صراع محموم بين مدن ألمانية على أصل طبق كاريفوست الشهير
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
يبدو الأمر كما لو أنه لعبة شد الحبل بين مدينتين ألمانيتين كبيرتين، لكن هذه المرة لا تتعلق المنافسة بمن لديه أفضل الفرق الرياضية أو أعظم الأماكن، بل حول طبق تقليدي ساخن وحار يتكون من الكاتشاب ومسحوق الكاري والفلفل الحار، إلى جانب مكونات أخرى مثل السكر وخل التفاح والملح وصوص ريسيستارشاير.
هذا الطبق هو "كاريفوست"، أحد أشهر الأطباق الألمانية التقليدية، الذي يتكون من صلصة حارة تُصب فوق نقانق اللحم وتُقدم عادةً مع رقائق البطاطس.
في ألمانيا، يُستهلك هذا الطبق نحو 800 مليون مرة سنويًا، منها 70 مليون مرة في العاصمة برلين وحدها، وفقًا لبيانات متحف كاريفوست السابق. يعود تاريخ هذا الطبق إلى 75 عامًا، ولكن الجدل مستمر حول أصله: هل نشأ في برلين أم أن لمدينة هامبورغ الفضل في شهرته؟ ولماذا يبيعه فندق فاخر مقابل 26 يورو بينما يُباع في كشك في الشارع بـ5 يوروهات فقط؟
تلتف أصول هذا الطبق بالعديد من الأساطير. الأكثر شهرة هي قصة هيرتا هيوار في برلين، التي قيل إنها في الرابع من سبتمبر/أيلول 1949، ابتكرت وصفة جديدة في مطعمها عندما مزجت معجون الطماطم وصوص ريسيستارشاير ومسحوق الكاري وسكبت الصلصة فوق النقانق المشوية. هناك روايات أخرى تقول إن ابتكارها للصوص كان نتيجة نقص الماستردا، مما أدى إلى ارتجال خليط جديد.
من ناحية أخرى، نشر أوفه تيم رواية عام 1993 بعنوان "اختراع النقانق بالكاري"، زعم فيها أن الطبق نشأ في هامبورغ، حيث أدى حادث عشوائي إلى اختلاط الكاري والكاتشاب واكتشاف الصلصة الشهيرة.
لكن الأمر لم يتوقف عند برلين وهامبورغ؛ فالأمير ألكسندر زو شاومبرغ ليب من بلدة باكبيرغ القريبة من هانوفر، يزعم أن كاريفوست اخترع في مطبخ قلعة عائلته عام 1946 على يد طاهٍ مشهور. وتشير تقارير إلى أن الطبق كان يُقدم لضباط الجيش البريطاني بعد الحرب العالمية الثانية.
سجلت ولاية ساكسونيا السفلى في 30 أبريل/نيسان 2010 رقمًا قياسيًا في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، عندما قامت شركة بتصنيع مطبخ ولفنبوتيل بإعداد طبق كاريفوست وزنه 175.2 كيلوغراما وطوله 320 مترًا.
وبرغم هذه القصص المختلفة، فإن برلين تحتفظ بشرف اختراع كاريفوست، حيث كُرمت هيرتا هيوار عام 2003 بلوحة تذكارية. وقالت مونيكا ثايمن، عمدة المنطقة حينذاك، إنه لا يوجد تذكار لشخص خلد نفسه في مجال الطعام مثل هيوار.
لم يقتصر كاريفوست على شوارع ألمانيا فقط، بل شق طريقه إلى المطاعم الفاخرة. ومنذ عام 2018، أدرج فندق أدلون الشهير في برلين الطبق في قائمته، ويباع فيه مقابل 26 يورو.
تقول المتحدثة باسم الفندق إنهم يبيعون حوالي 800 طبق شهريًا، ويحظى الطبق بشعبية خاصة لدى الضيوف الأجانب.
الوصفة الدقيقة للصوص الذي يُوضع على النقانق تظل سرية، لكن يُعرف أنه يحتوي على مكونات مثل المانغو وعشب الليمون والينسون النجمي، ويتوج بأوراق ذهبية صغيرة ويُقدم مع رقائق البطاطس والخبز المعجون بالحليب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات هذا الطبق
إقرأ أيضاً:
«فيردي» تنظم إضرابات تحذيرية بـ 6 ولايات ألمانية
يتعين على الركاب الذين يستخدمون وسائل النقل العام في ألمانيا الاستعداد لحدوث تأخيرات وإلغاءات في ست ولايات ألمانية بعد غدٍ الجمعة. يأتي ذلك بعد أن دعت نقابة فيردي للعاملين في قطاع الخدمات إلى إضرابات تحذيرية في ولايات بادن-فورتمبرج وبريمن وهيسن وسكسونيا السفلى وشمال الراين-ويستفاليا وراينلاند-بفالتس، وذلك في أعقاب انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات الجماعية دون نتائج بالنسبة لموظفي الخدمة العامة في الحكومة الاتحادية والبلديات.
وأوضحت النقابة أن هذه الإجراءات ستستمر طوال اليوم من بداية العمل حتى نهايته. وأضافت «فيردي» أن الإضرابات ستؤثر على حوالي 53 ألف موظف يعملون في 69 شركة تقع في مدن ومناطق ريفية.
وتسعى «فيردي»، من خلال هذه الإضرابات، إلى الحصول على زيادة في الأجور والمزيد من أيام الإجازة، لكن المفاوضات الأخيرة مع الحكومة الفيدرالية والبلديات لم تسفر عن أي تقارب.
ولم تقدم جهات العمل أي عرض حتى الآن. في الوقت نفسه، يشارك موظفون في نزاعات جماعية أخرى في قطاع النقل المحلي في الإضرابات، بما في ذلك موظفو شركة «بي في جي» للنقل العام في ولاية برلين وموظفون في ولاية مكلنبورج-فوربومرن. وتتفاوض نقابة فيردي و نقابة موظفي الخدمة المدنية (دي بي بي) مع الحكومة الاتحادية والبلديات بشأن الأجور وساعات العمل لأكثر من 2.5 مليون موظف، لا يعملون فقط في الإدارة العامة، بل أيضاً في رياض الأطفال والمدارس والجامعات وقطاع النقل العام وشركات إدارة النفايات والمطارات.
كما يشمل ذلك رجال الإطفاء وضباط الشرطة الاتحادية.
وتسعى النقابتان إلى زيادة أجور هؤلاء الموظفين بنسبة 8% على الأقل، أو ما لا يقل عن 350 يورو شهرياً. كما تطالب النقابتان ببدلات أعلى بالنسبة للعاملين في الوظائف ذات الضغوط العالية، مثل قطاع الصحة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى النقابتان إلى التفاوض على ثلاثة أيام إجازة إضافية.