الصبيحي .. كيف أخطأت “الرأي” بفصل أحمد حسن الزعبي.؟!
تاريخ النشر: 26th, September 2024 GMT
#سواليف
كيف أخطأت “الرأي” بفصل أحمد حسن الزعبي.؟!
كتب .. خبير التأمينات والحماية الاجتماعية
الإعلامي والحقوقي/ موسى الصبيحي
يعمل الكاتب أحمد حسن الزعبي الذي يقضي حالياً حُكماً قضائياً بالحبس لمدة عام في المؤسسة الصحفية الأردنية “الرأي” ككاتب عمود يومي منذ عام 2006، وهو على هذا الأساس مشترك بالضمان الاجتماعي طوال هذه المدة، ولا يزال غير مستحق لراتب تقاعد الضمان حتى تاريخه.
المؤسسة الصحفية الأردنية “الرأي” نشرت إنذاراً للزعبي بسبب تغيبه عن عمله لأكثر من عشرة أيام متتالية، دون سبب مشروع، كما تقول المديرة العام لمؤسسة الرأي في الإنذار المنشور قبل مدة على صفحات الرأي.
مديرة مؤسسة الرأي استندت إلى المادة (٢٨) من قانون العمل التي تجيز لصاحب العمل فصل العامل دون إشعار في عدد من الحالات، ومن ضمنها ما ورد في البند (هاء) ونصه: ( إذا تغيب العامل دون سبب مشروع أكثر من عشرين يوماً متقطعة خلال السنة الواحدة أو أكثر من عشرة أيام متتالية على أن يسبق الفصل إنذار كتابي يرسل بالبريد المسجل على عنوانه ويُنشر في إحدى الصحف اليومية المحلية مرة واحدة).
وكما علمت فقد صدر عن المديرة العام لمؤسسة الرأي قرار بفصل السيد الزعبي من عمله بالرأي قبل فترة وجيزة، مع الأسف.
السؤال: ما مدى قانونية هذا الفصل.؟!
ما يبدو لي أن المديرة العام لمؤسسة الرأي أخطأت وربما القسم القانوني أو المستشار القانوني في الرأي أخطأ أيضاً إذا كان مؤيداً لقرار الفصل، من ناحية أن نص البند “هاء” المشار إليه اشترط لغايات فصل العامل أن يكون تغيبه لسبب غير مشروع، وهذا هو الأصل الذي يجيز لصاحب العمل فصل العامل ضمن الإجراءات المحددة في القانون. فهل كان تغيب الزعبي عن عمله دون سبب مشروع، أم كانت له أسباب مشروعة.؟!
الزعبي يقضي منذ (87) يوماً محكومية بالحبس لمدة عام، والحكم صادر بشكل قانوني من السلطة القضائية، ما يعني أن سبب تغيب الزعبي عن عمله مشروع، ولا يمكن بأي حال اعتباره غير مشروع، وإلا فإننا نوجّه اتهاماً للقضاء بعدم المشروعية.
هذا جانب، ومن جانب آخر، فإن قراءة ما تم النص عليه في البند “ز” من الحالات التي تجيز لصاحب العمل فصل العامل الذي ينص على: (إذا أُدين العامل بحكم قضائي اكتسب الدرجة القطعية بجناية أو جنحة ماسّة بالشرف والأخلاق العامة) فهذا النص يفيد بأن الحكم القضائي على العامل الذي يجيز فصله من عمله هو الحكم بجناية أو جنحة ماسّة بالشرف والأخلاق العامة فقط، وهذا النوع من الجنايات والجُنح مثل الرشوة والاختلاس والسرقة والتزوير وإساءة الأمانة واستثمار الوظيفة والشهادة الكاذبة وحيازة أو تعاطي المخدرات أو أي جريمة أخرى مخلة بالأخلاق العامة. وهو ما يُفهَم منه ضمناً أن الحكم القضائي الصادر بحق الزعبي لا يجيز لصاحب العمل فصله من عمله على النحو الذي تعاملت معه مؤسسة الرأي كون قضية الزعبي مختلفة تماماً.
من جانب ثالث، وحيث لم ينص قانون العمل على أي تعريف محدد للسبب المشروع لغياب العامل الذي لا يجيز لصاحب العمل فصله، إلا أن هناك قراراً لمحكمة التمييز قضت فيه بأنه إذا كان غياب العامل عن عمله بسبب فرض الإقامة الجبرية عليه، وعاد إلى العمل حال رفع الإقامة الجبرية عنه، فلا يعتبر تاركاً للخدمة. وبالتالي يكون سبب تغيبه مشروعاً، وهذا من باب أولى وأقوى ينسحب على الحكم القضائي المكتسب الدرجة القطعية على العامل بالحبس، الذي يؤدي إلى غيابه عن عمله كسبب مشروع للغياب.!
في ضوء ما سبق، أرى أن المؤسسة الصحفية الأردنية “الرأي” أخطأت بفصل الكاتب أحمد حسن الزعبي، وأن قرارها مشوب بالبطلان، وآمَل أن تتراجع عن قرارها إحقاقاً للحق وإنفاذاً للعدالة.
وقبل هذا وذاك، كنا نتأمل من المؤسسة الصحفية ومن مجلس ادارتها تحديداً، ومنهم خمسة يمثلون مؤسسة الضمان الاجتماعي، أن يقفوا إلى جانب الزعبي إنسانياً على الأقل في موضوع عمله لدى الرأي، وهنالك مخارج كثيرة لذلك لا أن تبادر مديرة “الرأي” إلى فصله بدم فاتر.!
مش معقول يعني فوق حبسه ومرضه.. فصله.!!!
مقالات ذات صلة 4 جامعات رسمية أردنية ضمت 60.6% من مجموع القبولات 2024/09/26
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف المؤسسة الصحفیة أحمد حسن الزعبی فصل العامل سبب مشروع عن عمله
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. سوق الوجوه
#سوق_الوجوه!
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر الإثنين .. 20 / 5 / 2019
كلما أردت أن أرى الأمور أكثر وضوحاً ذهبت إليه، وكلما اختلطت الأحداث الكبرى حولي تجوّلت فيه ، انه عرّافتي البشرية ،وفنجان قهوتي المقلوب..
يدهشني #سوق_الجمعة لأنه عالم واضح تماماً ، مفتوح لمن يقرأه دون مكياج أو تلميع ، إنه خزعة من ظهر وطن، بالمناسبة كل الذين تراهم على شاشات التلفاز لهم نظراء في سوق الجمعة..ترى الذي يقسم أغلظ الأيمان في لحظة ثم يتراجع عنها عندما يدفع له سعراً جيداً، ترى اللصّ الذي يدّعي انه لا يقبل الا بلقمة حلال ويكتب على بسطته آية: “وفي السماء رزقكم وما توعدون”، ترى الشيخ الأزعر الذي يواري بلحيته أخلاقه الرديئة ولا يتوانى في استخدام الألفاظ البذيئة كل من خالفه أو ناقشه أو نافسه..
في سوق الجمعة ترى من يتقبّل الشتيمة القاسية بحق عرضه ومحارمه ويبتسم لها كي يبقى في مكانه الاستراتيجي ، وترى من يتبّرع من ذات نفسه للوشاية بزميله البريء عند دورية الشرطة حتى يصادروا بضاعته أو يفتحوا تحقيقاً بمصدرها ، وترى ماسح الأحذية الذي مهمّته الأساسية الا يتّسخ حذاء سيده او من يدفع له الأجرة الزهيدة لا يرفع رأسه الا ليرى الرضي بعد إتمام المهمّة ، بينما جلّ نظره في تفاصيل الحذاء .
في سوق الجمعة ترى #المكافح الذي جاء إلى هذا المكان ليعيش،وترى الديك منتوف الريش..في هذا العالم المستقيم ، ترى من يسعى الى #الكسب_الحلال في ظل فوضى #الحرام، هو لا يختلط بهم وان وضع بضاعته قرب بضاعتهم ، وترى النصّاب الذي يوهمك بأنه الأصدق والأنقى والذي يختلف عن غيره، وترى الصامت الذي لا يتكلّم حتى لو سُئل عن بسطة جاره..
حتى الحيوانات والكائنات في سوق الجمعة لها حكاية …هناك ديوك عتيقة وكبيرة في السن ،تساقط ريشها وتكسّرت أظافرها وهرمت تماماً..فعرضها صاحبها بسعر زهيد ، أغضبني أنه يعاملها بقسوة وهي في أرذل العمر،يدلق باقي فنجان القهوة عليها..ويجبرها على التدخين من سيجارته ويركلها برجله ليضحك بعض زملائه، سألتهم..بم تستخدم هذه الديوك الهرمة؟..قالوا: تذبح ويفرم لحمها “همبرغر” مثلاً..
بالقرب من ساحة الديوك ،ساحة للدجاج الملوّن.. هندي.. بلدي..مصري..سألته ما ميزّة الدجاج البلدي: قال يبيض كثيراً ويأكل قليلاً..”مثلنا يعني”..والهندي؟.. قال: عنقه أطول !…
كما لفت انتباهي في سوق الحرامية ، زاوية من الخشب و”التربلاي” مليئة بالأرانب المرتجفة ،صاحبها يتكىء على “بكم” أزرق وكل دقيقتين يقول الرجل لابنه أو للصبي الذي يعمل عنده..نفّس ع الأرانب يا ولد..فيركل الولد الكرتونة القريبة منه تجاه الأرانب وهو ملهياً بالتلفون فلا تحدث أمراً..الأرانب كانت تطأ بعضها بعضاً للوصول الى ثقب الهواء الأوحد في الجو الساخن ..فيصيح المالك من جديد..ولك نفّس شوي ع الأرانب يا ولد..فيركل الولد نفس الكرتونة لتعود الى مكانها السابق..وهكذا دون تغيير..لا المالك جاد، ولا الولد مهتم،ولا الأرانب تشكو..
في سوق الجمعة يمكنك أن تجد نفسك هناك..ومن بين كل الوجوه المعروضة ، قد تجد وجهك..تأمله جيداً..شاهد نفسك عن قرب..ثم احكم على ذاتك إن شئت!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com