بوابة الوفد:
2025-04-14@19:49:38 GMT

الخيميائى وطاقة الشر (٤)

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

قد لا نصدق أن أبشع البشر وأكثرهم خطرا وشرا فى الحياة هم هؤلاء الخائفون الذين تربوا على الخوف وترسب الخوف بأعماقهم ومخزونهم الذهنى وصار هو المحرك لهم، هؤلاء يصبحون أكثر الناس شراسة وعنفا ولصوصية وفسادا ونفاقا، من منطلق ايجاد دروع خاصة بهم تحميهم من الآخرين، حتى لو كان الآخرون لا يسعون إلى إيذائهم أو المساس بحقوقهم وحياتهم، ضربات الإنسان الخائف قاتلة لأنها تتوزع فى عشوائية للهجوم قبل الدفاع عن أنفسهم، مكتسباتهم فى الحياة مهما كانت صغيرة، ويحاولون تضخيم هذه المكتسبات على حساب الاخرين خوفا من فقدها.

ليس بالضرورة أن تظهر معالم الخوف على وجوه هؤلاء أو فى ارتعاش ايديهم وانكماشهم فى زوايا الحياة، بل يظهر خوفهم فى محاولاتهم الدائمة التعملق والعلو والغلو والهجوم بلا مبرر وايذاء كل من حولهم، ليصبح هؤلاء رموزًا للشر المستطير، ولو حقق أى منهم نجاحًا ما فى الحياة فإن خوفه سيجعله يحارب كل من حوله حروبا غير شريفة للحفاظ على نجاحه، ولو حقق ثروة، سيرتكب كل موبقات العالم للحفاظ عليها وزيادتها لخوفه من فقدها.

الزعيم الألمانى النازى ادولف هتلر الذى روع العالم بجرائمة واشعل الحرب العالمية الثانية ودمر بلده قبل بلدان العالم، نشأ طفلًا خائفًا مرعوبًا من كل شيء، كان والده قاسيًا يضربه بالسوط هو ووالدته، ونشأ خائفًا أيضًا من الفقر بسبب ظروف أسرته التى كانت تنتقل من مكان لآخر بأحياء فقيرة، كان خائفًا من الموت بعد أن مات أربعة اشقاء له وهم أطفال بأمراض مختلفة، خائف من المرض خاصة السرطان لأن والدته أصيبت به وماتت، خائفا من سخرية الناس منه لقامته القصيرة، ترجم كل مخاوفه فى عملقة نفسه، التفرد بالقرار فى ديكتاتورية مطلقة وفاشية بشعة، ومارس القتل للمرضى والمعاقين حتى لا يبقى فى تصوره جنسا بشريا قويا يسود العالم بلا أمراض وكأنه ينتقم لأخوته الاربعة الذين قتلتهم الأمراض، لقد كان الخوف هو المحرك له فى كل تصرفاته وقراراته السياسية والعسكرية المضطربة وهو يحاول أن يشق طريقه حتى وصل إلى سدة الحكم فكان ديكتاتوريا فاشيا وقاتلا متوحشا.

ليس هتلر فقط، هناك موسيلينى الذى لم تكن طفولته سوية ايضا مع والده غير المتعلم، وفى الحرب العالمية الثانية كان متوحشا حيث أمر الإيطاليين الفاشيين بضرب مستشفى الصليب الأحمر وقتل كل من بها وأمر بتنفيذ العديد من المذابح، وهو من أبشع الشخصيات التى عرفها العالم، وتم قتل أكثر من مائتى ألف شخص فى فترة حكمه.

ولو دفعنا فضول المعرفة لقراءة تاريخ الطفولة لكل قادة وزعماء العالم من الديكتاتوريين الفاشيين المتوحشين وايضا اشهر المجرمين وعتاة السفاحين، سنجدهم بلا استثناء عاشوا طفولة بائسة معقدة مليئة بالخوف والتخويف أو حتى الاعتداء الجنسي، مثل المجرم والسفاح الشهير جيفرى آدمز، المجرم العالمى آدم لانزا الذى قتل أمه ثم اتجه إلى إحدى المدارس وأطلق النار عشوائيا على كل من اعترض طريقه، والمجرم السفاح تيد باندى وغيرهم كثيرون.

نادرون من يكسرون أسوار الخوف ويغادرون سجنه ويعالجون أنفسهم لينطلقوا إلى الحياة بسلام نفسى لتنجو منهم الحياة ومن شرورهم، قليلون جدا من توصلوا إلى الطاقة الإيجابية التى بداخلهم وتمكنوا من تفعيلها واستخدامها لتسير حياتهم بصورة طيبة حتى لا يتسببوا فى إيذاء الآخرين، الكاتب والمفكر باولو كويلو مؤلف كتاب الخيميائى نجح ولو بعد حين فى التخلص من الخوف والترهيب الذى تعرض له منذ طفولته والذى كان منه إدخاله إلى مصحة عقلية بمعرفة والديه فى سن المراهقة، بعد تعرضه فى شبابه للسجن بسبب معارضته لنظام الحكم والتمرد عليه، قرر أن يهزم خوفه الذى يدمر حياته، فكانت الكتابة هى المتنفس الذى أفرغ فيها كل الطاقات المحتبسة بداخله، الإيجابى منها والسلبي، فى شخوص رواياته كان هو الطيب والشرير، كان الراهب الذى عرف طريقه إلى الله والتائه الضائع الذى يبحث له عن هدف فى الحياة، عن كنزه، ذاته الحقيقية، ولقد فعل هذا بحنكة وعبقرية تحسب له فى روايته الخيميائي، وللحديث بقية 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخيميائى وطاقة الشر ٤ فكرية أحمد فى الحیاة

إقرأ أيضاً:

شيخ الشيوخ اللورد عبدالله ياسين الذى حرم منه السودان لهذا تدمر وتحطم

كيف يستعين السودان بجاهل تاجر حمير ويهمل عالم لورد خريج جامعة الخرطوم وموهل من اميز الجامعات البريطانية وكرمته الملكة البريطانية اليزابيثوهكذا يندم رئيس مجلس السياده الذى اختار عدو السودان نائب اول له فكان اختيار جنونى اضاع السودان والعدو حميدتى ما زال يطالب بالانتقام من السودان في الشمال ونهر النيل.
تكريم للامارات.
متى يحب الرئيسي برهان السودان ويحسن اختيار افضل الرجال وليس الوصوليين الانتهازيين المتسلقين النفعيين الذين كانوا في لندن ولكن بريطانيا تجاهلت وجودهم تماما.
شيخ الشيوخ اللورد عبدالله ياسين عندما كنا في بريطانيا قدم دعوه لنا عنده غداء حاتىمى خرافى عبر عن مدى كرمه وطيبته وقمنا بتعريفه بالعبقرى الدبلوماسى السياسي الدكتور الحارث ادريس صحيح احيانا يخلص الرئيسي برهان في انصاف السودانيين العبقريين سبق ان رشحنا له الدكتور الحارث ادريس عد ة مرات للوزاره نجح الرئيس برهان في تعيينه في المنصب المناسب مندوب السودان الدائم في الامم المتحدة ثبت انه من افضل التعيين في مكانه الصحيح فكان اسد السودان الوطنى الشجاع الذي احبه بل انصفه ومدحه كثير من السودانيين..
نقول للرئيس برهان اكرم السودان ولا تظلمه العالم الدكتور عبدالله ياسين سبق ان تعرف عليه ولى العهد البريطان شارلس احبه وقدمه لوالدته الملكه البريطانيه المحبوبه الزابيث كرمته بتعييه لورد في مجلس اللوردات واليوم صديقه الذى احبه صار ملكا لبريطانيا.
يابرهان الدكتور عبدالله ياسين كنت اعرفه منذ ايام الرئيسي الراحل جعفر نميرى هو وانا كنا فى انتظار تعييننا بقرار جمهوري كان هو رئيس تحرير لمجله المفترض ان تطبع في السعودية وكنت عضوا فيها مكلف بطباعته في السعوديه بعد ان اختاروا لنا المكتب في بحرى ونحن في انتظار عودة نميرى من امريكا اطاحت به ثورة رجب ابريل وافترقنا وانا افتقدته فترة طويلة مضت الايام ودارت الدوائر إذا بالصدفه جمعتنا به في بريطانيا فقام باستضافتنا واكرمنا كما اكرمنا من قبله دكتور الحارث ادريس بغدء رهيب ولكن الله يسامحنا قصرنا كثير ا في حق االلورد نسأل الله صادقين ان ينصفه يوما ما .
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه
باريس

elmugamar11@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • الفاشر.. او على السودان السلام
  • جورجينا : ابعد عنا الشر امين ..صور
  • ابعد عنا الشر.. جورجينا تثير الجدل على إنستجرام
  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله
  • دقائق ملطخة بالدماء.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة "بودى" شهيد الغدر بالشرابية
  • كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!
  • متحف الفيروسات الرقمية في هلسنكي.. عندما يتحول الخوف إلى فن
  • استثمار المآسي !
  • شيخ الشيوخ اللورد عبدالله ياسين الذى حرم منه السودان لهذا تدمر وتحطم
  • لوسي عن مسلسل لام شمسية: عمل مهم ويوعي الأسرة المصرية.. فيديو