6 أفلام عربية فى القائمة الطويلة للأوسكار 2025
تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقترب أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة من وضع اللمسات الأخيرة على القائمة الطويلة للمرشحين لجوائز الأوسكار في فئة أفضل فيلم دولي (أفضل فيلم ناطق بلغة غير الإنجليزية)، والتي تختتم استقبال الأفلام المرشحة في 2 أكتوبر المقبل، تمهيدًا لإعلان القائمة القصيرة في 17 ديسمبر المقبل، ثم الكشف عن الترشيحات النهائية في 17 يناير 2025.
ومن بين القائمة التي تضم - حتى الآن - 74 فيلما مؤهلين لترشيحات الأوسكار في هذه الفئة، تشارك 6 أفلام عربية، وسط تراجع ملحوظ عن عدد المشاركات الخاصة بالنسخة السابقة والتي ضمت 9 أفلام، وصلا منهما اثنان فقط للقائمة القصيرة، هما: "كذب أبيض" للمخرجة المغربية أسماء المدير، و"بنات ألفة" للتونسية كوثر بن هنية.
اختير فيلم الدراما البوليسية “196 متر/ الجزائر” للمخرج الجزائري شكيب طالب بن دياب، والمستوحى من أحداث حقيقية. تدور أحداث الفيلم على خلفية الندوب الجماعية التي خلفتها الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في الفترة من 1992 إلى 2002، والمعروفة باسم العشرية السوداء.
يدور الفيلم حول اختطاف فتاة صغيرة مما يخلق حالة من التوتر والشك في العاصمة الجزائرية. فقط دنيا، الطبيبة النفسية اللامعة، وسامي، مفتش الشرطة، يمكنهما اكتشاف شياطين الماضي.
وقال مخرج الفيلم في بيان إنه "تصور هذا الفيلم باعتباره تصويرًا إنسانيًا خامًا، وفيًا لحقائق الحياة الجزائرية، يُنظر إليه من خلال عدسة فيلم إثارة - وهو نوع نادرًا ما يتم عرضه من بلدنا في الغرب".
الفيلم إنتاج مشترك جزائري - كندي، انطلق تصويره بالجزائر العاصمة في 2022. نال الفيلم الجائزة الكبرى بمهرجان فليكرز رود أيلند السينمائي بالولايات المتحدة الأمريكية، في عرضه العالمي الأول.
وبعد تقدمها العام الماضي بفيلم "فوي فوي فوي" للمخرج عمر هلال، تشارك مصر في القائمة الطويلة هذا العام، بفيلم الدراما "رحلة 404" من بطولة منى زكي، وإخراج هاني خليفة.
تدور أحداث الفيلم قبل أيام من سفر غادة" إلى مكة لأداء فريضة الحج، حيث تتورط في مشكلة طارئة، وتلجأ لأشخاص من ماضي ملوث كانت قد قطعت علاقتها بهم من أجل جمع مبلغ مبالي كبير، فهل تتمكن من جمع المال والسفر لأداء فريضة الحج؟، أم تتغير حياتها للأسوأ بعد لجوئها لأصدقاء الماضي.
وتشارك العراق أيضًا بفيلم "ميسي بغداد" من تأليف وإخراج سهيم عمر خليفة، وتدور الأحداث في (بغداد) التي مزقتها الحرب، حيث يتعرض (حمودي) البالغ من العمر 9 أعوام للقصف خلال ممارسته رياضة كرة القدم ويفقد ساقه، وعلى الرغم من انهيار حلمه بأن يصبح لاعبًا محترفًا إلا أنه يتمسك بشغفه الكبير تجاه كرة القدم.
وتضم القائمة الفيلم الوثائقي الفلسطيني "من المسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي، والذي يضمّ 22 فيلماً قصيراً من توقيع مخرجين وفنانين عالقين داخل قطاع غزة المنكوب تروي قصص قصيرة مدة كل فيلم من 3-6 دقائق، يتيح هذا النهج من العمل المجال لوجهات نظر متنوعة، ويعرض أفكار إبداعية مختلفة ومتنوعة تجمع بين أنواع مختلفة، مركزة على سرد قصص مخفية وغير ظاهرة أثناء الحرب المستمرة على شعبنا الفلسطيني.
ومن المغرب، يشارك فيلم "الجميع يحب تودة" للمخرج نبيل عيوش، وتدور أحداث الفيلم حول تودة ابنة القرية الريفية النائية التي تضطرها الظروف وأعباء تربية ابنها الوحيد للانتقال إلى الدار البيضاء حيث تسعى لتحقيق حلمها بأن تصبح فنانة.
ويعتبر هذا ليس الترشيح الأول الذي يدفع به المغرب لفيلم من إخراج نبيل عيوش للمنافسة على الأوسكار إذ سبق ورشح له فيلم "عَلي صوتك" في 2021 وفيلم "غزية" في 2017 وفيلم "يا خيل الله" في 2013 وفيلم "علي زاوا" في 2000.
اختارت الأردن الفيلم الوثائقي “أرضي الحلوة” من إخراج سارين حيرابيديان، ويروي قصة “فريج”، وهو صبي يبلغ من العمر 11 عامًا يعيش في منطقة ناغورنو كاراباخ في أذربيجان، وهي منطقة متأثرة بصراع طويل الأمد بين أرمينيا وأذربيجان.
عندما يندلع العنف مرة أخرى، يُجبر فريج وعائلته على الفرار من منزلهم. وعند عودتهم، يجدون منزلهم مدمراً، مما يحطم آمال فريج في حياة طبيعية.
وعلى المستوى الأوروبي، قررت ألمانيا ترشيح فيلم "بذرة التين المقدس" أو “The Seed of the Sacred Fig” للمخرج الإيراني محمد رسولوف، والذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي، للقائمة الطويلة لجوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم دولي.
تدور أحداث الفيلم حول أحد القضاة والذي يعاني من جنون العظمة وسط الاضطرابات السياسية في “طهران”، وعندما تختفي بندقيته، يشتبه في زوجته وبناته، ويفرض إجراءات صارمة تؤدي إلى توتر الروابط الأسرية مع انهيار القواعد المجتمعية.
حضر رسولوف مهرجان كان أثناء وجوده في المنفى في ألمانيا من وطنه إيران، التي حكمت عليه بالسجن ثماني سنوات بسبب المحتوى السياسي لأفلامه.
وكان رسولوف قد تعرض لهجوم من قبل الحكومة الإيرانية، حيث منعه من السفر إلى مدينة كان العام الماضي للمشاركة في لجنة تحكيم فيلم "نظرة ما"، وصادرت السلطات الإيرانية جواز سفره بعد تقديم "رجل النزاهة" في مهرجان تيلورايد وحكم عليه بالسجن، وجرى إطلاق سراحه مؤخراً بعد أشهر من الاعتقال بسبب حالته الصحية. وكان هذا ثالث حكم بالسجن عليه في إيران.
واختارت الدنمارك فيلم"The Girl with the Needle"، للمخرج ماجنوس فون هورن، ويعتبر واحدًا من الأعمال التي أشاد بها النقاد عقب عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.
وعقب عرضه، وصف النقاد الفيلم بالعمل السودوي القاسي، وهو مستوحى من القصة الحقيقية لـ داجمار أوفرباي التي قتلت عددًا كبيرًا من الأطفال المولودين خارج إطار الزواج في كوبنهاجن، خلال الحرب العالمية الأولى بين عامي 1913 و1920.
حالة المعاناة التي تجعل تجربة مشاهدة الفيلم قاسية - كما وصفها الناقد جاي لودج في مراجعته بموقع "فارايتي" - يعضدها الكاتب في سطوره بوصفه أن "النساء مثل كارولين لا يسقطن من تلقاء أنفسهن، بل يتم إسقاطهن من ارتفاع كبير من قبل النظام الأبوي الحاكم الذي لا يهتم حتى بمشاهدتهن وهن يتناثرن.
هذا الهبوط غير الطوعي، ليس فقط إلى مزراب متسخ، بل إلى عالم سفلي قريب من جحيم القسوة البشرية... حيث يتم الكشف عن المجتمع باعتباره الوحش الحقيقي".
وأرسلت فرنسا فيلم الدراما “Emilia Perez” للمخرج الفرنسي جاك أوديار، وهو أحد العناوين البارزة المقرر وصولها للقائمة النهائية.
تدور أحداث الفيلم حول ريتا، التي تتمتع بمؤهلات أعلى من قيمتها الحقيقية ومقدرة بأقل من قيمتها، تعمل محامية في شركة كبيرة تهتم بإخراج المجرمين من العقاب أكثر من تقديمهم إلى العدالة.
في أحد الأيام، تم منحها مخرجًا غير متوقع، عندما قام زعيم الكارتل مانيتاس بتعيينها لمساعدته على الانسحاب من عمله وتحقيق خطة كان يعدها سرًا لسنوات، وهي أن تصبح المرأة التي طالما حلم بأن تكونها.
شهد العرض العالمي الأول للفيلم بالمسابقة الرسمية لـ مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ77، وحصد جائزتي لجنة التحكيم وأفضل ممثلة. وحددت منصة نتفليكس الـ13 من نوفمبر المقبل موعدا لطرحه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأوسكار جوائز الأوسكار رحلة 404 أفلام عربية تدور أحداث الفیلم القائمة الطویلة مهرجان کان الفیلم حول
إقرأ أيضاً:
السينما الكورية: من البدايات المتواضعة إلى الريادة العالمية
وليد السبيعي
شهدت السينما الكورية رحلة رائعة من بداياتها المتواضعة في صناعة الأفلام إلى أن أصبحت قوة ثقافية وسينمائية عالمية بفضل قصصها الفريدة، ورؤاها العميقة في المجتمع، وجمالياتها الجريئة، تركت الأفلام الكورية أثراً كبيراً على الجماهير والنقاد في مختلف أنحاء العالم.
بدأت السينما الكورية رحلتها في أوائل القرن العشرين خلال فترة الاحتلال الياباني (1910-1945). يعتبر فيلم Uirijeok Gutu عام 1919، الذي جمع بين المسرح والفيلم، علامة بارزة في التعبير الثقافي الكوري. ومع ذلك، كانت القيود السياسية والرقابة خلال الحكم الياباني تحد من إبداع المخرجين الكوريين.
بوستر تخيلي لفيلم Uirijeok Gutu من العام (1919) حين كانت كوريا تحت الاحتلال اليابانيبعد الحرب الكورية (1950-1953)، دخلت السينما الكورية فترة “العصر الذهبي” في الخمسينيات والستينيات، حيث شهدت زيادة في إنتاج الأفلام. كان من بين المخرجين البارزين في هذه الفترة كيم كي-يونغ، الذي قدم فيلمه الكلاسيكي الخادمة عام 1960، وهو فيلم محلي ودولي حاز على شهرة واسعة بسبب تصويره المظلم لانهيار أسرة وما يتضمنه من تعليق معقد على الهياكل الاجتماعية.
المخرج كيم كي يونغ Kim Ki-young الذي اشتهر بأفلام الرعب والتلاعب بالأعصاب بوستر لفيلم The Housemaid الذي أنتج عام (1960) للمخرج كيم كي يونغواجهت السينما الكورية فترة من التحديات والتراجع في السبعينيات والثمانينيات بسبب الأنظمة العسكرية التي فرضت قوانين صارمة للرقابة، ما أدى إلى كبت الإبداع الفني. خلال هذه الفترة، كانت الصناعة تعاني من المنافسة مع الأفلام الهوليوودية. ومع ذلك، شهدت التسعينيات انتعاشًا تدريجيًا بعد الإصلاحات الديمقراطية التي سمحت بمزيد من الحرية الإبداعية.
مع الحرية الجديدة، بدأ المخرجون في استكشاف أنواع مختلفة من الأفلام وطرح قصص جريئة. برز مخرجون موهوبون مثل إيم كوان-تيك، الذي حاز على الإشادة من خلال فيلم سوبونجي (1993) الذي استكشف موسيقى تقليدية كورية بعمق شعري، مما أظهر الجانب الفني والعاطفي للسينما الكورية.
المخرج إيم كوون تايك Im Kwon-taek الحائز على العديد من الجوائز العالمية والذي ساهم بجذب الانتباه العالمي للسينما الكورية فيلم Sopyonje الذي أنتج عام (1993)
شهدت السينما الكورية مع بداية الألفية الجديدة قفزة وذروة سينمائية بدأت تجذب انتباه العالم، خلال هذه الفترة، برز مخرجون مؤثرون مثل كيم جي-وون، وبارك تشان-ووك، الذين استخدموا أساليب سرد قصصي مبتكرة، مما جعل الأفلام الكورية دعامة أساسية في المهرجانات السينمائية العالمية.
Kim Jee-woon فيلم A bittersweet life (2005) للمخرج
Kim Jee-woon فيلم A tale of two sisters (2003) للمخرج
Kim Jee-woon
برز المخرج بارك تشان-ووك بشكل خاص كرمز للسينما الكورية. عُرف بأفلامه ذات الطابع البصري المميز والمواضيع المكثفة، وساهم بشكل كبير في دفع حدود السينما. يُعتبر فيلمه Oldboy عام 2003، وهو الثاني في “ثلاثية الانتقام”، مثالًا رائعًا على أسلوبه الفريد الذي يجمع بين الجماليات البصرية والقصص المثيرة للانتقام والنقد الاجتماعي، فاز الفيلم بجائزة الجراند بري في مهرجان كان السينمائي، مما رسخ مكانة بارك كمخرج عالمي.
المخرج بارك تشان ووك Park Chan-wookمن بين أعمال بارك البارزة سلسلة أفلام “ثلاثية الانتقام”
من بين أعمال بارك البارزة سلسلة أفلام “ثلاثية الانتقام” التي ابتدأت مع فيلم Sympathy for Mr. Vengeance (2002) مسلطا الضوء على قصة عامل تم فصله من عمله فيختطف ابنة مديره ويطلب تعويضا مقابل إعادتها لكي يتمكن من علاج أخيه المريض، فيتلاعب عبر هذه القصة بمفاهيم الخير والشر والقضايا الأخلاقية، وتلا هذا الفيلم الجزء الثاني من الثلاثية بعد عام واحد عبر فيلم Oldboy (2003) الذي يتحدث عن رجل مخطوف دون سبب واضح لسنوات طويلة يتم إطلاق سراحه فجأة ومكافأته بالأموال والجاه على أن يستمر صراعه مع خاطفه المجهول، فيثير المخرج عبر هذا الفيلم أسئلة الجزاء والعقاب وغيرها من القضايا الأخلاقية والفلسفية، أما خاتمة الثلاثية فكانت مع فيلم Lady Vengeance (2005) والذي أكمل عبره المخرج تناوله لمثل هذه الموضوعات والأسئلة الأخلاقية، وتميزت الثلاثية بتغطيتها مواضيع الانتقام والعدالة والغضب البشري بطريقة فنية عميقة ومظلمة، مع التركيز على الآثار النفسية والأخلاقية للانتقام على الضحايا والجناة على حد سواء، أما فيلم Thirst (2009) فيقدم رؤية إنسانية فريدة وغير معتادة لنوع أفلام مصاصي الدماء.
فيلم Sympathy for Mr. Vengeance (2002) للمخرج Park chan-Wook فيلم Oldboy (2003) للمخرج Park chan-Wook فيلم Lady Vengeance(2005) للمخرج Park chan-Wook فيلم Thirst (2009) للمخرج Park chan-Wookتتبوأ السينما الكورية اليوم مكانة متقدمة في الثقافة السينمائية العالمية، وقد برهنت على نجاحها من خلال فوز المخرج “بونغ جون-هو” التاريخي بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عام 2020 عن فيلم Parasite ، وهو أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يفوز بهذه الجائزة. أظهر هذا الإنجاز تقدير العالم المتزايد للأفلام الكورية وكرس مكانتها في السينما السائدة، ومن افلام المخرج “بونغ جون-هو” المميزة أيضاً فيلم Memories of Murder (2003) وفيلم Mother (2009)
المخرج بونغ جون هو Bong Joon-ho فيلم Parasite (2019) للمخرج Bong Joon-Ho فيلم Memories of Murder (2003) للمخرج Bong Joon-Ho فيلم Mother (2009) للمخرج Bong Joon-Hoفي السنوات الأخيرة، واصل المخرجون الكوريون تحدي الحدود السينمائية، واستكشاف موضوعات مثل الفجوة الاقتصادية، والهوية، والتكنولوجيا، وحافظ مخرجون مثل لي تشانغ-دونغ وهونغ سانغ-سو على وجود قوي في المهرجانات العالمية من خلال أفلامهم التي تتميز بالسرد القصصي العميق والأساليب الفنية البسيطة.
كما توسعت الصناعة الكورية على المستوى العالمي، حيث عرَّفت المنصات الرقمية الجمهور الأوسع بالأعمال الكورية. أفلام مثل Train to Busan (2016)، وهو فيلم إثارة زومبي أخرجه يون سانغ-هو، وفيلم Minari (2020)، الذي يروي قصة عائلة كورية أمريكية تكافح لتحقيق حلمها، أكدت على قوة الرواية الكورية.
فيلم Train to Busan (2016) للمخرجYeon Sang-ho فيلم Minari (2020) للمخرج Lee Isaac Chung
من بداياتها المتواضعة التي اتسمت بالرقابة والاضطرابات السياسية إلى صعودها المذهل على الساحة العالمية، تجسد السينما الكورية مثالًا على المرونة والعبقرية الفنية، وفي قلب هذه الرحلة يقف بارك تشان-ووك، الذي تواصل أعماله إلهام وتحدي الجماهير في جميع أنحاء العالم، ومع استمرار صناع الأفلام الكوريين في دفع حدود السرد القصصي، يبدو مستقبل الصناعة مشرقًا، واعدًا بمزيد من الإسهامات المتميزة للسينما العالمية.
الوسومأفلام ثقافة سينما كوريا