اتفاق إيراني أمريكي لتبادل السجناء يخفف التوتر لكن لا تفاهم نوويا
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
اتفاق إيراني أمريكي لتبادل السجناء يخفف التوتر لكن لا تفاهم نوويا
كلا الجانبين له مصلحة في استخدام هذه الاتفاقية الأولية بوابة للعودة إلى الحوار ولكن ليس بالضرورة إلى اتفاق.
أي اتفاق جوهري مع إيران يتطلب تخفيفا كبيرا للعقوبات وهو ما سيكون مثيرا للجدل السياسي بشكل كبير في الولايات المتحدة.
سياق خفض التصعيد موجود بالفعل لكن ثمة شك في إن رغبة إدارة بايدن بالتوصل لاتفاق نووي جديد مع اقتراب موعد الانتخابات.
يؤذن الاتفاق الحساس بتخفيف التوتر بين الخصمين، وقد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للرد على مخاوف منها ما يتعلق بالنشاط النووي لإيران.
اتفاق تبادل السجناء منفصل عن الملف النووي لكنه الدبلوماسية أظهرت فعالية في خفض التوتر مع إيران، ولا تزال هدنة اليمن صامدة منذ أكثر من عام.
يبدو أيضا أن هجمات فصائل شيعية مرتبطة بإيران على القوات الأمريكية تراجعت في العراق، رغم أن "التوتر لا يزال قائما لكن الحكومتين تتواصلان وهذا يحدث فارقا".
مع قرب الانتخابات الأمريكية ليس منطقيا لإيران استراتيجيا التخلي عن نقاط قوّتها بدون معرفة الرئيس الأمريكي المقبل إذ يُحتمل أن يقوم ترامب أو غيره بإلغاء أي اتفاق جديد.
* * *
واشنطن: بعد عامين ونصف عام على تولي جو بايدن الرئاسة في الولايات المتحدة ودبلوماسية حثيثة مع القيادة في إيران، توصلت إدارته لأول اتفاق معها هو الإفراج عن خمسة سجناء أمريكيين.
يؤذن الاتفاق الحساس بتخفيف حدة التوتر بين الخصمين، ويعتقد خبراء ودبلوماسيون إنه قد يفضي إلى مزيد من الجهود الهادئة للرد على مخاوف منها ما يتعلق بالنشاط النووي لإيران.
غير أن عددا قليلا من الأشخاص يتوقعون اتفاقات كبرى وشيكة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2024.
وقال علي فايز مدير مشروع إيران لدى مجموعة الأزمات الدولية التي تسعى لحلول للنزاعات “أعتقد أن كلا الجانبين لهما مصلحة في استخدام هذه الاتفاقية الأولية بوابة للعودة إلى الحوار ولكن ليس بالضرورة إلى اتفاق”.
انهارت محادثات برعاية الاتحاد الأوروبي العام الماضي لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي فرض قيودا على برنامج إيران النووي مقابل وعود بتخفيف العقوبات لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحب منه.
وبايدن نفسه شوهد في تسجيلات مصورة خلال حملة انتخابية أواخر العام الماضي يقول إن الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني “في حكم الميت”، في وقت كانت الجمهورية الإسلامية تسعى لإخماد احتجاجات عارمة تتقدمها نساء.
نزع فتيل التصعيد
قال مصدر قريب من المفاوضات إن الاتفاق بشأن السجناء منفصل عن الملف النووي. لكنه قال أيضا إن الدبلوماسية أظهرت فعالية في خفض التوتر مع إيران، مشيرا إلى هدنة لا تزال صامدة منذ أكثر من عام في اليمن الذي يشهد نزاعا وحيث تدعم إيران المسلحين الحوثيين.
ويبدو أيضا أن هجمات فصائل شيعية مرتبطة بإيران على القوات الأمريكية تراجعت في العراق، كما يشير دبلوماسي من دولة حليفة للولايات المتحدة.
وقال الدبلوماسي إن “التوتر لا يزال قائما لكن الحكومتين تتواصلان وهذا يحدث فارقا”.
استأنف مسؤولون أمريكيون وإيرانيون الجهود الدبلوماسية في أيار/ مايو على شكل اجتماعات غير مباشرة قامت بالترتيب لها سلطنة عُمان، مع محادثات تستطلع إجراءات للحد من البرنامج النووي لإيران بدون العودة كليا للاتفاق النووي، وفق دبلوماسيين.
وقال فايز الذي ساهم في جهود من الخارج لتقريب وجهات النظر لإبرام اتفاق 2015 “أعتقد أن سياق خفض التصعيد موجود بالفعل”.
غير أنه شكك في إن يكون لدى إدارة بايدن الرغبة في التوصل لاتفاق نووي جديد مع اقتراب موعد الانتخابات.
ورأى أن “أي اتفاق جوهري مع إيران يتطلب تخفيفا كبيرا للعقوبات وهو ما سيكون مثيرا للجدل السياسي بشكل كبير في الولايات المتحدة”.
وتابع “في الجانب الإيراني، ومع قرب موعد الانتخابات الأمريكية ليس من المنطقي بالنسبة لهم استراتيجيا التخلي عن معظم نقاط قوّتهم بدون معرفة من هو الرئيس الأمريكي المقبل” إذ من المحتمل أن يقوم ترامب أو أي جمهوري آخر بإلغاء أي اتفاق جديد.
انتقد جمهوريون اتفاق تبادل السجناء واتهموا بايدن بتقوية نظام معاد.
وبموجب اتفاق يؤكد مسؤولو إدارة بايدن إنه ليس نهائيا، ستقوم كوريا الجنوبية بتحويل ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة على حساب خاص في قطر يمكن لطهران استخدامه لشراء سلع إنسانية مثل الغذاء والدواء.
وفي خطوة أولى، نقلت إيران خمسة أمريكيين، أحدهم اعتقل قبل نحو ثمانية سنوات بتهم تجسس ينفيها بشدة، من سجن إلى فندق يحظى بحراسة.
إشارة سيئة للمتظاهرين في إيران؟
تقول هولي داغريس، الزميلة غير المقيمة في معهد أتلانتيك كاونسل إن الاتفاق المتعلق بالسجناء هو بمثابة “إجراء لبناء الثقة ويمكن أن يحيي المحادثات بشأن برنامج إيران النووي”.
وتضيف “لكنه أيضا مؤشر لطهران الى أن بإمكانها الاستفادة من نموذج احتجاز رهائن، ما قد يدفعها إلى مواصلة الوضع الراهن بالنظر إلى أنها تستطيع أيضا بيع النفط بسبب ضعف تطبيق العقوبات المفروضة”.
وطرحت أيضا تساؤلات بشأن توقيت الاتفاق. فتاريخ 16 أيلول/ سبتمبر يصادف مرور عام على وفاة الشابة مهسا أميني عقب توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس.
وأشعلت وفاتها تظاهرات حاشدة مثّلت أحد أكبر التحديات للجمهورية الإسلامية التي قامت بعد إطاحة شاه إيران الموالي للغرب في 1979.
وقالت داغريس إن “إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة في فترة حساسة كهذه، هو في جوهره، بمثابة القول للمتظاهرين إن واشنطن غير مهتمة بمحنتهم”.
المصدر | (أ ف ب)المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران أمريكا الدبلوماسية تخفيف التوتر تبادل السجناء خفض التصعيد برنامج إيران النووي الولایات المتحدة موعد الانتخابات أی اتفاق مع إیران
إقرأ أيضاً:
مخطط إيراني لاغتيال ترامب يكشفه القضاء الأمريكي
أعلنت وزارة العدل الأمريكية، عن فتح قضية جنائية للتحقيق في مخطط محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث وجه مدعي العموم في الولايات المتحدة اتهامات لعنصر يعتقد بارتباطه بالحرس الثوري الإيراني، وفق ما أفادت إذاعة أوروبا الحرة الأمريكية الناطقة بالفارسية.
"عنصر أفغاني عميل للحرس الثوري"أوضحت لائحة الاتهام التي قدمت في محكمة فدرالية في مانهاتن، أن أحد مسؤولي الحرس الثوري الإيراني طلب من أحد عملائه، ويدعى "فرهاد شاكري"، مراقبة تحركات ترامب ووضع خطة لاغتياله خلال سبتمبر 2024.
وأشارت الوثائق إلى أن "شاكري"، وهو مواطن أفغاني، تم ترحيله بعد سجنه في الولايات المتحدة بسبب سرقة، كان جزءًا من خطة محكمة لمتابعة ترامب، وتنفيذ الاغتيال، بعد فشل ترامب في الانتخابات، حيث اعتقد الحرس الثوري أن هذه الخطوة ستكون أسهل حينها.
الكشف عن محاولتين سابقتين لاغتيال ترامبكما تبين من التحقيقات وجود محاولات سابقة لاستهداف ترامب خلال تجمعاته العامة، ففي 13 يوليو الماضي، تعرض لمحاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا، حيث أصيب بإصابة طفيفة في أذنه بعد إطلاق مسلح النار عليه، قبل أن تتمكن قوات الحماية من القضاء على المهاجم.
وفي سبتمبر الماضي، أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) بأن الرئيس السابق كان هدفًا لمحاولة اغتيال ثانية في فلوريدا، حيث رصدوا مسلحًا مشبوهًا بالقرب من ملعب الغولف الخاص بترامب.
تصاعد المخاطر بعد اغتيال سليمانييأتي هذا المخطط في سياق التوترات بين الولايات المتحدة وإيران عقب اغتيال قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، في غارة أمريكية عام 2020، وهو ما أثار تخوفات من انتقام إيراني يستهدف مسؤولين أمريكيين.
وحظي ترامب، إلى جانب وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، بتدابير أمنية خاصة لحمايتهم منذ ذلك الحين، خصوصًا بعد تهديدات إيرانية متكررة.
ردود فعل وتحقيقاتوبالرغم من نفي "فرهاد شاكري" نية تقديم خطة الاغتيال لإيران، ضمن المهلة المطلوبة من الحرس الثوري؛ أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي، استمراره في التحقيق، وسط انتقادات أمريكية للحرس الثوري؛ بسبب تزايد هذه التهديدات الخطيرة.