الألعاب الإلكترونية في الإمارات..صناعة واعدة تستشرف العالمية
تاريخ النشر: 28th, September 2024 GMT
يقف قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية في دولة الإمارات، على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والتطور، بفضل الخطط والمبادرات، والشراكات الاستراتيجية التي تفتح الطريق واسعاً نحو تحول الدولة إلى مركز عالمي في هذا القطاع بحلول 2033.
وكشف تقرير أصدرته منصة "ستاتيستا إنسايتس" العالمية المتخصصة في البيانات نمواً ملحوظاً في سوق الألعاب الإلكترونية بالإمارات، مع توقعات بزيادة كبيرة في عدد اللاعبين وإيرادات السوق خلال السنوات المقبلة إلى نحو 492 مليون دولار بحلول 2027.نمو ثابت
وتوقع أن يحافظ السوق الذي يشمل قطاعي الألعاب الإلكترونية التقليدية والألعاب عبر الإنترنت على معدل نمو سنوي ثابت قدره 5.88 % خلال الفترة ذاتها، مع زيادة عدد المستخدمين في سوق ألعاب الفيديو إلى 1.7 مليون مستخدم بحلول 2027.
وفي إطار هذا النمو، أطلقت إمارة دبي "برنامج الألعاب 2033"، الذي يهدف إلى وضع الإمارة بين أفضل 10 مراكز عالمية في صناعة الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2033، وتعزيز مساهمته في نمو الاقتصاد الرقمي والناتج الإجمالي المحلي للإمارة لنحو مليار دولار.
ويركز البرنامج على تطوير البنية التحتية التقنية، ودعم الشركات الناشئة، وتقديم حوافز لجذب الاستثمارات العالمية وتعزيز المهارات المحلية في تطوير الألعاب، وتقديم الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة في هذا المجال.
وتم إطلاق “فيزا دبي للألعاب الإلكترونية"، بهدف دعم أصحاب المواهب وصناع ورواد قطاع الألعاب الإلكترونية، وتحفيزهم على تنمية وتطوير مهاراتهم، إلى جانب إتاحة العديد من الفرص الاستثمارية الرامية إلى مساعدتهم على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ناجحة.
وفي هذا الصدد أعلنت دبي عن استضافة "ألعاب المستقبل 2025" في خريف 2025 في ظل طموحات بتوفير ما يصل إلى 30 ألف وظيفة جديدة، مرتبطة بقطاع الألعاب الإلكترونية بحلول 2033، ما يكشف حجم الدعم الذي يحظى به القطاع في الإمارة.
بدوره، يواصل قطاع الألعاب الإلكترونية في إمارة أبوظبي، تنافسيته العالمية، عبر استقطاب أبرز المطورين والناشرين المواهب في هذا المجال.
وأعلن مكتب أبوظبي للاستثمار، في مارس(آذار) الماضي، عن دعمه لجهود شركة طماطم للألعاب، الشركة الرائدة في تطوير محتوى الألعاب العربية للأجهزة المحمولة، ونقل مقرها الرئيس إلى أبوظبي، ما يدعم مرحلة النمو والتوسع المستقبلية للشركة، ويعزز من ازدهار وتطور قطاع الألعاب الإلكترونية في الإمارة.
ويضم قطاع الألعاب في أبوظبي أكثر من 70 شركة متخصصة في تطوير المحتوى، ويهدف مكتب أبوظبي للاستثمار إلى دعم هذه المنظومة من خلال الشراكات الاستراتيجية، التي تتماشى مع توجهات أبوظبي الساعية لترسيخ مكانتها وجهة عالمية للابتكار والتكنولوجيا.
وكان "مكتب أبوظبي للاستثمار" قد تعاون سابقاً مع شركة "يو بي سوفت"، التي تعد من أكبر الشركات المتخصصة بتطوير ونشر وتوزيع ألعاب الفيديو الخاصة بأجهزة الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة.
وقال فيصل الزيدي، رئيس شركة "إكسكيب"، منصّة الوسائط التفاعليّة الرائدة التي تدمج الألعاب الافتراضيّة الرقميّة إن "حدث "ألعاب المستقبل 2025" يعد محطة محورية، إذ يمثل فرصة مثالية لعرض ابتكارات مجالات الألعاب الرقمية والميتافيرس، وتوسيع حضور الشركة على المستوى العالمي".
وأضاف أنه من خلال مشاركة الشركة في هذا الحدث، فإنها تسعى إلى تعزيز ريادتها في تطوير الحلول المتقدمة في عالم الألعاب التفاعلية، وخلق تجارب رقمية فريدة تجمع بين العالمين المادي والافتراضي.
وأوضح أن الحدث فرصة استراتيجية للتواصل مع خبراء الصناعة والشركات الرائدة، ما يسهم في دفع عجلة الابتكار والنمو، وترسيخ مكانة الشركة لاعبا أساسياً في صناعة الألعاب في المستقبل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: إسرائيل وحزب الله تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات قطاع الألعاب الإلکترونیة الإلکترونیة فی فی تطویر فی هذا
إقرأ أيضاً:
قمرة السينمائي يسلّط الضوء على قضايا الإنسان عبر لغة السينما العالمية
(عمان) تستمر فعاليات عروض الأفلام المفتوحة للجمهور ضمن ملتقى قمرة السينمائي 2025، في مسرح متحف الفن الإسلامي، مستقطبًا جمهورًا متنوعًا من مختلف أنحاء العالم، وتقدم هذه العروض، التي تُقام يوميًا مجموعة مميزة من الأفلام التي تلقت دعمًا من مؤسسة الدوحة للأفلام، في إطار النسخة الحادية عشرة من الملتقى، الذي يُعد منصة داعمة للمخرجين الشباب من مختلف الدول.
وعرض اليوم الاثنين الفيلم الوثائقي الطويل «النهوض ليلاً» من إخراج نيلسون ماكينغو، وهو إنتاج مشترك بين (جمهورية الكونغو الديمقراطية، بلجيكا، ألمانيا، بوركينا فاسو، قطر)، والذي يرصد معاناة سكان العاصمة كينشاسا مع انقطاع الكهرباء وسط أوضاع أمنية صعبة، متناولاً بعمق مشاعر الأمل وخيبة الأمل والعقيدة الدينية لدى سكان المدينة.
أما يوم غدا الثلاثاء، فيُعرض فيلم «صرخة الصمت» للمخرج ثي ماو نينغ (ميانمار، كوريا الجنوبية، فرنسا، سنغافورة، النرويج، قطر)، الذي يتناول قصة الشابة "مي-ثيت" العاملة بأحد مصانع الملابس، حيث يؤدي اشتراكها في إضراب عمالي إلى تنامي وعيها السياسي، وتعمّق ارتباطها بتاريخ النضال في ميانمار.
وتُختتم العروض العامة يوم الأربعاء مع فيلم «الذراري الأحمر» من إخراج لطفي عاشور (تونس، فرنسا، بلجيكا، بولندا، السعودية، قطر)، والذي يعرض قصة الراعي الشاب أشرف، وكيف تغيرت حياته إلى الأبد إثر مأساة فقدان ابن عمه، مقدّمًا تصويرًا حساسًا ومؤثرًا لتجربة الفقد والتحولات التي تليه.
ويقدم ملتقى قمرة 2025 للجمهور سبعة أفلام روائية طويلة، تتمتع بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام ونالت تقديرًا نقديًا كبيرًا، وتُعبّر عن أصوات مهمة في عالم السينما المستقلة، وويشارك في النسخة الحالية من الملتقى 49 مشروعًا سينمائيًا، يمثلها صُناع أفلام شباب من 23 دولة ما يعكس التطور اللافت لصناعة السينما الإبداعية في الدولة.
قوة السرد البصري
وفي حديثه عن تجربته الأولى مع قمرة، أكد المصور السينمائي الإيراني-الفرنسي الشهير داريوس خنجي، الذي اشتهر بأعمال بصرية مميزة مثل "سبعة" و"مأكولات فاخرة" و"جواهر غير مصقولة"، أن الضوء هو العنصر الأهم في صناعة الفن الأصيل، وما تقدمه المؤسسة من دعم حقيقي لصناع الأفلام أمر رائع، وأتمنى لو يتوفر نموذج مشابه في بلدان أخرى".
وخلال ندوته الممتدة لساعتين، شارك خنجي الجمهور جوانب من تجاربه الفنية، وتطرق تحديدًا لفيلم "طوبى" للمخرجة شيرين نشأت، مشيرًا إلى أن دوره كمصور سينمائي يُشبه دور الموسيقي الذي يعزف لحن الملحن، من خلال ترجمة رؤية المخرج عبر الصورة.
كما تحدث عن إلهامه المبكر الذي بدأ مع شغفه بالتصوير الفوتوغرافي في متحف اللوفر، حيث كان يجذب انتباهه بساطة الضوء وانعكاساته، مشيرًا إلى أن مهاراته الإبداعية تطورت بفضل تجاوزه المستمر للتقاليد الفنية المعتادة.
وذكر خنجي أن ذكرياته السينمائية المبكرة ارتبطت بالموسيقى التصويرية للأفلام المصرية والهندية والإيطالية، مؤكداً أهمية الموسيقى في عمله، حيث قال: "إذا لم تعجبني الموسيقى، لن أتمكن من الاندماج التام مع التصوير".
وأشار إلى أن رغبته الأولى كانت في أن يصبح مخرجًا، لكن حبه للتصوير السينمائي غيّر مساره المهني، وعبّر عن تفضيله للعمل الجماعي مع فرق التصوير والإخراج على استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، معتبرًا أن التعاون الإنساني هو جوهر العمل السينمائي.
ووجه خنجي نصيحة هامة لصنّاع الأفلام الناشئين قائلاً: "كل شخص لديه صوت فني خاص، علينا أن نكتشف هذا الصوت ونترجمه على الشاشة، مع قبول تام لاختلافاتنا".
وأخيرًا أكد أن مهمة التصوير السينمائي لا تقتصر على جمال الصورة فحسب، بل تكمن أهميتها في خدمة رواية القصص، وهو المبدأ الذي سار عليه في أعماله السينمائية المميزة على مدى أربعة عقود.
وسيلة للحوار والفهم
من جانبه تحدث المخرج الفلبيني لاف دياز خلال ندوة أقيمت ضمن ملتقى قمرة السينمائي، مؤكدًا أن السينما تمثل وسيلة للحوار والفهم الإنساني، وأنها تعكس الواقع بشكل شعري وروحي. تطرّق دياز إلى التاريخ المضطرب لبلاده ومعاناة شعبها تحت الأنظمة الديكتاتورية، معبرًا عن أسفه لانتشار الجهل وتعمق الصراعات الإنسانية، ودعا صانعي الأفلام للتحرك بفاعلية أكبر.
وتحدث دياز عن نشأته في بيت يولي اهتمامًا خاصًا بالأدب الروسي، بتأثير من والده، مستشهدًا بأثر أعمال دوستويفسكي وتولستوي في أفلامه، خاصة فيلمه "المرأة التي غادرت" (2016)، الفائز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي، والمستوحى من قصة قصيرة لتولستوي. وأشار إلى تأثير المخرج الفلبيني لينو بروكا عليه، وخاصة فيلمه "مانيلا في مخالب النور" (1975)، الذي غيّر مفهومه للسينما باعتبارها وسيلة للتغيير الاجتماعي.
وأوضح دياز أن انتقاله للولايات المتحدة وعمله صحفيًا كان نقطة تحول في مساره الفني، حيث بدأ يطور فلسفته الخاصة بالسينما التي تتحدى التقسيم التقليدي بين الوثائقي والخيالي. وتحدث عن تجربته في صناعة الأفلام الطويلة مثل فيلم "تطور أسرة فلبينية"، الذي استغرق إنجازه عقدًا كاملًا، معتبرًا السينما رحلة في المنفى وفعلًا فرديًا وحيدًا يوازن بين الواقع والشعر.
وأشاد دياز بالدور الإيجابي لمؤسسة الدوحة للأفلام في تطوير صناعة السينما بمنطقة الشرق الأوسط من خلال ملتقى قمرة، مقدمًا نصيحته لصنّاع الأفلام الشباب بالمبادرة والعمل الدائم، ودمج تجارب الحياة والشعر في أعمالهم السينمائية.