تحالف قوى التغيير الجذري: من رفض اتفاقية استقلال السودان مرورًا بالسعي لحل الإدارات الأهلية وانتهاءً بمعاداة قوى الحرية والتغيير: ماذا يريد الحزب الشيوعي في السودان؟ (1 من 3)

د. عبد المنعم مختار
أستاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية

تُعد مذكرة الشفيع أحمد الشيخ، الصادرة في بداية عام 1965، والمدعومة من الحزب الشيوعي السوداني وواجهاته النقابية والنسائية والطلابية، والتي دعت إلى حل الإدارات الأهلية وإلغاء الحكم القبلي في السودان، علامة بارزة في تاريخ الصراع بين نهج التغيير الجذري ومسار الإصلاح التدريجي في السودان.

ويمكن اعتبار هذه المذكرة من أبرز المعالم لهذا الصراع.

تُعتبر هذه المذكرة محاولة لإضعاف الحزبين الكبيرين في السودان، حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي، عبر حل مؤسسات حكمهم غير المباشر للدولة من خلال إلغاء منظمات المجتمع المدني التقليدية ذات النفوذ المجتمعي والانتخابي الداعم للحزبين، أي عبر حل الإدارات الأهلية وتهميش القيادات القبلية.

قبل تلك المذكرة، كان الحزب الشيوعي قد رفض اتفاقية الحكم الذاتي الموقعة في فبراير 1953. إذ شكك الحزب في العديد من جوانب هذه الاتفاقية، حيث رأى في وجود الولايات المتحدة الأمريكية ضمن لجنة الانتخابات تسللًا استعماريًا جديدًا بديلًا للبريطانيين. واعتبر وجود باكستان في لجنة الحاكم العام محاولة لجر السودان نحو حلف الشرق الأوسط البريطاني الاستعماري. كما اعتبر أن إرجاء البت في قيادة الجيش لما بعد الجلاء يمثل تمريرًا لنفوذ بريطاني وأمريكي في القوات المسلحة الوطنية. وانتقد الحزب أيضًا سلطات الحاكم العام المتعلقة بإعلان الطوارئ ودوائر الانتخاب غير المباشر.

وفي هذا السياق، صرح كامل محجوب، أحد قيادات الحزب آنذاك والسكرتير السياسي للحزب في الجزيرة، بأن الحزب رفض الاتفاقية أيضًا لأن الحرية لا يمكن أن تأتي عبر اتفاق سلمي، بل فقط بثورة دموية. ومع ذلك، تراجع الحزب عن موقفه الرافض للاتفاقية أمام الضغط الجماهيري الكبير المؤيد لها بعد فترة قصيرة من الرفض. إلا أن زعيم الحزب، عبد الخالق محجوب، ألقى باللوم على الأحزاب الكبيرة لعدم تحالفها معه، مما ضيع، بحسب تعبيره، الفرصة على اتفاقية أكثر نضجًا وثمارًا.

من ناحية أخرى، عُرف عن الحزب الشيوعي مساندته لحركات السودان الجديد المسلحة. بدأ ذلك سرًا عبر التواصل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان عند تأسيسها في أواخر العام 1983، واستمر الدعم عبر واجهاته النقابية أثناء الفترة الانتقالية من 1985 إلى 1986. ثم أعلن الحزب دعمه بشكل علني من خلال تحالفه مع تلك الحركات عند انضمام الحركة الشعبية للتجمع الوطني الديمقراطي في عام 1990.

إذا قرأنا تلك المواقف في سياقها التاريخي، يمكن القول إن رفض الحزب لاتفاقية استقلال السودان، ودعوته لحل الإدارات الأهلية، ودعمه لتحالف السودان الجديد المسلح، تشكل برنامجًا لتحالف قوى التغيير الجذري الذي بدأ الحزب الشيوعي، ومعه واجهاته النقابية والنسائية والطلابية، العمل عليه منذ عام 1953. بالتالي، لم تكن دعوة التغيير الجذري وليدة الانتقال الذي تلا ثورة ديسمبر 2018. ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار تدشين اسم "تحالف قوى التغيير الجذري"، الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي قاده الحزب وحواضنه الاجتماعية في يوليو 2021 بمقر مركز الدراسات السودانية بالخرطوم، مجرد تجسيد لمشروع قديم ولكن في إطار جديد.

في الجزء الثاني من هذا المقال، سنتناول محاولات حل الحزب الشيوعي في السودان، سواء الفاشلة منها أو الناجحة.

في ملحق هذا المقال، نورد تفاصيل عن مذكرة الشفيع أحمد الشيخ التي قمنا باستلالها من مقالنا المنشور على موقع سودانايل يوم 20 سبتمبر 2024، تحت عنوان "الإدارات الأهلية والحكم القبلي في السودان: تحليل الأطر النظرية، الأدوار والمسؤوليات، الفاعلية، الهيكل التنظيمي، التحديات والفرص، والتوصيات، مع مقارنات إقليمية منظمة وتحليل للعلاقات مع المجتمع والدولة والأحزاب السياسية".

المراجع

أحمد إبراهيم أبو شوك: "الدكتور عبد الله علي إبراهيم ومذكرة الشفيع أحمد الشيخ عن الإدارة الأهلية (1 – 3)". سودانايل. 24 و28 أغسطس و1 سبتمبر 2009. تم الاطلاع عليها في 25 سبتمبر 2024.

فيصل عبد الرحمن علي طه: "في ذكرى استقلال السودان – حكومة الأزهري تستشير بريطانيا بشأن محاربة الشيوعية (2)". الراكوبة. 8 يناير 2017. تم الاطلاع عليها عبر الإنترنت في 25 سبتمبر 2024.

*ملحق: مذكرة الشفيع أحمد الشيخ لحل الإدارات الأهلية وإلغاء الحكم القبلي في السودان وتداعياتها*

مقدمة

تُعد مذكرة الشفيع أحمد الشيخ لحل الإدارات الأهلية وإلغاء الحكم القبلي في السودان واحدة من الوثائق البارزة التي شكلت جزءًا من الجدل السياسي والاجتماعي في فترة الستينيات. الشفيع أحمد الشيخ، أحد القيادات البارزة في الحزب الشيوعي السوداني، قدم هذه المذكرة كجزء من جهود الحزب لإحداث تغيير جذري في النظام الاجتماعي والسياسي في البلاد. تضمنت المذكرة انتقادًا للإدارات الأهلية باعتبارها عائقًا أمام التقدم الاجتماعي، ودعت إلى إلغائها واستبدالها بهياكل إدارية حديثة.

سياق المذكرة

التوقيت: صدرت مذكرة الشفيع أحمد الشيخ في أوائل عام 1965، بعد ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بالنظام العسكري لحكومة إبراهيم عبود. جاءت المذكرة في وقت كان السودان يشهد تحولات سياسية كبيرة، بما في ذلك تصاعد التيارات اليسارية والحركات العمالية. كانت الفترة مليئة بالنقاش حول دور الإدارات الأهلية في المجتمع السوداني، لا سيما مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

الدوافع: رأى الشفيع أحمد الشيخ والتيارات الراديكالية التي شاركته الرأي أن الإدارات الأهلية، التي تشكلت على أسس قبلية، كانت تعزز الانقسام الاجتماعي وتعيق التطور الديمقراطي. كان يُنظر إلى هذه الإدارات على أنها وسيلة للحفاظ على الهيمنة الطبقية، حيث استغلها الاستعمار البريطاني لتعزيز سيطرته من خلال "الحكم غير المباشر". بعد الاستقلال، استمرت هذه الإدارات في لعب دور مهم، مما اعتبره الشفيع عقبة أمام تحقيق العدالة الاجتماعية.

مضمون المذكرة

تحليل الإدارات الأهلية: ركزت المذكرة على أن الإدارات الأهلية كانت تُستخدم كأداة للحكم التقليدي، معتبرة أنها تعزز الفوارق الطبقية وتتحكم في الموارد المحلية لصالح النخب القبلية. انتقدت المذكرة استمرار هذا النظام بعد الاستقلال، حيث اعتبرته امتدادًا لسياسة "فرق تسد" التي انتهجها الاستعمار البريطاني.

دور الدولة: دعت المذكرة إلى إلغاء الإدارات الأهلية واستبدالها بنظام إداري مركزي تديره الدولة. اقترحت إنشاء مجالس شعبية محلية منتخبة تتولى إدارة الشؤون المحلية والخدمات العامة، وتكون مسؤولة أمام الحكومة المركزية. كان الهدف تعزيز سيادة القانون والمساواة بين المواطنين، بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية.

تغيير الأراضي: أحد المحاور الرئيسية في المذكرة كان تغيير نظام حيازة الأراضي. دعت إلى إعادة توزيع الأراضي بصورة عادلة، حيث كان النظام القبلي يُمكّن الزعماء من التحكم في الأراضي، مما أدى إلى تركز الثروة في أيدي فئات قليلة. اقترحت المذكرة تغييرًا زراعيًا شاملًا لضمان توزيع أكثر عدالة للموارد.

تفاصيل التطبيق الجزئي للمذكرة

التطبيق الجزئي: بعد إصدار المذكرة، اتخذت الحكومة الانتقالية بعد ثورة أكتوبر 1964 خطوات نحو تطبيق جزئي لمقترحات المذكرة، وفقًا لسلسلة مقالات أحمد إبراهيم أبو شوك. على سبيل المثال، في شمال كردفان ودارفور، بدأت الحكومة في تقليص صلاحيات الإدارات الأهلية، وبدأت في تشكيل مجالس محلية منتخبة لتحل محل بعض زعماء القبائل. وفقًا لأبو شوك، تم تقليص صلاحيات الإدارات الأهلية في شمال كردفان بشكل ملحوظ، ولكن التنفيذ كان غير متكامل، حيث واجهت الحكومة تحديات لوجستية وسوء تخطيط في التطبيق.

في دارفور، كانت جهود الحكومة لتطبيق المذكرة أكثر تعقيدًا بسبب المقاومة القوية من زعماء القبائل الذين اعتبروا التغييرات تهديدًا لسلطتهم التقليدية. على الرغم من الجهود المبذولة، فقد كانت التغييرات التي تم تنفيذها مقتصرة على مناطق معينة وكانت تواجه صعوبات في فرض التغييرات بشكل شامل.

أشار أحمد إبراهيم أبو شوك إلى أن التطبيق الجزئي للتغييرات لم يحقق نجاحًا ملموسًا بسبب افتقار الحكومة إلى الموارد والبنية التحتية الضرورية لإدارة التحولات في المناطق الريفية، حيث كان النظام القبلي متجذرًا بقوة. كما أن التحول نحو الإدارة الحديثة تطلب بناء مؤسسات جديدة وتغيير العادات والتقاليد السائدة، وهي عملية كانت تحتاج إلى وقت وجهد أكبر.

نجاح وفشل التطبيق

لم تكن الخطوات الجزئية نحو تطبيق المذكرة ناجحة بالكامل. فقد واجهت مقاومة شديدة من زعماء القبائل والطرق الصوفية التي اعتبرت النظام القبلي وسيلة للحفاظ على نفوذها. كما أن الحكومة لم تكن قادرة على فرض هذه التغييرات في جميع المناطق بسبب ضعف البنية التحتية وافتقارها إلى آليات التنفيذ الفعالة. تشير التقارير إلى أن التطبيق الجزئي لم يحقق الأهداف المنشودة بشكل كامل.

مواقف الأحزاب السياسية والقبائل والطرق الصوفية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني

الأحزاب السياسية: كان حزب الأمة القومي والحزب الاتحادي الديمقراطي من أبرز معارضي المذكرة، حيث اعتبراها تهديدًا للهيكل الاجتماعي التقليدي الذي كان يشكل جزءًا من قاعدتهما السياسية. في المقابل، أيد الحزب الشيوعي السوداني وعدد من الأحزاب اليسارية التغييرات المقترحة، ودافعوا عن ضرورة تحديث المجتمع السوداني.

القبائل: زعماء القبائل كانوا في الغالب معارضين للمذكرة، حيث رأوا فيها تهديدًا مباشرًا لسلطتهم ومكانتهم في المجتمع. العديد من القبائل، خاصة في مناطق مثل دارفور وكردفان، نظرت إلى الإدارات الأهلية باعتبارها جزءًا من هويتها وتقاليدها.

الطرق الصوفية: عارضت الطرق الصوفية المذكرة أيضًا، حيث كان لها دور تقليدي في الوساطة وحل النزاعات ضمن النظام القبلي. كانت هذه الطرق تعتمد على دعم زعماء القبائل للحفاظ على نفوذها الديني والاجتماعي.

النقابات ومنظمات المجتمع المدني: أيدت النقابات، خاصة نقابات العمال، وبعض منظمات المجتمع المدني التغييرات المقترحة في المذكرة، معتبرة أنها خطوة نحو تعزيز العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد.

الأثر على النظام الإداري

استمرار الإدارات الأهلية: على الرغم من الجهود المبذولة من قبل الشفيع أحمد الشيخ والحزب الشيوعي السوداني، استمر النظام القبلي والإدارات الأهلية في الوجود. تم تقليص بعض صلاحياتها، إلا أنها بقيت جزءًا مهمًا من الهيكل الإداري، خاصة في المناطق الريفية. لعبت الإدارات الأهلية دورًا حيويًا في إدارة النزاعات المحلية، وكان لها تأثير كبير على الحياة اليومية في المجتمعات المحلية.

الخلاصة

مذكرة الشفيع أحمد الشيخ لحل الإدارات الأهلية تعتبر مرجعًا مهمًا لفهم التحديات التي واجهت جهود التغيير الجذري في السودان. رغم أنها لم تنجح في إحداث تغييرات جذرية في النظام القبلي، فإنها فتحت الباب أمام النقاش حول كيفية تحقيق إدارة محلية أكثر عدالة ومساواة. كان لهذه المذكرة دورٌ في إبراز قضية الإدارات الأهلية باعتبارها عائقًا أمام التقدم، مما أثر على الفكر السياسي للعديد من الأجيال اللاحقة.

تبقى مذكرة الشفيع أحمد الشيخ لحل الإدارات الأهلية وإلغاء الحكم القبلي مثالًا على التحديات التي تواجه محاولات التغيير في المجتمعات ذات البنية التقليدية المعقدة. أظهرت التجربة السودانية أن التحديث يحتاج إلى توافق مجتمعي وسياسي، وأن تطبيق التغييرات الجذرية يتطلب خططًا مدروسة تأخذ في الحسبان تعقيدات الواقع المحلي.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحزب الشیوعی السودانی قوى التغییر الجذری استقلال السودان المجتمع المدنی هذه المذکرة فی المجتمع تغییر ا کانت ت

إقرأ أيضاً:

القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!

••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.

•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟

•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.

•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.

•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.

•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.

•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.

•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.

•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•

مقالات مشابهة

  • الحرية المصري يختتم الدورة الرمضانية لكرة القدم للعام الرابع
  • باب المندب قلبُ العاصفة ومهدُ التغيير
  • الحرية المصرى: ندعم القيادة السياسية فى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الأمن القومي
  • محمد آل فتيل يجري عملية جراحية
  • الجبهة الوطنية يختار 6 أمناء لأمانات مركزية جديدة| تفاصيل
  • الطواف العربي في رحاب التغيير : البحث عن دور
  • فك الخلاف ما بين تحالف السودان التأسيسي و”الديمقراطيين السودانيين” والدعم السريع
  • القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
  • الاستقلال بين الورق والواقع.. هل أنهى تصريح 28 فبراير الاحتلال؟
  • الأرصاد تكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة وانتهاء الموجة الحارة