الأطعمة فائقة المعالجة ليست سواء وبعضها أسوأ من الآخر
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
أثناء تجولك في ممرات البقالة ستجد طيفا واسعا من الأطعمة اللذيذة المغرية التي تُوصف بأنها "أطعمة فائقة المعالجة".
تتعدد هذه الأطعمة من حبوب الإفطار والخبز الأبيض والبسكويت والكعك والحلويات، إلى رقائق البطاطس والوجبات المجمدة، والمشروبات الغازية، فضلا عن المحلاة بالسكر، والوجبات الخفيفة المالحة المعبأة، والأطباق الجاهزة.
هذه الأطعمة أصبحت "تشكل ما يقدر بنحو 73% من إمدادات الغذاء، وأكثر من 60% من السعرات الحرارية اليومية لدى سكان الولايات المتحدة وحدها"؛ رغم أن العديد من الدراسات أشارت إلى أن "الإفراط في معظمها" قد يؤدي إلى الوفاة المبكرة.
لكن "اللحوم المُصنّعة" تُعد أسوأ هذه الأطعمة على الإطلاق، حيث تصنفها الوكالة الدولية لبحوث السرطان "في مقدمة مسببات المرض"؛ وخاصة السجق أو "النقانق".
وأكدت النتائج البحثية أنها "يمكن أن تسبب السرطان، وخصوصا سرطان القولون والمستقيم"؛ كما تقول نيكول أندروز، خبيرة التغذية المتخصصة في مساعدة مرضى السرطان؛ مؤكدة أن "النقانق تأتي في مقدمة الأطعمة التي قررت استبعادها من ثلاجتها إلى الأبد".
يعني ذلك أن "الأطعمة فائقة المعالجة ليست متشابهة، وأن بعضها قد لا يخلو من فوائد صحية، فيما قد يشكل البعض الآخر خطرا على الصحة"، وفقا للنتائج الجديدة التي توصلت إليها واحدة من أكبر وأطول الدراسات مؤخرا.
مخاطر الإفراط في تناول الأطعمة فائقة المعالجة"ما من حالة مزمنة من مرض القلب، أو السكري من النوع 2، أو السرطان، أو الخرف، أو حتى متلازمة القولون العصبي؛ إلا ومن المرجح أن يكون اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة فائقة المعالجة مرتبطا بها"؛ كما تقول أليس كالاهان، الكاتبة الأميركية المتخصصة في مجال الطعام والصحة لصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأميركية.
وقد عرّفت جامعة "كامبريدج" البريطانية الأطعمة فائقة المعالجة عام 2019، بأنها "تركيبات صناعية لمواد غذائية تحتوي على القليل من الطعام الحقيقي أو لا تحتوي عليه على الإطلاق؛ لكنها معالجة بمواد حافظة وألوان صناعية ومواد تبييض وتلميع ونكهات ومستحلبات وإضافات تجميلية أخرى، إلى جانب السكر والملح والنشا والزيوت والدهون المصممة لجعل الطعام شهيا".
تعرّف الأطعمة فائقة المعالجة بأنها تركيبات صناعية لمواد غذائية تحتوي على القليل من الطعام الحقيقي المعالج لجعل الطعام شهيا (شترستوك)وفي السنوات الأخيرة، وجدت الدراسات أن تناول نظام غذائي يعتمد على الأطعمة فائقة المعالجة، يتسبب في "زيادة الوزن بسرعة لدى الأشخاص ويزيد من خطر إصابتهم بما لا يقل عن 32 حالة صحية مختلفة، بما في ذلك السرطان ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب والسمنة والقلق والاكتئاب والخرف".
كما وجدت بحوث علمية أخرى أن الأنظمة الغذائية فائقة المعالجة "تزيد من خطر الوفاة المبكرة". وقد وجدت دراسات سابقة أيضا، أن تناول الكثير من الأطعمة فائقة المعالجة، "يمكن أن يؤدي إلى التهاب الدماغ".
وهناك أدلة على أن الأطعمة فائقة المعالجة "يمكن أن تؤثر على الصحة العامة، عن طريق تقليل حساسية الإنسولين، وإزعاج ميكروبات الأمعاء المفيدة، والالتهاب المزمن في جميع أنحاء الجسم".
لكن العديد من هذه الدراسات "كانت صغيرة نسبيا أو قصيرة المدة أو لم تبحث في أسباب محددة للوفاة"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
الأطعمة فائقة المعالجة المسببة للوفاةمقابل ما سبق من محاولات بحثية ونتائج مبدئية، ركزت دراسة كبيرة أجراها باحثون في كلية الصحة العامة بجامعة "هارفارد تي إتش تشان"، ونُشرت في شهر مايو/أيار الماضي، على "العواقب الصحية لأنواع معينة من الأطعمة فائقة المعالجة"؛ وخلصت إلى وجود "ارتباطات قوية بين زيادة خطر الوفاة، وتناول الأطعمة فائقة المعالجة بانتظام، وخاصة اللحوم المُصنّعة".
فمن خلال فحص الأنظمة الغذائية والحالة الصحية لقرابة 115 ألف بالغ أميركي، "ليس لديهم تاريخ إصابة بأمراض السرطان أو القلب أو السكري"، على مدى 30 سنة؛ توصل البحث إلى أن المشاركين الذين تناولوا "كمية أكبر" من الأطعمة فائقة المعالجة بأنواعها (بمعدل 7 حصص أو أكثر يوميا)، "واجهوا خطرا أعلى" بنسبة 4%٪ للوفاة لأي سبب، وبنسبة 8% للوفاة بسبب أمراض مثل الخرف وباركنسون؛ من أولئك الذين تناولوا "كمية أقل" من هذه الأطعمة (بمعدل 3 حصص يوميا).
ووجد الباحثون أن الفئات التالية هي الأكثر ارتباطا بزيادة خطر الوفاة:
اللحوم المصنعة. المشروبات المحلاة بالسكر مثل الصودا الدايت. الحلويات القائمة على منتجات الألبان.لذا أوصى مينغيانج سونج، أستاذ علم التغذية المساعد بهارفارد تي إتش تشان، والمشرف على الدراسة؛ "بتجنب هاتين المجموعتين من الأطعمة فائقة المعالجة، أو الحد من استهلاكهما".
لكنه أوضح في الوقت نفسه، أن "الأطعمة فائقة المعالجة ليست كلها شرا محضا، فالخبز المصنوع من الحبوب الكاملة بطريقة فائقة المعالجة -على سبيل المثال- يحتوي على عدة عناصر غذائية مفيدة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن".
مخاطر أخرى لنفس المجموعتينوفي دراسة نُشرت مؤخرا في "مجلة لانسيت" الطبية، وشملت أكثر من 200 ألف بالغ في الولايات المتحدة، قام الباحثون بتحليل مخاطر تناول الأطعمة فائقة المعالجة، واستخلصوا أسوأ أنواعها.
ووجدوا أن "الذين استهلكوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 11%، وأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 16%"؛ مقارنة بأولئك "الذين استهلكوا كمية أقل" من الأطعمة فائقة المعالجة؛ كما ارتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية قليلا، "لدى أعلى المستهلكين لهذه الأطعمة".
وجمع الباحثون نتائجهم مع نتائج 19 دراسة أخرى، لتحليل منفصل لحوالي 1.25 مليون بالغ؛ ووجدوا أن أولئك الذين استهلكوا أكبر قدر من الأطعمة فائقة المعالجة، "كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17%، وأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 23% وأكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 9%"، مقارنة بأقل المستهلكين.
ينصح المختصون بتجنب اللحوم المصنعة والمشروبات المحلاة بالسكر والحلويات القائمة على منتجات الألبان (شترستوك)كما قام الباحثون بتحليل ما إذا كانت أنواع معينة من الأطعمة فائقة المعالجة مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر من غيرها.
فكان من بين فئات الأطعمة فائقة المعالجة العشر التي تم فحصها، "ارتبطت اثنتان بوضوح بمخاطر أكبر"، وهما:
اللحوم المصنعة والدواجن والأسماك، بما في ذلك الهوت دوغ والنقانق والسلامي. المشروبات المحلاة بالسكر.وقال كيني ميندوزا، الباحث في هارفارد تي إتش تشان، والمشرف على الدراسة، إنه "عندما تم استبعاد هاتين الفئتين، اختفت معظم المخاطر المرتبطة باستهلاك الأطعمة فائقة المعالجة".
في المقابل، ارتبطت "بعض أنواع" الأطعمة فائقة المعالجة "بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية"، وشملت "حبوب الإفطار والزبادي المُنكّه والآيس كريم؛ والوجبات الخفيفة مثل الفشار والمقرمشات".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بأمراض القلب والأوعیة الدمویة من الأطعمة فائقة المعالجة المحلاة بالسکر هذه الأطعمة
إقرأ أيضاً:
عندما تكون النجاة أسوأ من الموت.. كيف عاش الغزّيون سنة تحت الأنقاض؟
نشرت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية، مقالًا، للصحفي محمد مهاوش، يسلّط فيه الضوء على تجربته المريرة إثر قصف منزل عائلته في غزة من طائرات الاحتلال الإسرائيلي في 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023، واصفاً لحظات الرعب التي عاشها عند الانفجار الذي دمر منزله.
وقال الكاتب، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه: ظل محاصراً تحت الأنقاض مع زوجته وطفله، وعانى من آلام بدنية ونفسية شديدة لا زالت مستمرة رغم مرور أكثر من سنة على الحادثة.
وتابع أنه: في حوالي الساعة 7:30 من صباح يوم 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023، كان صدى خطوات ابنه الصغيرة تتردّد في الرّدهة بينما كان يرتشف كوب الشاي؛ حيث قرر العودة للمنزل في الليلة السابقة، بعد أسبوع من العمل، بعيدًا عن المنزل، وكان يحاول أن يضفي شعورًا بالهدوء بعيدًا عن الفوضى والرعب التي في الخارج، لكن الأمر لم يدم طويلًا.
كان الصوت لا يشبه أي شيء سمعه الكاتب من قبل، انفجار ممزّق ومدوٍ أدى إلى انهيار كل شيء في أجزاء من الثانية؛ لم ير تصدّع السقف أو انهيار الجدران، ولكنه شعر فقط بالوزن الساحق المفاجئ فوقه، لم يكن الأمر أشبه بالسقوط، بل كان أشبه بالاختناق في الأرض، انكمش جسده تحت الحطام، كانت ذراعاه عالقتان وساقاه محاصرتان، وأضلاعه تتحطّم تحت الحواف الحادة.
حاول الكاتب أن يصرخ، لكن صرخته خرجت على شكل حشرجة، شهقة مختنقة مثيرة للشفقة ابتلعها الظلام، احترق صدره من الجهد الذي بذله، لكنه صرخ مرة أخرى مناديًا زوجته وابنه البالغ من العمر سنتين ووالده.
نادى على ابنه: "رفيق!"، وظن لوهلة أنه سمع صوته الخافت الصغير يخترق الظلام: "بابا"، واختلطت مشاعر الارتياح والرعب في صدره. لقد كان ابنه حيًا، لكنه في مكان ما بعيدًا عنه، مدفونًا مثله في الأعماق.
فقد الشعور بالوقت في ضباب من الألم والإرهاق، وامتدت الدقائق إلى ساعات، وتضاءل الهواء، واستقر الغبار في رئتيه، أراد أن يبكي ويصرخ ويشق طريقه لابنه، لكن جسده كان محبوسًا في حالة سكون مؤلمة.
كانت هناك ضوضاء خافتة في مكان ما في الأعلى، صخور تتفتّت وأصوات مكتومة، ربما كان رجال الإنقاذ أو الجيران الذين يحاولون إنقاذهم، كان كل صوت يجلب الأمل واليأس بنفس القدر؛ ماذا لو وصلوا بعد فوات الأوان؟ ماذا لو لم يصلوا على الإطلاق؟.
تسابقت إلى ذهنه صور رهيبة: جسد ابنه الصغير المسحوق تحت الركام، وزوجته المحاصرة وحدها، وكلهم منسيون تحت الأنقاض، ثم غاب عن الوعي.
يروي الكاتب أنه عندما تمكن رجال الإنقاذ من الوصول إليه أخيرًا، كان الضوء ساطعًا يعمي الأبصار، ويخترق الظلام الذي كان مدفونًا فيه لساعات، امتدت إليه الأيدي، وشعر بالأنقاض تتساقط عن جسده كطبقات من الجلد، وكان الألم مبرحًا.
كان أول ما رآه الكاتب هو وجه ابنه، كانت عيناه الواسعتان المليئتان بالدموع تنظران إلى وجه أبيه برعب لم يره من قبل، وكان جسده الصغير مغطى بالغبار، وشعره مغطى بالعرق والأوساخ، لم يكن يبكي بعد الآن؛ فقد كان خائفًا جدًا ويتألم لدرجة أنه لم يكن قادرًا على فعل ذلك.
أراد الكاتب أن يضمه بين ذراعيه حتى لا يشعر أي منهم بالخوف مرة أخرى، لكنه لم يستطع؛ فقد انهارت ذراعاه وساقاه وجسده بأكمله.
حمل المنقذون الطفل ووضعوه بين ذراعي أبيه، الذي شعر بقلبه الصغير يتسارع كقلب طائر محاصر؛ وهمس باسمه محاولًا طمأنته: "بابا هنا"، رغم أن صوته خرج منكسرًا.
لم يكن الكاتب حاضرًا بكامل وعيه في تلك اللحظة، كان جزء منه لا يزال تحت الأنقاض، يختنق في ذلك الظلام اللامتناهي.
نظر الكاتب حوله بحثًا عن زوجته، كان رجال الإنقاذ يحملونها ووجهها ملطخ بالدماء، كانت على قيد الحياة، لكن عيناها كانتا تحدقان دون أن ترمش في المنزل الذي كان يضم ضحكاتهم ونقاشاتهم وخططهم المستقبلية، ولم يبق منه الآن سوى خرسانة محطمة وفولاذ معوج، كانت تبحث عن نفس الشيء الذي كان يبحث عنه الكاتب: الشعور بالأمان.
رفض الكاتب الذهاب حتى يتأكد أنهم وجدوا الجميع، جلس لساعات على الأرض، غير قادر على الحركة، يراقبهم وهم يحفرون بين الأنقاض، ويستخرجون جثثًا هامدة وألعابًا ملطخة بالدماء وقطع أثاث ممزقة، وكأن كل قطعة وجدوها كانت قطعة أخرى يتم انتزاعها منه.
نُقل الكاتب للمستشفى في النهاية، إذ يتذكر همسات الأطباء ووجوههم المتجهمة وهم يعدّدون الكسور، والنزيف الداخلي، والكدمات التي ستستغرق شهورًا حتى تختفي، لكن الضرر الحقيقي لم يكن شيئًا يمكنهم رؤيته أو علاجه.
عانى الكاتب في الأيام التي تلت ذلك ليتحدث ويأكل وينام، وفي كل مرة كان يغمض عينيه، كان يعود إلى تحت الأنقاض، ويختنق بالغبار، ويسمع صرخات ابنه الخافتة، وتوقف عن الكلام تمامًا، ليس لأنه لا يملك الكلمات، ولكن لأنها لم تعد تكفي لاستيعاب ما يشعر به، فكيف تصف شعورك وأنت تشاهد كل ما تحبه يتحول إلى رماد؟.
بعد مرور سنة، غادر الكاتب الآن غزة إلى القاهرة، بعيدًا عن القنابل، لكنه لا زال يسمع صوت الانفجار في أحلامه، وما زال يستيقظ وهو يتصبّب عرقًا، ويحاول التأكد من أن ابني يتنفس بجانبه. لقد شُفيت معظم الندوب الجسدية، لكن الندوب العاطفية لا تزال حية كما كانت يوم حدوثها، يخبره الناس أنه يجب أن يكون ممتنًا، وهو ممتن بالفعل، لكن النجاة ليست كالحياة.
لقد نجا الكاتب وأسرته في ذلك الصباح، لكن العديد من أفراد عائلته الممتدة الذين لجأوا إليهم، وجيرانه الذين عاشوا في شارعه لعقود، والمارة الذين تصادف وجودهم بالقرب من الانفجار: جميعهم سحقهم الانفجار، وتم انتشال جثثهم من تحت الأنقاض بعد ساعات بلا حياة، وأسماؤهم ووجوههم وأصواتهم لا تفارق الكاتب كل يوم، إنهم معه في كل زاوية من عقله.
لم يعد الكاتب يعيش في بيئة مشوّهة بسبب الحرب، لكنه لا زال عالقًا في أنقاض ذلك الصباح، الهواء أنقى، والشوارع أهدأ، لكنه ما زال يستيقظ وهو يلهث كما لو أنه تحت الأنقاض، لا يرتجف الناس حوله من الأصوات العالية، لكنه يرتجف، ومع ذلك يبدو البقاء هنا وكأنه عذاب من نوع خاص؛ حيث تتفقد الأخبار كل صباح، خائفًا من رؤية وجوه مألوفة أو قراءة أسماء مألوفة.
وختم الكاتب مقاله بأن يوم 7 كانون الأول/ ديسمبر الماضي صادف مرور سنة على قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزله، لكنّها ذكرى جُرح لا يزال ينزف في كل مرة يتذكر فيها ذلك الصباح.
واستطرد المقال، يتوقع العالم من الفلسطينيين أن يمضوا قدمًا، وأن يعيدوا البناء، لكنه لا يفهم أن بعض الأشياء لا يمكن إعادة بنائها، وأن بعض الخسائر كبيرة جدًا، وبعض الآلام عميقة جدًا.