فيديو| مهنة النحاس تواجه الاندثار بسبب غلاء الأسعار
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من داخل أحد أحياء القاهرة التراثية القديمة وتحديدا شارع المعز والجمالية ومنطقة الحسين وخان الخليلي، حيث تتميز بظهور فريد وخاص من نوعه وتتمتع بجذب سياحي وأثري مهم من نوعه لبازارات تحتوي علي أنتيكات وتحف ومشغولات نحاسية وفضية أصيلة.
يروى عم طارق 60 عاما، بحي الجمالية عن قصة حرفته اليدوية، قائلا، صناعة النحاس من أقدم الصناعات اليدوية، وتعتمد فى الأساس على الإبداع والحس الفني للصانع الذى يظل ساعات طويلة لإنتاج أشكال فنية مختلفة، تعلم المهنة أبا عن جد، حيث كان من أمهر صناع مهنة النحاس في الجمالية، ومشهور وسط التجار بحرفيته ومهارته العالية وكان التجار يعشقون شراء منتجاته، نظرا لإتقانه ومهارته الفائقة .
ويضيف "طارق" قائلا "حيث تمر تلك القطع أو المشغولات بعدة مراحل يدوية تحتاج لعدة أيام بل أسابيع لتنفيذ المطلوب منا علي أفضل صورة وشكل إبداعي راق .
ويلفت إلى أن المهنة في حالة من الانقراض نظرا لغلاء كيلو النحاس ومستلزماته، حيث وصل سعره إلي 1200 جنيه في فترة زمنية قليلة، مما يعيق إنتاج وصناعة المشغولات النحاسية التي تعتمد في الأساس علي تلك الخامة بالإضافة إلي تكلفة الأيدي الماهرة من العمالة والنقل والايجار والكهرباء، مما ينذر بانقراض واندثار تلك المهنة الأثرية العتيقة ذات الجذب السياحي والأثري من جميع دول العالم .
ويتابع: نطالب الدولة ووزارة الصناعة بدعم صناعة الحرف اليدوية من النحاس الخام والفضة والمشغولات اليدوية التي تعتمد علي توافد الأفواج والجذب السياحي من جميع الجنسيات المختلفة.
ويضيف: المهنة حاليا تأثرت كثيرا، عن الماضي كنا قديما نصنع كل شيء من النحاس وكانت الخامات رخيصة وغير مكلفة وكيلو النحاس بـ35جنيها، لكن حاليا أصبح الزبون يطلب نوعية خاصة من أشكال مختلفة من النحاس مثل الصواني والأكواب والأطباق المزخرفة والمنقوشة والمشغولات اليدوية، موضحا أن النحاس أصبح خامة أثرية يطلبها السائح الأجنبي والعربي والمصري لاقتناء المتجر كتحفة وللتزيين داخل البيوت والفيلا .
ويستطرد قائلا: "عن مراحل التصنيع وأنواعه التى يمر بها النحاس، قال العم "رمضان"، أنواع النحاس المستخدم في تشكيل وصناعة أكثر من نوع، لابد أن يكون الصنايعي محترفا وصاحب خبرة طويلة حيث بدأت أعمل في مجال صناعة الأنتيكات منذ أكثر من 30 عاما تعلمت من خلالها كافة مراحل وخطوات صناعة المشغولات النحاسية.
ويوضح أن قطعة الأنتيك تحتاج لوقت طويل للانتهاء منها حتي تصل لشكلها النهائي ويتم دهانها على حسب الموديل واللون المراد تنفيذه سواء لون ذهبي، أو فضي، أو أكسيدي ، بينما أنواع النحاس في شكله الخام يكون نوعين الأول يسمى النحاس الأحمر ويتميز بسهولة تشكيله وتطويعه نظرا لأنه مرن وسهل التصنيع.
ويدخل في صناعة الرفايع والمشغولات الخفيفة والحلي والزينة التي تزين الأثاث، بينما النوع الثاني من النحاس الأصفر وهو يعد الأكثر انتشارا واستعمالا، ويتميز بصلابته ويدخل في صناعة هيكل النجف والمشغولات كبيرة الحجم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مهنة النحاس النحاس القاهرة التراثية من النحاس
إقرأ أيضاً:
دراويش مصطفى النحاس!!
الدراويش هم فئة من الناس، تعشق من تؤمن به وتحب ما تقوله عنه.. وكاتب هذه السطور من عُشاق مولانا الحسين ومن مُحبى الزعيم مصطفى النحاس.. ولأن النحاس كان من مريدى سيدنا الحسين، فقد وجدت نفسى -ولست مُرغمًا- من دراويش زعيمنا مصطفى النحاس الطاهر الشريف عفيف اليد واللسان والتاريخ!
نعم.. هو الشريف الذى أخذه والده طفلا إلى ضريح الإمام الحسين وقال له: «يا بن بنت الرسول هذا ابنى مصطفى فى مَعيتك وقد وهبته لخدمتك»! وهذا هو سر ارتباط النحاس بالمسجد الحسينى وحرصه على الصلاة فيه كل أسبوع.
وهذا هو سبب إصرار تلاميذ النحاس عند وفاته على السير بجنازته -بعد الصلاة عليه فى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير- إلى مسجد الحسين، والصلاة عليه مرة ثانية داخل المسجد الذى ارتبط به منذ كان طفلًا.. وهتفت الجماهير عندما اقتربت الجنازة من المسجد «يا ابن بنت الرسول الزين جالك الحبيب الزين».
علاقة النحاس بمسجد الحسين استمرت وازداد تعلقه به بعد يوليو 1952 عندما تم تحديد حركة الزعيم مصطفى النحاس.. وكان مسجد الإمام الحسين من الأماكن المسموح له بزيارتها أسبوعيًا بناءً على طلبه.. وكان مريدوه يذهبون إلى هناك يوم الجمعة لمقابلته والاطمئنان عليه، وكان سعد فخرى عبدالنور نجل القيادى الوفدى البارز فخرى عبدالنور لا يرى النحاس إلا كل يوم جمعة فى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.. وفى إحدى المرات قال سعد عبدالنور للنحاس: يا باشا أنا مسيحى.. مش معقول كل ما أحب أشوفك لازم تجبرنى أدخل جامع الحسين! فرد عليه النحاس مازحًا: جرى إيه يا سعد إنت ما تعرفش إن مولانا الحسين كان وفدي!
هذه الحكاية الحقيقية -سردًا ونقلًا- هى مفتاح شخصية مصطفى النحاس باشا الذى قضى عمره يدافع عن الوطن وقضيته الوطنية من خلال الوفد، الحزب العريق الذى عشقه مثل روحه مستعينًا بالله.. متمسكًا بثوابته التى لا تختلف عن ثوابت كل المصريين الذين كانوا يعملون نهارًا من أجل لقمة العيش ويناضلون ظهرًا ضد الاحتلال ويزورون، ليلًا، أولياء الله الصالحين تبركًا بهم فى مواجهة ظُلم الاحتلال، ويمسكون بأيدى إخوانهم المصريين بغض النظر عن دينهم لصناعة عروة وثقى تحميهم من الطغيان والتشتت والانحدار.. كانت هكذا مصر وكان مثلها النحاس.. الذى كانت حياته مثل وفاته.
قال الصحفى إبراهيم عيسى: «مصطفى النحاس رجل عظيم ومظلوم ولا يوجد أعظم منه فى تاريخ مصر.. حزب الوفد كان حينها حزب الأغلبية وجاء بالديمقراطية والانتخاب رغم وجود بعض المظالم ووجود ملك يحتكر السلطات واحتلال إنجليزى».
نعم.. مصطفى النحاس، هو الزعيم الذى تعرض، للظلم، فهو الزعيم الوطنى، المناضل، الذى تعرض لأكبر عملية محو تاريخى لإنجازاته السياسية، وهو الزعيم الطاهر الشريف الذى لم يحصل على تكريم من وطنه سوى إطلاق اسمه على شارع شاءت الظروف أن يكون شارعًا مهمًا فى أحد أحياء القاهرة!
دعونا نتكلم عن سيرة مصطفى النحاس، حتى تعرفه الأجيال الجديدة، التى تبحث عن مثل مضىء فى طريق العمل السياسى، ولن نجد أفضل من مصطفى النحاس نموذجًا، وهو الرجل الذى أطلق عليه سعد زغلول لقب «سيد الناس» الذى أصبح لقبه فيما بعد.. «الزعيم المظلوم»!
«النحاس» تعرض لانتقادات شديدة بسبب قبوله تشكيل الحكومة الخامسة له، والتى استمرت أربعة أشهر، تقريبًا، من 4 فبراير 1942 وحتى 26 مايو من نفس العام، وقد تعرض للهجوم لأن الإنجليز فرضوها على الملك «فاروق».. فقد كانوا يريدون حكومة يرضى عنها الشعب خوفًا من القلاقل الداخلية أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن «النحاس» قال فى خطاب الحكومة موجهًا حديثه للملك: «لقد ألححتم علىّ المرة تلو المرة ثم ألححتم علىّ المرة تلو المرة كى أقبل هذه الوزارة وقد قبلتها» لينفى الرجل بذكاء شديد الاتهام الذى وجهه خصوم الوفد للنحاس بالتواطؤ من أجل الحصول على منصب رئيس الوزراء!!
ورغم كل هذه الوزارات وكل هذا السلطان كان يعود الرجل بعد أشهر قليلة من الحكم إلى صفوف الجماهير، مناضلًا ومكافحًا من أجل الحرية والديمقراطية.. لم يفسد ولم يتربح.. حتى إن خصومه حاكموه فى البرلمان و أصدروا ضده كتابًا أسودًا واتهموه بالفساد لأن زوجته السيدة زينب الوكيل لم تدفع رسومًا جمركية مقررة على بالطو «فُرير» حضرت به من الخارج وكانت ترتديه.. فاعتبره خصومه فسادًا!
ظل النحاس مقيد الحركة حتى توفى يوم 23 أغسطس 1965 وهو لا يملك سوى معاش لا يكفى تغطية ثمن الدواء.. عاش فقيرًا ومات فقيرًا.. ولكنه بلا شك رحل زعيمًا فماتت الزعامة من بعده.
النحاس، كما قلت لكم هو أيقونة الوفد، ودليل الوفديين للمبادئ التى لا تموت، و زعيمهم الملهم، وقائدهم عند الشدائد، ونحن جميعًا سائرون على دربه.. وسنظل دراويش النحاس.. تجمعنا سيرته.. ونشد عضدنا بمبادئه.