القدس المحتلة- عكس الرفض الإسرائيلي للمقترح الأميركي الفرنسي لوقف مؤقت لإطلاق النار مع حزب الله، الإجماع الإسرائيلي على حرب لبنان الثالثة، وهو الإجماع الذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من خلال قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت"، بتحديث أهداف الحرب وإدراج إعادة النازحين الإسرائيليين إلى البلدات الحدودية مع لبنان.

ويتجاوز هذا الإجماع كافة المعسكرات السياسية والحزبية، ويتخطى الخلافات حول القضايا الداخلية الحارقة، ويحظى بدعم أوساط المجتمع الإسرائيلي الذي تعززت لديه القناعات أن حزب الله مثل فصائل المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، يشكل خطرا وجوديا على استمرار المشروع الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط.

تأتي هذه التطورات والموقف الإسرائيلي في مرحلة لم يفعل حزب الله كافة قدراته الصاروخية، حيث يتعمد استهداف المواقع العسكرية فقط، ويتجنب قصف المناطق المأهولة والمدنيين، لتكون لديه ورقة ضغط قبالة المجتمع الدولي، ليحفظ لنفسه حق الرد أمام التغول الإسرائيلي بالعدوان على لبنان.

رسائل وأهداف

وتوافقت قراءات المحللين والباحثين بالشأن الإسرائيلي على أن الهدف المعلن بإعادة النازحين عن مستوطنات الشمال، وكذلك إعادة فرض السيادة الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان كما عبر عنه وزير الدفاع يوآف غالانت، يستلزم قدرا أكبر من التوافق بين الأحزاب الإسرائيلية حول العملية العسكرية ضد حزب الله التي حظيت بضوء أخضر أميركي.

وحيال هذا الدعم الأميركي والإجماع الإسرائيلي والدعم الشعبي الذي يحظى به نتنياهو، لا يستبعد المحللون سيناريو التصعيد على جبهة لبنان، وفقدان السيطرة في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق نار مع حزب الله، وأيضا على الجبهة مع قطاع غزة.

ويرى المحللون أن الإجماع الإسرائيلي على حرب لبنان الثالثة يحمل في طياته رسائل تصعيدية بالتلويح بالتوغل البري في جنوب لبنان، والسعي لحسم المعركة ضد حزب الله، وهو ما ينذر بتصعيد شامل بالشرق الأوسط.

غالانت برفقة رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ورئيس شعبة الاستخبارات ورئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي (الصحافة الأجنبية) ضرب وفصل

وقال الكاتب والمحلل السياسي سعيد زيداني إن العدوان الإسرائيلي الشامل على لبنان اتخذ بموجب قرار الكابينت الذي أعاد النظر بأهداف الحرب، بحيث أضيف إليها هدف إعادة النازحين الإسرائيليين إلى بلداتهم في المناطق الحدودية الشمالية.

وتساءل زيداني في حديث للجزيرة نت عن كيف تقدم إسرائيل على تحقيق هذا الهدف، في ظل التزام حزب الله المعلن بالربط بين جبهة غزة وجبهة لبنان؟ وهو ما يضع إسرائيل، بحسب المحلل السياسي "أمام تحديات على الجبهة الشمالية، بظل التزام المقاومة في لبنان بوحدة الساحات المساندة لغزة".

ويعتقد المحلل السياسي أن العملية العسكرية الإسرائيلية على لبنان تهدف إلى ضرب وتقويض قوة حزب الله العسكرية والصاروخية، وأيضا الفصل بين الجبهة اللبنانية وجبهة غزة، وهو ما يلزم الجيش الإسرائيلي بخوض مواجهة شاملة مع حزب الله.

إجماع وخصام

وتعليقا على الرفض الإسرائيلي للمقترح الأميركي الفرنسي لوقف مؤقت لإطلاق النار، قال زيداني إن "أي قرار بهذا السياق لا يتماشى مع القرارات والأهداف المعلنة التي أقرها الكابينت، لن تقبل به إسرائيل".

وأشار إلى أن إسرائيل تصر على إلزام حزب الله تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، وانسحاب قواته إلى ما وراء الخط الأزرق ونهر الليطاني جنوبي لبنان، والذي اتخذ عقب حرب لبنان الثانية في يوليو/تموز 2006، والفصل بين الجبهتين في لبنان وغزة، لضمان عودة النازحين الإسرائيليين.

وحيال هذه التطورات والمواقف التي عبر عنها الكابينت، يقول زيداني إن هذا الإجماع الإسرائيلي على الحرب على لبنان، يذكر بأن الأغلبية الساحقة الإسرائيلية كانت موحدة أيضا عشية العدوان على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأوضح المحلل السياسي أن هذا الإجماع الإسرائيلي بشأن حالة الحرب على لبنان، يعكس حس القبيلة المهددة، وكذلك تجمع أفراد القبيلة المتخاصمين أصلا قبل أحداث السابع من أكتوبر.

وأشار إلى أن هناك توافقا أكبر بين مختلف قيادات الأحزاب والتيارات والمعسكرات السياسية الإسرائيلية، وبضمنها أيضا المستوى العسكري والقيادات الأمنية حول خطر حزب الله، الذي يشكل وفقا لهذا التوافق والإجماع في تل أبيب "خطرا وجوديا على إسرائيل".

نتنياهو على متن الطائرة بطريقه إلى أميركا يعطي تعليماته بتوسيع الغارات والهجمات على لبنان (الصحافة الأجنبية) ائتلاف ومعارضة

الطرح ذاته تبناه المؤرخ والباحث بالشأن الإسرائيلي جوني منصور، الذي يعتقد أن الإجماع الإسرائيلي على الحرب على لبنان يندرج ضمن الإجماع على العدوان على قطاع غزة، الذي رافقه مطلب لعائلات المختطفين بوقف مؤقت لإطلاق النار لإبرام صفقة تبادل ومن ثم لتواصل الحكومة الحرب.

ويرى منصور في حديثه للجزيرة نت أن فكرة الحرب الشاملة راسخة ليس فقط لدى الائتلاف الحكومي، بل أيضا بأوساط أحزاب المعارضة، وهذا ما برز أيضا بنجاح نتنياهو في تسويق فكرة إعادة المستوطنين إلى بلداتهم في الشمال بواسطة الحرب والسعي للحسم مقابل حزب الله.

وقدر الباحث بالشأن الإسرائيلي أن القيادات العسكرية الإسرائيلية تعي جيدا، أنه ليس بمقدور الجيش حسم الحرب مع حزب الله، عبر الغارات والقصف الجوي الكثيف، ولا حتى بالتوغل البري في جنوب لبنان.

وشكك منصور في نجاعة الاجتياح البري بتحقيق مثل هذا الحسم، والذي يتم التلويح به إسرائيليا لممارسة المزيد من الضغوط للحصول على المزيد من الدعم العسكري والدبلوماسي من أميركا، التي تقف أصلا مع إسرائيل وتواصل إمدادها بالسلاح والدعم المالي والجهوزية اللوجستية بالبحر، وفي مختلف القواعد العسكرية لواشنطن في الشرق الأوسط.

سلوك وتورط

وفي قراءة للرفض الإسرائيلي لمقترح الهدنة المؤقتة على جبهة لبنان، أشار منصور إلى أن ذلك يعود إلى السلوك ذاته والنهج الذي اعتمده نتنياهو في مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار مع حركة حماس في غزة.

ونبه إلى أن القصف الإسرائيلي على لبنان والاغتيالات والغارات على الضاحية الجنوبية في بيروت يفيد نتنياهو مرحليا، حيث يتمادى بالترويج للعدوان على لبنان والضربات التي توجه إلى حزب الله أمام المجتمع الإسرائيلي على أنها "إنجازات تكتيكية".

ويعتقد أن التعنت الإسرائيلي والتوجه نحو التوغل البري سيعيد تل أبيب إلى وحل المعارك في لبنان خلال حرب 1982 التي امتدت حتى العام 2000، وكذلك إلى التورط بحرب جديدة على غرار حرب لبنان الثانية.

ويقول الباحث بالشأن الإسرائيلي إن "إسرائيل تواجه اليوم الجبهة الشمالية مع لبنان بواقع مختلف وأكثر تعقيدا، وذلك كون حزب الله يمتلك ترسانة عسكرية وقدرة صاروخية باليستية يمكن أن تصل إلى كل مكان في فلسطين التاريخية".

وخلص للقول إن "كل يوم من القتال بدون وقف لإطلاق النار سيورط تل أبيب أكثر، وسيخلق حالة من التوتر الإقليمي بالشرق الأوسط، لكن إسرائيل ومنذ نشأتها تعيش على المعارك والحروب، وهذا ما يفسر الإجماع على الحرب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإجماع الإسرائیلی على بالشأن الإسرائیلی أن الإسرائیلی لإطلاق النار مع حزب الله حرب لبنان على لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل وحزب الله.. الميدان يشتعل وواشنطن تتحرك نحو هدنة مؤقتة

لليوم الرابع على التوالي، يستمر التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان، الخميس، الهجمات الصاروخية التي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، إضافة إلى تدمير مبان ومنشآت عسكرية ومدنية، في حين تتواصل الجهود الأميركية من أجل التوصل إلى هدنة مؤقتة. 

وعقب غارات كثيفة في الجنوب اللبناني وفي الضاحية الجنوبية بالعاصمة، بيروت، قال الجيش الإسرائيلي إن "صفارات الإنذار دوت بكثافة في منطقة تل أبيب الكبرى".

واستهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع في جنوب لبنان والبقاع، كما نفّذت غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهدفت شقة في حي القائم بمنطقة الجاموس. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان لاحق أنه نجح في قتل محمد حسين سرور، قائد الوحدة الجوية في حزب الله، عبر عملية استخباراتية دقيقة.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

مشهد يظهر موقع استهداف سرور

كما استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق عام الكحالة، ما أسفر عن إصابة أحد عناصر حزب الله بجروح خطيرة.

إسرائيل تضرب "الضاحية" مجددا.. وتستهدف قياديا كبيرا في حزب الله شن الطيران الإسرائيلي غارة جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس، حيث استهدف مبنى سكنياً في حي القائم بمنطقة الجاموس.

ونقلت مراسلة الحرة عن مصدر أمني أن الطيران الحربي الإسرائيلي يشن موجة من الغارات الكثيفة مستهدفا عدة قرى في قضاء النبطية لاسيما كفرمان، النبطية الفوقا ، زوطر الشرقية وأطراف بلدات الشرقية ، شوكين وميفدون، وأن دوي الانفجارات سمع في مناطق عدة من الجنوب اللبناني.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن مقاتلاته هاجمت "حوالي 220 هدفا إرهابيا تابعا لمنظمة حزب الله الإرهابية في لبنان. ومن بين الأهداف التي تم مهاجمتها: مبانٍ عسكرية، منصات إطلاق قامت بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مخربين ومستودعات ذخيرة تابعة للتنظيم في عمق وجنوب لبنان".

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

من جهة أخرى، قال قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الميجر جنرال تومر بار، من قاعدة تل نوف الجوية: "نحن نعمل في لبنان على منع أي محاولات لنقل الأسلحة من إيران لتعويض ما دمرناه من مخزون حزب الله. قدرة نصر الله وحزب الله على التعافي تعتمد بشكل كبير على قناة الدعم المفتوحة القادمة من إيران".

وأضاف "نستعد بالتنسيق مع قيادة المنطقة الشمالية لإطلاق مناورة برية، ولكن تفعيل هذه الخطوة يعتمد على قرار القيادة العليا. التصعيد سيستمر ويتوسع كلما دعت الحاجة، دون اقتصار العمليات على مناطق محددة، سواء تحت الأرض أو فوقها، في جنوب لبنان أو حتى في بيروت، طالما بقي حزب الله يشكل تهديداً لسكان إسرائيل".

????قائد سلاح الجو من قاعدة تل نوف الجوية: نحن الآن في لبنان نسعى لمنع أي إمكانية لنقل الأسلحة من إيران تعويضاً عما قمنا بتقليصه الآن من مخزون حزب الله. أمن نصر الله وحزب الله وقدرتهم على التعافي مما تعرّضوا له قبل أيام قليلة يتوقفان على قناة التغذية المفتوحة القادمة من إيران.… pic.twitter.com/l8sg5hXmlG

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 26, 2024

وخلال جلسة لتقييم الوضع الأمني، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، على ضرورة مواصلة الهجمات ضد حزب الله، مشيراً إلى أن هذه اللحظة كانت منتظرة منذ سنوات. وأضاف "نعمل على مدار الساعة لتحقيق إنجازات، وتصفية قيادات حزب الله، وإحباط عمليات نقل الوسائل القتالية، وتجريده من قدرات نيرانه ومهاجمته في جميع أنحاء لبنان".

من جانب آخر، نشر حزب الله مشاهد مصوّرة زعم فيها استهدافه لمطار مجيدو وقاعدة عاموس ومصنع زخرون، إضافة إلى إعلانه عن قصف كريات آتا ومدينة صفد، وشن هجوم جوي على قاعدة شمشون.

كما أعلن الحزب عن قصفه لمقر قيادة المنطقة الشمالية في قاعدة دادو، إلى جانب قصف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، واستهداف قاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في عميعاد، وكذلك قصف كريات شمونة، ومجمعات الصناعات العسكرية التابعة لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال حيفا، إضافة إلى استهداف كريات موتسكين. 

واشنطن.. جهود مكثفة لاحتواءالتصعيد

في إطار السعي لوقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، أكد البيت الأبيض، الخميس، أن لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين تجري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، من أجل التوصل لوقف إطلاق للنار لمدة 21 يوما، كانت قد دعت إليه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأربعاء. 

وأكد المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان، عاموس هوكستين،  ومستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، الخميس، أن المحادثات تتواصل مع الإسرائيليين "وهناك شعور بأن إسرائيل ترغب في مناقشة خطة لوقف إطلاق النار في لبنان".  

ماذا نعرف عن مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟ أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، الأربعاء، بيانا مشتركا دعا إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، في محاولة لمنع توسع الصراع إلى حرب واسعة.

وقال المسؤولان الأميركيان: "لم نكن لنصدر  بيانا بشأن مقترح وقف إطلاق النار في لبنان، ولم نكن لنعمل عليه لو لم يكن لدينا سبب للاعتقاد بأن المحادثات التي أجريناها مع الإسرائيليين على وجه الخصوص كانت مؤيدة  لذلك الهدف".

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وعدد من الدول الأوروبية والعربية، دعت إلى وقف إطلاق النار على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان لمدة 21 يوما، الأربعاء. 

وجاء في البيان المشترك للولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات وقطر "إن الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر 2023 لا يحتمل ويشكل خطرا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع نطاقا وهذا لا يصب في مصلحة أحد، لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان".

بلينكن: العالم يرغب في وقف إطلاق النار على الحدود بين إسرائيل ولبنان قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، إن دول العالم بما في ذلك كبرى الدول العربية ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي ترغب في وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.

وأكد البيان ضرورة "إبرام تسوية دبلوماسية تمكن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان. ولكن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح في ظل تصعيد هذا الصراع".

والخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إنه لم يقدم بعد رده على مقترح وقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله في لبنان.

وأشار نتانياهو في بيان، إلى أنه "أصدر تعليماته للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته"، مضيفاً أن "الخبر المتعلق بوقف إطلاق النار غير صحيح".

أول تعليق من نتانياهو على مقترح وقف إطلاق النار مع حزب الله قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس، إنه لم يقدم بعد رده على مقترح وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك في وقت تتصاعد فيه الأصوات اليمينية ضد المقترح.

وتابع "الخبر الذي يدور حول ما يسمى بالتوجيه لتهدئة القتال في الشمال هو أيضاً عكس الحقيقة. كما أن القتال في غزة سيستمر حتى تحقيق كافة أهداف الحرب".

كذلك رفض وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أي تهدئة مع حزب الله اللبناني قبل تحقيق "النصر"، حيث كتب عبر منصة "إكس" "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة".

לא תהיה הפסקת אש בצפון. נמשיך להילחם נגד ארגון הטרור חיזבאללה בכל העוצמה עד לניצחון והשבת תושבי הצפון בביטחון לבתיהם.

— ישראל כ”ץ Israel Katz (@Israel_katz) September 26, 2024

وواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقاءاته الدبلوماسية في نيويورك.

وخلال اجتماعه بميقاتي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء التطورات الأمنية الأخيرة في لبنان، واستمرار تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق، وخطر اندلاع حرب إقليمية. 

وناقش  الطرفان أهمية تنفيذ القرار  1701 الصادر عن مجلس الأمن عام 2006، وسلطا الضوء على مساهمة اليونيفيل في الحفاظ على الاستقرار. كما ناقشا الوضع الإنساني في لبنان.

وفي نفس السياق، حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من "خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط قد تكون مدمرة لإسرائيل ولبنان"، مؤكدا أنه على "الطرفين استغلال فرصة الحل الدبلوماسي".

وقال أوستن في مؤتمر صحفي ثلاثي عقب محادثات مع نظيريه الأسترالي والبريطاني في لندن "يمكن لإسرائيل ولبنان اختيار مسار مختلف على الرغم من التصعيد الحاد في الأيام الأخيرة".

تداعيات كارثية

وأسفرت الغارات الإسرائيلية، الخميس، عن مقتل 26 شخصا وإصابة 42 آخرين في محافظة النبطية، بالإضافة إلى مقتل 14 شخصا وجرح 38 آخرين في محافظة الجنوب.

وفي محافظة البقاع، أدت الغارات إلى مقتل 48 قتيلا و44 جريحا في الغارات الجوية اليوم على البقاع.، بينما بلغت الحصيلة في محافظة بعلبك الهرمل 25 قتيلا و14 جريحا. كما أسفرت الغارات عن 4 قتلى و29 جريحا في محافظة جبل لبنان.

وأدى التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل كذلك، إلى نزوح كبير في صفوف اللبنانيين، حيث أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، بسام مولوي، أن "عدد المواطنين النازحين المسجلين رسمياً بلغ 70,100 نازح، موزعين على 533 مركز إيواء" في مختلف المناطق اللبنانية.

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

الضربة وقعت في النبطية جنوبي لبنان

وفي مؤتمر صحفي عقده في الوزارة، أشار مولوي إلى أن "وزارة الداخلية والجهات المعنية في لبنان تسعى لتأمين الرعاية الصحية للمرضى وذوي الحاجات الخاصة من النازحين، وتوفير أماكن لهم في مراكز الإيواء"، وأكد أن "الاستجابة تركز بشكل أساسي على النازحين اللبنانيين، لكن من منطلق إنساني ووطني، نقف إلى جانب كل محتاج، وهناك مراكز إيواء في البقاع مخصصة للنازحين السوريين".

من جانبه أصدر منسق لجنة الطوارئ الحكومية، وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين، تقريرا جديدا عند حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء الخميس، حول الغارات الإسرائيلية على لبنان.

وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد مراكز الإيواء في المرافق العامة إلى 565 مركزاً، تتضمن مدارس رسمية، مجمعات تربوية، معاهد مهنية، مراكز زراعية وغيرها، موزعة في مختلف المحافظات، ولفت إلى أن الأمن العام سجل خلال اليومين الأخيرين عبور 15,600 سوري و16,130 لبناني إلى الأراضي السورية.

وكان مصدران أمنيان سوريان أفادا وكالة "فرانس برس" بأن أكثر من 22 ألف شخص، معظمهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ بداية الأسبوع، نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة. وأوضح أحد المصادر أن "أكثر من ستة آلاف لبناني ونحو 15 ألف سوري عبروا معبر جديدة يابوس بشكل طارئ خلال الأيام الثلاثة الماضية حتى صباح اليوم".

وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني آخر بأن "نحو ألف لبناني وحوالي 500 سوري آخرين دخلوا عبر معبر جوسيه" منذ يوم الاثنين.

مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة الحوش شرق مدينة صور جنوبي لبنان

من ناحية أخرى، أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، عن خطة الطوارئ التي أعدتها الوزارة، مشيداً بالجهود التي يبذلها القطاع الصحي بشكل عام، خاصة خلال الأزمات. وأكد الأبيض أن "هذه الخطة جاءت نتيجة تعاون وثيق مع جميع الشركاء، بما في ذلك النقابات، وعلى رأسهم نقابة الممرضات والممرضين، الذين وصفهم بالجندي المجهول لدورهم الكبير في العمل بصمت وفعالية، خصوصاً في الأوقات الحرجة".

وأوضح الوزير أن الخطة تهدف إلى التعامل مع تداعيات الغارات الإسرائيلية، بما في ذلك معالجة الجرحى والاستجابة للاحتياجات الصحية للنازحين".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل وحزب الله.. الميدان يشتعل وواشنطن تتحرك نحو هدنة مؤقتة
  • إسرائيل ترفض مبادرة واشنطن لوقف إطلاق النار في لبنان.. ما السبب؟
  • مؤرخ إسرائيلي: حرب لبنان لاستعادة الردع الذي فقدناه في 7 أكتوبر
  • ردود فعل متباينة في إسرائيل بشأن مقترح التهدئة مع حزب الله
  • لابيد: على إسرائيل قبول وقف إطلاق النار في لبنان لمدة 7 أيام
  • أصوات معارضة قوية في إسرائيل لوقف إطلاق النار مع حزب الله
  • مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله... ماذا في كواليسه؟
  • ماذا نعرف عن مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله؟
  • ماكرون يدعو إسرائيل إلى وقف التصعيد في لبنان وحزب الله إلى وقف إطلاق الصواريخ