بوابة الوفد:
2024-09-24@21:29:52 GMT

الخيميائى وطاقة الشر (٤)

تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT

قد لا نصدق أن أبشع البشر وأكثرهم خطرا وشرا فى الحياة هم هؤلاء الخائفون الذين تربوا على الخوف وترسب الخوف بأعماقهم ومخزونهم الذهنى وصار هو المحرك لهم، هؤلاء يصبحون أكثر الناس شراسة وعنفا ولصوصية وفسادا ونفاقا، من منطلق ايجاد دروع خاصة بهم تحميهم من الآخرين، حتى لو كان الآخرون لا يسعون إلى إيذائهم أو المساس بحقوقهم وحياتهم، ضربات الإنسان الخائف قاتلة لأنها تتوزع فى عشوائية للهجوم قبل الدفاع عن أنفسهم، مكتسباتهم فى الحياة مهما كانت صغيرة، ويحاولون تضخيم هذه المكتسبات على حساب الاخرين خوفا من فقدها.

ليس بالضرورة أن تظهر معالم الخوف على وجوه هؤلاء أو فى ارتعاش ايديهم وانكماشهم فى زوايا الحياة، بل يظهر خوفهم فى محاولاتهم الدائمة التعملق والعلو والغلو والهجوم بلا مبرر وايذاء كل من حولهم، ليصبح هؤلاء رموزًا للشر المستطير، ولو حقق أى منهم نجاحًا ما فى الحياة فإن خوفه سيجعله يحارب كل من حوله حروبا غير شريفة للحفاظ على نجاحه، ولو حقق ثروة، سيرتكب كل موبقات العالم للحفاظ عليها وزيادتها لخوفه من فقدها.

الزعيم الألمانى النازى ادولف هتلر الذى روع العالم بجرائمة واشعل الحرب العالمية الثانية ودمر بلده قبل بلدان العالم، نشأ طفلًا خائفًا مرعوبًا من كل شيء، كان والده قاسيًا يضربه بالسوط هو ووالدته، ونشأ خائفًا أيضًا من الفقر بسبب ظروف أسرته التى كانت تنتقل من مكان لآخر بأحياء فقيرة، كان خائفًا من الموت بعد أن مات أربعة اشقاء له وهم أطفال بأمراض مختلفة، خائف من المرض خاصة السرطان لأن والدته أصيبت به وماتت، خائفا من سخرية الناس منه لقامته القصيرة، ترجم كل مخاوفه فى عملقة نفسه، التفرد بالقرار فى ديكتاتورية مطلقة وفاشية بشعة، ومارس القتل للمرضى والمعاقين حتى لا يبقى فى تصوره جنسا بشريا قويا يسود العالم بلا أمراض وكأنه ينتقم لأخوته الاربعة الذين قتلتهم الأمراض، لقد كان الخوف هو المحرك له فى كل تصرفاته وقراراته السياسية والعسكرية المضطربة وهو يحاول أن يشق طريقه حتى وصل إلى سدة الحكم فكان ديكتاتوريا فاشيا وقاتلا متوحشا.

ليس هتلر فقط، هناك موسيلينى الذى لم تكن طفولته سوية ايضا مع والده غير المتعلم، وفى الحرب العالمية الثانية كان متوحشا حيث أمر الإيطاليين الفاشيين بضرب مستشفى الصليب الأحمر وقتل كل من بها وأمر بتنفيذ العديد من المذابح، وهو من أبشع الشخصيات التى عرفها العالم، وتم قتل أكثر من مائتى ألف شخص فى فترة حكمه.

ولو دفعنا فضول المعرفة لقراءة تاريخ الطفولة لكل قادة وزعماء العالم من الديكتاتوريين الفاشيين المتوحشين وايضا اشهر المجرمين وعتاة السفاحين، سنجدهم بلا استثناء عاشوا طفولة بائسة معقدة مليئة بالخوف والتخويف أو حتى الاعتداء الجنسي، مثل المجرم والسفاح الشهير جيفرى آدمز، المجرم العالمى آدم لانزا الذى قتل أمه ثم اتجه إلى إحدى المدارس وأطلق النار عشوائيا على كل من اعترض طريقه، والمجرم السفاح تيد باندى وغيرهم كثيرون.

نادرون من يكسرون أسوار الخوف ويغادرون سجنه ويعالجون أنفسهم لينطلقوا إلى الحياة بسلام نفسى لتنجو منهم الحياة ومن شرورهم، قليلون جدا من توصلوا إلى الطاقة الإيجابية التى بداخلهم وتمكنوا من تفعيلها واستخدامها لتسير حياتهم بصورة طيبة حتى لا يتسببوا فى إيذاء الآخرين، الكاتب والمفكر باولو كويلو مؤلف كتاب الخيميائى نجح ولو بعد حين فى التخلص من الخوف والترهيب الذى تعرض له منذ طفولته والذى كان منه إدخاله إلى مصحة عقلية بمعرفة والديه فى سن المراهقة، بعد تعرضه فى شبابه للسجن بسبب معارضته لنظام الحكم والتمرد عليه، قرر أن يهزم خوفه الذى يدمر حياته، فكانت الكتابة هى المتنفس الذى أفرغ فيها كل الطاقات المحتبسة بداخله، الإيجابى منها والسلبي، فى شخوص رواياته كان هو الطيب والشرير، كان الراهب الذى عرف طريقه إلى الله والتائه الضائع الذى يبحث له عن هدف فى الحياة، عن كنزه، ذاته الحقيقية، ولقد فعل هذا بحنكة وعبقرية تحسب له فى روايته الخيميائي، وللحديث بقية 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخيميائى وطاقة الشر ٤ فكرية أحمد فى الحیاة

إقرأ أيضاً:

مصطفى عمار: وزير التعليم حطم جزءا كبيرا من حاجز الخوف لدى أولياء الأمور

قال الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، إنه كان ضمن الوفد الإعلامي والصحفي، الذي تواجد رفقة محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، لإجراء حوارات ومناقشات حول العملية التعليمية في مصر، ومواجهة التحديات والصعوبات في ملف التعليم بمصر.

تابع «عمار» خلال تقديمه أولى حلقات برنامجه «بين السطور»، المذاع عبر راديو «أون سبورت إف إم»، اليوم الأحد، أن وزير التربية والتعليم استطاع تحطيم جزء كبير من حاجز الخوف لدى أولياء الأمور، حول ما يشغلهم من ملف التعليم، كما تناقشوا حول كيفية التعامل مع الطلاب الجدد بالمرحلة الابتدائية، وكثافة الفصول والمعلمين والمناهج التي يجري تدريسها.

قضية التعليم أصبحت قضية وطن 

وأوضح أن وزير التربية والتعليم تحدث آنذاك، عن أن قضية التعليم ليست قضية الوزارة فقط، بل أصبحت قضية وطن، تتكاتف فيها وزارة التربية والتعليمية والطلاب والإعلام وأولياء الأمور، لكي تنهض المنظومة التعليمية في مصر.

مقالات مشابهة

  • من الانحدار إلى الصعود
  • الهوموفوبيا.. ماذا تعرف عن «رهاب المثلية الجنسية»؟
  • خوف مستمر وعزلة اجتماعية.. ما هي أعراض فوبيا المراهقين؟ وطرق العلاج
  • جوري بكر: تعبت من الشر ونفسي المخرجين يشوفوني ممثلة مش مجرد ست حلوة (فيديو)
  • مصطفى عمار: وزير التعليم حطم جزءا كبيرا من حاجز الخوف لدى أولياء الأمور
  • الخوف.. نزعة لشعور فطري
  • «خائف».. ممثل الحزب الديمقراطي السابق يعلق على رفض «ترامب» إجراء مناظرة ثانية أمام «هاريس»
  • خالد جلال: اشتغلنا عام كامل لتجهيز «حاجة تخوف».. و53 موهبة مشاركة في العرض (صور)
  • الرئيس الإسرائيلي يكشف سبب تجمع قادة حزب الله الذين تم اغتيالهم