامين من الحرب، بنى الكثير من سكان الفاشر ملاجئ مرتجلة وكثيرا ما حفروا على عجل حفرا غطوها بأكياس رمل لحماية أنفسهم من القصف.
إعلانولكن لا يتمكن الجميع من الوصول إلى الأمان في الوقت المناسب.
والأربعاء الماضي، سقطت قذيفة على منزل هناء حماد، مما أدى إلى إصابة زوجها في بطنه. وتقول المرأة البالغة 34 عاما "حاولنا إيقاف النزيف ومعالجة الجرح باستخدام ملح الطعام كمطهر لكنه توفى صباح اليوم التالي".
من جانبه، يناشد محمد الذي يجد نفسه طريح الفراش "التدخل العاجل من كل من يستطيع إنقاذ الناس".
والجمعة، دعت منظمة أطباء بلا حدود إلى إرسال مساعدات إنسانية. وقال رئيس البعثة راسماني كابوري "رغم إغلاق الطرق المؤدية إلى الفاشر، يجب إطلاق عمليات جوية لإيصال الغذاء والدواء إلى مليون شخص محاصرين هناك ويعانون الجوع".