أثارت المعلومات التي تم كشفت عن قيام شركة نفطية محلية في شرق ليبيا بتصدير النفط للخارج رغم إغلاق الموانئ ردود فعل وتساؤلات عدة حول تبعية الشركة وكيفية تجاوزها الحصار النفطي وما إذا كانت يد حفتر وعائلته لبيع النفط الخام بطرق موازية.

وكشف موقع "أفريكا إنيرجي" نقلا عن مصادر وصفها بالموثوقة، أن شركة تدعى "أركينو أويل" تأسست العام الماضي في بنغازي، صدرت 5 شحنات من النفط خلال الفترة الماضية رغم إغلاقات النفط المعلنة، مرجحا أن إجمالي الكمية المصدرة بلغت نحو 5 ملايين برميل من النفط، وأنها جميعها صدرت إلى الصين، وأن الشركة تعتزم إرسال شحنتين أخريين في الأسابيع المقبلة، وحققت حتى الآن نحو 240 مليون دولار.



"اتهامات لحفتر ونجله"
في حين أكدت صحيفة "كوريري دي لاسيرا" الإيطالية أن "هذه الشحنات والسماح لشركة محلية بالتصدير لا يمكن أن يحدث في شرق ليبيا إلا بدعم وموافقة من حفتر، فكيف يمكن لشركة محلية حديثة لا يعلم أحد عنها شيئا أن تعمل في حين أن البلاد بأكملها معزولة عن المدفوعات الدولية والموانئ النفطية كلها مغلقة.

وهو ما أكده أيضا تقرير حديث لموقع "أويل برايس" بقوله إن "عائلة حفتر مشغولة بجني أموال النفط من خلال شركة "أركنو أويل" الخاصة التي يُسمح لها بحرية تجاوز الحصار وتصدير النفط إلى الأسواق الدولية رغم إغلاق الحقول النفطية في ليبيا، مشيرا إلى قيام الشركة بتصدير مليون برميل من النفط الخام إلى إيطاليا قريبا عبر شركة التجارة التركية، وأن أنقرة التي دعمت الغرب الليبي يعقد تجارها صفقات مع حفتر لتصدير النفط رغم الحصار.


"أهم حقول النفط والغاز في ليبيا"

ذكر تقرير جديد للمؤسسة الوطنية للنفط أهم وأبرز حقول النفط والغاز في ليبيا، وهي:

حقل الشرارة
وهو الأكبر في ليبيا، وتصل إنتاجيته إلى 240 ألف برميل يوميًا، بما يعادل نحو 25% من إجمالي إنتاج الخام في البلاد، ويقع في حوض مرزق جنوب غرب البلاد، وقد اكتشف في العام 1980، وبدأ إنتاجه الفعلي العام 1996، وتديره شركة "أكاكوس" للعمليات النفطية بالمشاركة مع شركات "ريبسول" و"توتال» و "إكوينور".

حقل الفيل
ويقع أيضا في حوض مرزق وتبلغ إنتاجيته 80 ألف برميل يوميا، وقد اكتشف في العام 1991 وبدأ الإنتاج منه في العام 2004، وتديره شركة "مليتة" للنفط والغاز بالمشاركة مع شركة "إيني" الإيطالية.

حقل "زلطن"
تصل الإنتاجية فيه إلى نحو 40 ألف برميل يوميًا، وهو من أكبر حقول النفط في خليج سرت، ويقع على بعد نحو 170 كيلومترًا جنوب مرسى البريقة، وقد اكتشف العام 1956، وتديره شركة "سرت" لإنتاج النفط والغاز.

حقل "الفارغ"
وبالنسبة لحقول إنتاج الغاز في ليبيا، فإن حقل الفارغ يتصدرها بإنتاجية 160 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، وتسعة آلاف برميل من المكثفات يوميًا، حيث يقع على بعد نحو 60 كيلومترًا إلى الجنوب الغربي من حقل جالو، وقد اكتشف العام 1962، وتديره شركة الواحة للنفط.

حقل "البوري"
وهو من أكبر حقول النفط في البحر المتوسط، ينتج نحو 23 ألف برميل يوميًا، ويقع على بُعد نحو 120 كيلومترًا شمال الساحل الليبي، وتديره شركة "مليتة" للنفط والغاز بالمشاركة مع شركة "إيني" الإيطالية، واكتشف العام 1976، وبدأ إنتاجه العام 1988.


"خسائر بملايين الدولارات"
وكلفت الإغلاقات اقتصاد ليبيا ملايين الدولارات، وكان آخرها إغلاق حقول وموانئ الشرق احتجاجا على تغيير إدارة المصرف المركزي الليبي.

وأكد تقرير موسع لـ"عربي21" أن "إجمالي إنتاج ليبيا السنوي من الغاز الطبيعي يتراوح بين 10 و13 مليار متر مكعب، بتراجع عن المعدل السابق، وهو 15 مليار متر مكعب، وفقا لبيانات المؤسسة الوطنية للنفط والتي أشارت إلى أن إنتاج الغاز حاليا يتراوح بين 30 و35 مليون متر مكعب يوميا، تخصص منها 24 مليون متر مكعب لتشغيل محطات الكهرباء.

وتسيطر قوات حفتر على غالب الحقول والموانئ النفطية في المنطقة الوسطى (الهلال النفطي) والبريقة ومدينة طبرق على الحدود المصرية وصولا إلى جنوب البلاد.

في حين تسيطر حكومة "الدبيبة" (طرابلس) على ميناءين نفطيين، وهما الزاوية ومليتة، وثالث عائم وهو ميناء غزة، وعلى أنبوب وحيد في البلاد لتصدير الغاز، فضلا عن حقلين بحريين للنفط والغاز، وحقل الحمادة الحمراء النفطي.


شركة "أركنو اويل"
هي شركة ليبية خاصة تعمل في مجال تطوير وإنتاج النفط والغاز، وبحسب تعريف نفسها تقول أنها تضم فريقًا من الخبراء الذين يمتلكون خبرة تزيد عن 35 عاما وتولوا مناصب رفيعة في كبرى شركات إنتاج وتطوير الصناعات النفطية.

وفي 16 يوليو 2024، كشفت وثائق وبيانات تتبع حركة السفن أن شركة أركنو الليبية للنفط، صدرت مليون برميل من خام مزيج سرير/المسلة من محطة مرسى الحريقة النفطية الليبية في 10 يوليو على متن ناقلة من فئة "سويس ماكس" التابعة لشركة التجارة الصينية "يونيبك".

كما أظهرت وثيقة صادرة بتاريخ 10 يوليو 2024، أن المؤسسة الوطنية للنفط خصصت لشركة "أركنو" حصة غير محددة من إنتاج حقلي السرير ومسلة التابعين لشركة الخليج العربي للنفط، في مقابل تنفيذ أعمال التطوير في آبار الحقلين.

والسؤال: ما أهداف "حفتر" من السماح لشركة محلية حديثة بتصدير ملايين البراميل النفطية الآن؟ وهل يتعرض للمساءلة والمحاسبة دوليا بتورطه في بيع النفط بطرق موازية؟


"شركات ذات نفوذ سياسي قوي"
في حين رأى الصحفي الليبي المتابع لملف النفط، موسى تيهوساي أنه "لم يحدث منذ إقرار قانون النفط العام 1955 أن تم منح أي شركة خاصة محلية كانت أم أجنبية عقود شراكة في تصدير النفط، وشركة "أركنو" هي أول شركة تحصل على هذا الامتياز في تاريخ النفط الليبي رغم أنها شركة حديثة جدا".

وأشار في تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "هذه الشركة لديها نفوذ سياسي شرق وغرب البلاد مكنها من العمل تحت ثغرات معينة في قانون النفط عن طريق شخصيات أكثر من نافذة في شرق وغرب البلاد ولا شك أنها تستغل الوضع الحالي، ويمثل إغلاق النفط فرصة كبيرة لها ولملاكها في شرق وغرب ليبيا للحصول على الأموال الطائلة من تصدير النفط والغاز"، حسب قوله.

"أموال طائلة بلا إمكانيات"
وبخصوص ما كشفته التقارير عن شحنات وصلت للصين، قال تيهوساي: الموال التي جنتها الشركة جراء خمس شحنات إلى الصين تقدر بأكثر من 84 مليون دولار وهي أموال كبيرة للغاية إذا تم تبديلها بسعر السوق السوداء، ومن الغريب أن هذه الشركة حصلت على شراكة مع مؤسسة النفط بدون وجود معدات ولا آليات وإمكانيات كبيرة لاستخراج النفط".

وتابع: "تشترط عقود المؤسسة للقطاع الخاص أن تبدأ الشركة العمل بمعداتها وأن يكون لها كل الإمكانات اللازمة للعمل وهي معدات تكلف مئات الملايين من الدولارت وهو ما لم تفعله هذه الشركة المحظوظة جدا ودخلت مباشرة في تصدير النفط من حقول جاهزة من قبل وليست حقول أنشأتها هي كما تنص العقود"، كما صرح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية شركة نفطية ليبيا إغلاق الموانئ حفتر الغاز ليبيا الغاز حفتر شركة نفطية إغلاق الموانئ المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ألف برمیل یومی النفط والغاز حقول النفط متر مکعب برمیل من فی لیبیا فی شرق یومی ا فی حین

إقرأ أيضاً:

إنتاج 1.3 مليون طن برميل بترول من مصفاة السويس

أكد المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية على أهمية ما تقدمه شركات القطاع العام البترولي ضمن منظومة الاقتصاد المصري، لافتاً إلى أن الوزارة تدرك قيمة الجهود التى تقدمها الكوادر العاملة بهذه الشركات وتدعمها لتحقيق المزيد من النجاحات والتطوير، وأهمية الاستمرار فى تطوير ورفع كفاءة المناطق الجغرافية البترولية  والكيانات البترولية بها، وزيادة قوتها وتدعيم مركزها الصناعى والاقتصادي بإضافة مشروعات جديدة باستمرار.

وشدد الوزير خلال رئاسته أعمال جمعيات شركات بترول القطاع العام "السويس وأسيوط والقاهرة والاسكندرية لتكرير البترول" لاعتماد نتائج أعمال العام المالى 2023/2024، على أن الالتزام بإجراءات وضوابط السلامة للحفاظ على العاملين وضمان استدامة الأعمال أمر حتمي.

نجاحات الشركة وزيادة الإنتاجية 

وخلال جمعية شركة السويس لتصنيع البترول أوضح الكيمائى هشام فتحى رئيس الشركة أهم مؤشرات الأداء خلال العام المالى، حيث أوضح أن إنتاج مصفاة السويس بلغ حوالى 1.3 مليون طن خلال العام ليساهم فى توفير جانب من احتياجات السوق المحلى من المنتجات البترولية المختلفة ذات جودة عالية، واستعرض مشروعات الخطة الاستثمارية والتى تتضمن  إنشاء عدد 14 مستودعاً (ترباين – مازوت – بنزين – بوتاجاز)، كما استعرض  مشروعات البرمجة الخطية وتقدم الأعمال فى مجمع التفحيم الجديد ومشروعات ترشيد الطاقة والسلامة والصحة المهنية وحماية البيئة ومساهمتها المجتمعية لخدمة أهالى السويس.

واستعرض الكيميائى ماجد الكردى رئيس شركة أسيوط لتكرير البترول أهم نتائج أعمالها خلال العام المالى موضحاً نجاح مصفاة التكرير هناك فى تحويل حوالى 3.3 مليون طن خام لمنتجات بترولية للسوق المحلي، واستعرض استثمارات برامج ومشروعات الإحلال والتجديد وتعزيز متطلبات السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة والاستمرار فى تنفيذ وحدات إنتاجية جديدة كمشروع إنشاء وحدة تقطير جوي جديدة (CDU3) بطاقة تصميمية 5 مليون طن خام سنوياً ووحدة إسترجاع الغازات الخاصة بها (VRU3) بكافة مشتملاتها ، فضلاً عن مشروعات لتطوير أداء وحدتى التقطير والوحدات الإنتاجية الحالية وإنشاء مستودعات جديدة بالإضافة لرفع كفاءة 12 مستودعاً، ومشروعات الطاقة الشمسية والبصمة الكربونية ومشروعات التنمية المجتمعية والتى تحرص الوزارة عليها لخدمة مجتمع الشركة المحيط بصعيد مصر.

وقدم المهندس وائل رزق رئيس  شركة القاهرة لتكرير البترول، أهم مؤشرات الأداء خلال العام حيث أشار إلى أن كمية الزيت الخام التى تم تكريرها بلغت حوالى 8 مليون طن بمصفاتى الشركة بمسطرد وطنطا لتساهم فى توفير كميات من المنتجات البترولية بلغت حوالى 112 ألف طن بوتاجاز و337 ألف طن نافتا وتجهيز وتسليم حوالى 3 مليون طن بنزين بأنواعه (80 و92 أوكتين) و48 ألف طن كيروسين و536 ألف طن وقود طائرات وحوالى مليون طن سولار علاوة على العديد من المنتجات المتخصصة للعديد من الصناعات ، مشيراً إلى أن الشركة نفذت مشروعات استثمارية خلال العام باستثمارات تزيد على 1.8 مليار جنيه ومن أهمها  مشروع إنشاء 12 صهريجاً للخام والمنتجات البترولية ومشروعات أبراج التبريد وتركيب أجهزة القياس الآلى، كما أشار إلى تنفيذ الشركة أعمال التصنيع المحلى للمعدات والأجهزة وتقديم الخدمات الفنية للشركات البترولية وللغير خلال العام.

وعرض الكيميائى علاء الدين أمين رئيس شركة الأسكندرية للبترول،  نتائج الأعمال للعام المالى والذى قامت الشركة خلاله بتكرير الكميات المستلمة من الخام وبلغت نحو 3.8 مليون طن ساهمت فى توفير منتجات بترولية قيمتها حوالى 146 مليار جنيه، كما لفت لدورها فى تـنـفيـذ رؤية الوزارة بالتدعيم المستمر للتكـامـل مـع الشركات، حيث قامت بتغذية شركات (أموك، أنربك، أسبك، إيلاب) بالمازوت والنافتا والأسفلت والترباين والمقطرات الشمعية وتقوم  هذه الشركات بدورها بتحويلها إلى منتجات حيوية يتم توجيهها إلى السوق المحلى والتصدير، كما استعرض ماتقوم به من مشروعات للتطوير والإحلال والتجديد، وتحسين كفاءة الطاقة والاستفادة بغازات الشعلة والحد من انبعاثاتها، وكذلك مشروعات تطوير المنطقة الجغرافية البترولية بالأسكندرية ومشروع تطوير وتأهيل حوض البترول بميناء الأسكندرية.

مقالات مشابهة

  • سعر برميل النفط الكويتي يرتفع 64 سنتا ليبلغ 76.21 دولار
  • معهد البترول: انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بأكثر من 4 ملايين برميل
  • 242.6 مليون برميل إنتاج سلطنة عمان من النفط نهاية أغسطس 2024
  • إنتاج 11.2 مليون برميل نفط وحفر 9 آبار باستثمارات 40 مليون دولار
  • ارتفاع أسعار النفط بعد إعلان الصين عن إجراءات لتحفيز الاقتصاد
  • وسط إغلاقه رسميا.. كيف يتربّح حفتر من بيع النفط بصورة موازية؟
  • بـ 71 دولارا للبرميل.. النفط الخام «الأمريكي» يحافظ على مكاسبه
  • إنتاج 1.3 مليون طن برميل بترول من مصفاة السويس
  • تصعيد إماراتي على حدود ليبيا الجنوبية.. “نيويورك تايمز” تتهم أبوظبي باستخدام الهلال الأحمر لنقل أسلحة وطيران مسيّر إلى السودان